Quantcast
Channel: حكايات من سوريا –سوريتي
Viewing all 773 articles
Browse latest View live

زعران المافيات في البقاع اللبناني يفرون إلى سوريا مع انطلاق الخطة الأمنية لملاحقتهم

$
0
0
فر عشرات المطلوبين في منطقة البقاع الواقعة شرق لبنان إلى سوريا المحاذية مع انطلاق الخطوات التنفيذية للخطة الأمنية الجديدة المفترض أن تضع حدا للفلتان الأمني الحاصل في المنطقة والذي بلغ في الأسابيع القليلة الماضية مستويات غير مسبوقة ما دفع فعاليات المنطقة للتأكيد أنها أصبحت «أشبه بغابة في غياب أي دور للقوى والأجهزة الأمنية». وأكد رئيس بلدية بعلبك العميد المتقاعد حسين اللقيس أن عددا كبيرا من المطلوبين الكبار فر إلى سوريا في الأيام الماضية وبخاصة إلى منطقة طرطوس حيث المنتجعات السياحية، لافتا إلى أن تنسيقا أمنيا بين لبنان وسوريا من شأنه أن يؤدي إلى توقيفهم. واعتبر اللقيس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن العدد الفعلي للأشخاص الواجب توقيفهم في منطقة بعلبك – الهرمل المطلوبين بمذكرات قتل وإطلاق نار وتجارة مخدرات لا يتعدى الـ100. مشيرا إلى أنه لو تم توقيف 10 أو 20 منهم، فإن ذلك سيؤدي تلقائيا لضبط الوضع الأمني باعتبار أنهم سيكونون عبرة للبقية. مع العلم أن المعلومات تشير إلى وجود 37 ألف مذكرة توقيف بحق 1200 مطلوب في المنطقة. وأوضح اللقيس أن وحدات من الجيش اللبناني انتشرت يوم أمس بشكل ملحوظ في شوارع بعلبك وضواحيها، معربا عن أمله في أن يكون وجودها فاعلا خاصة عند أي حادث أمني، فيكون من صلاحياتها ملاحقة المخلين بالأمن وتوقيفهم. ويوم أمس، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن وحدات من الجيش اللبناني بدأت منذ ساعات الصباح الأولى تسيير دوريات وإقامة حواجز متنقلة داخل مدينة بعلبك ووسط سوقها التجاري وضمن محيط متنزهات رأس العين بهدف حفظ الأمن في المدينة وضواحيها. وأصدرت قيادة الجيش بيانا أعلنت فيه «قيام دورية من مديرية المخابرات في بلدة فلاوة - بعلبك، بتوقيف المدعو حمزة صبحي الكيال المطلوب بجرم إطلاق نار باتجاه محلات تجارية في مدينة بعلبك ومشاركته في الأحداث الأخيرة في المدينة»، وهو ما يوحي بانطلاق الخطوات التنفيذية للخطة الأمنية في المنطقة. إلا أن مصادر عسكرية رفضت الحديث عن موعد أو توقيت زمني للخطة الأمنية، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الجيش يتخذ الإجراءات المناسبة في الوقت والظرف المناسبين». وتشهد بعلبك – الهرمل منذ انتهاء الانتخابات النيابية أحداثا أمنية بشكل شبه يومي. وتُسجل فعاليات المنطقة «إطلاق نار بشكل يومي تشهده المدينة من دون تحرك القوى الأمنية لملاحقة مطلقي النار، سرقة سيارات، تفشي آفة المخدرات سواء لجهة التعاطي أو الاتجار، إضافة لفرض خوات على التجار والمواطنين». وشن اللواء جميل السيد، الذي انتخب مؤخراً نائباً عن المنطقة والمقرب من «حزب الله» وسوريا، منتصف الأسبوع الحالي هجوما شرسا على قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي، واتهم ضباط الأمن بمختلف مواقعهم بـ«حماية الزعران» في البقاع، متوجها إليهم بالقول: «أنا لا أتهمكم بالتقصير بل أتهمكم بالتآمر على منطقة بعلبك - الهرمل وأهلها وعلى المقاومة من أجل بعث رسالة إلى الخارج بأن بيئة المقاومة تحتضن زعرانا». وينتشر على الحدود السورية اللبنانية العديد من المافيات التي تديرها شخصيات مقربة من "حزب الله" والتي تقوم بالاتجار بالمخدرات والسلاح وتعتبر مورد رئيسي للحزب في تمويل نفسه، قامت بإغراق سوريا ودول عديدة في المنطقة بالمخدرات، في وقت يحاول الحزب نفي صلته بهذه الجماعات، ويلمح إلى أنه هو المتضرر من وجودها في المنطقة.

المجرم وسيم الأسد يستقبل المجرم والقاتل نوح زعيتر أهم وأخطر تاجر مخدرات في لبنان والهارب الى سوريا

$
0
0
في الوقت الذي تتناقل فيه وسائل إعلام أخباراً عن هروب المطلوب لأجهزة الأمن اللبنانية، تاجر المخدرات الشهير نوح زعيتر، بعد محاولة القبض عليه بعملية جرى فيها تبادل لإطلاق النار على الحدود السورية اللبنانية، قام أحد أبناء عمومة رئيس النظام السوري، الاثنين، بنشر صور تجمعه والمطلوب نوح زعيتر، معلناً ترحيبه به، بكلمة "شرّفتموني". ووسيم الأسد الذي يعتبر أحد أشهر "شبيحة" النظام السوري، سبق له وأكثر من مرة، أن قام بزيارة نوح زعيتر في لبنان، وقام بنزهة في جبال لبنان التي تكسو بعض قممها الثلوج. نوح زعيتر المطلوب للقضاء اللبناني، بموجب عشرات مذكرات التوقيف، وصلت إلى ما يقرب من الثمانين مذكرة، توجه في فيديو سابق بتحية متلفزة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، معلناً تأييده له ومحبته الفائقة لشخصه، كما بدا في الفيديو. وتلاحق أجهزة الأمن اللبنانية تاجر المخدرات نوح زعيتر، منذ سنوات، وقامت بعدة محاولات للقبض عليه، إلا أنها جميعها باءت بالفشل، بسبب الغطاء الأمني الذي يوفره له "حزب الله" اللبناني، بحسب مصادر، خاصة أن نوح زعيتر قد أعلن قتاله في سوريا، وعلى الحدود السورية اللبنانية إلى جانب قوات لميليشيات حزب الله، تحت غطاء "محاربة داعش" فيما كان نشاطه الفعلي منصباً على الاتجار بالمخدرات ما بين لبنان سوريا التي يمكن أن يكون قد فرّ إليها بحماية وترحيب قريب رئيس النظام السوري بشار الأسد، كما أعلن هو نفسه على صفحته الفيسبوكية. وتظهر الصور لقاء زعيتر بقريب الأسد، في أكثر من مكان، وبعضها يشير إلى أن اللقاء تم داخل الأراضي السورية، من خلال تفاصيل تتعلق بالمكان والأشياء البارزة فيه. إلا أن صوراً أخرى يعتقد أنها داخل لبنان، فيما فهمت كلمة "شرفتموني" التي توجه بها الأسد إلى زعيتر، بأن قريب الأسد هو صاحب الدعوة. وتحت عنوان "يحدث الآن" نشر قريب الأسد أكثر من صورة جمعته بنوح زعيتر، بتاريخ 19 من الجاري، دون أن يصرّح بالمكان، إلا أن تفعيل وظيفة تحديد الموقع، تظهر على الحساب أن الحدث أو الصور أو الجهاز الذي رفع الصور الأخرى، هي في منطقة حمص السورية.

“منطقة منكوبة”…قصص نزوح من ريف درعا الشرقي

$
0
0
"منطقة منكوبة"، هكذا وُصف الريف الشرقي لمحافظة درعا بعد أيام من العملية العسكرية الأخيرة التي استهدفت هذه المنطقة السورية وخلّفت دماراً فيها وهجرّت لم يعرف أهالي الريف الشرقي لمحافظة درعا منذ أيام طعم النوم جرّاء القصف المتواصل الذي يستهدف منطقتهم، وذلك في ظل العملية العسكرية الموسعة التي تشنّها قوات النظام السوري للسيطرة على مناطق المعارضة. بالتزامن، يُسجَّل نزوح جماعي دفع بعشرات آلاف المدنيين إلى البراري، وسط أوضاع إنسانية سيئة يحذّر ناشطون في حال استمرارها من "كارثة" إنسانية. يخبر أبو جابر المقداد، وهو من سكان ريف درعا الشرقي، أنّه "مذ بدأ القصف قبل نحو أسبوع، لم ننم. وكنّا نقضي معظم الوقت في قبو مبنى يجاور منزلنا مع أبنائي وبناتي وأحفادي. كذلك، كنّا نتقاسم القبو مع عدد من عائلات جيراننا، إلى أن قرّرت مغادرة البلدة قبل ثلاثة أيام. ما كنّا نخزّنه من مواد غذائية كاد أن ينفد، في حين أنّ القصف راح يتزايد يوماً بعد آخر". يضيف : "تسللت مع زوجتي إلى منزلنا في بداية الليل، جمعنا بعض الحاجات وما تبقّى من مواد غذائية، واتفقنا مع قريب لي يملك سيارة شحن صغيرة أن نترك البلدة ونتجه إلى الحدود السورية الأردنية. ربّما تكون أكثر أماناً من البلدات. وبالفعل مع بزوغ الشمس، كنّا قد انتهينا من وضع حاجياتنا في السيارة وغادرنا المنطقة بأسرع ما يمكننا وسط أدعية بأن يحمينا الله من الطيران الحربي". ويتابع المقداد أنّ "الطيران إلى جانب قذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة كان يستهدف كل ما يتحرك على الأرض، بما في ذلك الدراجات النارية، وأنا كنت أراقب السماء كأنّني سوف أتمكّن من تجنّب قذيفة ما إذا رأيتها تتّجه صوبنا". ويشير إلى أنّ "الطريق كان وعراً بسبب استهدافه بعدد كبير من القذائف طوال الأيام الماضية، وكادت السيارة أن تنقلب بنا". ويكمل المقداد أنّه "عندما وصلنا إلى الحدود السورية الأردنية، وجدنا أنّ عائلات كثيرة سبقتنا إلى المنطقة ونصبت خيماً واستقرّت فيها وسط غياب الخدمات كلياً". ويلفت إلى أنّ "الخيمة التي نصبناها هي مثل خيم العائلات شوادر وقطع من الخيش والنايلون والبطانيات ترفع على قطع من الخشب وتُشد ببعض الحبال. لكنّها لا تردّ حرارة الشمس الحارقة في المنطقة الصحراوية الجرداء". ويؤكد أنّ "الخدمات لا تتوفّر في المنطقة، الأمر الذي دفع العائلات إلى إنشاء حمامات بدائية من الشوادر للحفاظ على خصوصية النساء، وإلى إحضار المياه عبر صهاريج". البقاء أو النزوح من جهته، اختار ياسر العمار وهم من أبناء الريف الشرقي لدرعا، أن يبقى في منزله مع زوجته على الرغم من القصف العنيف على بلدته. يقول لـ"العربي الجديد": "لن أترك منزلي ولو لم يبقَ غيرنا هنا. فقد عشت عمري كله في هذا البيت وسوف أموت فيه"، معرباً عن أمله بألا يدمّر إذ إنّه أمضى عمره وهو يبنيه. يضيف: "كلّي أمل أن أتركه لأبنائي الذين يعيش كل واحد منهم اليوم في دولة وقد حرمتني الحرب منهم". ويؤكد: "أريد أن أموت في بلدتي. إن عاد أبنائي سوف يجدون قبراً لي يزورونه، فأنا أخاف من الموت في البراري من دون أن يدفنني أحد". ويلفت العمار إلى أنّ "ثمّة أشخاصا ما زالوا في البلدة، وإن كانوا بمعظمهم قد أرسلوا النساء والأطفال إلى خارج المنطقة، إمّا عند أقارب في منطقة بعيدة وإمّا إلى الحدود الأردنية حيث الأمان". ويتابع أنّه "في الصباح الباكر أقصد بعض الأشخاص لسؤالهم عن آخر الأخبار، فأنا لا أملك كهرباء. أمّا هاتفي الجوّال فنادراً ما يلتقط إشارة تكون ضعيفة بالعادة. هدفي هو الاطمئنان على الأولاد". أم محمد شعيب، النازحة من منطقة اللجاة جرّاء العمليات العسكرية الأخيرة : "لا أعلم ما ذنبنا حتى نُقصف. لم يكن في منزلي مقاتلون، لكنّ جزءاً منه دمّر بعد إصابته بقذيفة مدفعية. لذا قررنا الخروج من البلدة، لكنّ أحد أبنائي وزوجي بقيا في المنزل". تضيف: "خرجت مع زوجات أبنائي الثلاثة وبناتي واثنَين من أبنائي وأحفادي، وقصدنا إخوتي في الريف الغربي. لكنّ الاتصالات شبه مقطوعة ولم نطمئن على وضعهم". وتشير أم محمد إلى أنها تقيم اليوم في منزل شقيقها مع عائلة أختها وأقارب زوجة أخيها الذين نزحوا جميعاً من الريف الشرقي. وتوضح أنّ "المنزل صار مكتظاً، والدخول إلى الحمام مداورة، والطعام يقدّم على دفعات. لا أعلم إلى متى يمكن لأخي أن يحتمل هذا العدد، خصوصاً أنّ مدة العمليات العسكرية طالت. وفي حال تقدّم النظام وسيطر على بلداتنا، فهذا يعني أنّنا قد نحرم من منازلنا وأراضينا". أبو عبد الله العمر، نازح من بلدة بصرى الحرير: "خرجنا من البلدة تحت القصف، بعدما اشتدت حدّته وصار الطيران يستهدف المنازل". ويشرح أنّ "المنازل في ريف درعا منازل عربية لا تتضمّن أقبية ولا ملاجئ، كذلك فإنّ المنازل تتباعد عن بعضها البعض في البلدات عموماً، وهو ما يجعل المدنيين عرضة للإصابة المباشرة. جدران منازلهم لا يمكن أن تحميهم من قذائف المدفعية". يضيف أبو عبد الله أنّه "بالتالي، لا خيار أمام العائلات سوى النزوح من بلداتها، لا سيّما وسط الصمت الدولي". ويخبر أبو عبد الله أنّه نزح مع إخوته وأبنائهم إلى بلدة قريبة من الحدود السورية الأردنية، وأبلغوا المجلس المحلي بوصولهم إلى البلدة، موضحاً أنّه "يتوجّب على العائلات النازحة تسجيل أسماء أفرادها في المجالس المحلية فور وصولها وتحديد مكان وجودها، بهدف توزيع مساعدات إنسانية عليها. يأتي ذلك في حين تغيب المنظمات الإنسانية الدولية عن المنطقة، ما عدا واحدة لا تستطيع تغطية الاحتياجات". ويتابع أبو عبد الله أنّ "العائلات النازحة خرجت من بلداتها وهي تحمل مواد غذائية قليلة، في حين تركت محاصيلها من دون حصاد. ومن شأن ذلك أن يترك أثراً اقتصادياً سيئاً عليها. فتلك العائلات تعاني بسبب الصراع الدائر منذ نحو سبعة أعوام من تردّي الوضع الاقتصادي والمعيشي، وبالكاد تؤمّن قوت يومها، معتمدة على ما توفّره الأرض وما تبقّى لديها من الماشية". ويؤكد أبو عبد الله أنّ "المجتمع مترابط بعلاقات عشائرية وعائلية ومتكافل ومتضامن، إلا أنّه لا يستطيع تحمّل الأعباء الاقتصادية للنازحين، خصوصاً أنّ الأرقام إلى ازدياد. وما يُقدّر اليوم بعشرات الألاف، فإنّه سوف يكون غداً مئات الآلاف". دور المتفرّج ويتّخذ المجتمع الدولي دور المتفرّج، إذ إنّه يكتفي بالإعراب عن قلقه، ومنظمة الأمم المتحدة من ضمنه. فهي عبّرت عن قلقها في بيان، جاء فيه أنّها تشعر بقلق عميق على نحو 750 ألف شخص، في جنوبي غرب سورية حيث تسبب هجوم عسكري في نزوح أشخاص بمحافظة درعا صوب الحدود الأردنية. أضافت: "اليوم تتواتر التقارير عن استمرار القتال والقصف في كثير من البلدات على الطرفَين الشرقي والغربي لمحافظة درعا". من جهته، لفت "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض إلى نزوح نحو 12 ألفاً و500 شخص من قرى وبلدات ناحتة وبصر الحرير والمليحة الشرقية والمليحة الغربية والحراك ومسيكة وعاسم والشومرة والشياح والبستان في القطاع الشرقي من ريف درعا، وسط مخاوف من تصاعد حركة النزوح نتيجة العمليات العسكرية في شرقي درعا. في السياق، يقول نائب رئيس مجلس محافظة درعا، عماد البطين، إنّ "عدد سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في درعا يقدّر بنحو مليون و100 ألف شخص. وقد بلغ عدد النازحين منذ بداية الأسبوع الماضي أكثر من 80 ألف نازح، في وقت تحاول المجالس المحلية تقديم المساعدة للنازحين عبر تأمين مأوى لهم إن لجؤوا إلى البلدات والمدن، بالإضافة إلى المساعدات الغذائية، بحسب الإمكانيات المتوفرة. كذلك، تعمل كل النقاط الطبية والمستشفيات بكامل طاقتها". ويحذر ناشطون من كارثة إنسانية في حال استمرّ استهداف المناطق السكنية بشتى أنواع الأسلحة، ويدفعون الأهالي إلى النزوح منها في ظل الأوضاع الإنسانية صعبة. إلى ذلك، تمتنع الدول المجاورة عن استقبال المهجّرين الهاربين من القصف، في حين لا تضطلع المنظمات الإنسانية بدورها. يأتي ذلك وسط صمت دولي مستهجن، في حين يواجه هؤلاء السوريون مصيرهم، إمّا الموت من جرّاء القصف وإمّا اللجوء إلى البراري مع ما يعني ذلك من معاناة. ريان محمد

العراق ـ ذكريات الأم الأيزيدية كوخا عن جحيم “تنظيم الدولة الاسلامية” / تعاني من ذكريات الماضي و اختفاء ثلاثة من أطفالها خلال فترة الأسر.

