Quantcast
Channel: حكايات من سوريا –سوريتي
Viewing all 773 articles
Browse latest View live

مقومات العيش نادرة في الغوطة المحاصرة

$
0
0
بينما تعرضت مناطق في أطراف مدينة حرستا وبلدة مديرا في الغوطة الشرقية لقصف من قبل قوات النظام بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، تفاقم الوضع الإنساني في الغوطة المحاصرة أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق من حصار خانق منذ عام 2013، التي تعاني من ندرة مواد غذائية رئيسية وضعف في المساعدات الإنسانية، رغم كونها إحدى أربع مناطق يشملها اتفاق خفض التصعيد في سوريا. وتحدثت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن وفاة رضيعة عمرها 34 يوماً بعدما أحضرتها والدتها إلى مشفى دار الشفاء في مدينة حمورية، جراء سوء التغذية. وتظهر الرضيعة سحر ضفدع، وهي الطفلة البكر لثنائي يعجز عن توفير قوته اليومي جراء الحصار، في مقطع فيديو التقطه مصور الوكالة، بجسد عارٍ وهزيل للغاية وتبرز عظامها بوضوح. وزنها 1920 غراماً، أي أقل من كيلوغرامين وتتنفس بصعوبة فيما تبدو عيناها خائرتي القوى. تحاول البكاء من دون أن تصدر صوتاً قوياً. وبالقرب منها كانت والدتها الفتية تجهش بالبكاء. ونقلت الوكالة عن مصدر طبي قوله إن سحر عانت حالة سوء تغذية شديد، في ظل عجز والدتها التي تعاني بدورها من سوء تغذية عن أرضاعها. ولم يتمكن الوالد العامل في محل لبيع اللحوم مقابل راتب زهيد من توفير الحليب والمكملات الغذائية الضرورية. وتمثل سحر واحدة من عشرات الحالات التي تعاني سوء تغذية، حيث يؤكد الأطباء أنهم يعاينون يومياً عشرات حالات سوء التغذية بين الأطفال خصوصاً في الأشهر الأخيرة. وأوضح الدكتور يحيى أبو يحيى، وهو مدير القسم الطبي في المنظمة الإنسانية في تصريحات لوكالة «الصحافة الفرنسية» أن فروع مركز الحكيم وعددها 11 في الغوطة الشرقية «استقبلت في الأشهر الثلاثة الأخيرة حتى الآن 9700 طفل، يعاني 80 منهم تقريباً من سوء تغذية حاد شديد ومائتان آخرون من سوء تغذية حاد متوسط». وأوضح أن «4000 طفل آخرين يعانون من درجات مختلفة من الحاجة إلى المغذيات الدقيقة»، مضيفا: «هذا مؤشر خطير جداً وكبير». ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الطائرات الحربية جددت «بعد منتصف ليل السبت - الأحد، استهدافها بعدة غارات نفذتها على مناطق في مزارع بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي»، في حين «لم ترد أنباء عن خسائر بشرية». من جهتها، أكدت شبكة «شام» شن الطيران الروسي غارات جوية على أطراف مخيم مريجب قرب مدينة سنجار بالريف الشرقي لإدلب من دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين. تزامنا، كانت طائرات النظام الحربية والمروحية تغير على قرية سكيك بالريف الجنوبي لإدلب. إلى ذلك، لفت المرصد إلى أن طائرات حربية لم يعلم حتى اللحظة فيما إذا كانت روسية أم أخرى تابعة للنظام استهدفت بعد منتصف ليل السبت - الأحد مقرات ومواقع لـ«هيئة تحرير الشام» في قرى الرهجان والشاكوزية وأم ميال ونقاط ومواقع أخرى بريف حماة الشمالي الشرقي. وقتل في هذا القصف 16 مقاتلا من الهيئة بينهم قيادي، إضافة إلى وجود عدد كبير من الجرحى. كما أشار إلى إصابة عدد من المدنيين في تلبيسة شمالي المحافظة بسبب قصف بالمدفعية والهاون من قبل قوات النظام المتمركزة في قرية النجمة الموالية. وتعتبر بعض هذه الأعمال الحربية خرقا لاتفاقات أستانة المتتالية التي تهدف إلى إنشاء مناطق خفض التصعيد في سوريا برعاية تركيا وروسيا وإيران. وفي حين تعتبر إدلب وريف حمص من بين المناطق التي يشملها هذا الاتفاق، تلتزم المعارضة المسلحة بعدم وجود أي من عناصر هيئة تحرير في مناطق سيطرتها وإلا يتم استهدافها. المصدر: الشرق الأوسط

كيف تحكّم داعش في حياة طفلة انتهى بها الأمر أرملة وأماً لرضيعة يتيمة؟!

$
0
0
هاف بوست عربي قبل عامين من اليوم اضطرت أم محمد أن تتخذ قراراً بتزويج طفلتها والتي كان عمرها 12 عاماً حينها، رعبها من أن يطمع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بابنتها الوحيدة دفعها لهذا القرار. فعائلة أم محمد كانت ضمن آلاف النازحين من تدمر التي شهدت وقتها معارك بين قوات النظام السوري وعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، انتهت باستعادة قوات النظام سيطرتها على المدينة. حينها هربت العائلة باتجاه الرقة عاصمة الخلافة الإسلامية كما يحلو للتنظيم تسميتها، وهذا يعني خضوع العائلة للرعب وأوامر داعش أو الإعدام على حدّ قول أم محمد. "في تلك الأيام كانت تتوالى على مسامعنا القصص عن زواج عناصر التنظيم بأي فتاة تحلو لهم" تقول أم محمد لـ"هاف بوست عربي" لذلك قررت تزويج ابنتي لابن خالتها الذي كان عمره 15 عاماً خوفاً من أن يطمع بها أحد من داعش". وبينما كانت أم محمد تروي تفاصيل قصتها لنا وهي جالسة في أحد أركان منزل مدمر في مدينة الباب شمالي سورية، قدّمت زجاجة من الحليب لحفيدتها أسمهان والتي تبلغ من العمر شهراً فقط. نعم أسمهان، هي حفيدتها، بوجهها الأبيض الجميل كانت مستغرقة بالنوم محاطة بأغطية ملونة، فأسمهان هي ابنة ابنتها التي لا تزال هي الأخرى طفلة بنظرها، وأكثر من ذلك فابنتها اليوم أرملة، وتقضي الأيام الأخيرة من فترة العدّة. بحزن تقول السيدة السورية "تلقيت خبر حمل ابنتي بينما كنت أنا في ريف حلب، اتفقنا على أن تغادر ابنتي المدينة المحاصرة من قبل قوات قسد، كي تلد في ريف الرقة وهناك التقيت بها، ولكن زوجها بقي في المدينة". فللخروج من المدينة ضريبته أيضاً حيث يضطر أي شخص أن يدفع مبلغاً مالياً يختلف من شخص لآخر، يضطر دفعه لحواجز داعش كي يسمح لهم بالمغادرة. وبالفعل أنجبت حفيدتها طفلة أسمتها "أسمهان"، في الوقت الذي كانت فيه عناصر قسد المدعومة من التحالف تحرز تقدماً سريعاً للسيطرة على المدينة ودحر عناصر داعش التي كانت تمنع المدنيين من مغادرة الرقة ومنهم زوج ابنتها. ومع الخروج النهائي لداعش وتوجه ما تبقى من عناصر لمدينة دير الزور شرقي سوريا، وصلهم خبر مقتل والد أسمهان الذي مات قبل أن يقابل طفلته، حيث قتل بقصف لقوات التحالف على الرقة. الخبر كان قاسياً على ابنة أم محمد الصغيرة، فهي أم وأرملة الآن حزنها أثر على الحليب الذي ترضعه لطفلتها التي امتلأ جسمها بفطريات، قالوا لها أن حزنها الشديد هو ما سبب لطفلتها ذلك. وتعيش أم محمد على ما يصلها من إعانات هي وابنتها إلى جانب عدد كبير من النازحين لا يعرفون إلى أين ستكون وجهة النزوح القادمة، فالشتاء القارس على الأبواب والمنازل المهدمة في مدينة الباب والتي امتلأت بنازحين من الرقة ودير الزور لن تقيهم ذلك البرد.

حكايات من سوريا تقشعر لها الأبدان : من الحشيش المخدِّر إلى تهمة حمل السلاح

$
0
0
(مصطفى) من بلدة سرغايا بريف دمشق لم يتوقع أبداً ان تقوده حفنة من الحشيش المخدر إلى فرع 227 المعروف باسم فرع المنطقة والشهير بقسوته وتفننه في تعذيب الموقوفين لديه سواء تم توقيفهم بتهم جنائية عادية أم تهم سياسية، وبعد مرور حوالي ثلاثة أسابيع استدعي "مصطفى" إلى غرفة التحقيق الذي كان مطمئناً لكون تهمته مجرد حيازة بضعة غرامات من الحشيش المخدر، إلا أنه فوجئ  بالمحقق وهو يسأله عن شيء أخر غير" حيازة المخدرات", إذ لم يخطر على باله أبداً أن يتم سؤاله عن حمل السلاح  والعمل مع المسلحين. طرحَ عليه المحقق مجموعة من الأسئلة، دون أن يترك له مجالاً للجواب، سأله عن المجموعة المسلحة التي كان يعمل معها؟ وفي أية منطقة.. وما نوع السلاح الذي كان يستعمله، وكم مرة هاجم فيها مع مجموعته حواجز الجيش المتواجدة في بلدة سرغايا ومحيطها؟ وكم عدد المسلحين الذين عمل معهم ؟ وختم المحقق أسئلته  بالتشديد على (مصطفى) أن يجيب على كل تلك الأسئلة بكل وضوح دون لف أو دوران وأن يزوده بأسماء المسلحين، وإلا سيرسله إلى المكان المخصص للتعذيب . ذُهل (مصطفى) لهذا العدد الكبير من الأسئلة التي لم يكن يتوقعها، بل كان ذهنه منصرفاً باتجاه  إثبات  أنه تم توقيفه بجرم حيازة الحشيش المخدر لأجل التعاطي وليس للتجارة, لأن عقوبة الاتجار بالمخدرات توصل صاحبها إلى حبل المشنقة، ولهذا كان مطمئناً لكون الكمية التي ضبطت بحوزته لا تتجاوز عدة غرامات وعقوبتها لا تتجاوز السنة، هكذا كان يعتقد  مصطفى. استجمع (مصطفى) نفسه بعد هذا الوابل من الأسئلة المفاجئة له، وردّ على المحقق بهدوء قائلاً: " عفواً يا سيدي, أنا لم أكن مسلحاً، ولم أحمل السلاح إلا أثناء خدمتي في الجيش العربي السوري، كما لم أتعامل مع المجموعات المسلحة التي انتشرت في المنطقة، ولا أعرف أحداً منهم".  وأضاف قائلاً: "أنا يا سيدي لم يتم توقيفي لأنني مسلح  ولا لأنني أتعامل مع المسلحين ، بل تم توقيفي  لأن الدورية عثرت في سيارتي على عدة غرامات من الحشيش المخدر، وقد شرحتُ لهم أنها للاستخدام الشخصي، فقالوا لي هذا الكلام تقوله أمام القضاء وليس أمامنا". إلا أن المحقق لم يقتنع بجواب (مصطفى) وبعد أن تظاهر بأنه يعيد قراءة الملف الذي بين يديه، توجه بكلام قاس إلى (مصطفى) أكد فيه أن المعلومات الموجودة في الملف تؤكد تعامل مصطفى مع المسلحين وحمله للسلاح أيضاً، ولا يوجد في الملف أية إشارة لضبط أية مخدرات معه. ومع ذلك أصرّ  (مصطفى) على كلامه، وهنا أوعز المحقق إلى أحد عناصر الحراسة  المتواجدين في الغرفة بأخذه إلى المكان الذي المخصص لانتزاع الاعترافات، حيت يتم تعريضه للتعذيب حتى يعترف سواء ارتكب الفعل  أم لا. المهم لدى المحققين في الأمن هو أخذ بصمة وتوقيع الموقوف على اعترافاته بصرف النظر عن صحتها  لتكون دليلاً على ارتكابه الفعل تمهيداً لإحالته إلى محكمة الارهاب التي يأخذ قضاتها غالباً بالاعترافات المدرجة في الضبوط الأمنية، وهو الأمر الذي  شهدته ولمسته بنفسي  خلال الخمس سنوات التي تعاملت فيها مع محكمة الإرهاب. وبعد "حفلة" تعذيب  لعدة أيام  اُستدعي (مصطفى) إلى غرفة التحقيق مجدداً  وقد نال التعذيب منه، حيث بدا شاحب اللون ونحيل الجسم لا يقوى على المشي، ولدى إدخاله مقيداً ومطمّش العينين إلى غرفة التحقيق بادره المحقق قائلاً: "يعني لو أنك اعترفت منذ البداية أما كان حالك أفضل من الآن.؟  وأضاف المحقق بتوجيه سؤال إلى (مصطفى): " إي هات لشوف خبرني بالتفصيل عن السلاح والمسلحين"  كرر (مصطفى) أقواله الأولية نافياً بشدة أية علاقة له بالسلاح والمسلحين، ومؤكداً أنه يتعاطى المخدرات ولا شيء غير ذلك.. وعندما هدده المحقق بإعادته إلى التعذيب مجدداً، أصرّ (مصطفى) على أقواله بقوله للمحقق: " لو سلختم جلدي لن تجدوا سوى الحشيش المخدر..". ومع كل حفلة تعذيب كان يصرُّ (مصطفى) على أقواله بأنه لا يتعاطى إلا المخدرات، وفي آخر مرة استدعاه المحقق للتحقيق معه، تفاجأ (مصطفى) بطلب المحقق من الحارس بفك قيده ونزع الطمّاشة عن عيونه. وهنا شعر مصطفى بتحسن المعاملة معه, لا بل فوجئ أكثر عندما سأله المحقق " هل تحتاج شيئاً ( سيكارة, حشيشة&8230;)", أجاب (مصطفى) " يا سيدي لا أريد شيئاً سوى الخروج من هنا، وهنا قال له المحقق: " ستخرج, ولكن يجب عليك أولاً الاعتراف بحمل السلاح ضد الدولة والتعامل مع المسلحين "، إلا أن (مصطفى) أصرّ على نفي فعله لذلك.. وهنا نهض المحقق من خلف مكتبه متجهاً إلى حيث يجلس (مصطفى) قائلاً له: " حظك  قوي, لقد أكدت كل التحقيقات التي أجريناها  أنك لم تتعامل مع المسلحين وأن جرمك الوحيد هو حيازة المخدرات، ولكني أريد منك أن تعدني بأن تكون عيناً لنا على من يتعامل من المسلحين في بلدتك، وغداً ستتم إحالتك إلى القضاء بجرم حيازة الحشيش المخدر، وأنت دبر راسك هناك". انفرجت أسارير (مصطفى) وانشرح صدره بعد أن انزاحت عنه تهمة حمل السلاح والتعامل مع المسلحين، وأكد للمحقق بعد أن شكره قائلاً: " يا سيدي حيازة، تجارة مو مهم، المهم ما في سلاح ولا تعامل مع المسلحين". وفي اليوم التالي أحيل إلى سجن عدرا، ليبدأ معاناة جديدة، حيث صودف أن التقى بأحد المحامين الموقوفين بسجن عدرا بقضية رأي، فسأله المحامي عن قضيته وعندما روى له ما حدث معه، قال له المحامي: " الله لا يعطيك عافية، تجارة الحشيش عقوبتها الإعدام". فرد (مصطفى): " مو مشكلة يا أستاذ، المهم أطلع من هون وبدبر حالي بالمحكمة". وعندما استفسر (مصطفى) عن تهمة المحامي أجابه المحامي: " أنا تهمتي كتابة أراء معارضة للنظام.. يعني قضية رأي", فضحك (مصطفى) معقباً :" يا أستاذ  والله تهمتك أصعب من تهمتي، وبكرا شوف  رح أطلع قبلك&8230;". لم يتثن للمحامي متابعة قضية (مصطفى) بسبب نقله إلى جناح المخدرات في سجن عدرا. بينما أفرج عن المحامي بعد حوالي شهر من إحالته إلى محكمة الارهاب. المحامي ميشال شماس: كلنا شركاء

