![]()
في الوقت الذي تحتاج فيه طبقتنا العاملة لكل قرش أملاً برفع مستوى معيشة هذه الطبقة التي أثبتت ما لها من دور مهم ومؤثر في صمود هذا الوطن ومواجهته لأعتى حرب تشنّ عليه…
وفي الوقت ذاته الذي تحتاج فيه معاملنا العامة لكل ليرة لتمكين قطاعنا الصناعي من العودة مجدداً إلى دورة الإنتاج وتطويره والنهوض به ليكون الرافعة التي تعيد لاقتصادنا الوطني مكانته ودوره، وبالتالي تعيد لليرتنا السورية مكانتها وقوتها…
في هذا التوقيت الحرج الذي يجب أن نحسب بميزان الماس كل قرش أو ليرة نصرفها وبأي مكان يجب أن يُصرفا ولأجل أي هدف..، أربعة وعشرون مليون ليرة سورية صُرفت على ما أطلق عليه “متحف تاريخ الحركة النقابية العمالية السورية”، الذي احتضنه مبنى الاتحاد العام لنقابات العمال وكان افتتاحه على هامش أعمال الدورة الثامنة لمجلس الاتحاد العام لنقابات العمال الذي انعقد مؤخراً.
أربعة وعشرون مليون ليرة –على ذمة مصدر مطلع في الاتحاد– هي للعمال بذمّة الاتحاد، أنفقت على متحف ضمّ أقساماً تؤرّخ لنشوء الاتحاد العام لنقابات العمال والحركة العمالية السورية منذ عام 1928، وصولاً إلى أول تنظيم لاتحاد عمال دمشق عام 1938، ومؤتمرات الاتحاد العام منذ المؤتمر التأسيسي في الثامن من آذار عام 1983 حتى الدورة الـ26 في عام 2015، ولمحة عن توصيات المؤتمرات العمالية المتتالية، كما شمل المتحف ما يبرز دور سورية في تأسيس الاتحاد النقابي العمالي العالمي، والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، وتاريخ الحركة العمالية النسائية ودور المرأة العاملة منذ أول مؤتمر لها بدمشق في عام 1985 إضافة إلى منظمة العمل العربية.
عناوين مفخرة نعتز بها ويُشكر من لا يزال يحافظ ومتذكراً لها..، لكن السؤال هو: هل هذا هو الوقت المناسب لـ”تحنيطها” بأربعة وعشرين مليون ليرة..، وهل عمالنا بحاجة إلى ذلك..، أم معاملنا بحاجة إلى هذا المتحف..، وأية قيمة له بين جدران أربعة حالياً..، وأي مردود سنجني من ورائه ويجني عمالنا..؟!.
الأربعة والعشرون مليوناً هذه لو كانت -إلى جانب العديد من نظيراتها في غير موقع ومكان– مصنعاً أو منشأة صغيرة أو متوسطة، لكانت سدّت على الأقل ثقب حاجة من احتياجات عديدة لعمال يتَّمت وشرّدت الحرب عوائلهم…
لسنا ضد المتحف كما أننا لسنا ضد “المرصد العمالي للدراسات والبحوث”، الذي جاء متأخراً بوجوده..، لكن هناك من يؤكد أن التوقيت ليس بالمناسب؟!.
هامش: ليس المهم أن تملك المال، بل الأهم أن تعرف أين يُوظف وبأي شيء ومكان وزمان.. وكان يا ما كان… إنها أموال عمال..!
البعث