$
0
0
أمضت، كوخا، الأم الإيزيدية من العراق عامين مع زوجها وأطفالها في أسر تنظيم "داعش". بعد تحريرها تعاني الأم من ذكريات الماضي و اختفاء ثلاثة من أطفالها خلال فترة الأسر. منذ عودتها من الأسر، ترتدي كوخا فساتين سوداء اللون فحسب، لأنّ الزمن لا يشفي جميع الجروح، خاصة عندما يعيش المرء الجحيم على الأرض. منذ تحريرها من أيدي تنظيم داعش، تعيش كوخا مع زوجها محمود وأطفالها الخمسة الصغار في منطقة جبل سنجار، شمالي العراق. كوخا وعائلتها، نازحون تقطعت بهم السبل في بلدهم. وما حدث معهم، لا يتم التطرق إليه داخل محيط العائلة. مخالب الماضي "لقد فات الأوان بالنسبة لي" ، تقول كوخا البالغة من العمر 40 عاماً، من دون إكمال الجملة. لا تتوقف عن التفكير في أطفالها الثلاثة الكبار: سعدون البالغ من العمر اليوم 22 سنة، وفراز البالغة من العمر اليوم 18 سنة، وابنتها أفين البالغة من العمر اليوم 15 سنة، الذين اختفوا ولم تجد لهم أثراً لحد الآن. غير أن بصيصاً من الأمل في رؤيتهم مجدداً، يجعلها صامدة لحد الآن برغم ما عاشته من ذكريات مؤلمة في الماضي. وطوال الليالي التي لا تستطيع فيها النوم، يعذبها كونها من الناجين. كما تعاني بناتها من نوبات الهلع خلال الليل. وتقول كوخا " لو لم يكن لدي أطفال، لقتلت نفسي". بدأ كابوس كوخا في تاريخ الثالث من آب/ أغسطس عام 2014. حينما هاجمت الميليشيا الإرهابية التابعة لتنظيم داعش منطقة سنجار في شمال العراق، التي تقطنها الأقلية الإيزيدية. الإيزيديون ، مثل كوخا وعائلتها، هم من غير الموحدين، وبالنسبة لداعش هم كافرون، وقد ارتكب التنظيم بحقهم هناك فظائع لا يمكن تصورها وعمليات إعدام جماعي، كما تتحدث الأمم المتحدة عن عمليات إبادة جماعية للإيزيديين هناك. وخوفاً من بطش داعش، فر نحو 50 ألف إيزيدي من منطقة جبل سنجار نحو الهضبة التي تقع على ارتفاع ألف متر، والتي بالكاد يمكن الوصول إليها. من لم يكن جبل سنجار مقدساً بالنسبة له، فسيكون المكان الذي ينقذ حياته. نزحت كوخا وأطفالها مع عائلات أخرى من المنطقة، وكان زوجها محمود يريد احضار والديه المسنين معه، لكن عند وصولهم منتصف الجبل، حاصرهم مقاتلو داعش. الأسر والعبودية من قبل داعش توثق قطع الملابس المتناثرة، والملابس الداخلية الممزقة والأحذية شاحبة اللون المتناثرة على جنبات الطريق، محاولات الهروب اليائسة للإيزيديين من قبضة داعش. وتقول كوخا أنه تم فصل الرجال عن النساء، وأنها تعرضت وأطفالها الثمانية إلى الاستعباد، وتقول: "لقد قاموا بأسر النساء المسنات وإجبارهنّ أيضاً على الزواج من خمسة أو ستة رجال". لا تستخدم كوخا كلمة "اغتصاب" في حديثها، وتعطي لمحة عن معاناتها من خلال سرد معاناة الآخرين. "كانوا يتبادلون النساء مقابل الحصول على سيجارة، ويتهادون بالنساء فيما بينهم". وقام الجلادون بفصل كوخا عدة مرات عن أطفالها. كما فقدت في وقت لاحق الاتصال مع ابنيها وابنتها أفين، التي اجبرت على الزواج بالقوة في الموصل من أحد مقاتلي تنظيم داعش. وتتذكر كوخا ذلك قائلة: "لقد قاموا بإعادتها لي مرة أخرى، وكان جسمها مغطى بالكامل بثياب سوداء اللون، كما قاموا بتزيين وجهها كما لو أنها عروس". وهنا تعرضت كوخا إلى إذلال من نوع آخر، إذ كان من مهامها كأم تجهيز ابنتها لحفل زفافها، ومنذ ذلك اليوم لم تر ابنتها مجدداً. عبء ما بعد الأسر تعرضت كوخا وبناتها الخمسة الأصغر سنا للبيع عدة مرات. في البداية داخل العراق، ثم عبر الحدود إلى سوريا. في الأشهر القليلة الماضية، تم سجن حوالي 50 فرداً من النساء والأطفال الآخرين داخل قبو مظلم في الرقة من بينهم كوخا وأطفالها، الذي عانوا من الجوع والخوف من الغارات الجوية. وفي صيف عام 2016، تم إطلاق سراحهم، ويفترض أن ذلك حدث بسبب دفع فدية من قبل الحكومة الإقليمية الكردية، لكن كوخا لا تعرف تفاصيل إطلاق سراحهم. وتتذكر فقط أنهم استقلوا الحافلة إلى العراق. ويقال بإن داعش قد خطف حوالي سبعة آلاف امرأة وطفل من الإيزيديينن، وقد عاد النصف فقط منهم حتى الآن. في المنطقة الكردية شمالي العراق، التقت كوخا، بعد عامين، زوجها محمود، الذي انضم إلى الميليشيات الكردية لمحاربة داعش. أصغر بنات كوخا، أسما (4 سنوات)، بسمة ( 6 سنوات) وحنان (8 سنوات ) لا يعرفن أباهن، وتقول الأم: "أحياناً أبكي كالمجنونة، لكن ليس أمام الأطفال". وتضيف: " لم أعد طبيعية مثل السابق، وأخبرني الأطباء أن الدواء لا يمكن أن يساعدني لأنني أفكر أكثر من اللازم" .لكن الحديث عن المعاناة قد يساعد، على عكس جحيم الصمت. "سنجار" الجبل المقدس المنسي منذ تجمعهم من جديد، تعيش الأسرة في جبل سنجار، الجبل المقدس للإيزيديين. في أعالي هذه المنطقة الجبلية القاحلة، لا تزال هناك حوالي مئتي ألف عائلة في خيام تحت البرد والحر، لأنهم لا يعرفون إلى أين يذهبون. أي ما يقدر بأكثر من عشرة آلاف شخص. في آب / أغسطس 2014 ، دفع المصير، الذي وصل إليه الإيزيديون على الجبل بالرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى توجيه الأوامر بشن غارات جوية ضد ''داعش '' في العراق. اليوم وبعد تحقيق النصر العسكري على ما يسمى بالخلافة، نسي العالم الجبل وسكانه. ولا يزال أكثر من 200 ألف من الإيزيديين العراقيين فارين إلى مخيمات اللاجئين الكبيرة بالقرب من دهوك في إقليم كردستان أو نحو أوروبا. كما تم اكتشاف ما يقرب من 70 مقبرة جماعية في منطقة سنجار. استطاعت كوخا و زوجها محمود تأمين رزقهم، بعد حصولهم على 20 خروفًا من إحدى منظمات الإغاثة. أما بالنسبة للبنات، فالحيوانات هي أيضا رفاق يمكن اللعب معها. ولا تعاني الأسرة من الحاجة، فالمخيم مزود بمولدات الديزل وجهاز تلفزيون، لكن الماضي موجود في كل مكان، وبشكل غير معلن. بعد وجبة الغداء، ترفع كوخا فجأة الذراع الأيسر لابنتها، البالغة من العمر 10 سنوات، مشيرة إلى بعض الحروف الكبيرة تحت جلدها. "حاولت أن أضع وشماً بأسمائهم عن طريق الظفر والرماد حتى لا ينسوا من هم". إذ كان داعش يطلق أسماء مختلفة على الأطفال بعد تحولهم للإسلام، لكن الحارس الداعشي هدد بقطع يدي اذا استمريت في محاولة وشم أسماء أطفالي على أجسادهم." التصالح مع الماضي أمر لا يمكن تصوره جنوب الجبل لا تزال هناك بقايا خلايا داعش. و ارتفاع عدد نقاط التفتيش يمكن المرء من الوصول إلى منطقة رامبوسي، وهي قرية العائلة، في أقل من ساعة بالسيارة عبر الطريق الممتد المرتفعات. في هذه القرية كانت تملك العائلة حتى آب/ أغسطس من عام 2014 ، منزلا جميلا كبيرا، استثمرت فيه جميع المدخرات. اليوم القرية مهجورة ودمرت العديد من المنازل من قبل "داعش" أو تعرضت للقصف خلال الغارات الجوية الأمريكية. نادرًا ما يعود محمود وكوخا للبحث عن الأنقاض والملابس والتذكارات. "لا يهم التدمير، وماذا يفعلون بنسائنا وبناتنا ، هذا هو أسوأ شيء ، كيف يعبرون الفتيات اللواتي يبلغن من العمر سبع أو ثماني سنوات إلى أكثر من اثني عشر رجلاً ، وإذا حملت فتاة في العاشرة من العمر، فهذا أسوأ شيء، أليس كذلك؟ ". التصالح مع قرية رامبوسي أمر لا يمكن تصوره بالنسبة لهم. ميليشيات متناحرة في معسكر الإيزيدي الواقع أعلى على الجبل ، يقف محمود وفي يده كلاشينكوف. الخوف من هجوم آخر كبير على الرغم من نقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان. بمن سوف يثق الأيزيديون؟ المنطقة اليوم تعج بالأسلحة. منطقة سنجار مثيرة للجدل بين الحكومة المركزية العراقية والحكومة الإقليمية الكردية. كما كانت هناك صراعات بين الأكراد المتنافسين خلال العام الماضي. وتنشط مجموعات مختلفة في المنطقة الحدودية مع سوريا، بالإضافة إلى البيشمركة، المقاتلون الكرد التابعين لحزب العمال الكردستاني وحزب الشعب العراقي، والتي تقاتل ضد تركيا. القوة الجديدة في سنجار هي ميليشيا الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من إيران، وهي عبارة عن أقلية صغيرة من الإيزيدين الخارجين عن الاجماع القومي والديني في صراع قومي وإقليمي كبير. منذ فترة تقدمت عائلة كوخا بطلب إلى أحد برنامج المساعدات للسماح لهم بالسفر إلى أستراليا. في الوقت نفسه يصرون على عدم فقدان الأمل في العثور على الأبناء المفقودين. يعود الإيزيديون من الأسر باستمرار، وغالبا ما يباعون مقابل أكثر من 10 آلاف دولار من مهربي البشر. كما تواصلت كوخا ومحمود بالمهربين، لكن من دون نتيجة حتى الآن، وتقول كوخا: "إذا عاد أطفالي بمساعدة الله، فسوف نغادر العراق على الفور، لن نستطيع العيش في هذه البلاد". ساندرا بيترسمان، بيرغيتا شولكه-قيل / إ .م المصدر: دويتشه فيله