الماء المغلي.. طعام عائلة سورية محاصرة في الغوطة الشرقية

$
0
0
في محاولة للتحايل على أطفالها الجائعين، تغلي منال قدراً مملوءا بالمياه على النار، موهمة إياهم أنها تعد طعاماً لا تقوى على توفيره، على غرار عائلات كثيرة تعجز عن تأمين قوتها في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق. ويعاني أكثر من 1100 طفل في الغوطة الشرقية، أحد آخر معاقل الفصائل المعارضة من سوء تغذية حاد، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، جراء حصار محكم تفرضه قوات النظام منذ العام 2013. ورغم سريان اتفاق لخفض التوتر في المنطقة وتوقف الأعمال القتالية، لكن ذلك لم يسجل تحسناً لناحية إدخال المساعدات الإنسانية. وتقول منال التي تقيم مع زوجها وأطفالها الأربعة في منزل متواضع في مدينة حمورية في الغوطة الشرقية لوكالة فرانس برس بتأثر شديد: "أملأ قدراً كبيراً بالمياه لأوهم أبنائي أنني أطهو الطعام لهم إلى أن يناموا بعدما ينهكهم الانتظار". وتوضح فيما تغرورق عيناها بالدموع: "خلال ثلاثة أيام لم يأكلوا سوى الخبز"، مضيفة: "أتمنى أن أتذوق كوباً من الشاي وأشارك به أطفالي. لم نحتس الشاي منذ أسابيع عديدة". وتحاصر قوات النظام منذ أربع سنوات منطقة الغوطة الشرقية حيث يعيش نحو 400 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية، ما أحدث نقصاً كبيراً في الأدوية والمواد الغذائية، عدا عن ارتفاع أسعارها بشكل جنوني في حال توفرها. كما تسبب الحصار بنقص الخدمات الرئيسية من كهرباء ومياه نظيفة ومحروقات. ولا يقوى أبو عزام (38 عاماً)، زوج منال، على العمل بسبب إصابة يعاني منها جراء قصف استهدف منزلهم السابق في مدينة النشابية بريف دمشق وأدت إلى مقتل أحد أطفاله قبل سنوات وقطع رجل ابنه البكر عزام. واضطرت العائلة التي تعيش ظروفاً صعبة منذ ذاك الحين إلى بيع كل ما تملك وصولاً إلى أثاث المنزل لتأمين قوتها اليومي. والمنزل خال إلا من سرير معدني وفرش على الأرض وقطع أخرى بسيطة... ويقول أبو عزام: "نتناول وجبة صغيرة خلال 24 ساعة، وهذا لا يشبع الأطفال". الوضع يزداد سوءا من داخل منزلها المتصدع، تأمل العائلة الفقيرة أن تتلقى مساعدة من منظمات إنسانية، بعدما بات معظم الجيران الذين اعتادوا على مساعدتهم يحتاجون بدورهم إلى الدعم نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي فاقمها الحصار تدريجياً. ولا يمكن لقوافل المساعدات الدخول إلى الغوطة الشرقية إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من السلطات السورية. ودخلت آخر قافلة تقل مساعدات غذائية وطبية ومستلزمات أخرى إلى ثلاث مدن فقط في الغوطة الشرقية في أيلول/سبتمبر الماضي. وساهم التوصل إلى اتفاق خفض التوتر في آستانا في أيار/مايو، والذي بدأ سريانه في منطقة الغوطة الشرقية عملياً في تموز/يوليو، في توقف المعارك والغارات العنيفة التي كانت تستهدفها متسببة بدمار كبير في الأبنية والبنى التحتية وموقعة خسائر بشرية كبرى. لكن توقف القتال لم يُترجم على صعيد تكثيف وتيرة إدخال المساعدات، وهو أحد بنود اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه برعاية روسيا وإيران، حليفتي النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة. وأعلنت روسيا بعد سريان الاتفاق توزيع أكثر من عشرة آلاف طنّ من المساعدات الغذائيّة في الغوطة الشرقية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "عملية التوزيع تمت لمرتين على أحد الحواجز ثم توقفت إثر ذلك". وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا إنجي صدقي لوكالة فرانس برس: "الحاجات الإنسانية في الغوطة الشرقية ضخمة، ويتوجب بذل المزيد من الجهود". وشددت على أن "الوضع يزداد سوءاً"، مضيفة: "نعلم من خلال تجارب سابقة أنه يمكن للأوضاع أن تتدهور سريعاً وتصل إلى مراحل مأساوية حين يعتمد السكان على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية". أجسام هزيلة وتعيش عائلات في الغوطة الشرقية مأساة حقيقية جراء ندرة المواد الغذائية الأساسية. وتوفي طفلان رضيعان يومي السبت والأحد جراء إصابتهما بسوء التغذية الحاد أو مضاعفاته بينهما سحر (34 يوما) التي التقط مصور متعاون مع فرانس برس صورا ومشاهد صادمة لها تصدرت وسائل الإعلام حول العالم عشية وفاتها قبل يومين. وظهرت سحر ضفدع، وحيدة والديها، بجسد هزيل تبرز عظامه ووجه شاحب وبالكاد تقوى على التنفس أو حتى البكاء. ولم يبلغ وزنها كيلوغرامين قبل وفاتها في المستشفى في حمورية. ويقول الدكتور يحيى أبو يحيى وهو مدير القسم الطبي في منظمة غير حكومية تشرف على المستشفى حيث توفيت سحر وعلى 11 مركزاً طبياً في المنطقة: "العناصر الغذائية الأساسية التي يجب أن تتوفر للأمهات المرضعات غير متوفرة". ويوضح: "يعاني أغلبهن من فقر دم ونقص في فيتامين أ و د والزنك والحديد"، لافتاً إلى أن "أجسامهن ضعيفة وبالتالي أجسام الأطفال ستكون هزيلة وضعيفة". وبحسب الطبيب، فإن سوء الوضع الصحي للأطفال ناجم أيضا عن الظروف المعيشية السيئة لناحية عدم توفر مياه الشرب والنقص في وسائل تعقيم المياه الجوفية. كما يُعرض انتقال العائلات من منزل إلى آخر وقلة النظافة، الأطفال للإصابة بحالات إسهال متكررة قد تكون لها عواقب صحية سيئة للغاية. ووفق بيانات أفادت بها اليونيسف، يعاني 232 طفلا من سوء التغذية الحاد الشديد، وهو ما يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً لإبقاء الطفل على قيد الحياة. كما يعاني 828 طفلاً آخرين من سوء تغذية حاد متوسط. داخل منزله المتواضع الذي تصدعت جدرانه وتحطم زجاج معظم نوافذه، يقول أبو عزام لفرانس برس: "جلّ ما أتمناه هو أن أرى أطفالي ممتلئي البطون". ويضيف بحسرة: "أتمنى أن يمر علينا يوم نأكل فيه ثلاث وجبات".

منظمة تكشف حقيقة الوضع في غوطة دمشق.. ماذا عن الأطفال؟

$
0
0
كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن حقيقة الأوضاع في الغوطة الشرقية بريف دمشق نتيجة الحصار المفروض عليها من قبل قوات النظام السوري منذ نحو خمس سنوات. وتعاني الغوطة الشرقية من نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية، معتبرا ذلك "صورة من صور العقاب الجماعي وجريمة حرب مستمرة يرتكبها النظام السوري دون التفاتة حقيقية من دول العالم". وبيّن الأورومتوسطي- الذي يتخذ من جنيف مقرا له- أن معظم مدن الغوطة الشرقية، والتي تمتد في محيط دمشق شرقا وجنوبا وتشمل مدن دوما وزملكا وحزّة وكفربطنا وعربين، ويسكنها أكثر من 350 ألف مدني، تعاني من حصار خانق فرضته قوات النظام السوري منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2012، ثم شددته في 2013 و2017، وهو ما أسفر عن أزمة إنسانية حقيقية تعيشها المنطقة في ظل 5 سنوات من الحصار، يرافقها اشتباكات مسلحة عنيفة تحدث بين الحين والآخر بين بعض الميليشيات داخل مدن الغوطة، ما يفاقم من الأزمة الإنسانية التي تعانيها المنطقة. ولفت الأورومتوسطي إلى أن الحصار -الذي ما زال مستمرا رغم اتفاقيات التهدئة وخفض التصعيد التي يفترض أن تشمل الغوطة- أدى على مدار سنواته الخمس إلى وفاة مئات المدنيين من سكان الغوطة، معظمهم من الأطفال، مشيرا إلى وفاة ثلاثة أطفال في الأيام الأربعة الأخيرة بسبب سوء التغذية الحاد وعدم توفر العلاج الطبي. وقالت ساندرا أوين، المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي: "إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإن حياة مئات الأطفال في الغوطة مهددة بالموت". وأضافت: "العديد من الأطفال أصبحوا أشبه بهياكل عظمية، وهناك ألف طفل على الأقل يعانون من سوء تغذية حاد، فيما لا تحصل الأمهات والمرضعات على الرعاية الصحية الجيدة أو الغذاء المناسب". وأعرب المرصد عن قلقه من استمرار تدهور الأوضاع المعيشية للمدنيين في الغوطة الشرقية، حيث أن هذه الفترة هي الأشد بالنسبة للسكان، لا سيما بعد قيام قوات النظام السوري بالسيطرة على الأنفاق التي كانت تمرّر المساعدات الإنسانية للمنطقة في شباط/ فبراير الماضي، وامتناعها عن فتح المعابر والطرق أمام حركة البضائع والمساعدات لمدن الغوطة بما في ذلك تلك التي تصل عبر وكالات الأمم المتحدة، حيث وصلت آخر المساعدات قبل أكثر من شهر، فيما تستمر قوات النظام بقصف الغوطة بهدف اقتحامها، مع استهداف ممنهج ومتعمد قام به النظام لحقول القمح والشعير بالقذائف الحارقة، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية خطيرة. وأكد الأورومتوسطي على أن ما تمارسه قوات النظام السوري، مدعومة بالحلف الإيراني والغطاء السوري، بحق منطقة الغوطة الشرقية، ما هو إلا استكمال لسياسة العقاب الجماعي الممنهج التي مارستها قوات النظام على مدار السنوات الماضية، مشيرا إلى أن عزل المدنيين عن مصادر الطعام والحاجيات الأساسية والمساعدات اللازمة لحياتهم وتعريضهم للقصف الجوي والمدفعي اليومي، والذي غالبا ما يتسم بالعشوائية، يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ويرقى إلى اعتباره ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. ولفت المرصد إلى أن مبدأ حماية المدنيين وعدم اعتبارهم محلا لأي هجوم خلال العمليات العسكرية يعد أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، وهذا يتضمن حظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، بما في ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الإغاثية والطبية. وطالب المرصد في نهاية بيانه السلطات السورية بالالتزام باتفاقيات التهدئة وإنهاء الحصار المفروض على الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق الآهلة بالسكان المدنيين في سوريا، والسماح لهيئات الأمم المتحدة وشركائها الميدانيين بإيصال الأغذية والوقود والأدوية والمواد والتجهيزات الجراحية والطبية الأخرى إلى المدنيين المحتاجين إلى مثل هذه المعونات في مختلف أرجاء سوريا، بما في ذلك المناطق الخاضعة للحصار من جانب القوات الحكومية. كما دعا الأورومتوسطي مجلس الأمن إلى تفعيل قراراته حول إيصال المساعدات الإنسانية، وفتح ممر إنساني للمحاصرين في الغوطة الشرقية، وفرض إدخال المساعدات اللازمة لهم برا أو جوا بالسرعة الممكنة.