وغابت الشمس عندما غادرت الرستن

$
0
0
بعد أربع وعشرين ساعة من القصف ببراميل الموت وراجمات الصواريخ على مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، تم الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتسليم المعارضة للسلاح الثقيل للنظام، وترحيل من لا يرغب بالعودة إلى "حضن الوطن" أي حضن بشار الأسد الكيماوي. الاتفاق يعنيني بالدرجة الأولى، إذ لا تناسبني العودة لهذا الحضن الأحمر الذي يعني الموت المحتم، فكان الخيار الآخر والوحيد أمامي بالرغم من قساوته، وما تترتب عليه من تبعات مجهولة على حياتي وحياة أسرتي هو التهجير القسري. التهجير لنا، ونحن الذين عانينا من الحصار والقصف على مدينتي، التي ترعرعت وعشت طفولتي وشبابي فيها. أيام قليلة كانت أمامي لحزم أمتعتي، فلم أعرف ماذا أريد أن احمل فيها. تجولت في حارات المدينة المدمرة لأخزّن في ذاكرتي شيئاً جميلاً عنها، ربما لم أحظَ به منذ لاحقني الخوف من القصف. الشرود أراه في وجوه من أصادفهم. لم يعد ذلك أمراً غريباً، بل بات طبيعياً من قسوة الحال التي وصلنا له، وكنا نسمع عنه في الأخبار عن المدن التي سبقتنا إليه. تسجيل أسماء الراغبين بالخروج في مقر المجلس المحلي، الذي عملت به لمدة ثلاث سنوات، فشعرت أني ادخله لأول مرة في حياتي. الصدمة كانت حين عرفت أن رقمي 86 ممن يرغبون في الخروج، الأمر الذي أوقعني في حيرة وأثار في ذهني سؤالاً غريباً: هل من اختار التهجير عن نظام قتلنا لسبع سنوات، قلّة؟ الجواب عند جسر الرستن، في وقت انتظار الحافلات. برفقتي زوجتي الحامل بشهرها التاسع، بابني الذي لم يكتب له ان يتنشق هواء مسقط رأس ابيه. برفقتي أيضاً كذلك ابنتاي؛ راما بسنواتها السبع، ومروة بسنواتها الخمس، اللتان لم تشهدا في حياتهما يوماً هادئاً من دون قصف وقتل ودمار وخوف. حملنا أمتعة حزمناها على عجل. ولفت انتباهي بينها دمية يدوية الصنع بيد راما، أصرت أن تأخذها في رحلة اعتقدت أنها نزهة كنت أعد لها فيها طوال السنوات المنصرمة. الفرح في عيون الصغار لا تفسير له، إلا بعدم معرفة الحقيقة السوداء التي نعيشها. راما تظن اننا ذاهبون إلى تركيا، حيث مدينة الملاهي التي كنت أعدها بها عند سقوط كل قذيفة بالقرب منا. كنت أعدها بها لأنزع الخوف من قلبها، واشغلها بهذا الحلم صعب المنال. حلم مشترك لدى أطفال مناطق الحصار. خلال ساعات الانتظار الطويلة، بكت السماء على خروجنا، كما قال لي صديقي. البرد أخذ يأكل عظامي. اقتربت الحافلة التي وجدتُ فيها مكاناً شاغراً لي وللعائلة. وجه السائق الستيني جذبني، فأنا أتخوف من كل شخص يسكن مناطق سيطرة النظام، تلك التي لم أرها منذ ست سنوات. ركبت ابنتاي في مقعد خلف السائق، وعدت أساعد زوجتي عن الصعود وحمل الأمتعة التي تلوثت بالطين جراء المطر. أغلق باب الحافلة، بعد اكتمال صعود الركاب، وعادت أدراجها باتجاه حاجز الشرطة الروسية لتعبر جسر الرستن، الذي لم اجتزه منذ سبع سنوات. وببطء سارت الحافلة باتجاه الشمال من مدينة الرستن، وهو موقع لطالما كان مصدراً لقذائف الموت التي تتساقط علينا طيلة فترة الحصار. مشاعر ركاب الحافلة لا يمكن وصفها. الرجال منهم يائسون ومغلوب على أمرهم، ونساؤهم باكيات تدمع أعينهن على فراق منازل مدمرة. وأطفال يلهون ويلعبون فرحين بركوب حافلة لم يركبوها في حياتهم مطمئنين لجهلهم الحقيقة التي يعيشونها. ضابط سوري برتبة عقيد، يرافقه مجند روسي بدى إلى جانبه ضابطاً رفيع المستوى، استقبلوا الحافلة. أدركت هنا حقيقة لطالما عرفتها؛ الحكم في سوريا لم يعد للسوريين بل لدول تقاسمت كعكة الدم التي صنعناها. بدأ التفتيش على السلاح وممنوعات الإخراج التي كانت مدونة في بيان هيئة التفاوض. لم اكترث لتلك الممنوعات لأنني لا انوي إخراج أيا منها كالقنابل وأجهزة الاتصال اللاسلكي والسلاح الثقيل وغيرها مما لا امتلكه أساساً. وبعد تسع ساعات انطلقت أول حافلة باتجاه مدينة حماة، وكانت الوجهة مدينة جرابلس السورية الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة. رافقتنا سيارات أمن "الفرقة الرابعة" والشرطة العسكرية التابعة للنظام ذات الدفع الرباعي والمزودة بالرشاشات المتوسطة. وجوه العناصر كانت تشع بالفرح العظيم، بالنصر الذي تحقق دون معركة. وعند مفرق قرية غور العاصي الموالية، ظهر جمع من الشبيحة والمرتزقة؛ نساء ورجال خرجوا فرحين، وودّعونا بالشتائم. لم انزعج منهم لأني توقعت ذلك سلفاً. واكتفيت بإسدال الستائر على نوافذ الحافلة مع بعض الشباب. وبدأت بملاعبة الأطفال لإبعاد أنظارهم عن تلك المظاهر في الخارج. الشمس غربت مع غروب مدينتي. طويلة كسنين الحصار، طالت الرحلة لأكثر من 12 ساعة للوصول إلى معبر الباب، حيث تقرر دخولنا إلى المناطق المحررة. المفاجئة الكبرى حيث إننا لا زلنا في مناطق النظام، وحال دون عبورنا إلى المحرر أمر أجهله لأكثر من سبع ساعات. بعد طول انتظار، عرفنا أن تأخير عبورنا الى "المحرر"، هو رفض الجانب التركي لاستقبالنا بحجة سوء التنسيق مع الجانب الروسي. وبعد طول سجال، تقرر إدخال القافلة إلى المحرر دون عبورها المعبر، لتنهي حالة التوتر التي عايشناها بمرافقة قاتلينا وحمايتهم. وبالفعل كان الدخول إلى مناطق المحرر عند معبر الباب ولم ندرك لحظتها أننا دخلنا في متاهة عدم السماح للقافلة بالدخول إلى المخيم الذي كان من المقرر النزول به في مدينة جرابلس، لعدم وجود ذلك المخيم أصلاً. ترجّل الجميع من الحافلات متناسين المعاناة في هذه الرحلة الطويلة، وانتظروا حلاً ينهي على الأقل مشكلة الأطفال والنساء الذين كانوا برفقتنا. كان الوقت قريباً من الغروب حين بدأ البعض بمغادرة الحافلات ليعبروا الحاجز التركي الذي منع القافلة من المتابعة إلى أراضي المحرر، وكان للمغادرين إما أقرباء أو معارف بشكل فردي يتدبر أمرهم إلى غير المخيمات. وقفتُ حائراً، وليس لي احد اعرفه سوى صديق لي عبر فايسبوك، وعدني بان يكون هناك أحد من قبله بانتظاري، لتأمين مأوى مؤقت، وحل سريع لنقل زوجتي إلى نقطة طبية لفحص حالتها ورعايتها إلى حين موعد ولادتها القريب. وبسبب انقطاع الاتصال، لم أحظَ به، ولم أعرف إن كان بانتظاري بالفعل. بدأت راما ابنتي الكبيرة بالبكاء والتقيؤ، وتفاقمت حالتها الصحية بسبب البرد الذي أصابها أثناء الرحلة. أما مروة فبدأت بالتذمر والبكاء طلباً منها للنوم الذي لم يقاربها طيلة الرحلة. الطعام الذي بحوزتنا أوشك على النفاذ، حيث حصلنا عليه من الهلال السوري قبل الانطلاق. وبعد انتهاء التفتيش على الحاجز الروسي في تلك الأثناء بدأ الجو بالبرودة النسبية، وبدأت السماء بالبرق والرعد الذي لم يكن وقته المعتاد في هذا الوقت من العام. غادرت الحافلة متجهاً إلى مقدمة القافلة لمعرفة ما يجري وما ينتظرنا، فعلمت من الشرطة الحرة ان الموافقة التركية لدخول القافلة لم تصل بعد. وأدركت حينها أننا قادمون على ليلة ثانية في الحافلات، ليلة ثانية قاسية مع تلك الظروف. وفي ذات الوقت اقتربت سيارات الهلال التركي من القافلة لتوزيع وجبة طعام على المهجرين. عدت أدراجي إلى الحافلة حيث الألم مع العائلة والعائلات التي برفقتنا والتي تشبه كثيرا حالة عائلتي وعند وصولي إلى باب الحافلة صادفت احد عناصر الجيش الحر وكما اخبرني انه قائد فصيل في عملية غصن الزيتون وقدم لي عرضا لم استطع رفضه نهائياً. وتمثل العرض بأن يصطحب الضابط النساء والأطفال الذين في حافلتنا إلى منزل قريب من المعبر لقضاء الليلة، واصطحابنا جميعاً في الصباح إلى قرية في ريف عفرين لنسكن فيها حيث مكان سيطرة فصيله. والضابط هو نقيب من ريف حمص الشمالي، وغايته مساعدة مهجري منطقته. قبيل الشروق بقليل سمعت صوتاً ينادي باسمي؛ كان ذلك الشاب من قبل صديقي. فطلب مني مرافقته لقضاء ما تبقى من الليل في منزله. في الصباح، تفاجأت بأنني في مدينة إعزاز، وبعيداً مسافة لا تقل عن 50 كيلومتراً عن مكان عائلتي بالقرب من معبر الباب. وكنت أمام خيارين؛ ان اجلب عائلتي إلى مكاني، او قبول عرض النقيب. التقيتُ بعائلتي بعد ساعات، وركبنا سيارات جلبها النقيب معه. فعلياً، غادر الحافلات ثلث الركاب تقريباً. وكانت الوجهة قرية عوكان تابعة لناحية بلبل بريف عفرين. من حديث السائق، علمتُ أن أهالي القرية وبعد معركة غصن الزيتون نزحوا وتركوها فارغة. سنسكن منازل أناس أرغموا على ترك منازلهم، مرغمين مثلنا. عند وصولنا إلى القرية عبر طرق ملتوية بين جبال عفرين وأوديتها، فاحت في انفي نفس الرائحة التي تركتها في مدينتي، رائحة البارود والموت. هي قرية متشحة بالسواد. الدمار لم يترك فيها أي مظهر من مظاهر الحياة، سوى أشجار الزيتون التي بدت وكأنها تبكي على فراق أصحابها. قرية في أعلى تلة لا تصل السيارة الا لمدخل طرقاتها المرصوفة بالحجارة ولها ازقة بين منازلها تشبه كثيراً منطقة التل في مدينة الرستن القديمة. ترجلنا من السيارات خائفين وبصدفة غريبة توجهت إلى منزل مدمر على جانب الزقاق، ولفت انتباهي منظر مخيف: كومة من اللحم المتعفن تحت حجارة المنزل المدمر تفوح منه رائحة كريهة والذباب يملأ المكان. جثة رجل مرّ على وفاته أكثر من ثلاثة أشهر. لم اتجرأ على ذكر حقيقة ما شاهدت أمام النساء والأطفال لكي لا يدب الرعب في قلوبهم. عدت أدراجي إلى حيث الجمع وبدأت انصح بالدخول إلى منزل قريب من حيث تواجدنا وتنظيف ركام ذلك المنزل لكي نؤمن مكاناً لنساء وأطفال، يشكلون أفراد تسع عائلات. استدرجت بخفية سائق السيارة وهو من عناصر "قوات الصفوة" الى جثة الرجل، فقام وبعض الرجال بإخراجها ودفنها بعيداً عن منازل القرية. الجثة كانت لأحد المقاتلي الأكراد، بحسب رواية السائق. الوقت شارف أيضا على المغيب. تدبرنا أمر منامة الأطفال والنساء في المنزل القريب ورقدنا الى النوم في منزل مجاور له أنا ومن معي من الرجال. في صباح اليوم التالي، استفقنا على وفد آخر من عائلات مهجرة بنفس القافلة استقدمها النقيب إلى نفس القرية. وخلال ساعات النهار الأولى عادت القرية تعج بالحياة من جديد. اتضح فيما بعد أن اغلب أهالي تلك القرية هم عناصر في حزب الـ"بي كي كي"، وان الفرش الجديد في المنازل، وحسب رواية عناصر الجيش الحر الذين برفقتنا، كان مصدره تعفيش القوات الكردية للقرى التي كانوا يسيطرون عليها قبل عملية غصن الزيتون. المنزل الذي دخلته كان بسيطا من حيث البناء، ولكن فيه أربع برادات جديدة، وخمس غسالات اوتماتيكية حديثة، وأربع أجهزة تلفاز، وخمسة أفران غاز. تخيلت للوهلة الأولى أنني انزل في معرض للأدوات المنزلية. الأمر ذاته تكرر في اغلب المنازل في القرية. قضى النازحون الجدد يومين في تنظيف المنازل من آثار التخريب والمعارك. الأسئلة كانت تغمرني: هل نعيش تغريبة سورية؟ هل هذا تغيير ديموغرافي نحن احد عناصره؟ هل سنقضي باقي حياتنا في منازل لا نعلم من أصحابها بينما سيسكن منازلنا أشخاص لا نعرفهم؟ تلك أسئلة زادت من الألم الذي أعاني منه في باطني ولا استطيع إظهاره، خلافاً للالم الذي ظهر على ملامح وجهي بسبب مفارقة مدينتي. المصدر: almodon

معاناة العائدين من شبعا اللبنانية…تحبط الباقين / رصد أوضاع السوريين الهاربين من بيت جن