نازحو الرقة في مخيم عين عيسى يتأرجحون بين الفرح والحزن

$
0
0
ينتظر جمعة الخلف بفارغ الصبر، والكثير من النازحين، في مخيم عين عيسى الواقع على بعد خمسين كيلومتراً شمال غربي الرقة، السماح لهم بزيارة مسقط رأسهم لتفقد ممتلكاتهم بعد انتهاء المعارك القتالية وتحريرها من تنظيم داعش، بعدما أجبروا على تركها جراء الاشتباكات العسكرية التي دامت أكثر من أربعة أشهر بين يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي. جمعة (38 سنة)، كان يعمل في مهنة الحلاقة الرجالية ويسكن في حي المشلب. وبعد سيطرة تنظيم داعش على الرقة بداية عام 2014، أجبر الكثير من صانعي مهنة الحلاقة على إغلاق محالهم التزاماً بقرارات التنظيم، كان من بينهم جمعة الذي حُرِم على مدار ثلاثة سنوات من الإمساك بمقص والوقوف خلف كرسي الحلاقة. أما اليوم، وفي خيمة صغيرة بمخيم عين عيسى تحمل شعار المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مغطاة بألواح معدنية، عاد خلف لعمله واضعا كرسيه للحلاقة وبعض الأدوات البسيطة التي جلبها معه أثناء نزوحه قبل ستة شهور. وبعد إعلان تحرير المدينة في 17 الشهر الحالي على يد «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، اختلطت لدى جمعة مشاعر الفرح بالحزن، وقال: «فرحت بالخلاص من (الدواعش)، لكنني أخاف على منزلي والمحل أن يتعرضا للدمار، فالمشاهد الأولى التي شاهدتها على القنوات التلفزيونية كانت صادمة لأن نيران الحرب لم تترك شيئا». ويعم الدمار في الرقة، حيث بدا المشهد صادماً لأهالي المدينة بعد تحريرها، وبات من الصعب التفريق بين منزلٍ ومتجر؛ إذ تحول معظمها إلى جبال من الركام وتناثرت الحجارة وأنابيب المياه وأسلاك الكهرباء في قارعة الشوارع، وتكدست أكوام من النفايات، وتحتاج المدينة إلى جهود ضخمة وأشهر عدة حتى يسمح بعودة هؤلاء النازحين. وعن أسعار الحلاقة والزبون الذي لا يملك مالاً، قال جمعة: «تسعيرة حلاقة الشعر مع الذقن هي 500 ليرة سوريا، ما يعادل دولاراً أميركياً، أما قص الشعر وحده فآخذ من الزبون 250 ليرة، أي نصف دولار، والذي لا يملك ثمن الحلاقة أقول له اجلس وسأقص شعرك بالمجان». على غرار جمعة، تنتظر علياء (58 سنة) النازحة في مخيم عين عيسى أن تتمكن من العودة إلى مدينتها في أقرب وقت ممكن، وكانت تسكن بالقرب من دوار الدلة وسط الرقة، لكن الأبنية المحيطة بها تحولت إلى أكوام من الأنقاض، وشاهدت صوراً على هاتف أحد أقربائها الذي تمكن من الذهاب إلى المدينة بعد إعلان التحرير، لتقول: «شاهدت الصور حيث كل الأبنية المحيطة بالدوار تعرضت لدمار كلي وسويت على الأرض، منزلي يقع في الكتلة الثانية بعد الدوار، حقيقة أخشى أنه تعرض للدمار كباقي المنازل». علياء وأثناء حديثها اغرورقت عيناها بالدموع وعبرت عن مشاعرها المشوشة، لتقول: «حتى إذا رجعنا ورأيت البيت، أين أهل المكان، ابني البكر سامر قتل بالمعارك ضد (داعش) وابني الثاني ماهر هاجر إلى أوروبا، أما بناتي الثلاث فقررنّ البقاء عند خالتهن في مدينة حلب، حتى إذا رجعنا ما راح يرجعوا أحبتنا». في حين بدت علامات الحيرة على وجه أم حسان (42 سنة) التي كانت تقوم بحراسة حصتها الغذائية الشهرية من برنامج الأغذية العالمي أثناء توزيعها في المخيم، وازدادت تجاعيد وجهها وهي في هذه السن، تنهدت وحاولت الكلام بصعوبة وقالت: «بقينا سنين حتى عمّرنا بيتنا، لكنه تدمر بلحظة... لقد فقدنا كل شيء حتى ملابسنا وأثاث المنزل، لم أكن أتوقع أن نترك بلحظة كل شيء ويحدث لنا كل ذلك». وتأكدت أم حسان أن منزلها الكائن في حارة البدو، التي بقي مقاتلو تنظيم داعش، يقاتلون فيها حتى اللحظة الأخيرة، إنه انهار كلياً، وتضيف: «نحمد الله أننا نجونا من موت محكم»، وهي ترفع كلتا يديها إلى السماء. أما حسين (26 سنة) المنحدر من حي الدرعية وسط الرقة، والذي كان يجلس تحت خيمة صغيرة تتمايل مع الرياح، بادر إلى سؤال: «متى بإمكاننا العودة إلى الرقة؟»، حيث باتت العودة إلى الرقة شبه المدمرة الحلم الذي يستعجل النازحون تحقيقه، ونظر إلى جهة الشرق حيث تقع مدينته، وملامح التعب بادية على وجهه، ليقول: «كرهنا المخيم والعيش فيه، الطعام قليل، والأتربة في كل مكان، إن شاء الله عودتنا تكون قريبة». وسئم الكثير من النازحين العيش في مخيم عين عيسى الذي بات يؤوي أكثر من 23 ألف نازح غالبيتهم من مدينة دير الزور (شرق سوريا)، بحسب جلال العياف، مدير المخيم، ويضيف: «نازحو الرقة نحو 8 ألاف يسكنون قرابة 1500 خيمة، أما الذين تم تسجيلهم هنا من مواليد الرقة فتجاوز عددهم مائتي ألف عبروا إلى المناطق المجاورة، في حين يبلغ العدد الإجمالي للمخيم حالياً 23 ألفا، غالبيتهم من مدينة دير الزور؛ لأنها تشهد حملة نزوح كبيرة بسبب المعارك الدائرة هناك». وترفض سكينة (58 سنة) التي كانت تسكن بالقرب من الجامع الكبير، العودة إلى الرقة سريعاً حتى ولو سمحت لها، وتعزو السبب إلى كثرة الألغام التي زرعها عناصر تنظيم داعش، وتقول: «زوجي قبل أيام قال لي إنه ينوي الذهاب إلى الرقة إذا سمح له، لكنني منعته من ذلك لأنني أخاف أن يموت بلغم أرضي فقد سمعنا أن الدواعش زرعوها بكثافة». المصدر: الشرق الأوسط

ما حدث مع احدى صديقاتي في دمشق قبل عدة أيام : كنا ولسه عايشين من قلة الموت ويلعن هالعيشة الزفت

$
0
0
ما حدث مع احدى صديقاتي في دمشق قبل عدة أيام كانت خارج المنزل عندما جاءها اتصال بضرورة الذهاب الى البيت ، فأوقفت تكسي و طلبت منه ايصالها لمكان يقع في منطقة شورى باتجاه المالكي حاول السائق اخذ طريق أطول لكنها اصرت ان يأخذ طريق المالكي لقصره , كان الوقت مساءا و الطريق معتم اقتربوا من مكان الحرس الجمهوري هناك الا ان السائق لم يقف عندهم فانتفض الحرس و اضاء بمصابحه وصفر بوقف السائق ثم دار الحوار الآتي : قرد انت ليه ما وقفت ! السائق: اسف الدنيا ليل و ما شفتك ما باين في حاجز هون الحرس : أشفتني !!! كلي على بعضي أشفتني هات هويتك لخليك تشوفني مرة تانية و التفت لصديقتي و سألها وين رايحة الآنسة فأجابت لهون اول شورى فقال للسائق هات الهوية وشهادة السواقة بتوصل الآنسة وبترجع لفرجيك كيف تشوفيني طبعا صديقتي لما سمعت هيك عرفت شو بده يصير بالسائق فالتفتت على الحرس و قالته : اذا بتريد السائق ماله ذنب انا عندي حالة طارئة بالبيت و جننته هو وعم يسوق على قولة استعجل و لف يمين و روح شمال و الله عميت على قلبه الله يخليك اتركه هل المرة وصارت تترجاه . اطلع فيها الحرس و قالها لك آآخ و الله كرمالك بس كان بدي فرجيه قيمته هل الحيوان يالله روح مشيت السيارة و بدا السائق يسب على الامن و على البلد و ماصدقت البنت انها وصلت عطيتو شو معها مصاري و قالته مشان الله لا تواخذني كنا ولسه عايشين من قلة الموت ويلعن هالعيشة الزفت

تورط عناصر الحواجز بعمليات خطف في دمشق

$
0
0
اختطف عناصر حاجز أمني وسط دمشق سيدة كانت تستقل حافلة نقل عامة، قبل نقلها إلى سيارة أخرى يقودها ملثمون، واقتادوها إلى مكان مجهول، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي. وعلم مخفر مدينة “جرمانا” في ريف دمشق بحادثة الاختطاف التي تشير إلى أن عناصر من الحواجز المسؤولة عن حماية الأحياء الخاضعة لسلطة “الأسد” متورطون بها، حسبما جاء في تفاصيلها. بدأت الحادثة في ساعة ليست متأخرة من الليل، على حاجز “طيار” على أوتستراد “الفيحاء” المعروف بأنه حاجز مشفى “الحياة” وسط دمشق؛ حيث أوقف عناصره حافلة “ميكروباص”، وبدأوا تفتيش الركاب والتحقق من بطاقاتهم الشخصية. عقب انتهاء التفتيش أوقف العناصر سيدة محجبة وأجبروها على النزول من الحافلة، وصرفوا بقية الركاب، ثم أقدم العناصر على دفع السيدة داخل سيارة “مفيمة” يستقلها ملثمون، ثم عصبوا وجه السيدة واقتادوها إلى مكان مجهول. وبعد ثلاث ساعات على اختطافها تمكنت السيدة من الاتصال بعائلتها، إلا أنها لم تستطع إخبارهم بأكثر من عبارة “أنا وقفوني الأمن”، بعد انتباه الخاطفين، ما دفهم إلى تحطيم هاتفها، وانهالوا عليها بالضرب. وفي تفاصيل المحضر الذي تم تسريبه من مخفر مدينة جرمانا قالت السيدة (د.د) 27 سنة، إنها قد احتجزت لمدة ستة أيام في غرفة لا تعرف موقعها كونها كانت معصوبة العينين، وتعرضت خلال هذه المدة للضرب المبرح خصوصاً بعد الاتصال الذي أجرته مع ذويها، وأن الخاطفين أقدموا على كسر جوالها وسرقة محفظتها التي كانت تحوي على 6 آلاف ليرة سورية. وأضافت تفاصيل المحضر بأن الخاطفين أعادوا إلى السيدة بطاقتها الشخصية ودفتر العائلة، قبل أن يرموها وسط طريق مطار دمشق الدولي في ساعة متأخرة من الليل، لتتابع السير، إلى أن وصلت إلى نقطة أمنية فيها عناصر أوصلوها إلى مخفر مدينة “جرمانا”، حيث جرت كتابة “ضبط” بالحادثة، بعد كشف الطبيب الشرعي والتحقق من سلامة السيدة من مخاوف تعرضها للاعتداء الجنسي. وتزايدت عمليات الخطف في دمشق عموماً رغم تكثيف الإجراءات الأمنية ووسائل الردع، ونشر كاميرات مراقبة في نقاط أمنية تابعة للحواجز، إضافة إلى نشر عناصر في مداخل الطرق الفرعية، ويعود سبب استمرارها وازديادها إلى أن منفذيها أو من يقف ورائهم عناصر أمنية، بهدف الفدية المالية أو السرقة، أو الاغتصاب الجنسي. المصدر: مراسل سوري

شتاء سورية على الأبواب

$
0
0
بدأ الشتاء يدقّ باب السوريين، منذراً بفصل جديد من المعاناة المتجددة منذ سنوات. وينتظر هؤلاء المطر والثلج والبرد، وسط نقص في وقود التدفئة وغلاء أسعارها إن توفّرت، بالإضافة إلى رداءة منازلهم أو المراكز التي تأويهم أو خيم النازحين منهم. فيُضاف إلى بؤسهم بؤس آخر. أم عمر نزحت من ريف دمشق إلى إحدى ضواحي العاصمة دمشق قبل نحو ثلاث سنوات، تخبر أنّها تسكن في "شقة ما زالت من دون إكساء، ما زالت هيكلاً من دون نوافذ ولا أبواب ولا حتى صرف صحي أو تمديدات للمياه. أعيش مع أبنائي وبناتي الستة، نسدّ المدخل ليلاً بلوح من الصفيح، في حين لا نملك مدفأة ولا وقوداً للتدفئة. أمّا الكهرباء، فنحصل عليها من خلال خط مددناه من منزل قريب، يسمح لنا بإنارة الغرفة التي نعيش بها". تضيف أم عمر أنّه "في هذه الأيام، بدأنا نشعر بالبرد ليلاً. النوافذ ما زالت مغلقة بالنايلون من الشتاء الماضي، لكنّ بعضاً من النيلون تمزّق. وقد أبلغنا أكثر من منظمة بحاجتنا إلى نايلون، وما زلنا ننتظر اتصالاً من طرف ما". وتأمل أن يصلهم الدور "قبل أن يداهمنا المطر والبرد". وتشير أم عمر إلى أنّها تبحث منذ أسابيع عن "مدفأة مستعملة، إذ إنّ تلك التي كنّا نستخدمها في العام الماضي تعطلت لكثرة ما أحرقنا فيها بلاستيك وخشباً وأيّ شيء قابل للاشتعال"، موضحة أنّها بدأت هذا العام تجمع كل ما تستطيع إشعاله، "فما زلت أشعر ببرد العام الماضي في عظامي". وعند سؤالها عن إمكانية شراء مادة المازوت للتدفئة، تردّ سائلة: "من أين لي هذا؟ فأنا وأبنائي نعمل حتى نؤمّن طعام يومنا وفي أيام كثيرة نعجز عن ذلك". من جهته، يقول مصطفى م. وهو من سكّان دمشق، "فليكن الله بعوننا في الشتاء المقبل. الناس يتوقّعون أن يكون برده شديداً". ويشير إلى أنّهم خلال هذا العام، "عجزنا عن تحضير أصناف عدّة من مونة الشتاء، أي من المربيات والمكدوس والمخللات والزيتون وغيرها من مواد غذائية تخفّف علينا أعباء غلاء المواد في فصل الشتاء". أمّا في ما يخصّ التدفئة "وهي الأهم، فحتى اليوم لم نحصل على مادة المازوت، على الرغم من أنّ مؤسسة المحروقات أعلنت أنّها سوف توزّع 200 لتر من المازوت بسعر 37 ألف ليرة سورية (نحو 72 دولاراً أميركياً). بالتأكيد، المبلغ غير متوفّر لديّ، كذلك فإنّ هذه الكمية غير كافية، خصوصاً وأنّ لديّ أطفالاً صغاراً في السنّ". يضيف: "ولا داعي للتحدّث عن المازوت في السوق السوداء حيث يتوفّر إنّما بضعفَي ثمنه على أقلّ تقدير. حتى الحطب ليس في متناولنا، إذ إنّ ثمن الطنّ الواحد منه يتراوح ما بين 50 و60 ألف ليرة (نحو 100 - 120 دولاراً) ويكفي لنحو شهر واحد. وبهذه الأسعار، من المستحيل أن نحصل على الدفء". ويلفت مصطفى إلى أنّ "وضع الكهرباء تحسّن أخيراً وانخفضت ساعات التقنين. أرجو أن يستمر ذلك خلال فصل الشتاء، إذ من شأن ذلك أنّ يؤمّن لنا مصدر تدفئة". أمّا أبو محمد من ريف درعا، فيشكو قائلاً: "لا أعلم كيف سوف أدفئ أطفالي هذا العام، فمادة المازوت شحيحة جداً بعد المستجدات العسكرية في البادية. فهي كانت تصلنا عبر السويداء المجاورة. كذلك فإنّه من المتوقّع أن يرتفع ثمن الحطب إذ إنّ الطلب عليه سوف يزيد، بالإضافة إلى عدم توفّره كما كان الأمر في الماضي. فبعد سنوات من التحطيب، خسرت مناطق عدّة أشجارها". يضيف أبو محمد أنّه اليوم "عاجز عن تأمين ألبسة شتوية لعائلتي، إذ ما يتوفّر منها غالي الثمن. حتى تلك المستعملة مرتفعة الثمن بالنسبة إلينا". في السياق، يقول الناشط أبو عمار الجنوبي إنّ "وضع السوريين عموماً سيئ مع بدء فصل الشتاء، والأسوأ هو وضع النازحين المقيمين في مخيّمات وفي العراء. فآلاف العائلات في مخيمات درعا للنازحين، كمخيّم زيزون وغيره، يستقبلون الشتاء في خيم نصبوها من بقايا شوادر وبطانيات، ولا أمل لها بالصمود أمام رياح الشتاء. كذلك فهي لن تمنع عن شاغليها المطر ولا الثلج ولا حتى البرد". يضيف أنّ "خيم مئات العائلات منصوبة على التراب، وهو الأمر الذي سوف يحوّل مواقع نصبها إلى مستنقعات مع سقوط أولى زخات المطر". ويتابع أنّ "الغالبية الساحقة من هؤلاء لا يملكون مدافئ ولا وقود التدفئة ولا حتى القدرة على شراء الحطب. فكثيرون اليوم يطبخون في العراء على نار القصب وما يتوفّر من أعشاب يابسة وبقايا بلاستيك". إلى ذلك، لا يبدو الوضع أفضل في إدلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة الإسلامية والمعارضة. فتقول الناشطة أم عمر إنّ "آلاف العائلات في مخيّمات النزوح تعاني من أوضاع إنسانية سيّئة للغاية من جرّاء النقص الكبير في المساعدات الإنسانية والوقود والخدمات الأساسية". تضيف أنّها "تعاني كذلك من غلاء الوقود الذي بالكاد يؤمَّن لمولدات الكهرباء. فإدلب تعتمد على مولدات الكهرباء الخاصة لشحن بطاريات الإنارة وأجهزة الخلوي وأجهزة الكومبيوتر المحمولة إن وُجدت". وتلفت أم عمر إلى أنّ "العائلات التي يتوفّر لديها المال اللازم تتوجّه بمعظمها إلى شراء الحطب، إذ إنّ ذلك تجارة رائجة على حساب الأشجار المثمرة التي لم يتبقَّ منها الكثير". وتتابع أنّ "معظم سكان إدلب، خصوصاً المهجّرين منهم، لا أدري كيف تكون أيامهم المقبلة، لا سيّما بعد تجدد القصف والعمليات العسكرية أخيراً. من شأن ذلك أن يزيد من عدد النازحين والمشرّدين في إدلب". تجدر الإشارة إلى أنّ ملايين السوريين يستقبلون الشتاء المقبل في حالة يرثى لها، وكثيرون منهم مشرّدون ونازحون ومحاصرون في ظل أوضاع مأساوية، كما هي الحال في الرقة ودير الزور والبادية وريف حمص والغوطة الشرقية وجنوب دمشق والغوطة الغربية والقنيطرة ودرعا وغيرها، في وقت يبدو العجز واضحاً لدى المنظمات الدولية عن التخفيف من مأساتهم. ريان محمد

جديد المتة: مفقودة من الأسواق بعد تحديد سعرها من حكومة النظام

$
0
0
في الثالث عشر من هذا الشهر أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحكومة المستهلك في حكومة النظام تعميماً لتحديد «المتة» وذلك بتصنيفها إلى شريحتين الأولى «متة بكافة أنواعها ومسمياتها عدا الببورين» والثانية «متة ببورين» بينما تم تحديد ربح بيع كل عبوة في حقول أسعار «العبوة ومبيع الجملة ومبيع المستهلك» بهامش يتراوح بين عشرين وخمسة وعشرين ليرة سورية. ودخل التعميم حيز التنفيذ بحلول يوم الأحد 15 تشرين الأول/أكتوبر حيث تم تحرير عدد من الضبوط التموينية لبيع «المتة» بسعر أعلى من السعر في عدد من المحافظات السورية، وما هي إلا أيام حتى تحوّلت إلى سلعة مفقودة من السوق إلا ما ندر! وعقد اجتماع في مقر وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في العاصمة السورية دمشق حضره الوزير عبد الله الغربي ومعاونه حسام نصر الله مدير مديرية حماية المستهلك في الوزارة وذلك من أجل «الاتفاق على التوزيع بموجب قوائم تحت إشراف مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالمحافظات»، وقد «تعهّد التاجر عماد كبور صاحب شركة كبور للتجارة أمام الدكتور عبد الله الغربي وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك اليوم بأن يقوم بطرح كمية /40/ طن من المتة يومياً في الأسواق». ورغم الاجتماع الأخير ما زالت «المتة» مفقودة في أغلب أسواق المحافظات وسخر الأهالي من ذلك بالقول إن تلك «السلعة لا بد أن توضع في المتحف»، وتساءل آخرون «من أين المشكلة إذن؟ الوزارة حددت السعر لكن التجار احتكروا السلعة!».

نظام الأسد يبتكر أسلوبا جديدا لتعفيش وملاحقة السوريين بشكل قانوني!

$
0
0
أصدر نظام الأسد مؤخراً سيلا من القوانين والقرارات التي تعتبر من بين أغرب القوانين في العالم، والتي لا يوجد عملياً أي سند قانوني أو مرجعية دستورية لدى النظام، سوى الأمر الواقع وقدرته على فرض ما يريد باعتباره "المنتصر" حسب ما يعتقد. فمن القرارات المالية التي فرضها حاكم مصرف سوريا المركزي التابع لنظام الأسد، تعليمات وقرارات جديدة فيما يخص الحوالات المالية. وجاء في الشروط أنه يمنع سحب أكثر من حوالة مالية واحدة في الشهر، وكذلك يمنع تصريف العملات الأجنبية أكثر من مرة في الشهر الواحد. كما تم وضع شرط استلام الحوالة بالليرة السورية إذا كانت أقل من 500 دولار أمريكي، وفي حال كانت الحوالة أكثر من 500 دولار، أو استلم الشخص أكثر من حوالة في الشهر، يمنع من سحبها ويتوجب عليه إبقاءها وديعة في البنك لمدة ثلاثة أشهر، قبل أن يستطيع سحبها قيمتها بالليرة السورية. كما يمنع الشخص من سحب الوديعة قبل انقضاء ثلاثة أشهر، وإن أراد ذلك يمكن سحبها بالليرة السورية بعد دفع عمولة قيمتها 10% من قيمة الوديعة. ورأى محللون أن هذه الإجراءات تهدف إلى جمع القطع الأجنبي ضمن ميزانية نظام الأسد التي تعاني من عجز تام جراء الحرب ضد الشعب السوري. لكن هذا الأمر ليس بتلك البساطة، فهذه القرارات والتعليمات ليست سوى نزر يسير من الكثير من القرارات والقوانين المتراكمة، التي سيكون لها نتيجة كارثية على الشعب السوري، وهي تتزايد يوماً بعد يوم وتضيق على السوريين بشكل "قانوني". وكشفت مصادر من داخل النظام العشرات من قرارات مصادرة الأملاك، والتي أصدرها النظام ضد معارضيه وعائلاتهم، والتي شملت الآباء والأبناء والزوجة والأطفال، وربما تتوسع لاحقاً لتشمل الأخوة والأخوات وربما أي شخص بنفس العائلة، الأمر الذي ينفي أبسط مبادئ العدالة. القرارات التي ترتبط بعمليات "مكافحة الإرهاب" تصدر من محكمة الإرهاب، وهي تتضمن بنداً لحجز الأملاك لكامل أفراد عائلة "الإرهابي" المفترض، والذين هم في الواقع ناشطون إعلاميون وسياسيون ورجال أعمال معارضون، ما يجعل من جميع المعارضين للنظام هدفاً لمثل هذه الأحكام والقرارات التي كشف عن عدد بسيط منها، في حين توقعت مصادر متعددة، أن عدد مثل هذه القرارات يتجاوز عشرات الآلاف وربما أكثر (تعتبر محاكم النظام "الاستثنائية" بأنواعها الاسرع في اتخاذ أحكام بطريقة غير مسبوقة في التاريخ)، وتشمل جميع الأشخاص المثبت معارضتهم للنظام، وخاصة الإعلاميين والمنظمات الإنسانية. القرارات هذه لم تأت بشكل منفرد، بل تأتي بشكل حزمة متكاملة من القرارات التي تضغط على المعارضين وخاصة خارج سوريا، بهدف تجريدهم من جميع حقوقهم القانونية "بشكل قانوني". ومن بين تلك القرارات ما أعلنه نقيب الصيادلة التابع لحكومة نظام الأسد في سوريا محمود الحسن عن إعطاء "مهلة" للصيادلة الذين أغلقوا صيدلياتهم خلال المعارك في سوريا، وبخاصة الذين هربوا خارج البلاد وتحولوا للاجئين، حيث تم منحهم "مهلة" ستة أشهر فقط للعودة إليها وفتحها، قبل إلغاء الترخيص. هذا القرار يعني بشكل قطعي أن ما يزيد عن 98% من الصيادلة خارج سوريا والمهجرين منهم والذين تحولوا للاجئين لأنهم مطلوبون لنظام الأسد سوف يفقدون تراخيص عملهم، ويفقدون قدرتهم على العمل (ولا نستغرب لاحقاً إسقاط شهاداتهم الجامعية ونزع صفاتهم العلمية، وبخاصة المطلوبين منهم بشكل كبير لمشاركتهم في معالجة الجرحى)، وكذلك يتوقع أن يمتد هذا القرار إلى مهن أخرى مثل الأطباء والمهن الأكاديمية وبخاصة الأكاديميين من الجامعات والجامعيين بمختلف صنوفهم، ما يجعل من النظام يعمل على اقتلاع جذور هؤلاء الأشخاص من سوريا، ومنعهم من العودة وإجبارهم على البقاء خارجها، فهو يلاحقهم أمنيا ويسقط حقهم في العمل وربما يسقط مؤهلاتهم الجامعية، وفي الخطوة الأخيرة ستكون الجنسية السورية آخر ضحايا هذه القوانين. نظام الأسد لم ينس كذلك أن يوجد قوانين "شعبية" تنطبق حالياً ربما على نصف مليون شاب خارج سوريا أو في مناطق المعارضة، وكل عام سيزيد عدد هؤلاء المشمولين بهذا القانون. ولعل قانون "الخدمة الإلزامية" الجديد أو للدقة تعديلاته التي يعمل عليها النظام، خصوصاً البند المتعلق بالمتخلفين عن الانضمام إلى قوات الأسد. حيث أن التعديلات الجديدة المتوقع إدراجها سواء حالياً أو لاحقا، حسب ما تروج مصادر تابعة للنظام تنص على إلزام من يتجاوز عمره السن المحدد للتكليف بالخدمة الإلزامية ولم يؤدها "لغير أسباب الإعفاء أو التأجيل المنصوص عليها في هذا القانون"، بدفع بدل فوات الخدمة مبلغا وقدره 8000 دولار أمريكي أو ما يعادلها بالليرة السورية، وذلك خلال 3 أشهر تبدأ من اليوم التالي لتجاوزه السن المحددة للتكليف، وفي حال لم يدفع المُتخلف عن الخدمة للمبلغ، يعاقب بالحبس لمدة سنة واحدة، كما يُغرم من تجاوز السن المحددة للتكليف بدفع مبلغ مئتي دولار أمريكي عن كل سنة تأخير في التسديد تبدأ من اليوم التالي لانقضاء المهلة المحددة لدفع مبلغ الـ 8 آلاف دولار. لكن هذه الدولارات ليست كل ما يطمح له نظام الأسد فحسب بل يشمل التعديل إقرار "الحجز الاحتياطي" على الأموال المنقولة وغير المنقولة للمكلفين بالدفع الذين امتنعوا عن تسديد بدل فوات الخدمة ضمن المهلة المحددة للدفع، بقرار يصدر عن وزير المالية، وسيلحقها البيع أو المصادرة بالتأكيد لنزع هذه الأملاك من يد السوريين المهجرين. ويعتبر هذا البند بمثابة عملية "تعفيش قانونية" لممتلكات أعداد كبيرة من السوريين غير القادرين على دفع الغرامة التي سيفرضها النظام في حال أُقرت التعديلات، إضافة لقوانين التنظيم العمراني الجديدة التي ستكون قادرة على محو نصف العاصمة دمشق وأجزاء واسعة من الكثير من المدن في سوريا، ما يعطي الفرصة للنظام لمتابعة عملية إعادة "الهندسة الديموغرافية" لمناطقه، بعد إنهاء موضوع "التغيير الديموغرافي". إذاً، نظام الأسد يستغل الوضع قانونيا بشكل كبير، على مستوى إصدار تشريعات وقوانين تسمح له بمنع عودة المهجرين، ووضعهم تحت المساءلة القانونية لأسباب ليست سياسية فحسب، بل لأسباب قانونية بحتة لا تتعلق بوضع سياسي بل بأعمال بعيدة عن السياسة، لا يمكن بشكل من الأشكال اعتبارها ضمن التصنيفات العالمية للأعمال المرتبطة بمعارضة نظام الحكم في دولة ما، فهو يستغلهم مالياً ويضطهدهم أمنياً ويمنعهم من العودة، لأسباب لا تنتهي ويستحيل على أي شخص عملياً غادر سوريا أن يكون قادراً على حل جميع المشاكل "القانونية" التي يخلقها نظام الأسد، والتي يستطيع بكل بساطة التهرب عبرها من أي التزام بإسقاط التهم والملاحقات السياسية، بل كل ما يفعله هو تحويل التهم والجرائم من سياسية إلى قانونية بحتة، منفذاً أكبر عملية "تعفيش قانوني" خلال التاريخ البشري. بلدي نيوز

قرار نهائي بإفراغ مراكز الإيواء في دمشق وعشرات العوائل تفترش الطرقات.