$
0
0
لا يكترث عمر الساعدي (58 عاماً) للدعوات المتزايدة الموجهة للسوريين النازحين في بلدة شبعا الحدودية مع سوريا، في جنوب شرقي لبنان، المطالبة بالعودة إلى بلدة بيت جن السورية، إثر استعادة النظام السوري سيطرته على البلدة الواقعة في جنوب غربي دمشق. بالنسبة إليه «لا شيء يشجع على العودة، بل ستزداد حالتي سوءاً»، بالنظر إلى غياب أي داعم أساسي للأسر المعدومة في بلدته السورية، حتى الآن، وهو في حاجة ماسة لدواء، له ولزوجته، ولشقيقتين طاعنتين في السن تحتاجان الدواء أيضاً، ولـ4 أطفال أيتام من أحفاده يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام. في منزل يسكنه 25 شخصاً، بينهم رجل واحد مريض هو عمر الساعدي، يمكث أيتام ومرضى. يصمد الساعدي في شبعا، من غير أن يتخذ قراراً بالمغادرة حتى الآن، ذلك أنه «من الصعب أن يعيل رجل واحد (ابنه الثالث الوحيد الباقي على قيد الحياة في العائلة) 10 أنفس، مرضى وأطفال»، علماً بأن الولد الباقي يعمل راعياً للماعز في بيت جن، ويرى أن العودة ستكون أكثر معاناة من معاناته هنا، حيث يتوجب تأمين دواء له ولزوجته بنحو 100 دولار شهرياً. ومع ذلك، لا يحمل بعض الأطفال أوراقاً ثبوتية، ما يعني أنه تستحيل عودتهم من دون باصات خضراء. والساعدي ليس النازح الوحيد الذي تراجعت حماسته للعودة إلى بيت جن، بعد نحو شهرين على عودة الدفعة الأولى من النازحين إلى شبعا، البالغ عددها 482 شخصاً. فالأنباء التي تصل من بيت جن «غير مشجعة»، وهي العبارة التي تتردد على ألسن كثير من النازحين الذين يجمعون على أن بلدتهم «ينهشها الغلاء» و«تغيب فيها أي فرص للعمل»، فـ«البساتين يبست جراء الإهمال، ولا أفق لمساعدات أممية للعائدين»، في ظل معاناة الجميع من الفقر وسوء الأحوال، فضلاً عن المخاوف من اقتياد النظام السوري المطلوبين للخدمة الإلزامية. لكن هذا الواقع يخالفه الراغبون بالعودة، مستندين إلى تجربة من سبقهم إلى بيت جن. ويسأل نازح يرغب بالعودة: «هل اقتاد النظام أياً من العائدين المطلوبين للخدمة، أو من المنشقين السابقين عن قواته؟»، من غير أن ينفي البطالة والغلاء في بلاده، وهي «واقع موجود في كل مكان». وشبعا تحولت إلى وجهة للنازحين السوريين منذ بدء الحرب السورية، من بيت جن البعيدة مسافة 11 كيلومتراً إلى الضفة السورية، وقد بدأت باستقبال النازحين الذين وصلوا إليها سيراً على الأقدام وعلى ظهور البغال عبر طريق جبلي، توقفوا خلاله عند حاجز قوات الأمم المتحدة العاملة في الجولان (أندوف) التي زودتهم بالماء، وتحت أعين القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان التي «لم تطلق النار علينا»، بحسب ما يقوله نازح، وذلك قبل الوصول إلى الأراضي اللبنانية حيث لم يمانع الجيش اللبناني عبورهم في ذلك الوقت، واستقبلتهم سيارات من أهالي شبعا نقلتهم إلى البلدة. دفعة جديدة من العائدين وأقلت 16 حافلة سورية، في أبريل (نيسان) الماضي، 482 نازحاً من بلدة شبعا وبعض قرى العرقوب المجاورة في جنوب لبنان إلى بلدتيهم، في بيت جن ومزرعتها في المقلب الشرقي من جبل الشيخ، المحاذية لهضبة الجولان المحتلة. وتحدث النازحون العائدون عن «ضمانات تلقوها بعدم اقتياد المطلوبين للخدمة العسكرية الإجبارية». ولا يبالي الراغبون بالعودة في الدفعة الثانية، المتوقع عودتها في يوليو (تموز) المقبل إلى بيت جن، بالأنباء الواردة من الضفة السورية. فالنازح السوري أسعد قبلان يتحضر للعودة مع أفراد عائلته الخمسة وأطفالهم إلى بلدته السورية، رغم الأنباء عن تردي الأحوال في المنطقة السورية، ويقول: «سأعود مع بناتي الثلاث وابني الاثنين، وهما مطلوبان للخدمة الإجبارية». وإذ ينفي تلقيه ضمانات من دمشق حول اقتياد ابنيه (مواليد 1993 و1995) للخدمة الإلزامية، يكتفي بالقول: «سعري من سعر هالناس». ويبدو قبلان متحمساً للعودة في الدفعة الثانية من المغادرين، ويقول: «البطالة التي يتحدثون عنها موجودة في كل مكان. أملك مساحة زراعية سأستصلحها وأتعيش منها، وأعمل فيها مع عائلتي»، لافتاً إلى وجود «ورشة إعادة إعمار في المنطقة لإصلاح البيوت المتضررة جراء الحرب»، ومشيراً إلى أن منطقة بيت جن ومزارعها «تتألف من آلاف الهكتارات الزراعية، وبساتين الزيتون والتفاح، التي تحتاج إلى رعاية لتجدد إنتاجها»، ومضيفاً: «الأفضل أن نعمل في أرزاقنا، ونستعيد حياتنا من جديد، بعد استقرار الوضع الأمني، عن أن نعمل في أرزاق الناس هنا». وأنتجت جهود الدولة اللبنانية في تشجيع العودة الطوعية للنازحين إلى سوريا جدلاً واسعاً، وصل إلى حد الصدام بين وزارة الخارجية اللبنانية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على ضوء الاتهامات الموجهة للمفوضية بـ«تخويف النازحين» من العودة، علماً بأن المفوضية قالت إنها معنية بالشأن الإنساني فقط. وكان رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، قد أكد بعد الاجتماع الدوري الأخير لتكتل «لبنان القوي» أن «ملف النزوح يزيد الأزمة الاقتصادية»، وقال: «لن يقوم لبنان اقتصادياً بوجود مليوني شخص، إضافة إلى اللبنانيين». وأضاف باسيل: «لم نطلب يوماً الترحيل القسري للشعب السوري، بل تطبيق القانون. وإذا كانت هناك جهة لا تريد التنازل، لأن هناك اتفاقاً سياسياً لم يعد قائماً، فلا أحد يستطيع أن يرغمها». ولا ينفي النازحون في شبعا أن ممثلي المفوضية أبلغوا النازحين قبل مغادرة الدفعة الأولى بالوقائع القائمة. ويقول نازح رفض الكشف عن اسمه: «تم إبلاغنا بالواقع الذي يعاني منه العائدون اليوم لجهة البطالة وغلاء الأسعار وغياب المساعدات»، مضيفاً: «العائدون يؤكدون ذلك حين نتواصل معهم، وبعضهم نادم على العودة المبكرة قبل أن تتحسن ظروف الحياة». ويتواصل سوريون موجودون في المنطقة مع النازحين الراغبين بالعودة، يسجلون أسماءهم ويقدمون القوائم للأمن العام اللبناني لترتيب إجراءات العودة لدى اكتمال الترتيبات. وبعد مغادرة الدفعة الأولى، لم تكتمل الدفعة الثانية بعد. ويقول نازح معني بالتواصل مع السوريين إن الأرقام الأولية «لا تزال مسودات، قابلة لتكون أقل أو أكثر»، وإنها حتى الآن «بالمئات»، مشدداً على أن مهمته «تقتصر على تسجيل الأسماء وتقديمها للأمن العام»، ومؤكداً أن مهمته ليست أكثر من «همزة وصل بين النازحين الراغبين بالعودة والسلطات المعنية بالترتيبات». وفي حين تتحدث معلومات عن تخويف وتهديد يُمارس بحق المتراجعين عن تسجيل أسمائهم للعودة، يؤكد أن تلك المعلومات «عارية عن الصحة»، وهي «اتهامات غير صحيحة لأن النازحين غير مجبرين، وهي عودة طوعية في حال كان أحدهم راغباً»، مضيفاً: «لا صفة أمنية لي، أنا مجرد همزة وصل، والدليل أن الذين سجلوا أسماءهم قبل المغادرة في الدفعة الأولى كانوا أكثر من 500 شخص، وتراجع بعضهم عن العودة لأسباب شخصية، وكان له حرية الخيار». العودة طوعية... وملاحظات يكاد يجمع المعنيون بالملف على أن العودة طوعية، وأن أحداً لم يضغط على أحد لإجباره على العودة، رغم بعض الملاحظات التي يسجلها معنيون أيضاً ساهموا في إغاثة النازحين منذ عبورهم إلى شبعا قبل 5 سنوات، ولا يزالون يقدمون المساعدة لهم. يقول مدير «الجمعية الإسلامية في شبعا»، محمد الجرار، إننا مع عودة النازحين السوريين، ولكن «مع عودة مشرفة وبكرامة»، مضيفاً: «أغلب الموجودين هنا بيوتهم مدمرة في سوريا، فضلاً عن أنه لا سبيل للعمل هناك، ولا يستطيعون أن يتحركوا بحرية في قراهم بسبب حواجز النظام»، متابعاً: «بعد أشهر قليلة، سيدخل الشتاء، ولا مراكز إيواء تحميهم». وعما إذا كان البعض يتعرض لتهديدات وضغوط، يقول الجرار: «بعض الراغبين بالعودة قالوا إنهم ينوون الذهاب لرؤية أملاكهم، ودراسة واقع الحال وإمكانية العيش، لكن قيل لهم: إذا غادرتم لا يمكن لكم العودة، بينما البعض الآخر يرغب بالعودة لأن وضعه هنا صعب، ولا يستفيد من الأمم المتحدة، ويدفع الإيجارات. وهناك فئة ثالثة ترغب بالعودة، فضلاً عن المحسوبين على النظام»، ويضيف: «للأسف، الذين غادروا لا يشجعون المنتظرين هنا على العودة، بالنظر إلى أنه لا فرص عمل، ولا مدارس ولا إنشاءات، إضافة إلى الغلاء الكبير بالمعيشة». ولا ينفي الجرار أن تصريحات وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل بخصوص النازحين، وتأكيده أنه «لا عودة عن العودة»، أشعر الناس بحالة من الرهبة النفسية والمخاوف من إعادتهم بالقوة أو التضييق عليهم، فضلاً عن «شائعات يطلقها سوريون تدخل في إطار الترهيب النفسي، تتحدث عن تغييرات بالهويات السورية، ما يضعهم تحت خطر فقدان الجنسية في وقت لاحق». وإذ انتقد مبادرة بعض السوريين لتسجيل الأسماء، طالب بأن يُحصر التسجيل «بالسلطات الرسمية اللبنانية، كالأمن العام أو البلديات، ومنع أي أحد غير رسمي من التدخّل بالموضوع، وذلك لمنع المقربين من النظام من بث الشائعات أو فرض ضغوط نفسية على النازحين وتخويفهم». ضغوط على المجتمع المضيف وتظهر ملامح الضغوط الاقتصادية والاجتماعية بسهولة في شبعا. فالبلدة التي يسكنها في الشتاء نحو 8 آلاف شخص، و15 ألف صيفاً، استقبلت 8 آلاف سوري منذ بدء الحرب السورية، غادر منهم 482 في أبريل الماضي. ويؤكد رئيس بلدية شبعا، محمد صعب، أن البلدية والفعاليات والأهالي «لم يترددوا منذ بدء وصول النازحين في رعايتهم ومساعدتهم واستقبالهم»، لكنه لا ينفي الضغوط الاقتصادية التي ترتبت على وجود أكثر من 7 آلاف نازح في البلدة، ويقول: «على سبيل المثال، كان عدد عمال النظافة في البلدية 7 موظفين قبل وصول النازحين. أما الآن فهناك 25 موظفاً، وهي تكلفة إضافية على البلدية»، فضلاً عن الضغوط في الخدمات، التي تشمل التغذية الكهربائية ومياه الشفة والنفايات وإمدادات الصرف الصحي. ويضيف: «الدول المانحة أعطت تقديمات للنازحين، لكنها لم تساهم في تنمية المجتمع المضيف هنا»، مشدداً على أن البلدية «تعمل باللحم الحي، وتمارس تقشفاً لخدمة الجميع»، لافتاً إلى أن التغذية الكهربائية عبر المولدات التي يدفع أبناء شبعا اللبنانيين بدلاً شهرياً لها «تقدم للسوريين بالمجان»، في حين تعمل البلدية على تنفيذ مشاريع تنموية، مثل توسعة الطرقات «لاستيعاب الضغط الجديد على الطرقات»، وحفر آبار لمياه الشفة، وتأمين الكهرباء حين تنقطع كهرباء الدولة، وتوسعة شبكات الصرف الصحي، وذلك «للتعامل مع الواقع المستجد، وإدارة الأزمة بجهود فردية، رغم الثقل الاقتصادي على البلدية وعلى المجتمع المضيف». ويقيم هؤلاء في منازل يملكها لبنانيون، وتؤهلها الأمم المتحدة، لقاء مكوث السوريين فيها لفترة مؤقتة، ويستأجر سوريون آخرون بيوتاً يقطنون فيها. كما وفّرت «الجمعية الإسلامية» منازل لعائلات عاجزة ومعدومة، وآوت أيتاماً فيها بالمجان. وتمثل عائلة عمر الساعدي واحدة من تلك العائلات. ويقضي الساعدي يومياته في شبعا مراقباً 4 أطفال من أحفاده يلهون أمام المنزل، فقد بات معيلاً لـ4 أطفال «تيتموا باكراً». وهو، على كبر سنّه ومعاناته الصحية، تحمّل مسؤولية رعاية متأخرة لأطفال قضى آباؤهم بسبب الحرب، ونزحوا وأمهاتهم إلى البلدة الحدودية، وباتوا أيتاماً لأبوين؛ أحدهما قتل بسقوط قذيفة على منزله في بيت جن، والثاني قتل حين علق بالثلج في أثناء محاولاته الفرار إلى شبعا في شتاء 2014. شبعا (جنوب لبنان): نذير رضا المصدر: الشرق الأوسط

مأساة أطفال درعا…هروب من القصف إلى الجوع والأمراض

$
0
0
هربوا من الموت قصفاً بغارات الطائرات ليلاحقهم الجوع والمرض، ويواجهوا أشعة الشمس الحارقة على الحدود السورية الأردنية، بعدما شهدوا أسوأ ما يمكن لأطفال أن يتعرضوا له من مشاهد القصف والدمار. هذا حال أطفال درعا، بعد نزوحهم مع أهاليهم من البلدات التي تستمر قوات النظام السوري وروسيا باستهدافها وتحاول السيطرة عليها باتباع سياسة الأرض المحروقة. وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)، من تدهور الوضع الإنساني للأطفال جراء التصعيد الذي يشهده الجنوب السوري، وأكدت في تقرير لها، أن ما لا يقل عن 20 ألف طفل اضطروا للنزوح من درعا مع عائلاتهم في غضون ثلاثة أيام، مشيرة إلى مقتل أربعة أطفال وإصابة كثيرين بسبب معارك الجنوب. ولا تخفي سمية محمد (30 عاماً)، خوفها على أطفالها الثلاثة بعد نزوحهم من بلدة رخم، إذ تعاني ابنتها من مرض "الربو"، ما يجعلها بحاجة لرعاية واهتمام مستمرين، مع صعوبة الحصول على حليب لطفلها الصغير الذي تجاوز عامه الأول. وتقول : "أين سنذهب؟ وماذا سنفعل؟ لا نعرف، همّنا الوحيد حاليا هم أطفالنا الصغار الذين لا طاقة لهم على تحمل النزوح ومشاقه. الشمس تضرب خيمتنا في الظهيرة، وابنتي ترتفع حرارتها باستمرار، أما أخوها الأصغر فنجد معاناة كبيرة في الحصول على الحليب له، كما أنه يعاني من فقر في الدم بسبب نقص الحديد، وآخر علبة دواء شارفت على الانتهاء، أرجو من الله أن يحصل والده على واحدة، كي نستمر في علاجه ولا تتدهور حالته مرة أخرى". ويصف أمين عمار (42 عاماً)، المعاناة التي يمرون بها بعد خروجهم من البلدة باتجاه حدود الأردن : "نعاني من نقص المياه، والحصول عليها ليس بالأمر السهل، أذهب مع ابني الكبير على الدراجة النارية لأقرب بلدة لنحصل على المياه التي تكفينا. أشعر بمعاناته وتعبه، لكنه الوحيد الذي بإمكانه الذهاب معي، لأن أسعار الوقود مرتفعة جدا وهو يصر على مرافقتي ولا يمكنني منعه". ويتابع "ابني الكبير هو الوحيد حاليا الذي يتحمل مسؤولية تفوق طاقته، لا أريد أن تدوم له هذه المعاناة، الطفولة التي مر بها ليست طبيعية، والآن النزوح أثر عليه بشكل كبير. أشعر بالحزن دائما عليه وأتمنى أن ينال حياة أفضل من حياتي". وتعد الصدمات النفسية التي يتعرض لها الأطفال نتيجة أصوات القذائف الأسوأ والأصعب من كل المشاق التي يتحملونها نتيجة النزوح، كما يقول المواطن سعيد العمار لـ"العربي الجديد"، مبينا أن طفله خالد ابن التاسعة صار يتبول بشكل لا إرادي نتيجة الخوف من قصف الطائرات، كما أن الرعب الذي يحدثه صوت القصف يتسبب له بحالات من الهلع يتمنى أن تزول مع انتقالهم لمكان آمن. وتقول الطفلة "راما" (11 عاما)، : "القصف بالطائرات تواصل ليلا ونهاراً، كنت خائفة جدا، الجميع كان يبكي، دعوت الله أن يحمينا كما علمتني أمي، وضممت أخي الصغير بشدة وبعدها خرجنا من البلدة مع شروق الفجر، كانت المعلمة تقول لنا إنّ طفولتنا صعبة وتعلمنا أغنية (أعطونا الطفولة)". وتتابع "راما": "أساعد أمّي في جمع الحطب لطهو الطعام، وهنا يوجد الكثير من الأشواك تجرح يديّ كثيرا، لكنني أحب المساعدة. نجلس في الخيمة التي صنعها أبي، نشعر بالحر كثيرا فيرش أبي الماء علينا، ونفرح عندما يفعل ذلك". وتشير إلى أنها تتمنى أن تذهب إلى الأردن لتلعب مع ابنة عمتها هناك، والتي تتحدث معها عبر الفيديو عندما يكون الإنترنت متاحا، وأنها تريد أن تملك حقيبة مدرسية ملونة وأقلاما كثيرة كابنة عمتها. أحلام طفولية مؤجلة، في ظل واقع مرير وأوضاع إنسانية تزداد سوءا مع استمرار العملية العسكرية على مناطق الريف الشرقي في درعا، إذ ارتفعت أعداد النازحين لما يقارب المائة ألف نازح خلال أيام، حسب إحصائيات محلية، معظمهم أقاموا بشكل عشوائي على الحدود السورية الأردنية، في غياب أي تدخل للمنظمات الدولية.​ عبد الله البشير