$
0
0
في تتمة للخبر الذي كانت شبكة “صوت العاصمة” قد اوردته في منتصف ايلول/ سبتمر الماضي، حول قرار إخلاء مراكز الإيواء في مدينة دمشق، علمت “صوت العاصمة” من مصادر مطلعة أن القرار النهائي قد صدر لإكمال عملية الإفراغ التي بدأت في نهاية آب / اغسطس الماضي، حيث أن القرار السابق كان يقضي بإخلاء مراكز الإيواء في المزة والمهاجرين، وإبقاء مراكز كفرسوسة وباب مصلى ودمر والمشروع والزاهرتين القديمة والجديدة، بمعدل 8 مراكز داخل العاصمة دمشق، سيتم توزيع العوائل المهجرة من دمشق وريفها على تلك المراكز بالتساوي، إلا أن الجديد هو إخلاء كافة المراكز بدون استثناء، وتأتي تلك الإجراءات بعد التفجيرات الأخيرة التي شهدتها دمشق من جهة، والتقدم الذي يحرزه النظام على مختلف الجبهات، خاصة مع فك الحصار عن أحياء مدينة دير الزور، فأصبح يطالب المهّجرين بالعودة إلى مدنهم وقراهم “المحررة” وبحسب مراسلينا في دمشق، فإن قرار الإخلاء تم توزيعه على كافة المراكز، وتعليقه على أبوابها ليراه جميع قاطني المركز، الامر الذي خلق نوع من الفوضى بين الأهالي ومشرفي المراكز، مع تهديدات مباشرة من الأهالي بإجراء اعتصام أمام مبنى محافظة دمشق للتراجع عن ذلك القرار، فقام مشرفي مدرسة “ام عطية الأنصاري” في حي الزاهرة بتقديم وعود بإيجاد حل فوري يوقف عملية الإخلاء، لتجنب حدوث تظاهرة أو اعتصام قد تتطور إلى “اعمال شغب” حسب وصفهم. صباح اليوم التالي، تفاجئ الأهالي بحضور دوريات شرطة وحافلات وسيارات لنقل المقيمين في المركز إجبارياً إلى مراكز إيواء حرجلة والدوير، وبعض الرفض الشعبي بالخروج من المركز، هدد المشرف المسؤول بالاتصال بفرع فلسطين المسؤول عن المنطقة للتدخل واعتقال رافضي الخروج، مما اضطر الناس للرضوخ والخروج من المركز مرغمين. وبحسب مصادر “صوت العاصمة” فإن 30 عائلة فقط من أصل 90 تم نقلها إلى من مركز ام عطية، أما ما تبقى من العوائل فرفضوا الخروج إلى مراكز “حرجلة والدوير” البعيدة جداً عن مركز المدينة، وبقوا مشردين في الشوارع، أو لدى العوائل، وبين المكاتب العقارية للبحث عن غرفة او منزل صغير يقيهم شر النوم على الأرصفة. المصدر أشار إلى أن مهجري المحافظات والأرياف تم نقلهم إلى مركز حرجلة، اما مهجري الأحياء التابعة إدارياً لدمشق إلى مركز الدوير بالقرب من مدينة عدرا. وتمكن فريق دمشق التطوعي “التشبيحي” بمساعدة قوى أمنية من إخلاء مركز “المناضل” في حي الزاهرة، والذي يحوي قرابة 40 عائلة أغلبهم رفض الذهاب إلى مركز حرجلة ليبقوا في الشوارع المحيطة بالمركز، على أمل التراجع عن القرار. بعد إخلاء مركز “ام عطية” عمّت الفوضى بقية المراكز، وسط تهديدات بالتظاهر أيضاً، فقامت محافظة دمشق بتأجيل موعد الإخلاء كــ “ابرة مخدر” لتجنب المشاكل مع الأهالي، مع إبقاء قرار الإخلاء قيد التفعيل بأي لحظة، وذلك بعد إخلاء مراكز في مشروع دمر ومساكن برزة. ويأتي رفض الناس الخروج نحو مراكز الإيواء في حرجلة والدوير، لأسباب ذكرناها في مقال سابق، أبرزها بعدها عن المدينة، خاصة مع استقرار الكثير من العوائل وتسجيل الأطفال في المدارس بعد معاناة كبيرة، وإيجاد عمل من قبل بعض الرجال في مدينة دمشق وقريب من مراكزهم، كل هذا زاد عليه التشديد الكبير في مراكز حرجلة والدوير، وعدم السماح للعوائل بالخروج من المركز بعد تثبيت الإقامة، حتى وأن حصلوا على عقد إيجار او استضافة، فإنهم بحاجة لموافقة أمنية قد تستغرق شهر أو أكثر حتى يتم انجازها، ويمكن أن تأتي بالرفض، وإن حصل المواطن على موافقة أمنية، يجب عليه كتابة تعهد بعدم العودة إلى مراكز الإيواء أو تقديم طلب للمحافظة لإيوائه مجدداً مهما ساءت به الظروف، كل ذلك جعل من عشرات العوائل ترفض الذهاب إلى حرجلة والدوير . وأصبحت عمليات التجنيد الإجباري في الآونة الأخيرة تتكرر في المراكز البعيدة عن المدينة، حيث أن القوى الأمنية تقوم بمداهمة تلك المراكز دورياً وإجراء الفيش الأمني للشباب والرجال، وبحسب مصادرنا فإن 18 حالة تجنيد إجباري حصلت في مركز حرجلة خلال الاسبوعين الماضيين. عمليات إخلاء المنازل جاءت بالتزامن مع حملة كبيرة تستهدف المُهجرين بشكل عام في مدينة دمشق، عبر عمليات تفتيش للتحقق من اوراق ملكية المنازل او وجود عقد استضافة أو إيجار، وقد سُجّل إخلاء عشرات المنازل في أحياء الدحاديل وبيادر نهادر والمهاجرين وركن الدين ومساكن برزة وبستان الدور، بعضها عبر الحملات الكبيرة التي تشنها مخابرات النظام، وآخرى عبر “افساديات” من مخبري الافرع الأمنية المتواجدين في تلك الأحياء. وتأتي تلك الحملات في تضييق جديد على المُهجرين إلى العاصمة دمشق، بحجة ارتباطهم بالتنظيمات “الارهابية” وفصائل المعارضة المسلحة في المناطق التي نزحوا منها، وقد عانى أبناء المناطق الشرقية (دير الزور، الرقة) الويلات في مدينة دمشق من قبل الأفرع الأمنية، فلا مركز إيواء يأويهم، ولا منزل مستأجر إلا بعد موافقة أمنية صعبة المنال، ليُضاف لهم اليوم، النازحين من مخيم اليرموك والحجر الأسود، بعد العمليات الأخيرة التي استهدفت دمشق وتبناها تنظيم داعش. وكان موقع الوطن الموالي للنظام قد نشر خبراً نقلاً عن رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرى أن أكثر من 50% من سكان مراكز الإيواء عادوا إلى منازلهم، فيما يتنظر الباقي إعادة تأهيل البنية التحتية للمدن والمناطق التي استعادها “الجيش السوري” مؤخراً، مبرراً عمليات التهجير التي طالت مئات العوائل في مراكز الإيواء . المصدر: صوت العاصمة – خاص

المعلمة “نغم علوان”فقدت ساقيها بسبب قصف النظام المجرم ولكنها لم تيأس وبدأت أولى خطوات العودة للحياة

$
0
0
تمكنت المعلمة" نغم علوان" من مدينة خان شيخون بإدلب، من التغلب على إعاقتها بعد أن استطاعت الحصول على أطراف اصطناعية عوضاً عن أطرافها التي فقدتها بقصف الطيران الحربي على مدرستها في ريف إدلب، بمساعدة عدة منظمات ساهمت في إعادة الأمل لديها في العودة للحياة. لم تفقد المعلمة " نغم علوان" طوال فترة إعاقتها الأمل في العودة لحياة أقل ماتكون أقرب للطبيعية تمكنها من الاعتماد على نفسها في التحرك، مكنها من ذلك إصرارها على الحياة ودافعها في قهر الإعاقة والتغلب عليها، كان زوجها سنداً وداعماً قوياً لها طيلة الفترة الماضية، حتى تمكنت مؤخراً من الحصول أطراف اصطناعية لقدميها المبتورتين في إحدى المشافي التركية، بدأت مراحل اتخاذ الإجراءات الطبية لتركيبها وبدء أولى مراحل التدريب على المشي والعودة للحياة. المدرسة " نغم عبد العز علوان" من مدينة خان شيخون، كانت في مدرسة كفرعين بريف إدلب الجنوبي تعلم الأطفال وتتحدى كل آلة القتل والجهل التي مارسها الأسد وحلفائه، كانت ضحية القصف الذي استهدف المدرسة بشكل مباشر في تشرين الثاني من عام 2016، ما أدى لبتر قدميها، وإضطرارها للخروج لتركيا لتلقي العلاج. أقامت السيدة "نغم علوان" مع زوجها في مجمع الرحمة للرعاية بمدينة الريحانية التركية، والذي تشرف عليه "جمعية الوفاء للإغاثة والتنمية". وكان تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شهر آب الماضي، صوراً للمعلمة نغم علوان، لاقت الصور تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تجسد وفاء الرجل لزوجته بعد إصابتها، وما خلفته طائرات الأسد من أوجاع وآهات بحق الشعب السوري، وإصرار المعلمة على العودة لحياتها والتي تجسد مثالاً حياً لآلاف المعاقين جراء قصف الأسد وحلفائه من أبناء الشعب السوري يصرون على الحياة وقهر إعاقتهم. المعلمة "نغم علوان" استطاعت خلال عام واحد من التغلب على معاناتها المريرة بفعل القصف وبتر قدميها وعجزها عن الحراك، متطلعة للوقت الذي يوقف فيه صوت الرصاص والصواريخ وتعود لطلابها الذين افتدتهم طويلاً تعلمهم معنى الصبر والثبات والإصرار على تحقيق النصر والتغلب على كل العوائق. shaam.org