الغارديان: 6 حكايات من الثورة السورية.. كيف تغيَّرت حياتي؟

$
0
0
بعد أربع سنوات من الانتفاضة الأولى ضد الرئيس السوري بشار الأسد، تحدثنا إلى مواطنين سوريين من جميع الأطراف، من الضباط المتمردين وحتى داعمي النظام. أبو فارس: 35 عامًا، ضابط سابق في الجيش الحر، يعيش في تركيا الآن   20-03-2015 !!!! ثورتنا فشلت، لقد انتهت. كل ما تبقى منها قصة سنحكيها لأبنائنا، قصة آلاف من السوريين الذين واجهوا طغيان الأسد واستبداده بتضحيات هائلة، لكن العالم أدار لهم ظهره. قصة ثورة حوربت بالمندسين والخونة والأموال الأجنبية. على الرغم من أنني خدمت كضابط في الجيش السوري بعد تخرجي، فأنا لم أستطع منع نفسي من المشاركة في احتجاجات دمشق في مارس 2011، وسرعان ما انشققت وانضممت للجيش السوري الحر. كانت نيتنا أن نبني سوريا، لا أن نهدمها. قوات الأمن كانت غالبًا ما تقمع المظاهرات. كنا نهرع نحو الأزقة الخلفية لدمشق باحثين عن مخبأ. الناس كانوا يفتحون أبوابهم لنا. في أحد البيوت، وجدتُ امرأة عازبة تقيم مع والدها العجوز. كنا ثلاث رجال وفتاة، لا نعرف بعضنا. المرأة أدخلتنا وأغلقت الباب بإحكام. «اذهبوا واجلسوا في غرفة أبي»، قالت هذا وهي تشير إلى حيث يرقد والدها المريض، محاطًا بكومة من الأدوية. ثم تابعت: «فقط تظاهروا أنكم أبناء عمومتي جئتم لزيارة والدي». سوريا كلها كانت تحبنا. الآن توقفت سوريا عن حبنا لأننا دمرناها. لكنه كان نظام الأسد الذي سحق المحتجين بوحشية. عندما تحولت الثورة للقتال المسلح، هرعت إلى بلدي حيث كنت أحتفظ بثلاث قطع من الذهب، بعت القطع لأشتري بندقية. ليس لأطلق النار على المجندين في الجيش، والذين كانوا زملائي وفي الغالب ولم يكن لديهم الفرصة لعصيان الأوامر، ولكن لأطلق النار على الشبيحة الهمجيين، والذين كانوا يقتلون المدنيين ويدمرون ويحرقون منازلهم. في كل مرة أطلقت فيها قذيفة صاروخية على دبابة للجيش، كنت أوشك على البكاء. هذه الدبابات كان يفترض بها أن تدافع عني وعن أطفالي، لكنني الآن يجب أن أدمرها قبل أن تقتلنا جميعا. واصلنا محاربة النظام حتى دمرت سوريا كلها، بذلنا قصارى جهدنا لنتجنب دمارًا هائلًا هكذا، لكننا فشلنا. دَعَم الشعب السوري الثورة بكل ما يملك، أولئك الذين يملكون ذخائر أو أسلحة سلموها إلينا. بلغت ميزانية اللواء الذي قاتلتُ فيه أكثر من 25 مليون ليرة سورية شهريا، (88 ألف دولار). السوريون في المهجر كانوا يرسلون لنا المال لنحارب الأسد. في ذات الوقت، بدأنا استلام أموال من الدول العربية، خاصة الخليج. لكن بعد ذلك بدأت تلك الدول محاولات لفرض أجنداتها الخاصة. كنت ضابطًا في لواء ضخم في الجيش الحر. حاربت في منطقة المعظمية غرب الغوطة لأكثر من عام برفقة 3500 مقاتل مسلح. في يوليو 2012 كنا نبعد عن القصر الرئاسي ثلاث كيلومترات فقط، وكان النظام على وشك الانهيار. لكن عندما ضربت الطائرات وسط دمشق، كان علينا الفرار إلى «داريا»، جنوب غرب العاصمة، حيث اختبأنا بين البساتين، نحفر الخنادق بمشقة بالغة، وننتظر تعزيزات من الجنود لنمضي قدمًا. صديقي أحمد نديم كان معي في الخندق عندما أصابه قناص برصاصة في رأسه. توفي بين ذراعيّ، كان في الـ 22 من عمره. لتسع ساعات بقيت في الخندق مع جثته تحت القصف الجوي والمدفعي. ظللت أنظر في وجهه الميت، نفس الرجل الذي كان يقاسمني الطعام منذ دقائق. كنا معًا منذ بدايات الثورة في دمشق. كانت كلماته الأخيرة لي: «أرجوك تذكرني كرجل سوري مات من أجل بلده». فقط بعد منتصف الليل، عندما خفت حدة القصف، استطعنا دفنه قرب شجرة زيتون. لاحقًا، بدأ الشعب السوري ينقلب ضد الجيش الحر. عنما بدأت داعش بقطع الرؤوس، بدأ الناس يلعنون أولئك الذين ثاروا ضد النظام. كانوا يظنون أننا السبب في قدوم هؤلاء المقاتلين المتطرفين لبلادنا. لكننا أردنا الحرية، وليس داعش. يعتقد بعض الناس الآن أن الحياة كانت أفضل قبل الثورة، هؤلاء هم الذين لم يخسروا أيّا من أحبتهم، أو لم تفجر سياراتهم أو تدمر منازلهم. عندما يجتمع أقاربي وأصدقائي لمشاهدة الأخبار، يقولون: »كم كانت حياتنا رائعة حقًا. نعم لم تكن لدينا كرامة، لكن كان لدينا طعام كاف». الآن، أيجب علي أن أحافظ على الثورة من أجل الشهداء متسببًا في موت المزيد من الناس جوعا تحت قصف النظام؟ أيجب على أن أضاعف عدد الضحايا؟ أم يجب أن أتوافق مع النظام على أمل أن يأتي يوم يولد فيه طفل يقود سوريا إلى ثورة أخرى غير هذه؟ لأن هذه الثورة ملعونة من الله. مؤخرًا غادرتُ دمشق بعد أن اشتريت هوية مزورة إزاء ثلاثين دولارًا لأعبر من حواجز الجيش على الحدود التركية. أنا الآن في تركيا، وأفضل المغادرة إلى أي بلد أخرى على العودة إلى سوريا. الذين قاتلوا ضد النظام لن يستطيعوا التصالح معه أبدًا. لن يعودوا للذل بعد أن ذاقوا الحرية. إذا أحنيت رأسك مرة، ستظل محنية إلى الأبد. أم ناجي: 45 عامًا، مؤيدة للنظام السوري أعيش في منطقة نبق، شمال دمشق، مع زوجي وأبنائنا الثلاثة. بلقيس، الكبرى، تدرس الهندسة المعمارية في جامعة دمشق. ناجي، ابني الوحيد، وسحر، الصغرى، وكلاهما طالب في المدرسة الثانوية. درست الاقتصاد لكنني لم أعمل قط. كرست نفسي لتربية أطفالي. أردت لهم أن يتعلموا الموسيقى والشعر وأن يتميزوا في دراستهم. لكن حينما اندلعت الأزمة في سوريا، أصبحت مخاوفي الوطنية أكبر من مخاوفي الشخصية. كانت هناك بعض الاحتجاجات في حيّنا في مارس 2011. ولكن الجميع هرب عندما ظهرت مدرعات الجيش. ضحكت عندما رأيت الناس يتظاهرون في الشارع وسألتهم: «علامَ تحتجون؟ سوريا بلد آمن ومطمئن». فوجث أن عمتي والعديد من أصدقائي يدعمون الاحتجاجات. قلت لهم، «أنتم تدمرون سوريا». لكنهم لم ينصتوا لي، طلبوا مني أن أسكت. سيطر الجيش الحر على المنطقة لمدة عام تقريبا، وظل يهدد بخطف ابني ناجي إذا لم أقم بإزالة العلم السوري من سطح منزلي ولم أتوقف عن دعم النظام. لكن العلم السوري رمز مقدس بالنسبة لي. كانوا يهددون الناس لأتفه الأسباب. الحقيقة هي أننا جميعا – قبل الانتفاضة – كانت لدينا حياة طيبة، حتى أسر الطبقة المتوسطة. كانوا يستطيعون الذهاب في عطلة، وتناول طعام لذيذ، وشراء الأدوية. أولئلك الذين كانوا يتظاهرون حصلوا على المال ليفعلوا ذلك. دُفع لهم لشراء أسلحة وقتل إخوانهم. محتجون آخرون كانوا يعانون من بعض الإحباط، فحصلوا على وعود بمستقبل أفضل، وأن يصبحوا قادة في الحكومة الجديدة. أولئك الذين تظاهروا مدعين أنهم يريدون الحرية كانت لديهم أجندات شخصية، وليس أهدافًا وطنية. وكانوا أول من أرسلوا عائلاتهم للخارج ثم لحقوا بهم. قدمت الحكومة للناس كوبونات للسلع الغذائية الأساسية، لكن الجيش الحر صادرها لنفسه. أصبح قادتهم أغنياء من اختطاف الشاحنات المحملة بالبضائع المتجهة إلى دمشق. كان هناك دائما إطلاق نار. كان أعضاء الجيش الحر إذا اكتشفوا موظفًا حكوميًا ذاهبًا إلى عمله يجبرونه على العودة إلى منزله وترك وظيفته حتى لو كان راتبه هو الدخل الوحيد للأسرة. أصبح من الصعب على ابنتي أن تذهب إلى كليتها في دمشق. زوجي كان خائفا من تعرضها للاختطاف، حينها لن تكون الفدية أقل من 20 مليون ليرة سورية. (70 ألف دولار) الجيش الحر فعل العديد من الأشياء التي جعلت الناس يكرهونه. كان لديهم كل شيء: السلاح والسيارات، وأي منزل يريدونه. جارنا الذي كان يدعم الجيش الحر بدأ يخبرنا أننا خونة للثورة ولسوريا. الجيش الحر كان يقدم الطعام والمال لمؤيديه وللأسر المشردة التي لجأت للمنطقة. كانت هناك أحياء أخرى تتضور جوعا، لكن الجيش لم يقدم لهم الدعم لأنهم كانوا يؤيديون النظام. أقاربي في الولايات المتحدة وأوروبا طلبوا مني مغادرة البلاد، لكنني لن أفعل. لدي اعتقاد كبير بأن المرء يحيا كريمًا فقط في وطنه. الجيش النظامي دخل نبق في نوفمبر 2013. كانت هناك معارك شرسة وإطلاق نار لأكثر من شهر. بقينا في القبو نتقاسم الطعام مع جيراننا. عندما حرر الجيش السوري نبق، خرجت إلى الشوارع ورفعت العلم السوري في الميدان الرئيسي. هذه ليست ثورة، إنها كابوس. وأنا متأكدة أننا في خلال 5 سنوات سنسترد بلدنا سوريا. كل هؤلاء الذين أتوا ليجاهدوا هنا هل يمكن أن يشرحوا لي من أجل ماذا يجاهدون؟ الرئيس بشار طبيب محترم دافع عن بلاده. قد تحمل الكثير، ولم يستسلم أبدًا. سوريا اليوم أفضل كثيرًا مما كانت عليه خلال السنوات الثلاث الماضية. جميع اللاجئين غادروا سوريا لأنهم كانوا مطلوبين من قبل النظام. مرات عديدة قدم لهم النظام عروضا للعودة بالتنسيق مع الهلال الأحمر، لكنهم رفضوا. في كل مرة يحرر فيها الجيش المزيد من المناطق، يتحسن الوضع الأمني. ابنتي في دمشق تستطيع الذهاب للجامعة بأمان الآن. كل شئ متوفر: الكهرباء، الماء، الخبز والفاكهة. نعم الأسعار مرتفعة لكن الأمور على ما يرام. الرئيس بشار هو الوحيد الذي سيحافظ على سوريا مهد الحضارات. عندما كانت المعارضة هي المسيطرة، كان هناك سرقة ونهب واغتصاب وذبح. لكن عندما حررت الدولة نبق، أعدنا بناء المنطقة، زرعنا الزهور وأشجار الزيتون. شاركتُ في إعادة بناء المدارس والطرقات من خلال العمل التطوعي. أقدم الآن الدعم لأكثر من 150 عائلة. نوزع المواد الغذائية على المحتاجين في منطقتنا بالتعاون مع الهلال الأحمر. لديّ إيمان كبير بأن سوريا ستعود لتصبح مثالا للعالم، يزيد إيماني هذا كل يوم. سارة طلال: 30 عامًا، احتجزها نظام الأسد، تعيش الآن في لبنان على الرغم من أن عائلتي في الأصل من محافظة درعا جنوب سوريا، إلا أننا كنا نعيش في دمشق لنكون بالقرب من وظائفنا. كنت أعمل سكرتيرة في شركة خاصة براتب جيد. في مارس 2011 كنت أشعر بتصاعد الغضب في الشارع. غمرتني المشاعر عندما رأيت الناس يرفعون اللافتات ضد الأسد في قلب دمشق. لم أستطع مقاومة رغبتي في المشاركة في بعض الاحتجاجات للمطالبة بإصلاحات سياسية. كان رد فعل النظام صادمًا للغاية، قوبلت احتجاجاتنا بإطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الأمن. عائلتي لم تعترض على مشاركتي في المظاهرات إذ كنا نظالب بمجرد إصلاحات. لكن قوات الأمن بدأت تضرب المتظاهرين بعنف واقتحمت المنازل بحثا عن النشطاء. اعتبرت أنه من الأفضل لي كامرأة أن أساعد أسر الشهداء والمشردين في منطقتنا. معظم المتظاهرين والمناهضين للنظام كانوا يخصصون جزءًا من أموالهم لشراء الأغطية والأغذية والأدوية للعائلات المحتاجة. علمت أنني كنت مرصودة من قبل قوات الأمن فقط عندما اقتحم خمسة رجال منزلنا منتصف الليل. ألقي بي في سيارة، معصوبة العينين مكبلة اليدين تم اقتيادي إلى فرع القوات الجوية للتحقيق معي منذ الـ 6 صباحا وحتى الـ 7 مساء. لحساب من تعملين؟ من الذي يحرضكم؟ من يمولكم؟ من زملائك؟ كنت أجيب أنني لا أستطيع أن أرى الناس يعانون دون أن أساعدهم. قال المحقق: «لا، أنتِ تساعدين عائلات المسلحين الذين يختبئون في منطقتك». أجبت: «إذا رأيت امرأة تحمل طفلًا جائعًا، هل ستساعدها أم لا؟ لم تكن جميع العائلات تتظاهر، بعضهم تركوا مناطقهم فقط بحثا عن الأمان». أحد الظباط تفحص حساباتي على الإنترنت، وعرف أنني شاركت في بعض المظاهرات. من هنا أخذ الاستجواب مسارًا مختلفًا. أصبح التحقيق مصحوبًا بضربات الأيدي والأحذية على وجهي ورأسي. أرادوا مني أن أعترف أنني كنت مع المسلحين، لكنني صرخت: «لن أعترف بشيء لم أفعله». على الرغم من أن الأجواء كانت مخيفة للغاية، فقدت إحساسي بالخوف. كان هناك 4 ضباط في الغرفة، يحققون معي، يلعنونني ويسبونني. ألقي بي في زنزانة للنساء. وجباتنا كانت شرائح من الخبز والبيض المسلوق أو البطاطا الفاسدة في الصباح، وشوربا الخضار والطماطم والخيار للعشاء. كان هناك صنبور ماء وحيد في الغرفة، ولم نستحم لمدة 39 يومًا. لم أرَ عائلتي لشهرين. بعض المعتقلات كنَّ يعدن من التحقيق ليخبرننا أنهنَّ تلقينَ تهديدات بالاغتصاب إذا لم يتعاونّ. بعض المعتقلات تم وضعهنَّ في زنازين انفرادية في قبو فرع الأمن. رأيت اثنتين أو ثلاثة من المعتقلات اللواتي تعرضن للتعذيب بالكهرباء، وخمسة أو ستة من اللواتي اختفين تماما. بعد 40 يوما قيّد السجان يديّ وقدميّ لكنه ترك عينيّ مفتوحتين. تم نقلي بعدها مع تسعة معتقلين ذكور تعرضوا للتعذيب إلى سجن عدرا شمال شرقي دمشق. كانوا يرتدون فقط ملابس داخلية. كان للسجن ستة أجنحة ذات غرف كبيرة. تم حبسي مع ثلاثين امرأة أخرى في غرفة وحمام. كنا ننام على الأرض بلا فرش أو غطاء، وكنا مراقبين بالكاميرات طوال الليل والنهار. بعد شهر، أتيحت لي فرصة للتواصل مع عائلتي. استدعيتُ بعدها للمثول أمام قاضٍ ووقعت على عدة وثائق، على الرغم من أنني لم أعرف ما الذي كان مكتوبًا فيها. أفرج القاضي عني بكفالة. أطلق سراحي مع ثمانية أخريات، أمي وأختي كانتا تنتظرانني خارج السجن، ولكن ليس أخي عادل الذي كان مدرسا في الثانوية. أخبرتني أختي أن قوات الأمن اختطفت عادل من سريره واتهمته بالتطرف وحمل السلاح. في اليوم التالي، وُجدت جثة عادل أمام باب المنزل. أخي الأكبر ياسر اختطف قبل عامين، لكن الأسرة مازالت لا تملك أي معلومات عن مصيره. دفعت عائلتنا ثمنًا باهظًا للغاية في الثورة ضد نظام الأسد. بقيت في المنزل بعدها لفترة قصيرة خشية اعتقالي مجددا. ثم تنقلت بين منازل أقاربي بحيث لا أبقى أبدا في نفس المكان لفترة طويلة. استطعت أخيرا الهرب إلى لبنان. لكنني لا أشعر بالأمان هنا لأنني لا أملك إقامة شرعية. أبقى دائما في المنزل مع زوجي الذي انتهت إقامته وكذلك جواز سفره. قبل أسبوعين تلقينا مكالمة هاتفية تخبرنا أن هولندا قد قبلت طلبنا باللجوء لأن أختي عاشت هناك لسنوات طويلة. أمي وأختي بقيتا مع زوجات إخوتي والأطفال في دمشق. والدتي لازالت