كانت الأسطورة تقول إن السرفيس اختراع سوري…

$
0
0
في دمشق، كان الصاعد إلى السرفيس يلقي السلام على الجميع إن دخل خلال أوقات غير مزدحمة. أما حين يهجم الزحام على المدينة في ساعات الذروة، فعلى المرء القتال للحصول على مقعد، خاصة في الساعة التي تسبق موعد الإفطار الرمضاني. وإذا أردتَ التحديد أكثر فعليك بشارع الثورة، أكثر الشوارع ازدحاماً في المدينة. السرفيس هو سيّارة بيضاء غالباً، أحياناً ملوّنة بدهان آخر كالكحلي الأدكن مثلاً. سيّارة صغيرة تتسع لعشرة ركّاب من الخلف وراكبين بجانب السائق، وقد يكون هناك مقعدان زائدان في الخلف، خاصة في العربات المتجهة نحو البلدات الريفيّة، ليصبح مجموع الركاب خمسة عشر. لهذه العربة المتنقلة بالبشر أسماء تختلف باختلاف المناطق، لكن أكثر الأسماء انتشاراً في سوريا هو: سرفيس أو ميكروباص، واختصاراً ميكرو. كان هذا الميكرو يطوف بنا أرجاء المدينة وبين المدن والبلدات القريبة. كانت الأسطورة تقول، حين كنّا صغاراً، إنّ السرفيس اختراع سوري، وهو موجود في سوريا فقط. حين كبرنا عرفنا أنّ السيارة من إنتاج ألماني ومنتشرة في كلّ البلاد، وهي وسيلة نقل رئيسيّة في البلدان المجاورة. في تركيا مثلاً، وتحديدًا في إسطنبول كان الدولمش، كما يسمى هناك، في عداد وسائل تنقلي الرئيسيّة، خاصة في منطقة كادي كوي. في لبنان، كان للفان الرقم أربعة فضلٌ على تنقلي بين عين الرمانة والداونتاون وصولاً للحمرا. في مصر، كانت غالبية تحركاتي بالميكرو باص، خاصة تلك التي تنتظر في بداية شارع جمال أو عند ميدان رمسيس. السرفيس كان رفيق دربي اليومي حين كنت أعيش في الشرق الأوسط. عن طريق هذه الآلة المتحركة، أصل إلى جامعتي وعملي ومواعيد غرامي وسهرات أصدقائي، وإلى كلّ مكان أريد مقابل مبلغ زهيد من المال. وأعجب في كلّ مرة كيف كان يستطيع السائق العيش مقابل مبلغ كهذا. تخيلوا رحلة طولها حوالي 20 كيلومتراً من كاراج العباسيين في أقصى شرق دمشق إلى كاراج السومرية في أقصى غربها يقطعها خط "الدوار الشمالي"، مقابل 15 ليرة سورية للراكب الواحد - أي حوالي 30 سنتاً أمريكياً - (هذه كانت التسعيرة حتى وقت خروجي من البلاد في العام 2011). حكايات السرفيس لا تنتهي، فمن حوارات اجتماعية إلى أخرى دينيّة، فمشكلات بين الركاب والسائق، أو بين سائقين، أو مشكلة ما مع شرطي مرور. خلال رحلتكم، التي قد تطول أو تقصر، تصحبكم أغنيات الراديو بصوت عالٍ، من هيفاء وهبي إلى أم كلثوم مروراً بكل ما لا يخطر على بال. أحياناً تكون الدروس الدينيّة رفيقة دربكم، وخاصة دروس راتب النابلسي أو خطب حسن نصر الله. وقد يرافقكم صوت عبد الباسط عبد الصمد مجوّداً القرآن. حكايات السرفيس لا تنتهي، عراك، أحاديث ثقافيّة، تحرش جنسي بنساء أو بأطفال، أدعية السفر، كتابة رسالة حب أو رقم هاتف ما على المقاعد، مراجعة الدروس قبل الوصول إلى قاعة الامتحان، تعب الحياة بكلمات قليلة على لسان عامل أو عاملة عائدين إلى البيت بعد يوم عمل شاق، لذة الحياة مرسومة على وجوه السكارى الراجعين إلى منازلهم في وقت متأخر من الليل، سائقون تعبون من كلّ شيء يعتقدون أنّهم عرفوا جميع أنواع البشر في سياراتهم التي تشق شوارع المدن الحزينة، عبارات تختصر فلسفة الحياة مكتوبة على جدران السرفيس، زينة يجمّل بها السائق عربته. حكايات السرفيس لا تنتهي، سائقون يجتمعون في الموقف، يتبادلون أحاديث كلّ يوم عن الرُكَاب وعن عائلاتهم وعن شرطة المرور التي لا ترحم. ركاب متجهون إلى بلداتهم البعيدة منتظرين بتأفف اكتمال عدد الركاب كي ينطلق بهم السائق إلى بيوتهم بعد يوم طويل، شتم زحمة الشوارع في وسط المدينة ودرجة الحرارة المرتفعة فترة الظهيرة. حكايات السرفيس غنيّة لا تنتهي. لا أعرف لماذا لا يحضر السرفيس في رواياتنا وأفلامنا ومسلسلاتنا بكثافة حضور المترو في الثقافة الأوروبيّة والأمريكيّة برغم أهمية هذه السيارة في تنقلاتنا وبرغم دورها الفاعل والمؤثر في حياتنا، وهو يوازي، بل يفوق دور المترو في البلاد الأخرى. لا أعرف لماذا لا ننتبه لتفاصيل بلادنا. رغم حبي للسرافيس وحكاياتها التي لا تنتهي، أحبّ أن تُتَوّج هذه الحقبة بتطوير البنى التحتيّة في بلادنا الحزينة - برغم يقيني أنّ ذلك لن يحصل ونحن نعيش في زمن الديكتاتوريات التي لا يهمها إلا مصالحها الشخصيّة ومصالح الفئة الصغيرة الملتفة حولها - وإنشاء شبكات للمواصلات العامة تحترم المواطنين وتحفظ كرامتهم، التي من المفترض أن تكون مصونة في بلادنا، بلاد الخراب. المصدر: رصيف 22 أبو أحمد طبيب ستيني يعمل بمشفى المواساة، يستيقظ من الساعة السادسة صباحاً ليكون على رأس عمله في تمام الساعة الثامنة، في ظل إضراب غير معلن تقوم به سرافيس الدوار الشمالي والذي بدأ منذ قرابة الأسبوع. سرفيس الدوار الشمالي الذي يمتد خط سيره من ساحة المواساة إلى حاميش أو مساكن برزة، أصبح مصدر إزعاج صباحي لكثير من الناس بسبب قلة وجوده وأحياناً انعدامها. مراسل سورية الحدث تتبع الظاهرة لمعرفة أسبابها، وفي حديث أجراه مع أحد سائقي الدوار الشمالي لمعرفة سبب المشكلة قال “نقف كل يوم بما يقارب الساعتين أو أكثر على حاجز المساكن والجسر الأبيض، وتعرفة الركوب 40 ليرة قائلاً “والله ما عم توفي”. وفي سؤال وجهه مراسلنا لأحد السائقين عن عدد السرافيس التي تعمل فعلياً أجاب الأخير” إن عددها على الخط 500 سرفيس تقريباً، يعمل منها بشكل فعلي 100 تقريباً و25منهم لديه طلبات مدرسة” أي أن السرافيس التي تعمل على الخط بشكل فعلي عددها ما يقارب75 فقط، مضيفاً “أن نصف السائقين يعمل بنصف خط فقط حيث يصل إلى ساحة شمدين فقط”. وأشار السائق -الذي رفض ذكر اسمه- “أن مراقبي الخط خرجوا منذ فترة وأخذو أرقام السرافيس التي لا تعمل وحتى الآن لم يتحسن شيء”. أما محمود -أحد طلاب كلية الطب- نقل لمراسل سورية الحدث معاناته قائلاً “أستيقظ يوماً من الساعة السادسة لأستطيع الوصول لجامعتي في الوقت المحدد وأكثر الأحيان أعمد للذهاب سيراً على الأقدام ” وتخوف محمود من قدوم فصل الشتاء وبقاء هذه الأزمة وأضاف “يا أخي ياخد خمسين ويطلعني”. بعد مروم أكثر من اسبوع لا تزال المشكلة قائمة، مع الإشارة إلى أن موقع سوريا الحدث سيتابعها لإيجاد حلول قبل الشتاء. سورية الحدث 05-10-2015

تجربة شاب مسيحي عاش في ظل داعش.. عن القوانين خاصة والحياة في الرقة

$
0
0
نزار حسان سامي كشور (شاب مسيحي من الرقة يعيش الآن في تركيا) خاض تجربة الحياة تحت سلطة داعش مدة طويلة، تحدّث لموقع الحل عنها، واصفاً ما فرضته عليهم داعش كمسيحيين بالقوانين الصارمة جداً، بدءاً من إلزامهم بالزي الشرعي إلى جانب عدة أمور آخرى منها عدم السماح لهم بالاحتفال بالأعياد والمناسبات الخاصة بهم، ومنعهم من إظهار الصليب والكتب المقدسة، وكل ذلك كان تحت طائلة العقوبة والغرامة، على حد قوله. حياة كشور كانت مليئة بالخوف المضاعف الذي ينتابهم أثناء المرور بمقربة من حواجز التنظيم ونقاطه الأمنية بداخل المدينة، لمجرد الانتماء إلى دين لا يقر به عناصر داعش ولا يرضون عنه جملة وتفصيلاً. يقول المصدر كانت أعداد أسر المسيحين عندما دخلت داعش إلى الرقة حوالي 1500 أسرة حسب احصائيات أجريت في عام 2014، وبعد الانتهاكات وفرض الجزية بقي مايقارب 30 عائلة فقط أغلبهم استمروا في الرقة تحت سلطة داعش حتى بدء المعارك الأخيرة التي نزح فيها كل سكان المدينة تقريباً. الكنائس قال كشور إن التنظيم قام بمصادرة معظم المباني والأوقاف المسيحية داخل المدينة، ومنها نادي الأرمن حيث قام بتحويله لمركز دعوي يتبع لديوان الأوقاف الخاص بالتنظيم، وقام بمصادرة أملاك المسيحيين الذين غادروا المدينة لحظة دخوله. الجزية فرض التنظيم على من رضي من المسيحيين البقاء في المدينة جزية مالية، بدأت بمبلغ 25 ألف ليرة سورية عن العاطل عن العمل، و50 ألفاً للعامل، ومئة ألف لأصحاب الأملاك والمحال التجارية، وفي حال تخلفت إحدى العائلات عن الدفع كان يتم طردها خارج المدينة والاستيلاء على ممتلكاتها. تلك الجزية كانت تعتبر عبئاً ثقيلاً على الكثير من العائلات في ظل  الظروف التي عانوها من توقف لأعمالهم التجارية داخل المدينة بعد سيطرة التنظيم عليها. وأشار المصدر إلى أن أغلب العوائل المسيحية اضطرت الى بيع ممتلكاتها بنصف الثمن وغادرت المدينة خشية من أطماع التنظيم وسعية للاستيلاء عليها. شروط الجزية خيّر داعش مسيحي الرقة بين أن يعتنقوا الإسلام أو يدفعوا الجزية، أو يعتبروا أنفسهم محاربين رافضين لـحكم الشرع، وأصدر بعد سيطرته بشكل كامل على المدينة، في شباط/فبراير 2014، سلسلة أحكام أسماها (عقد الذمة في الشام بين الدولة الإسلامية ونصارى ولاية الرقة) يتضمن العقد مجموعة أحكام ينبغي على المسيحيين الالتزام بها تحت طائلة العقوبات بحسب إفادة كشور.  حيث "يتوجب على النصارى الإلتزام بدفع جزية عن كل ذكرٍ منهم، مقدارها أربعة دنانير من الذهب على أهل الغنى ونصف ذلك على متوسطي الحال ونصفها على الفقراء، وأن لا يحدثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا صومعة راهب، ولا يجددوا ما خرب منها". مضيفاً أنه عليهم أن لا يظهروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم أمام  المسلمين أو في أسواقهم، ولا يستعملوا مكبرات الصوت عند أداء صلواتهم. انتهاكات ذكر كشور قيام عناصر الحسبة سابقاً بجلد شاب مسيحي يبلغ من العمر 17 عاماً وسط ساحة النعيم بسبب وضع سلسال يحمل صليب في رقبته، إضافة إلى تغريمة وحبسه لمدة 10 أيام. وأيضاً قاموا بجلد شاب مسيحي آخر،  في حي النهضة بسبب حملة صورة لمريم العذراء في جيبه أثناء تفتيشه على أحد الحواجز. كما قامت عناصر الحسبة النسائية باعتقال امرأة مسيحية لعدم ارتدائها اللباس الشرعي الكامل الذي فرض على المسيح كما فرض على المسلمين، حيث قام عناصر التنظيم بجلد زوجها وتغريمه وحبسه لمدة 20 يوماً، وفق المصدر. من المعروف أن غالبية الأحكام التي تتضمن اللباس الشرعي والتضييق على النساء، وخنق المجتمع، كانت تطبق ضد كل سكان المناطق الخاضعة للتنظيم، وغالبيتهم العظمى من المسلمين السنة، إلا أن عائلات قليلة من المسيحيين بقيت تحت سلطة التنظيم لتطبق بحقهم إضافة إلى ما طبق تجاه المسلميين مجموعة من القوانين الصارمة الإضافية. المصدر: الحل السوري

النظام السوري يهدّد الشباب بالتصفية لإلحاقهم بالخدمة العسكرية

$
0
0
يعيش شباب سورية المطلوبون للخدمة العسكرية في جيش النظام حالة خوف ورعب دائمة، ازدادت حدّة بعد قيام عناصر دورية أمن مؤخراً بقتل الشاب حمزة ركبي (21 عاماً) في مدينة حلب، والذي كان مطلوباً للتجنيد، بطريقة وحشية، في حي المشارقة أحد أحياء حلب الشرقية. ويروي عبد الرحيم وهو أحد سكان الحي تفاصيل الحادثة قائلا: "حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً، كانت دورية أمن تتجول في حي المشارقة، وتوقف المواطنين بشكل عشوائي، تطلب هوياتهم وأوراق الخدمة العسكرية، وعند مرورها بالقرب من حمزة قام بالابتعاد عنها، لأنه مطلوب للخدمة العسكرية ولم يلتحق بها منذ أكثر من شهرين، فقامت الدورية باللحاق به، وإطلاق النار مباشرة عليه ما أدى إلى إصابته، فوقع أرضاً، اقتربوا منه وأشهر أحد العناصر مسدسه، وأطلق رصاصة أخرى نحو رأسه، أدت لمقتله على الفور". وأثارت الحادثة استياء شعبياً كبيراً حتى في صفوف الموالين للنظام، يضيف عبد الرحيم "الحادثة وقعت أمام أعين الكثير من أهالي الحي، تصرفوا بطريقة وحشية جداً، كان يمكن اعتقاله مثلاً بعد إصابته لكنهم قتلوه، ما الغاية من هذه التصرفات الوحشية؟". ويقول مازن عمارة (30 عاماً) وهو أحد أهالي الحي: "أنا مطلوب منذ 6 أشهر للجيش، ليس لدي أي خيار للفرار من هذه الملاحقات، يقتحمون المنازل والشوارع عدا عن الحواجز وعدم قدرتي على إنجاز أي معاملة رسمية أو الذهاب إلى مركز حكومي، لم أعد أركب وسائل النقل العامة، وأخاف من استعمال الدراجة الهوائية لأنها تثير الشبهات، لذلك أتوجه لعملي في تصليح السيارات يومياً سيراً على الأقدام عبر الحارات والشوارع الضيقة، حيث لا توجد حواجز الأمن، رغم ذلك أبقى متيقظاً خشية مصادفتي لدورية راجلة قد تطلب أوراقي وتقودني للجيش". ويضيف "كان اقتيادي للخدمة أسوأ كوابيسي، بعد الحادثة صرت أخاف أن أقتل أيضاً". من جهته، يقول أبو مناف "57 عاماً- حلب": "لم يكن لدى أي من أولادي الرغبة في ترك حلب، عملهم جيد وهم مستقرون هنا، لكن دفع الرشى للتهرب من العسكرية صار حملاً ثقيلاً علينا وكان لا بد أن يسافروا، بعد أن سمعت بالحادثة حمدت الله لأن أحداً منهم لم يعد هنا مع أني بقيت وحيداً، آخرهم خرج من حلب من ثلاثة أشهر". ويضيف "حتى عملية الهروب مخاطرة كبيرة بالحياة، من يريد الهرب نحو مناطق سيطرة المعارضة، عليه ترتيب خطة مدروسة، ودفع رشى للشبيحة ووسطاء الحواجز الأمنية تصل لمئات الآلاف. وإن رغب بالخروج نحو تركيا، فالمعابر النظامية مغلقة، وعليه دفع مبلغ حوالى 1500 دولار للمهربين". ويردف "أما من يريد أن يحصل على تأجيل عليه تقديم رشى لموظفي التجنيد بحلب بمبالغ تزيد عن ثلاثمائة ألف ليرة لشراء تأجيل لمدة عام، وهذا ليس بمقدور الكثيرين نتيجة حالة البطالة السائدة. سيئ الحظ الذي يلقى القبض عليه تجرى له دورة سريعة لا تتجاوز الشهر، ويتم إرساله بعدها للقتال في الجبهات". - لبنى سالم