تأمل أن تسمع خبرًا عن أخي المحتجز. نحن نؤمن أن ثورتنا لم تنته. عندما كنا نتظاهر في الشوارع، لم نكن نتوقع من النظام أن يستخدم تلك القوة المفرطة ضد شعبه. لم نتظاهر من أجل مصالح شخصية أو لنشعل الفوضى أو ننشر الإرهاب في سوريا. فقد أردنا العدل والحرية. العلويون يعيشون حياة مترفة بينما يكافح الآخرون فقط ليبقوا على قيد الحياة. نحن الآن بحاجة إلى معجزة لننتصر على الأسد. أنا لستُ نادمة على ما فعلت. مازلت آمل أن أعود إلى سوريا يوما ما بعد أن يتمّ تحريرها، على الرغم من أنه لم يعد هناك ما يسمّى سوريا. لقد دمرت تماما. أبو حارث: 30 عامًا، من حمص، انضم إلى «داعش» منذ سنة الأزمة الاقتصادية في سوريا تلقي بظلالها القاتمة على أبناء الطبقة المتوسطة في حمص، أولئك الذين كانوا يكافحون من أجل البقاء في مواجهة غلاء الأسعار وارتفاع الضرائب وانخفاض دخلهم. لم يكن بإمكان الشباب الزواج قبل بلوغ الثلاثين. التمييز في الوظائف زاد من غضب المواطنين ضد الأسد، فالوظائف الحكومية يسيطر عليها العلويون على حساب الأغلبية السنية التي شعرت وكأنها تستعبد. في المنزل، كراهيتنا تجاه النظام الطائفي العلوي كانت تزيد حدّة. والدي علمني أن ألعن النظام مذ كنت طفلًا، وكان ينتظر فرصة للتعبير عن معارضته علنًا. كنت سعيدًا لرؤية تساقط الأنظمة بعد اندلاع ثورات تونس وليبيا ومصر واليمن. كان واضحا أن حمّى الثورة ستصل إلى سوريا، لكننا لم نتوقع أن تبدأ الانتفاضة من أهل درعا الذي كتبوا على جدران مدينتهم: «إنه دورك د. بشار». هجوم النظام على أهل درعا أخرجنا للشوارع في حمص، كان ذلك يوم 15 مارس عام 2011. كان مسجد خالد بن الوليد التاريخي محطة انطلاق مظاهرة حمص الأولى ضد النظام السوري. كانوا حوالي 300 رجلا. البعض ينادي بإسقاط النظام ويلقي الحجارة على قوات الأمن. استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، واعتقلوا عددًا منهم. بعد ثلاث أسابيع، بدأ صبر النظام ينفد؛ ليشرع في استخدام الذخيرة الحية؛ ما حول الاحتجاج السلمي إلى ثورة مسلحة. ألقي القبض عليّ في واحدة من هذه الاحتجاجات، وكثير من زملائي تعرضوا للتعذيب والقتل. خلال 30 يوما من الاعتقال في فرع الأمن في حمص، تم تعذيبي بالصعق الكهربائي والضرب. أطلق سراحي بموجب عفو يهدف إلى تهدئة الغضب الشعبي. كنت قد انضممت إلى مجموعة مسلحة صغيرة في السجن. كانوا مدربين جيدا ويتاجرون في السلاح. أيضا صورتُ أحداث العنف على هاتفي النقال في حمص وأرسلتُ لقطات لأصدقائي في الخارج لينشروها على يوتيوب. بتمويل من مانحين خليجيين، أسَّستُ مجموعة إعلامية من 11 رجلًا مسلحًا لتوثيق جرائم النظام. التبرعات كانت ترسل على شكل مساعدات إنسانية، كنا نبيعها لنشتري معدات إعلامية وأسلحة. شاركت في العديد من المعارك حتى فرض النظام حصارًا على بابا عمرو – أحد أحياء حمص – حينها اضطر معظم السكان إلى الفرار. انضممت إلى حزب التحرير السلفي الذي كان يدعو لإقامة دولة إسلامية. تعلمتُ معهم الكثير من مهارات القتال. لكنني أيضا تابعت بإعجاب كبير صعود جبهة النصرة، وكنت منبهرًا تماما بعملياتهم الاستشهادية. استمر الحصار لمدة عامين، كان اختبارًا صعبًا بالنسبة لنا. فقدنا من أحبائنا كُثر، وصل بنا الأمر لأكل الزواحف وجلود البقر وأوراق الشجر. حلفتُ يمين الولاء لداعش في مارس 2014. حصلت على دورة في الشريعة لمدة شهر. الدورة شملت 5 دروس يوميًا لتعليم القرآن الكريم، شروط الإسلام، قوانين «داعش» والشريعة الإسلامية. حررنا بعدها الموصل والرقة وأصبحنا دولة إسلامية حقيقة. حياتي تغيرت تمامًا منذ انضممت إلى داعش. كنت رجلًا جاهلًا اعتاد مصادقة الفتيات. لكنني تعلمت أنه ليس من صحيح الإسلام أن تكون في علاقة مع فتاة دون أن تتزوجها. عليّ أن أتعلم الشريعة وأحارب الكافرين بدلًا من لعب كرة القدم. حياتي الآن لها هدف، ولديّ دولة أحميها. في غضون أيام قليلة سأتزوج طبيبة مجاهدة تونسية. ساعدتُها مع كثيرين آخرين من بريطانيا، فنلدنا وباكستان أن يأتوا إلى هنا. داعش تعطي الجهاديين المال من أجل الطعام والتدفئة والإنفاق الشخصي. إذا أراد جهاديّ أن يتزوج، فإن داعش تمدّه بالمال وتدفع إيجار منزله. النظام السوري ضعيف، لديه دبابات وطائرات، ولكن ليس لديه ما يكفي من المقاتلين. معركتنا الآن مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة والصليبيين. نعلم أن أمريكا لا تريد للأسد أن يسقط، وإلا لكان نظامه انهار منذ الأسبوع الأول. يريدون للشعب السوري أن يقول: «لقد هزمَنا النظام، تعالوا وساعدونا». سيقولون أن الحل هو مفاوضات وتشكيل حكومة ائتلافية، حينها ستذهب كل دماء الشهداء سدى. أنا أعمل الآن في مركز الفرقان الإعلامي. أجرينا استطلاعًا للرأي بخصوص قتل الطيار الأردني. معظم الناس في سوريا أيدوا قتله. يعلم الشعب السوري أن هذه الحملة الصليبية، وهذا التحالف الكافر الخبيث، ليس ضد داعش، وإنما ضد الإسلام. أبو صالح: 45 عامًا، عاش في رومانيا لمدة 22 سنة، ويقدم المساعدات لسوريا مذ كنت طالب حقوق في دمشق، لم أكن سعيدًا بالحياة تحت حكم النظام السوري وجرائم مخابراته وقوات أمنه ضد المواطنين. الحلّ الوحيد كان مغادرة سوريا، لكن الحصول على تأشيرة كان شبه مستحيل. تحدثتُ إلى أصدقاء استقروا في رومانيا ودعوني للانضمام إليهم. كان عليّ أن أخدم في الجيش فور تخرجي، لهذا لم أنتظر الامتحانات النهائية. دفعت المال للحصول على تأشيرة سياحية، وغادرت إلى رومانيا بعد التوقيع على وثيقة أعد فيها بالعودة خلال 3 أشهر. لم أعد حتى قيام الثورة. في رومانيا كنتُ وأصدقائي خائفين دومًا من إجبارنا على المغادرة، أو أن يؤذي النظام أهالينا في سوريا. لكننا تشجعنا بعد الثورات في البلدان العربية الأخرى، تواصلنا عبر فيسبوك وتويتر مع أشخاص داخل سوريا يستطيعون إشعال فتيل الثورة في البلاد. نظمنا مظاهرات في رومانيا والنمسا وألمانيا. تحدثنا للإعلام عن أهداف الثورة وجرائم النظام ضد الشعب السوري. كان الهدف الدفع باتجاه ثورة سلمية، لكشف حقيقة ما كان يحدث داخل سوريا وكيف كان النظام يقمع ويعذب المتظاهرين في مراكز الاعتقال. مع أول مظاهرة انكسر الخوف من النظام، لكننا لم نتوقع من المجتمع الدولي أن يسمح للأسد بقتل شعبه. بعد ثلاثة أشهر، قدتُ مع زملائي 4 سيارات لأكثر من 3500 كيلومترا عبر ألمانيا، النمسا، هنجاريا، رومانيا، بلغاريا وتركيا حتى نصل أخيرا إلى سوريا. قمنا بشحن الأدوات الطبية ووسائل الاتصالات الحديثة والكاميرات، كاميرات سرية تشبه الأقلام أو القبعات أو الألعاب ليستطيع المتظاهرون تصوير الجرائم دون أن ينكشف أمرهم. سلّمنا هذه الشحنات لنشطاء انتظرونا على الحدود. لم تكن هناك تبرعات أجنبية. كنا إذا أردنا 10 آلاف دولار، فإن عددا قليلا من السوريين داخل رومانيا كان الواحد منهم يتبرع بحدود 1500 دولار. ثم كنا نشتري المعدات ونحملها إلى سوريا. بعدها فكرنا أنه من الأفضل أن نفتح مكتبًا قرب الحدود التركية السورية لنساعد في تدفق التبرعات. بعدها بدأتُ في الذهاب إلى إدلب، الرقة والقلمون بنفسي لتوزيع المساعدات. أحضرنا سيارتيْ إسعاف من هامبورج، لكننا تعرضنا لحادث سيارة إثر إعصار قويّ في جمهورية التشيك، وغرست سيارتا الإسعاف في الثلج. استغرق رفعهما يومين، ثم مررنا من تحت جسر كانت السيارتان أعلى منه، وعلقنا مجددا. بينما كنا نعبر الحدود، كنا نخبئ الهواتف النقالة وأجهزة الاتصالات في ملابسنا وتحت مقاعد سياراتنا التي كانت مكدسة بالملابس والأحذية والخبز. لم يكن يُسمح لنا بإدخال الأدوية، لكننا كنا نجلب بعض معدات الإسعافات الأولية والنقالات والكراسي المتحركة إلى لجان الجيش السوري الحر والثوار المحليين. وقعت عدة شحنات في أيدي رجال الأمن، ضُربت عدة سيارات بصواريخ أو علقت في كمائن. أحيانا كانت تُفقد شاحنات محملة بأجهزة اتصالات وهواتف ثريا، إذا اعتقل السائق أو تم قتله أثناء الشحن. استطعنا ذات مرة إرسال أكثر من 50 سيارة إسعاف مستعملة إلى سوريا. اشترينا بعضها من مجلس مدينة هامبورج، والبعض الآخر من وزارة الصحة في هنغاريا. كلفتنا الواحدة 5 آلاف دولار، دفعناها إما من مدخراتنا أو من تبرعات السوريين في المهجر. شعرتُ بالذنب للبقاء في رومانيا بينما السوريّون يقتلون في مواجهة النظام. لهذا فتحنا مكتبا في تركيا لنبقى قريبين من شعبنا ولتسهل عمليات الشحن لجميع أنحاء سوريا. المقاتلون داخل سوريا أخبرونا أنهم لا يريدوننا أن نقاتل، يريدوننا فقط أن نوفر لهم المعدات الهامة. كان اهتمامنا الأول أن نوقف حمام الدم في سوريا بينما كان النظام يصبح أكثر وحشية. الثورة كانت فعلًا صحيحًا، ولم نندم على احتجاجنا ضد ممارسات النظام. لن نستسلم أبدا. سنبقى نوفر سلال الغذاء لأسر المعتقلين والشهداء. نحاول الآن الوصول إلى أهالي المناطق الساخنة التي لا يستطيع أحد أن يصل إليها. أقابل الكثير من الناس الذين ينظرون بتشاؤم لمصير الثورة. لكنني قابلت أيضا أبا فقد أبناءه الثلاثة، سألته: «هل ندمت حين أصبح أبناؤك الثلاثة في عداد القتلى بينما النظام مازال يحكم؟». أجاب الرجل: «لا، أنا أبكي لأنني لا أملك المزيد لأقدمه لسوريا». بعد 4 سنوات من الثورة، بعض الناس الذين اعتادوا على التبرع بألف دولار لا يستطيعون الآن إلا أن يدفعوا 200. ظننا أن النظام سينهار خلال 3 أو 4 أشهر، لهذا أنفقنا كل ما نملك بشكل مجنون ودون تخطيط. الآن تعلمنا أن نكون أكثر تنظيمًا. التبرعات أقلّ لكنها تستخدم بشكل أفضل وتذهب للناس الأكثر احتياجًا. نحاول إنشاء مشاريع داخل سوريا لتمويل النشطاء وإيقاف الاعتماد على التبرعات الخارجية. لا نستطيع البقاء كمتسولين نطلب المال. استطعنا بالفعل بناء المعسكر الأول للنازحين داخل سوريا، في آتانا. كنا في إدلب عام 2012، ننقل المعدات الطبية إلى مستشفى متنقل دُمّر بصاروخ مباشرة بعد أن تركناه. في كفر سجنة أصيبت سيارتنا بقذيفة، ولا أعرف كيف نجونا. أحد الأطباء الذين يعملون معنا قتل برصاص قناص. سوف نستمر في المطالبة بالحرية حتى لو لم تحقق الثورة أهدافها. أشعر أنني قد قمتُ بواجبي تجاه بلدي. أبو الفاروق: 30 عامًا، قيادي بالجيش الحر في حلب كنت أدير متجرًا للمواد الغذائية مع شقيقيّ في حلب، شمال سوريا. كان المتجر يدرّ علينا حوالي 2000 دولار في الشهر. لكن إنفاق الأسرة كان يصل أحيانا إلى أكثر من 3000. للحفاظ على عمل حر، عليك أن تقوم برشوة الموظفين الحكوميين باستمرار، حتى لو كانت أعمالك قانونية تماما. كنا دائما غارقين في الديون. كنت وأصدقائي نتحدث عن حاجتنا للقيام بإجراءات ضد النظام، كما فعل آخرون في تونس وليبيا. كنا بحاجة لتحسين وضعنا الاقتصادي. حين اندلعت المظاهرات في دمشق ودرعا في مارس 2011، تمنينا أن يكون ردّ فعل النظام القيام ببعض الإصلاحات لتهدئة غضب الناس. كان هذا ليكون كافيا. لكن غطرسة النظام جعلته يستخدم العنف ضد المحتجين. شاركت في المظاهرات في حلب مع شقيقيّ وأصدقائي، نادينا بإسقاط النظام. من المحزن أن قوات الأمن واجهت صرخاتنا المطالبة بالحرية والديمقراطية بالرصاص الحي والاعتقال. أكثر من 150 طالبا تم اعتقالهم لشهرين أو ثلاثة لكونهم نشطاء. لم تكن هناك أي محاولات من النظام للحوار وإيجاد حلول للأزمة. وجدنا أنفسنا نواجه النظام بصدور عارية وبدأنا نجمع المال لنشتري السلاح وندافع عن أنفسنا. بدأنا عمليتنا العسكرية الأولى في الـ 15 من سبتمبر عام 2011 ضد نقطة تفتيش عسكرية في حلب. ألحقنا خسائر كبيرة بالنقطة لكن ذخيرتنا نفدت قبل تحريرها. حينها فكرنا أن علينا تكوين جيش لإدارة سوريا بعد سقوط النظام. تشكلت بعدها العديد من الألوية تحت اسم الجيش السوري الحر. انضممتُ له، معتقدًا أن هدفنا هو بناء سوريا ليبرالية ديمقراطية، وليس سوريا طائفية. اللواء الأول في الجيش الحر ضمّ 25 رجلا من حلب، ثم تتابع انضمام المتطوعين حتى أصبح اللواء يضم 400 مقاتلًا. استطعنا تحرير 90% من حلب في وقت قياسي، لكن قائد الجيش الحر طلب منا التوقف بينما كنا على وشك تحقيق نصر كبير، قائلا أنه سيتوقف عن إرسال الذخيرة لنا ونحن في منتصف هكذا معركة حاسمة. كان القيادي مثيرا للشكوك، وتراجعنا. بعدها كسر بزوغ جبهة النصرة وداعش في حلب ظهرنا. ادعت النصرة أنهم جاؤوا لدعم الجيش الحر، وأنهم لا يحملون أي طموح لحكم سوريا. لكن عددًا من قيادات الجيش الحر بدؤوا في الاختفاء، ثم كنا نعثر على جثثهم في صحاري حلب. نحن الآن نقاتل جبهة النصرة، داعش، الأكراد والنظام. إذا كرسنا جهودنا لمحاربة «داعش» وجبهة النصرة، سيسيطر النظام مجددا على الأراضي التي حررناها. لحل هذه المشكلة، عقدنا اتفاقًا مع داعش بأن نبقى خارج المناطق التي حرروها، وأن داعش لن تتقدم في مناطقنا. لكن داعش بدأت في إغراء مقاتلينا بالخطب الدينية والمال، ذهب أكثر من 10 آلاف مقاتل من الجيش الحر للانضمام إلى داعش. كان الأمر للكثير منهم اختيارا بين القتال مع داعش وكسب لقمة العيش، أو القتال مع الجيش الحر ومكابدة الجوع. لتغطية خسائرنا من المقاتلين الذين تحولوا ضدنا، فتحنا مراكز تجنيد جديدة. أعداد المجندين الجدد جيدة حقًا، لكننا مازلنا نعاني نقص المال والأسلحة. قوتنا الأساسية الآن تتمركز في ريف حلب مع أكثر من 40 ألف مقاتل. معركتنا مع داعش هي معركة وجود. أي هدنة مع النظام غير مقبولة بعد كل التضحيات التي قدمناها. فقدتُ أكثر من 150 مقاتلًا عرفتهم خلال السنوات الأربع الماضية. لا يزال السكان في حلب يدعموننا، والعدد الكبير من المجندين الجدد أعطانا دفعة لمواصلة نضالنا ضد النظام. يتم إخبار الناس بأن التحرير قد يستغرق 4 سنوات أخرى، وسأبقى أقاتل حتى آخر قطرة في دمي.