خريجو سورية خارج الخدمة / انعدام فرص العمل

$
0
0
الحرب في سورية ضربت الاقتصاد بكامل قطاعاته، لتصبح فرصة الشباب في الحصول على عمل يناسب مؤهلاتهم صعبة. وها هم كثير من الخريجين يضطرون للعمل باعة وسائقين وحرفيين خارج اختصاصاتهم يصطدم كثير من خريجي الجامعات السورية بالواقع الاقتصادي السيئ الذي تعيشه البلاد منذ ست سنوات، والذي أدى إلى انعدام الاستثمارات وإغلاق كثير من المشاريع، ما تسبب بشح كبير في فرص العمل وزاد البطالة. وهو ما يضطر هؤلاء اليوم إلى البحث عن فرص عمل خارج اختصاصاتهم بل تقديم تنازلات في شروط العمل والأجر المستحق. تخرّج إبراهيم العمر العام الماضي من كلية الاقتصاد بجامعة دمشق بتقدير جيد جداً، إلّا أنّ ظروفه الاقتصادية السيئة منعته من متابعة دراساته العليا في الاختصاص الذي يحب، ففضل أن يبحث عن عمل. يقول: "كنت أعيش أحلاماً وردية، ظننت أنّي سأجد عملاً أكيداً بشهادتي والتقدير العالي الذي حصلت عليه، لكنّي صدمت بالواقع، واكتشفت أنّ العمل ليس لأصحاب الشهادات هذه الأيام. بين يوم وليلة قررت أن أبحث عن أي عمل ممكن، فعرض عليّ جارنا المسنّ أن أبيع بدلاً منه في محل للأواني وتجهيزات المطبخ يملكه، وقد مضى عليّ في هذا العمل حتى اليوم تسعة أشهر، كما أدرّس تلميذاً الرياضيات بأجر". يقول بأسف على سنوات الدراسة "أمضيت آخر 3 سنوات في قبو لا يسكن فيه بشر ولا يدخله ضوء الشمس، وكنت أدرس على ضوء البطاريات سواء في الليل أو في النهار، وآكل في الصباح فول المساعدات الغذائية وفي الظهيرة معكرونة المساعدات... كلّ هذا كي أبيع في النهاية الأواني". من جانبه، يقول محمد، وهو مهندس عمارة شاب، ساخراً من انعدام فرص العمل لاختصاصه داخل البلاد: "ننتظر إعادة الإعمار، إذ ينتظرنا عمل كبير في المستقبل. هم يهدمون أكبر قدر ممكن من البلاد حتى نعمل مستقبلاً". يعمل محمد اليوم سائق سيارة أجرة في مدينة حلب، ويقول: "لم أنتظر طويلاً بعد التخرج حتى استسلمت للواقع، فطوال ستة أشهر بعد تخرجي، لم أساهم إلّا في مشروع صغير جداً، وضعت أمام خيارين إما السفر وترك والدتي المريضة، علماً أنني ابنها الوحيد، أو البقاء والبحث عن أيّ عمل لنعيش منه، فاخترت أن أبقى. جددت سيارة والدي وحولتها إلى تاكسي عمومية، وها أنا منذ سنة تقريباً سائق أجرة برتبة مهندس عمارة". يعقب: "أحترم عملي الحالي بالرغم من مصاعب تدبر الوقود وخطر الحواجز والشبيحة وطلبات التوصيل المتأخرة إلى المناطق غير الآمنة، لكن يحز في نفسي ابتعادي عن الهندسة. لا أعتقد أنّي أتحمل أن أستمر بهذا العمل طويلاً، فبدلاً من أحصل على دخل كريم كان من المفترض أن تؤهلني له دراستي لا أجني إلّا أجراً بخساً يختلف بين يوم وآخر". هذا الواقع يدفع آخرين إلى الانقطاع عن الدراسة الجامعية، ومنهم هادي، وهو طالب في سنته الدراسية الأخيرة في كلية الآداب في جامعة حلب، فقد قرر بعد تفكير ونقاشات طويلة أن يتفرغ لعمله دهاناً. يقول هادي الذي يعيش مع عائلته في ريف حماه: "لم يعد هناك من فائدة لكلّ هذا العذاب، أعمل في ورشة دهان، وأعيش منها. كنت أتردد على الجامعة بين الحين والآخر وأدرس وأقدم الامتحانات، للحصول على تأجيل سنوي، لكنّ هذا مرهق جداً مع العمل، واليوم بعد حصولي على تأجيل طبي طويل الأمد، قررت أن أنقطع عنها، فحتى لو تخرجت فمن شبه المستحيل أن أجد وظيفة كخريج لغة إنكليزية هذه الأيام. في عملي هذا لا أحد يسألني عن شهادتي". يضيف: "لم نمت لكن شاهدنا من ماتوا قبلنا كما يقال. كلّ من أعرفهم من زملائي الذين تخرجوا إما سافروا خارج البلاد، أو يعملون عمالاً مثلي، وقد لا يعلم بعضهم أنّ العديد ممن يلتحقون بالجيش أو بصفوف الشبيحة لا يفعلون ذلك لأنهم لم يحصلوا على تأجيل فقط، بل بدافع من الفقر. من يرغب في الهروب إلى لبنان أو تركيا يحتاج إلى آلاف من الدولارات ليصل، فمن لديه هذه المبالغ؟". أما حكمت، وهي شابة سورية تخرجت مؤخراً من كلية الهندسة الكهربائية، فتقول إنّها تدفع ثمناً باهظاً لعدم حصولها على فرصة عمل. توضح: "بعد إصراري على تأجيل الزواج إلى ما بعد التخرج يقول لي الجميع إنّه لم يعد لدي عذر لعدم قبول الزواج من أحد المتقدمين لخطبتي، خصوصاً أنّي لم أجد عملاً. وجودي في المنزل يضعني تحت ضغط كبير للقبول بالزواج من أحدهم، فوالدتي تردد على مسمعي مراراً: لا عمل ولا دراسة ماذا تنتظرين؟ كلّ ذلك بالرغم من أنّ أحد من تقدموا لخطبتي يكبرني بعشرة أعوام والآخر لا يحمل حتى شهادة ثانوية". تردف: "البديل للشاب الذي لا يحصل على عمل هو السفر أو العمل بمجال آخر، أما البديل الوحيد المتوفر للفتاة فهو الزواج من أحدهم حتى ينفق عليها". يعتبر حنّان خيرو، وهو مدير سابق لإحدى شركات الاستيراد والتصدير السورية، أنّ "أرقام البطالة المتضاعفة منذ عام 2010 لا تعكس التشوه الحقيقي الحاصل في سوق العمل في سورية، فأصحاب المؤهلات هم من دفعوا الفاتورة الكبرى لهذه البطالة بالدرجة الأولى، والإناث بشكل خاص، إذ يضطر كثير منهم للتنازل عن الاستفادة من مؤهلاته وامتهان مهن أخرى لكسب المعيشة". يضيف "لهذا الواقع انعكاس كبير على مستقبل المجتمع السوري، فما يحصل هو قتل للخبرات أو إهدار لها". لبنى سالم

الرحلة من دير الزور إلى مخيمات الشمال.. التكاليف والمصاعب

$
0
0
يستعين الهاربون من جحيم الحرب في دير الزور بأشخاص يعرفون الطرق الآمنة للعبور من مناطق تنظيم "الدولة الإسلامية" بدير الزور إلى مناطق سيطرة ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية"، في رحلة متعبة مع أطفالهم ونسائهم تكلفهم الكثير من المال خاصة بعد تحول طرق العبور عن حاجز "رجم الصليبي" جنوب بلدة الهول شرق الحسكة إلى منطقتي "الشدادي" جنوبها ومنطقة "أبو خشب" في مثلث الحدود الغدارية بين محافظات الجزيرة الثلاث. تبدأ الرحلة من مدن ريف دير الزور الشرقي على جانبي الفرات، حيث يتركز القصف الجوي والمعارك ضد تنظيم "الدولة". ونجا "سالم العزيز" (35 عاماً) من موت محقق مع عائلته خلال عبورهم نهر الفرات على ظهر "عبارة" (سفينة كبيرة مسطحة تستخدم لنقل البشر والبضائع والسيارات) قبل أسابيع، إثر التفاف قوات النظام والميليشيات المساندة لها على مدن وبلدات "الموحسن" و"البوليل" و"بقرص فوقاني" و"بقرص تحتاني"، خلال معركة السيطرة على مدينة "الميادين"، كبرى مدن الريف الشرقي. وقال عزيز لـ "اقتصاد" إنهم اتفقوا مع مهرب لإخراجهم من دير الزور مقابل 100 دولار أمريكي لكل شخص، وذلك بعد أن أصبحوا بـ "الجزيرة" أي على الضفة اليمنى لنهر الفرات، في حين دفع البعض أكثر من ذلك، مشيراً إلى أن وظيفة هذا المهرب إيصالهم إلى منطقة مقابلة لحاجز "الأكراد" (قوات سوريا الديمقراطية). يأتي بعد ذلك دور عناصر الحواجز في استغلال النازحين، والحصول على المال مقابل السماح لهم بالمرور، وهنا يجبر النازحون على دفع ما يطلبه عناصر الحاجز بعد التهديد بإعادتهم من حيث جاءوا وعدم السماح لهم بالدخول، فيدفع النازح ما يقارب 100 دولار للحاجز، ثم تنقلهم سيارات إلى مجمع قرية "أبو فاس"، وغالباً ما تكون هذه السيارات لأشخاص مقربين من عناصر الحاجز يتقاضى أصحابها 25 ألف ليرة سورية لقاء هذه المسافة القصيرة نسبياً، وفق ما ذكر عزيز. بعد مكوث – عزيز- سبعة أيام في تجمع "أبو فاس"، اتفق مع مهرب لإخراجه وعائلته مقابل 100 دولار خلال توجه رتل حافلات النازحين إلى مخيم "قانا" قرب سد الحسكة الجنوبي، ويتم ذلك عبر تخصيص المهرب – غالباً عسكري- سرافيس أو شاحنات تتقاضى 15 ألف ليرة إضافية لنقلهم إلى جهة مختلفة قبل أن يكملوا رحلتهم باتجاه منبج ثم إلى مناطق درع الفرات شرق حلب. أمّا من يصلون إلى المخيم فغالباً ما يتفقون مع مهربين مرتبطين بحرس المكان للوصول إلى مدينة الحسكة مقابل دفع 100 دولار أو إلى منبج مقابل 400-500 دولار كحد أدنى. تقول السيدة م.ع إنها تعرضت لإحراج كبير خلال طلبها المساعدة من الناس لتأمين بعض المال، عندما سألها أحد البائعين المتجولين على أطراف المخيم قائلاً: "خالة انتِ مومبين عليك إنك شحادة؟"، فسيطرت عليها نوبة من البكاء الشديد، قبل أن تخبره بأنها كانت ميسورة الحال، لكن الرحلة من دير الزور كلفتها وزوجها مبلغ مليون ليرة تقريباً. وأضافت إن ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" اعتقلت زوجها الذي يحمل في جيبه 3500 دولار، بتهمة الاشتباه بانتمائه إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، مؤكدة أنها منذ 15 يوماً تستجدي الناس لتطعم أطفالها الأربعة. وتابعت حديثها بالقول إنها تتمنى الموت تحت القصف بدير الزور على أن تمر بهذه الظروف القاسية. ويصل النازحون إلى مخيم "السد" أو "قانا" عبر معبر قرب قرية "العزاوي" في الجهة الجنوبية لريف مدينة الشدادي أيضاً، بعد دفع مبالغ كبيرة لمهربين متعاونين مع وحدات حماية الشعب الكردية، كبرى فصائل قوات سوريا الديمقراطية، والتي تضمن بهذه الطريقة دخول كل العابرين إلى مناطقها إلى مخيمات "الهول" و"قانا" و"المبروكة" بالحسكة إلى جانب مخيم "عين عيسى" بريف الرقة وهو أحسن حالأً من غيره. (صورة من مخيم قانا للنازحين جنوب الحسكة- اقتصاد) ويصطحب بعض النازحين قطعان الأغنام وأبقار إلى مناطق جنوب الحسكة شبه الصحراوية، وسط انعدام المواد العلفية والمراعي ما يجعلهم يبيعونها بأسعار متدنية خشية نفوقها بسبب الجوع. وتتقاطر قوافل المدنيين الهاريبين باتجاه مخيمات الحسكة والرقة مع استمرار معارك ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" مع تنظيم "الدولة الإسلامية" شمال وشرق دير الزور ضمن حملة "عاصفة الجزيرة" التي بدأت في 9 من أيلول/سبتمبر بدعم أمريكي، إلى جانب مواصلة قوات النظام وحلفائه الروس التقدم بمدينة دير الزور وفي مدن وبلدات منطقة الشامية بريفها الشرقي. محمد الحسين - خاص - اقتصاد

حديقة يلبغا وسط دمشق : مأوىً مؤقت يلوذ به الفقراء ممن قدموا للعمل أو الحصول على أوراق رسمية أو نزوحاً وهرباً