تجارب في التهريب إلى تركيا .. الأساليب والمخاطر والتكاليف

$
0
0
ورد مارديني انتظارٌ للمجهول، يرافقه كذبٌ ونصبٌ واحتيال، هذا ما يعتمد عليه المهرّبون، في عملهم، خلال تهريب السوريين النازحين إلى تركيا، من المناطق التي تشهد الأعمال الحربية، والتي يجتاحها النظام. تتكرر محاولات العائلة التي تريد عبور الحدود عشرات المرات مع مهربين مختلفي الأساليب والتسعيرات، فيما تبدو النجاة ليست بالأمر السهل في هذه التجربة. أكثر من عشر محاولات، قامت بها عائلة أبو أحمد، المهجرة قسرياً من الغوطة الشرقية، قبل وصولها إلى بورصة في تركيا، ويتحدث أبو أحمد عن تجربته لموقع الحل السوري "حصارٌ خانقٌ فُرض علينا من قبل قوات النظام، لمدة ستة أعوام، مَنعنا من الذهاب إلى العاصمة دمشق، للحصول على جوازات سفر نظامية لي ولعائلتي، مما اضطرني للعبور بشكل غير شرعي إلى تركيا". ويضيف "بدأت معاناتي في قضية المهربين مع شخص من بلدة حارم في إدلب، يدعى أبو المجد، وجدت رقمه في إحدى المجموعات المختصة بتهريب السوريين إلى تركيا على الفيس بوك، وبعد اتصالي به رغبت بالسفر عن طريقه لأنه طلب 400 دولار عن كل شخص، وهو مبلغ قليل مقارنةً بغيره من المهربين، وكان شرطه رهن المبلغ عند أحد صرّافي الدولار، وسحبه في حال لم تنجح محاولتنا في الوصول إلى تركيا، فقبلت بشرطه، ورهنت المبلغ عند الصراف الذي يتعامل معه، مع وجود شاهدين من البلدة". ويكمل "أخذت موعداً مسبقاً منه، وأخبرني أنه سيأتي لأخذي من المنزل، وسنسافر في نفس اليوم، فجهزنا أنفسنا، وبالفعل أتى وأخذني من المنزل مع عائلتي، ولكن الصدمة كانت أنه أخذنا لغرفة تضم أكثر من ثلاث عائلات مع أطفالهم، وكلهم ينتظرون مثلنا، والصدمة الأكبر، أن بعضهم ينتظر منذ أسبوع، دون أي أمل بالخروج من هذه الغرفة المظلمة". وأشار أبو أحمد إلى أن "البيت الذي استأجره في الشمال السوري، سلمه لصاحبه قبل أن يخرج منه، وأخبره أنه سيسافر في اليوم نفسه، لذلك لم يستطع العودة إليه، واضطر إلى النوم في الشارع، هو ومن معه من الرّجال، تاركين الغرفة للنساء والأطفال". وقال المصدر "أوصلنا المهرب إلى الغرفة، واختفى ولم نرى وجهه إلا في صباح اليوم التالي، حيث أتى وأخبرني أن الجندرما التركية كشفت الطريق الذي كان من المقرر السفر منه، وسنضطر للانتظار بضعة أيام حتى يفتح من جديد، واكتشفت أنني وقعت في مصيدته، بعد أن أخبرني ضحاياه أنها الكذبة المعتادة منذ وصولهم". أكثر من عشرة أيام قضتها عائلة أبو أحمد في تلك الغرفة، التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة كالماء والفرش، والكهرباء، وجاء اليوم الموعود بقدوم المهرب، وطلبه من العائلات تجهيز أنفسها للسفر، ومع غروب الشمس انطلقت المجموعات. ويشرح أبو أحمد عن خطورة الطريق، وصعوباته قائلاً "اختبأنا مدة ساعتين تحت الأشجار في حقلٍ مطل على الجدار الفاصل بين سوريا وتركيا، وعندما أتانا خبر الانطلاق ركضنا بسرعة كبيرة، وبعضنا رمى الحقائب التي كان يحملها، حتى يتمكن من اللحاق بنا، لأن المهرب لا ينتظر أحداً، وعندما وصلنا لمكان الجدار، كان المهرب وعدنا بوجود سلّم للصعود عليه، لكننا لم نجده، واحتال علينا بأنه مسروق من مكانه، فاضطررنا لحمل بعضنا على أكتافنا، وبعد كل المجهود الذي بذلناه، رصدتنا الكاميرات التركية، وألقت القبض علينا". ويضيف "حاولنا أكثر من ثلاث عشرة مرة، وفي كل مرة ترصدنا الكاميرات بعد انتهائنا من تسلق الجدار، وأصيب أمام أعيننا أكثر من ثلاثة أطفال وامرأتين، وفي المرة الرابعة عشرة، استطعنا أن نصل إلى الريحانية، بعد يومين من المشي المتواصل، والنوم في الجبال، دون أي غطاء يحمينا من البرد، وبقينا يوماً كاملاً دون طعام أو شراب، لكننا وصلنا في النهاية" انتظارٌ مشابه، عانته عائلة أبو عماد، المهجرة قسرياً من حمص، لكنها لم تنتظر أكثر من خمسة أيام، وعندما شعرت أن الكذب والاحتيال سيد الموقف، اتصلت بمهرب آخر، ونسَّقت معه، للسفر إلى تركيا. يقول أبو عماد لموقع الحل السوري، إن "الشرط بيني وبين المهرب الأول ألا أعطيه ليرة واحدة حتى أصل إلى تركيا، وعندما اكتشفت أنه من جماعة المحتالين، تركته واتصلت بمهرب اسمه أبو بشار، دلّني عليه صديقي، الذي خرج عن طريقه فور وصوله إلى الشمال السوري". ويضيف "كل شيء كان مختلفاً في التعامل معه ومع المهرب السابق، فاستقباله كان حاراً، وبدأ كلامه بالحمد على سلامتنا من تلك الحملة الهمجية التي شنها النظام علينا قبل تهجيرنا، بعكس المهرب السابق الذي بدأ حديثه معي بتكلفة الطريق، ثم أخذنا إلى منزل لنرتاح به، وأحضر لنا غداءً على حسابه، وطلب منا تجهيز أنفسنا للسفر". ويضيف أبو عماد "خرجنا في الليلة نفسها، لكن الجندرما التركية ألقت القبض علينا، بعد عبورنا نهر العاص، عبر قارب مصنوع يدوياً من مجموعة غالونات مربوطة ببعضها، وتتسع لشخصين، ويجرها غطاس إلى الطرف الآخر". ويردف "مشينا حوالي ربع ساعة في الأراضي التركية، وعندما رصدتنا الجندرما بدأت بإطلاق النار، واستسلمنا جميعاً، حتى لا يستمر إطلاق النار لأن الأطفال بدؤوا بالصراخ والبكاء، وكانت معاملتهم حسنة مع العائلات، لكنهم أساؤوا معاملة الشبان المسافرين وحدهم، وبدؤوا بضربهم، ثم أوقفتهم النساء بحجة وجود أطفال". ويوضح "نمنا في السجن ليلة واحدة بعد تفتيشنا، ثم أوصلتنا الجندرما إلى معبر باب الهوى، وأتت السيارة الخاصة بالمهرب وأعادتنا إلى المنزل، وفي ليلتها، جربنا مرة ثانية، وتمكنا من الوصول إلى الريحانية". وأشار إلى أن الطريق لم يكن سهلاً.. "لكن المهرب لم يكذب علينا، وأخبرنا أننا سنمشي مدة أربع ساعات بين الأشواك والقرّيص، وسنضطر للزحف والركض، لذلك طلب منا انتعال أحذية رياضية، وتنويم الأطفال، وبالفعل تسلقنا عدة جبال، وواجهنا كل ما ذكره المهرب، وكلما شعرنا بالتعب، استرحنا مدة دقيقتين، أو أكثر". رجل خادمٌ لمصلحته، هكذا وصف أبو عماد المهرب أبو بشار، ويقول: "راحةٌ لا توصف شعرنا بها، فور وصولها إلى الريحانية، وركوبنا في السيارة الخاصة التي ستقلّنا إلى منزل أحد الأتراك المتعاملين مع المهرب، حتى ننظف أنفسنا من الأشواك العالقة في ملابسنا". ويضيف "كان الاتفاق بيننا أن يوصلنا إلى إسطنبول، بملغ 850 دولار عن كل شخص يصل إلى إسطنبول، والأطفال مجاناً، وبالفعل انطلقنا من الريحانية، ومشيت قبلنا سيارة، وخلفنا سيارة، متعاملتان مع المهرب، حتى ترصدا الطريق لسيارتنا، لكنهما أوصلونا إلى قونيا، ثم ركبنا مع عدة عائلات في باص، وانطلق بنا إلى إسطنبول". رحلةُ شاقّة يعيشها السوريون خلال سفرهم عبر طرقات التهريب إلى تركيا، قد تؤدي إلى الموت أحياناً، لكن الحياة الآمنة بنظرهم "تحتاج إلى التضحية"، يقول لاجئ عبر الحدود بعد انتظار أسبوع في الجبال المصدر: الحل السوري

أحياء حلب الشرقية ما تزال تدفع ضريبة الثورة

$
0
0
رغم مرور عام ونصف العام على سيطرة النظام السوري على مدينة حلب، خلال الحملة العسكرية الدموية، لا يزال مشهد الدمار طاغياً بقوة في الأحياء الشرقية.

عمر يوسف-حلب

في الأحياء الشرقية من المدينة كالشعار والحيدرية والقاطرجي، يظل مشهد الدمار حاضرا، ويخيل لمن يزور المدينة أن زلزالاً مدمراً ضرب تلك الأحياء وابتلعها؛ فالمنازل مدمرة وتحولت إلى أكوام من الحجارة.

لا مظهر للحياة الطبيعية جراء غياب الماء والكهرباء والنظافة، في حين يقدم النظام وموظفوه في البلدية الخدمات لباقي الأحياء بشكل اعتيادي دون توقف.

وطوال سني الثورة السورية اعتبر النظام هذه الأحياء مناطق تحت سيطرة "الإرهابيين"، وكل من يسكنها هو بيئة حاضنة. ورغم خروج المعارضة منها، لم ينس نظام الأسد وأفرعه الأمنية ما حدث، ولأن كل مؤسسات الدولة تتبع للمخابرات والشبيحة غابت تلك الخدمات عن تلك الأحياء، ولم يتم تقديم الصيانة أو إعادة بناء الأبنية المهدمة، رغم كل ما روّج له النظام عن إعادة الإعمار.

الموالون يقول الناشط الإعلامي صلاح الحلبي إن الأحياء الشرقية من حلب شهدت التظاهرات السلمية الأولى؛ مما جعلها هدفا لانتقام نظام الأسد وعصابته، فقد تم إهمال النظافة وانتشرت القمامة في معظم الشوارع، إضافة إلى غياب الماء والكهرباء عن معظم أبنية الحي، وبقاء مشاهد الدمار على حالها دون أي إعمار.

ويضيف "رغم أن من يسكن اليوم هذه الأحياء هم من الموالين للنظام أو من الفئة الصامتة بطبيعة الحال، لكن النظام لا يهمه من يسكن، بل المقصود هو الانتقام والانتقام فحسب، حتى من الشجر والحجر الذي شهد على أصوات المظاهرات الأولى".

في قلب المدينة القديمة عمدت سلطات النظام إلى إعادة بناء وترميم عدد من المرافق كدوار السبع بحرات قرب الجامع الأموي، كما تم ترميم محيط ساعة باب الفرج الشهيرة من الدمار، إضافة إلى إصلاح عدد من الجسور التي دمرها طيرانه الحربي.

أما مشهد الدمار في محيط قلعة حلب الأثرية فهو الأبرز، لا سيما المساجد والأسواق التاريخية كسوق المدينة وجوامع العادلية والحدادين وبنقوسا.

ودأب إعلام النظام السوري في الآونة الأخيرة على طرح فكرة عودة الحياة إلى طبيعتها في حلب، رغم تهجير أكثر من مئتي ألف مدني من الأحياء الشرقية قسراً.

ويرى الصحفي تمام حازم، من مدينة حلب، أنه لا يمكن إعادة تأهيل مدينة حلب والأحياء الشرقية بعد أن تم تدميرها ومحوها بمئات الأطنان من الذخيرة الحية والبراميل المتفجرة، والدمار الحاصل لا يوحي بعودة الحياة هناك.

ويشير حازم إلى أن تلك الأحياء لا تتمتع ببنى تحتية يمكن تأهيلها، لا سيما أن معظم سكانها يقطنون حتى اللحظة في الأحياء التي لم تتعرض لقصف النظام السوري، والبعض منهم يسكنون في منازل غير آمنة آيلة للسقوط.

ويؤكد حازم أنه "لا يمكن أن تثبت تقارير النظام الإعلامية المسيسة عودة السكان والحياة في حلب والأحياء الشرقية إلى طبيعتها على الإطلاق".

يذكر أن قوات النظام كانت سيطرت على مدينة حلب نهاية عام 2016 بدعم عسكري روسي إيراني، تسبب في مقتل وجرح الآلاف من المدنيين، ودمار معظم الأحياء الشرقية من المدينة، وتهجير أغلب سكانها نحو الريف الغربي، ضمن اتفاق دولي شهد انتقادات واسعة من أهالي المدينة.

هكذا يتم إدخال السيارات المهربة إلى سورية .. وهكذا يتم تزوير أوراقها!!

$
0
0
إن ظاهرة السيارات المهربة تتفاقم فى ظل الانفلات الأمني الواضح، فالمهربون باتوا قادرين على تهريب مختلف أنواع "سيارات سقوط القيد" التى عبرت الحدود دون أوراق. وتنقل صحيفة الأيام السورية، عن أحد تجار السيارات كيفية معالجة مشكلة عدم وجود أوراق نظامية للسيارة، فيقول: يتمثل الحل فى البحث عن سيارة محطمة ومطابقة للسيارة المهربة فى النوع والموديل، وفى هذه الحالة يتم شراء "اللوحة المعدنية ورقم الشاسيه" فقط والذى يتم قطعه بطريقة حرفية ومن ثم لصقها على الرقم الآخر الخاص بالسيارة المهربة. وعن الفحص وعيوب اللحام وإمكانية كشفها في "المرور"، أكد الحاج مدى حرفية العمال الذين يعملون لديه قائلاً لسائله "عيب عليك"، مؤكداً أنه سيقوم بإعادة ثمن السيارة المهربة وثمن الأوراق التي تم شراؤها في حال كشفها، مؤكدا أنه قام بلحام العديد من السيارات التى لم يتم كشفها إلا بسبب "غباء" المشترين الذين يتركونها على الطرق قبل معالجتها أو فحصها بالمرور على حد قوله. و بعد حل مشكلة الورق ورقم "الشاسيه" لا يتبقى سوى رقم "المحرك" حسب التاجر الذى أكد أن "المحرك" يتم شراؤه من محلات قطع الغيار، مبيناً أن شراء محرك جديد أفضل من تركيب المحرك المأخوذ من السيارة التى سيتم شراء أوراقها قائلا: "نشتري محرك جديد من أجل الحصول على ترخيص جديد حيث سيزداد الأمر صعوبةً، إذا لم يكن رقم المحرك موجوداً"، مضيفاً أن قص أرقام المحرك يستغرق وقتا طويلا ويتطلب دقة شديدة فى العمل ويمكن كشفه بسهولة بالفحص. وأضاف : هناك الكثير من المزورين يقومون بإنشاء دفتر وأوراق ثبوتية لأي سيارة كانت، ويتم تسجيلها بشكل رسمي في مديرية المرور لتحصل على لوحات، مؤكّدًا أنه "أمر منتشر وسهل جداً". وبحسب التاجر فإن أحد الحلول المستخدمة لتوفير الأوراق للسيارات المهربة، هو عقد بيع بشهادة اثنين، إذ يتم كتابة عقد بيع تقليدي بين البائع والمشتري، تُذكر فيه تفاصيل البيع والسعر ويتم إثباته بوجود شاهدين، ويعاب على هذا العقد سهولة تزويره، منوهاً إلى أنّ بعض السيارات الأوروبية والتي تصل عبر الحدود اللبنانية باتت تصل مؤخرا مع أوراق تحمل معلومات عن التاجر المورد ووقت دخولها من المعبر، الأمر الذي يسجل في العقد أيضاً.