$
0
0
حديقة «يلبغا» وسط العاصمة دمشق، مكان يقصده كثيرون ويندر أن تجد فيه متسعاً للجلوس، فهي لم تعد للتنزه فحسب، بل باتت مأوىً مؤقتاً يلوذ به الفقراء ممن قدموا إلى العاصمة للعمل أو الحصول على أوراق رسمية، أو نزوحاً وهرباً من المعارك الدائرة، وخاصة من المحافظات الشرقية مؤخراً، بعد أن كانت مكتظة سابقاً بنازحين من محافظات ومناطق أخرى. عشرات من الأسر منتشرة في الحديقة «الملاذ» وكأنها مركزاً للإيواء تنعدم فيه الخدمات بأبسط مقوماتها. تقاسم الفقر والتشرد! البعض من هؤلاء لا يزال يحتضن حقائبه وأطفاله، ويلتحف السماء آملاً أن مكوثه لن يطول أكثر من أيام، وهم على هذه الحال منذ العشرات منها، ومنهم من فقد الأمل في المغادرة عما قريب، فلم يجد بداً من أن يرتجل خيمة بائسة ينام فيها مع أسرته، وهؤلاء يمكن أن تراهم وهم يطبخون على نار الاحتطاب أو وهم ينشرون الثياب المغسولة على أسوار الحديقة، بعد أن باتوا مرغمين على العيش في ظروف بدائية مأساوية للغاية تفتقد أبسط مقومات الحياة. ورغم اختلاف الأسباب التي قادتهم إلى هذه الحديقة، وتباين مدة إقامتهم فيها لكنهم جميعاً يتقاسمون الفقر والتشرد والحنين إلى منازلهم الدافئة، والأمل بمغادرة الحديقة في أقرب وقت ممكن عائدين إلى بيوتهم وأرضهم. ما باليد حيلة! أمام شبه خيمة متواضعة من «شوادر» ممزقة، يتناول رجل فطوره بصحبة أسرته.. هو ليس مهجراً أو نازحاً كما يؤكد، وإنما هو أحد عمال الحديقة وقد اختار الإقامة فيها إلى حين، ليخفف عن نفسه تكاليف الذهاب والإياب إلى منزله في الريف القريب من دمشق، تلك النفقات التي تلتهم دخله المحدود بلا هوادة، وهو بذلك حاله كحال أصحاب الدخل المحدود المستنزفين كلهم، وفقاً لمعادلة الدخل والإنفاق. وكشخص يقضي جلّ وقته في الحديقة، يعلم الرجل الكثير عن قاطنيها، إذ يوضح أن غالبيتهم حالياً هم من الأرياف والمحافظات الشرقية، قدموا إلى العاصمة نزوحاً أو لإنجاز بعض المعاملات الرسمية دون أن يكون في جعبتهم ما يكفي من المال للإقامة في الفنادق المجاورة، رغم تدني بدلات الإقامة فيها بالمقارنة مع غيرها من سويات النجوم المتعددة، لكنها تبقى مرتفعة بالنسبة لهؤلاء الفقراء، فانتهى بهم الأمر إلى المكوث في الحديقة ريثما تُحل مشكلاتهم. حكايات النزوح والآلام! غير بعيد عن خيمته تفترش عدة من النسوة ما أتيح لهن من ألواح الكرتون، بصحبة عشرات من الأطفال، ولكل امرأة منهن حكاية تروي تفاصيلها على مسامع الأخريات، فجميعهن قادمات من المناطق الشرقية هرباً من الحرب الطاحنة. أكبرهن سناً هي أم محمود، والتي نزحت من العشارة بصحبة ابنتها، تاركة خلفها منزلاً مدمراً ومزرعة خاوية، ووصلت إلى دمشق منذ أيام مع مبلغ متواضع اقترضته قبل نزوحها، وتحرص على أن تنفقه بحكمة على أمل أن يرسل لها ابنها في لبنان أوراق وتجهيزات السفر بأسرع وقت. «نتناول وجبة واحدة أو اثنتين كحد أقصى في اليوم، وهي عبارة عن علبة حمص أو فول نشتريها من المحلات المجاورة ونتقاسمها أنا وابنتي وطفلها.. نستخدم الحمامات الموجودة في الجوامع القريبة، ونقضي ليلتنا على ألواح الكرتون والحصر وبعض الأغطية التي تمكنا من إحضارها معنا، في السابق أقمنا لمدة ثلاثة أيام في أحد الفنادق، أنفقنا خلالها عدة آلاف من الليرات، ولم يعد في وسعنا دفع المزيد فاضطررنا إلى المبيت هنا». بهذه الكلمات لخصت أم محمود حالها، فالحرب لم ترحم سنها الهرمة، وهي اليوم عاجزة ومريضة لا شيء يساندها سوى عكازها القديم، وأملها بألا يتأخر ولدها في انتشالها من هذا الواقع المؤلم. آمال مشابهة تحملها أم محمد بين ضلوعها ، فهي الأخرى انتهى بها المطاف في الحديقة بصحبة سبعة من أطفالها الأحد عشر، إذ يرسل إليها زوجها، الذي يعمل «كبلاط» في لبنان، مصاريف المعيشة ريثما يتمكن من تأمين إخراج أسرته الكبيرة، لكن الأمر ليس بهذه السهولة كما تروي أم محمد، فالإجراءات الورقية تستهلك الكثير من الوقت والجهد والإنفاق، لا سيما أن طفليها الأصغر سناً لم يُسجَّلا بعد في دفتر العائلة، بحكم الوضع الذي تعانيه الرقة، كما أن ابنتها الكبرى التي تخطت الخامس عشرة لم تحصل على بطاقتها الشخصية أيضاً، ما يحتم على أم محمد أن تقيم مع أطفالها في الحديقة، إذ لا تقبل الفنادق استقبال الأطفال أو البالغين الذين لا يملكون أوراقاً شخصية، كما أن وضعها المادي لا يسمح لها بذلك في كل الأحوال. ورغم قسوة ما انتهت إليه حالها، تبقى أم محمد أوفر حظاً، إن جاز التعبير، من أم يوسف، تلك الشابة العشرينية التي نزحت بصحبة طفلها الوحيد ذي العامين، بعد أن تخلى عنها زوجها إثر وصوله إلى تركيا، لتصبح قصتها مأساة أخرى، تضاف إلى حكايات تلك النسوة المثقلات بالمآسي والهموم، إذ ليس في جعبتهن سوى الأمل بألا تطول فترة إقامتهن في العراء، وجميعهن لا يرغبن في مجرد التفكير بما سيفعلنه فيما لو تأخر رحيلهن مع اقتراب الشتاء وبرده. إلى متى؟ النزوح من مدنهم وقراهم والتشرد في حدائق العاصمة دون سقف يؤويهم لم يكن أمراً وارداً حتى في أحلك كوابيس هؤلاء، لكنه غدا اليوم واقعاً مريراً فرض عليهم ليعيشوه بجميع تفاصيله الموجعة والمؤلمة، وفكرة أنهم يتدبرون أمورهم في هذا العراء، وبلا أي دعم على الإطلاق، تبدو في حد ذاتها معجزة، كان قد سبقهم إليها من سبقهم، ممن أقام في هذه الحديقة وسط العاصمة على مرأى ومسمع الحكومة ومؤسساتها الرسمية، وجهاتها التي من المفترض أن بعض مهامها، هو واقع ومآل هؤلاء وأشباههم من المقيمين في حدائق العراء. هو ليس إهمال أو تقصير، بل هو لا مبالاة مطبقة تجاه هؤلاء ومصيرهم المجهول، بعد أن فقدوا كل شيء بفعل الحرب ونتائجها، خاصة مع بدء موسم الشتاء والبرد، بالمقارنة مع الحديث كله عن دور الشؤون الاجتماعية والجمعيات والمساعدات، والتغني والبروظة عما يتم إنجازه ورقياً وعبر وسائل الإعلام فقط!. ليغدو السؤال «إلى متى؟» سؤالاً بعلم الغيب المكلل بالعراء الرسمي! جريدة قاسيون

كاتب بريطاني يزور دمشق بعد 50 عام من زيارته راصدا الاختلاف

$
0
0
مرت خمسون عاما على نشر الكاتب البريطاني كولين ثوبرون كتابا وصف فيه مدينة دمشق وقصص رحلاته في شتى أرجاء العاصمة السورية مستعرضا تاريخها وعادات أهلها، لكنه قرر زيارة المدينة من جديد ليقف على ما شهدته من تغيرات عصفت بها منذ ذلك الوقت، لاسيما خلال السنوات الأخيرة منذ أحداث بدء الثورة السورية. "مدينة حرب" ويسرد الكاتب مشاهداته في تقرير نقلته شبكة "BBC (link is external)" : "بدت لي المدينة أكبر بكثير مما أتذكره في ذلك الوقت، ولابد أن عدد السكان تضاعف أربع مرات. رأيت في زيارتي الماضية الأحياء تحيط بالمدينة القديمة في مشهد أحببته، فضلا عن وجود مطاعم ومتاجر وفنادق داخل أسوار المدينة، أصبحت جميعها الآن مغلقة أو خاوية". "إنها مدينة حرب. تقف الدبابات متاريس في جميع الشوارع وسط الأسلاك الشائكة الممتدة، ورأيت من مسافة ليست ببعيدة الفندق الذي استضافني في الماضي خاليا ومحترقا". ويقول الكاتب "تحظى المدينة بمكانة خاصة ملؤها الانفتاح والتسامح لدى العالم الإسلامي، وينتمي ربع سكانها إلى المسيحية والأقليات الأخرى، بما في ذلك الطائفة العلوية الشيعية، التي ينتمي إليها بشار الأسد". ويضيف "مازال الدمشقيون يتشبثون على مضض بنظام بشار الأسد، نظرا لأن البديل الإسلامي، القابع خارج أسوار المدينة، قد يمثل تهديدا لهم".."عندما زرت المدينة قبل خمسين عاما كنت بمفردي، لأن السائحين لم يعتادوا في ذلك الوقت زيارتها". وعدت زائرا لها الآن بمفردي أيضا لأنهم فروا من المكان.. بأعجوبة لا تزال المدينة القديمة سالمة بأعجوبة، فقد نجت من مصير الدمار الذي لحق بمدينة حلب". ويشير "تفتح مدفعية قوات النظام نيرانها مساء كل ليلة مستهدفة مناطق سيطرة المعارضة على نحو أشبه بالبرق. وقفت في الظلام خارج فندقي أسمع متسائلا إلى متي سيستمر ذلك؟". يخيم هدوء غريب على حارات المدينة القديمة. أعتقد أنها كانت دوما كذلك. لكنني لاحظت وجود المزيد من النوافذ الآن وأقفال كثيرة على الأبواب. تمتد خلف هذه الأبواب، بعيدا عن أعين الناس، باحات رخامية ونافورات وأشجار ليمون. وعثرت على منزل طالب كنت أعرفه في ذلك، ونظرت عبر نوافذ المنزل المهجور، ولم أعثر في الفناء إلا على أكوام مكدسة من ركام الأبنية. تأكدت أن أحدا لا يتتبعني ، وكان الناس يتحدثون إليّ بحذر شديد لم أعتده من قبل. كنت في الماضي نادرا ما أسير في الشارع دون أن يدعوني أحدهم إلى شرب فنجان قهوة أو كوب شاي، مسيحي كان أم مسلم. لكنها أصوات من الماضي ولت. "الناس فقدوا الأمل" يقول الناس لي :"لا نرى نهاية لذلك. أصبحنا مثل بغداد أو كابول أو طرابلس (الليبية). إن هذه الحرب لن تنتهي على الإطلاق. والأسعار ترتفع طول الوقت". أصبح الناس يتحدثون عن التفجيرات الانتحارية وعن الأطفال الذين يسقطون قتلى وعن خراب المنازل. لكني أعتقد أن أكثر الأشياء المؤلمة التي رصدتها كانت الحالة النفسية لدى الناس، إنهم فاقدون للأمل، على الرغم من أن المكان لايزال يفصح عن حلاوة العادات القديمة وكرم الضيافة. إذا طال وقت الانتظار عند باب أو استفسرت عن أسرة غائبة، ربما سألني أحدهم وقال لي :"سوريا مجرد لعبة في يد القوى الأجنبية"، هذا ما دأب الناس على قوله، وأضافوا :"تفضل بعض القهوة، أنت ضيفنا&8230; لكن سوريا تنزف". "الشيعة في كل مكان" ويشير الكاتب "يقول سفر إشعياء، أحد أسفار العهد القديم، إن "دمشق هي رأس سوريا"، ولا تزال دمشق هي رأس سوريا ولكن سوريا الآن مختلفة، فدمشق مدينة يحيطها التوتر، تنتشر عند أبوابها ملصقات صور القتلى من الجنود، كما تعلق متاجر صورا شخصية لبشار الأسد، الذي تدعمه إيران لأنه من العلويين". ويتابع سرده "شكا أحد الأشخاص قائلا :ترى هؤلاء في كل مكان هذه الأيام، يسير الشيعة بشموخ الآن".. أراهم أنا ايضا، عراقيون وإيرانيون، يصلون عند مقابر آل البيت، يتشبثون بقضبان ضريح يفصلهم عن مكان دفن رأس الإمام الحسين، عبر طريق مؤدية إلى جبانة الباب الصغير خارج أسوار المدينة. المخابرات تسيطر على البلد يقول الكاتب :"ليس الجيش هو من يسيطر على هذا البلد، بل المخابرات كما أعتقد، هذا الجهاز المخيف". "كنت التقطت صورا عشوائية للمدينة من ضاحية مرتفعة وكان واقفا ورائي اثنان في ملابس مدنية، اصطحباني إلى غرفة وسط منازل فقيرة، وهناك زاد عددهم إلى خمسة أشخاص. كانوا يتحدثون بلغة إنجليزية، واكتشفت أن دليل السائح للغة العربية الذي كان بحوزتي قد ضاع. وقالوا لي أنت ضيفنا لا تخف شيئا. ماذا تفعل هنا؟ وكيف جئت؟". أجبتهم بأنني حصلت على تأشيرة عن طريق وزارة الإعلام لديهم، فطلبوا مني إبراز جواز سفري وكاميرتي، واستعرضوا الصور المحفوظة على الكاميرا بعناية شديدة. وكنت قد التقطت صورا لحارات في دمشق وصورا لبوابات المدينة وصور القتلى والشعارات. استدعوا ضابطا ماكر الملامح يبدو أنه كبيرهم. ثم اصطحبوني إلى مجمع شديد الحراسة في وسط المدينة، صعدنا درجا صغيرا يؤدي إلى ممرات رديئة ثم إلى مكان ضعيف الإضاءة نتن الرائحة لا أعرف ما هو. وضعوني في زنزانة، وكان المكان يحتوي على ملفات كثيرة، ويضم ثلاث صور مختلفة لبشار الأسد معلقة على الجدران. بدأت أشعر بخوف، وزادت حدة الاستجواب، وكان أحد البلطجية يتحرك ذهابا وإيابا في ملابس سوداء، في حين كان محققون مختلفون يأتون ويذهبون. وأخيرا اصطحبوني إلى غرفة كبيرة يجلس فيها ضابط يرتدي ملابس رسمية أمام مكتب وظهره مواجه للضوء.. قلت له :"لقد عدت لزيارة مدينة أحببتها في الماضي"، كما لو كنت أؤكد على حزني من المقارنة بين الماضي والحاضر. استغرق الوضع ساعة قبل أن سيمح لي بالانصراف، فاصطحبوني إلى وزارة الإعلام، ورأيت مسؤولة لطيفة تجلس خلف مكتب كبير، وقالت إن الأمر مجرد "سوء تفاهم". المصدر: BBC
Viewing all 773 articles
Browse latest View live