درعا.. الكارثة تتفاقم : 217 ألف نسمة تعداد الهائمين على وجوههم عرضة للعطش والجوع والمرض ولدغ العقارب

$
0
0
درعا.. الكارثة تتفاقم محمد كساح - خاص - اقتصاد تتفاقم أزمة النازحين الهاربين من القصف والمعارك الملتهبة في محافظة درعا جنوبي سوريا، في وقت تشهد هذه المحافظة هجمة غير مسبوقة من قبل النظام والميليشيات المساندة، أدت لانحسار اللون الأخضر عن خارطة المنطقة ودخول النظام عشرات القرى والبلدات شرقي درعا. وبلغ تعداد الفارين 217 ألف نسمة، وفقاً لمصادر صحفية قدمت لـ "اقتصاد" إحصائية عن أعداد النازحين الذين تمركزوا بالقرب من الشريط الحدودي مع الأردن في درعا، ومع الجولان المحتل بريف القنيطرة. وتمركز 75 ألفاً من الفارين في قرى معربة وغصم والتمانعة وأم المياذن بالقرب من الحدود الأردنية. ولجأ قرابة 20 ألف شخص إلى نصيب والجمرك المتاخمة للحدود أيضاً. وإلى المنطقة الحرة مع الأردن نزح قرابة 5 آلاف شخص. بينما لجأ 30 ألفاً إلى منطقة الشياح و 400 شخص إلى تل شهاب على نفس الشريط الحدودي. أما بالنسبة للحدود مع الجولان المحتل فقد بلغ تعداد النازحين على الشريط الحدودي قرابة 86 ألف نسمة. الوضع كارثي يعمل "معاذ الأسعد" في مجال تصوير وإعداد التقارير التلفزيونية في ريف القنيطرة. وقدم الأسعد لـ "اقتصاد" معلومات هامة حول موجات النزوح التي بدأت مع اندلاع القتال شمالي درعا. قال الأسعد إن جل النازحين الذين تمركزوا على الشريط الحدودي مع الجولان هم من مناطق الريف الغربي لدرعا من نوى وطفس. لكن نازحين من الحراك وحتى اللجاة قدموا أيضاً إلى المنطقة. وفور قدوم النازحين تم فتح ثلاثة مخيمات إلى الآن في ريف القنيطرة. ويقع أكبر مخيم جنوبي بلدة الرفيد ويضم قرابة 30 ألف نسمة. في حين يقع المخيم الثاني جنوب نقطة الـ (U N) على الشريط الحدودي الفاصل بين القنيطرة والجولان، ويحوي عدداً لا بأس به من النازحين. ولم يذكر الأسعد مكان المخيم الثالث. إضافة للمخيمات؛ يسكن عدد كبير من النازحين في مدارس ريف القنيطرة بتجهيزات بسيطة تتكون من فرش ووسائد فقط. مصاعب كبيرة يعيش النازحون أوضاعاً مأساوية صعبة جداً. ويفترش الأهالي القادمون حديثاً الأرض، دون مأوى، حيث يعاني القائمون على المخيمات الحدودية من أزمة نقص الخيم ما جعل العديد من النازحين ينام تحت بطانيات نصبوها فوق رؤوسهم. كما يعد موضوع تأمين الغذاء لعشرات الآلاف مسألة في غاية الصعوبة فالغذاء غير متوفر بشكل كامل، والجميع عاجزون عن تأمين مطابخ كافية لإطعام هذه الأعداد الهائلة. وقال "فاروق المسالمة"، وهو ناشط صحفي من مؤسسة (نبأ) الإعلامية في درعا، "أمام العدد الكبير للنازحين هناك عجز كبير في تقديم المساعدات من قبل المنظمات الإنسانية". القرى خالية من السكان مع تزايد أعداد النازحين تصاعدت أسعار المحروقات بشكل مفاجئ لتصل إلى الضعف تقريباً. ويباع المازوت بـ 700 ليرة لليتر الواحد. ويحتاج الأهالي لهذه المادة كي يتمكنوا من التنقل عبر سيارات كبيرة يستأجرونها لهذا الغرض. وقال المسالمة لـ "اقتصاد" إن جميع قرى ريف درعا الشرقي خالية تقريباً من سكانها. وتحدث المسالمة عن صعوبة بالغة يواجهها النازحون المتوجهون لريف القنيطرة حيث يترتب عليهم المرور بالقرب من القاعدة الجوية جنوباً، وبالقرب من مدينة نوى إلى الغرب، حيث تدرو أعنف المواجهات بين النظام ومقاتلي المعارضة. وقال المسالمة: "هناك كارثة حقيقية تشهدها درعا. فمراكز الدفاع المدني متوقفة والمستشفيات عاطلة عن العمل، وهناك نقص بالمحروقات وفي جميع مقومات الحياة". وتابع: "لدينا شلل كامل في المنطقة".

الكبتاغون: مخدر ومنشط جنسي يزدهر في سوريا ولبنان

$
0
0
تشهد صناعة الحبوب المخدرة المعروفة بالكبتاغون والاتجار بها ازدهارا لافتا في لبنان وسوريا منذ اندلاع النزاع السوري، فيما نجحت الاجهزة الامنية في احباط عمليات تهريب ضخمة من البلدين باتجاه الاسواق الخليجية تحديدا. إعلان واوقفت السلطات اللبنانية في 30 كانون الاول/ديسمبر وبالتنسيق مع السعودية احد "أخطر مهربي حبوب الكبتاغون إلى دول الخليج"، وفق ما اعلنت في بيان رسمي، وقالت انها ضبطت "12 مليون حبة كبتاغون في عمليات عدة لعب فيها (الموقوف) دور العقل المدبر". وفي تشرين الاول/اكتوبر، تم توقيف خمسة سعوديين بينهم امير خلال محاولتهم تهريب نحو طنين من حبوب الكبتاغون الموضبة داخل طرود في طائرة خاصة متجهة من بيروت الى السعودية. وفي سوريا، صادرت السلطات العام 2015 وفق ما يوضح العميد مأمون عموري، مدير إدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية السورية لوكالة فرانس برس، "24 مليون حبة كبتاغون، تم ضبط كميات كبيرة منها على الحدود اللبنانية والحدود التركية" خلال محاولة تهريبها. وفي شهر تموز/يوليو الماضي، ضبطت جمارك مدينة طرطوس (غرب) خمسة ملايين و25 ألف حبة كبتاغون مجهزة للتهريب الى الكويت، كما ضبطت في أيار نحو 7.2 مليون حبة معدة للتهريب إلى الخارج. "طاقة وشجاعة" وعلى رغم ان صناعة الكبتاغون ليست جديدة في البلدين الا انها باتت اكثر رواجا، استخداما وتصديرا، منذ اندلاع النزاع السوري العام 2011. ويروي مقاتل سابق في سوريا موجود في لبنان انه كان وزملاؤه يتعاطون هذه الحبوب المخدرة باعتبار انها "تزيل التعب والخوف وتجعلهم مستيقظين لفترة طويلة"، مضيفا انها كانت تمنحهم "الشجاعة وطاقة منقطعة النظير". ويميز قيادي في فصيل سوري معارض بين المجموعات المقاتلة والتنظيمات الاسلامية والجهادية. ويوضح ان "تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) بالاضافة الى فصائل اسلامية تحظر تعاطي هذا النوع من الحبوب المخدورة لكونها محرومة شرعا". ويشير الى ان "بعض الفصائل المعارضة تسهل تصنيع الكبتاغون بشرط تهريبه إلى الخارج بقصد تمويل عملياتها، لكنها تمنع عناصرها من تداوله". وبحسب السلطات السورية، فان مصانع الكبتاغون موجودة في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام، لا سيما في منطقة حلب (شمال) الحدودية مع تركيا وريف دمشق. اما في لبنان، فتنشط مصانع حبوب الكبتاغون في مناطق عدة ابرزها وفق المصدر الامني، في البقاع (شرق) وخصوصا بلدتي عرسال وبريتال الحدوديتين مع سوريا، وفي شمال البلاد وتحديدا في منطقة وادي خالد الحدودية مع سوريا. كما كانت هناك مصانع معروفة تoتنج كميات كبيرة من الكبتاغون في منطقة فليطا السورية الحدودية مع لبنان. ويوضح مصدر امني لبناني لفرانس برس ان "مصانع الكبتاغون ليست بحاجة إلى مساحة كبيرة، ويمكن انتاج ملايين الحبات داخل سيارة رابيد من دون اثارة اي ضجة". ويقول احد مصنعي الكبتاغون في منطقة البقاع رافضا الكشف عن هويته لمراسل فرانس برس ان "صناعة الكبتاغون تحتاج الى مادة الأمفيتامين التي يتم الحصول عليها من احد انواع البنزين بعد تحويله كيميائيا الى مازوت باضافة السبيرتو ثم اسيد الستريك، ثم يتم تجفيف هذا السائل اللزج الذي يتحول الى الامفيتامين". ويشرح ان "12 لترا من البنزين تنتج نحو ثمانية كيلوغرامات من الامفيتامين، ثم تضاف اليها مواد اخرى ابرزها كيلوغرامات عدة من الكافيين السائل واللاكتوز، وبعد طحن هذه المحتويات معا وتجفيفها مجددا، تنقل الى آلة معدة لصنع السكاكر تنتج الحبوب عبرها". مقو ومنشط جنسي وتؤكد بيانات مكتب الأمم المتحدة لمنع الجريمة ومكافحة المخدرات ان الشرق الأوسط ظهر في السنوات الأخيرة كسوق جديدة رئيسية ينصب فيها الطلب على الكبتاغون، وتحديدا السعودية التي تعد وجهة رئيسية لهذه الاقراص. ويقول المصدر الامني اللبناني "حبة الكبتاغون ليست ذائعة الصيت في لبنان وحجم الطلب عليها لا يقارن بباقي أنواع المخدرات نظرا لارتفاع سعرها الذي يتراوح بين خمسة وعشرة دولارات للحبة الواحدة". ويوضح ان "معظم عمليات التهريب التي يجري ضبطها تكون متوجهة إلى السعودية، أما الموقوفون في عمليات التهريب هذه، فمعظمهم سوريون ولبنانيون". ويضيف ان "سبب استهلاك هذا النوع من المخدر تحديدا يعود الى الاعتقاد بانه مقو ومنشوط جنسي فاعل جدا". واعلنت وزارة الداخلية السعودية في تشرين الثاني/نوفمبر انها ضبطت خلال عام اكثر من 22.4 مليون حبة امفيتامين مخدرة. ويحكم على مهربي المخدرات في السعودية بالاعدام. وفي الشهر ذاته، افادت وسائل اعلام تركية ان الشرطة ضبطت حوالى 11 مليون حبة كبتاغون منتجة في سوريا ومرسلة الى دول الخليج. مونت كارلو الدولية

حي الحمراوي المجاور للمسجد الأموي بدمشق في قبضة شركات النظام / استملاك جائر من المحافظة لأكثر من 74 منزلاً و56 محلاً تجارياً

$
0
0
عاد حي الحمراوي المجاور للمسجد الأموي إلى مشهد الاعتداءات الكبيرة على دمشق القديمة، بعد قرار مجلس محافظة دمشق بنقل بعض أملاك المحافظة إلى شركة "دمشق الشام القابضة" التابعة لنظام بشار الأسد، ومن بينها العقارات المستملكة في حي الحمراوي بدمشق القديمة. الغاية من هذا الإجراء، كما جاء في تبرير أحد أعضاء المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق في تصريحه لموقع "الاقتصادي" هي "نقل أملاك المحافظة، وبعض المشاريع للشركة لتفعيلها بعيداً من الروتين، والحصول على عائد مادي كبير تستطيع من خلاله المحافظة زيادة المشاريع الخدمية المنفذة لمصلحة المواطنين". هذه العودة الغريبة لحي الحمراوي تأتي بعد أن تيقن أهالي المنطقة من أن قرار الاستملاك سقط بالتقادم، كونه واقعاً في عام 1960، أي قبل ما يقرب من 60 عاماً. وهو ما ناضلت لجنة الأهالي والإعلام لإلغائه قبل اندلاع الأحداث بسبب المحاولات الحميمة لهدمه وتسليمه للقطاع الخاص، كي تتحول كما أغلب بيوت المدينة القديمة إلى ملاهٍ ومطاعم، وإلغاء الطابع المحافظ للمدينة القديمة التي تعتبر قلب العاصمة وذاكرتها التي أهملها النظام طوال عقود، في محاولة لإرغام أهاليها على تسليمها. استملاك جائر من المحافظة لأكثر من 74 منزلاً و56 محلاً تجارياً، في منطقة حيوية من المدينة القديمة تضم كافة المهن التي يعتز بها الدمشقيون، إضافة إلى بيوت توارثها أهاليها أباً عن جد، وتعني لهم فوق قيمتها المادية قيمة وطنية وأخلاقية. استمات الأهالي وخلفهم أغلب الصحف المحلية والرسمية منها في الدفاع عن جزء من تراث دمشق، إلا أن قوى متسلطة حاولت أكثر من مرة بالتعاون مع فاسدي المحافظة ومنهم، بشر الصبان، المحافظ الأكثر عمراً في ترأسها وعلاقاته المفضوحة مع التجار والمستشارية الإيرانية قبل 2010 لكسر تشبث الأهالي، إلا أن المحاولات المتعددة فشلت بسبب تصدي الإعلام ومعه الأهالي لهذه المحاولات. يروي رئيس لجنة أحياء دمشق القديمة، بدر الدين العوف، قصة الاستملاك الجائر للحي لإحدى الصحف المحلية: "لقد شب حريق في السوق سنة 1960، والتهمت النيران جميع المحلات هناك، وقامت المحافظة آنذاك بتأمين المحلات في الحريقة وفي التكية السليمانية. فأصدر المشير عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية المتحدة "آنذاك" قرار استملاك باطلاً لا يعتمد على النفع العام يحمل الرقم 281 تاريخ 28/11/1960، ويقضي باستملاك الأحياء وأزقة الحمراوي والمصبغة الخضراء والنقاشات والخجا ومعاوية الصغير وسوق القباقبية والشارع المستقيم بغية إنشاء سوق تجاري إسمنتي قرب الجامع الأموي". والعوف هو من أهم الشخصيات التي لم تترك باباً إلا وطرقته، وفي كل مرة تجري محاولات لإعادة تفعيل قانون الاستملاك يعاود الرجل حملته بالاتصال بكل وسائل الإعلام، وبعض الشخصيات الوطنية القليلة التي تحب الشام القديمة وتدرك مدى الخطر المحدق بها. اعتمدت محافظة دمشق، وبلدية دمشق القديمة "مكتب عنبر" الإهمال كإحدى وسائل الضغط على الأهالي من أجل تركيعهم، ولهذا أصبح على الأهالي أن يقوموا بالترميم على حسابهم، وكذلك ساهم الصرف الصحي المهمل والذي تسرب إلى بنية المنطقة التحتية في تعرض أكثر من منزل للانهيار والتداعي. عبد الرزاق دياب

” أشك أنني ما زلت على قيد الحياة” .. وقفة مع آخر الصور في ذاكرة مهجري الغوطة

$
0
0
"نحن أحياء، لم نمت، تشوهنا قليلاً وتغيرت ملامحنا لكننا لم نمت، إنها لذة الحياة، أن تنفض غبار الموت عن جسدك الضعيف، وتنهض من جديد، لأن مئات الأرواح بانتظارك لتنقذها كما أنقذك الله".. يقول مؤيد الحافي، متطوع في الدفاع المدني، من الغوطة الشرقية، لموقع الحل السوري. يضيف الحافي "تتزاحم صور الشهداء والجرحى في ذاكرتي، لأعود بها إلى هديل، تلك الطفلة التي كانت تحتضن والدتها تحت الركام، لم يستطع حضن والدتها أن يحميها من الموت"، مشيراً إلى أن "أصعب الصور التي تحاصره، صور أولئك الجرحى الذين انهارت عليهم أبنية بكاملها، ولم تستطع فرق الدفاع المدني إخراجهم من تحت الأنقاض، بسبب قلة الإمكانيات، وشدة القصف". "كأنها أهوال يوم القيامة، والناس سكارى، يهربون من ظلمة أقبيتهم، مستسلمون لجلّادهم"، هكذا تصف أمل الصورة الأخيرة التي لن تنساها من الغوطة لموقع الحل، وتضيف "عشرات العائلات في قبوٍ واحد، الأطفال تبكي من جوعها، والأمهات عاجزاتٌ عن فعل أي شيء لأطفالهن، فلا طعام ولا شراب، والحياة الطبيعية متوقفة بشكل كامل". وتقول أمل "صوت يملأ صداه القبو، إنه جارنا يصرخ ويقول: الطرقات مفتوحة إلى العاصمة دمشق، والناس كلهم يتجهون إلى مراكز الإيواء هرباً من القصف، فلنصالح النظام، لأن الهدنة ستنتهي بعد ساعات.. كانت أقسى لحظات حياتي، أن أهرب إلى من دمّر منزلي، وقتلَ عدداً من أفراد عائلتي، لكنني اضطررتُ للاستسلام من أجل أطفالي، لا أكثر". "المشي فوق جثث الشهداء، دون القدرة على دفنهم" هو ما يتذكره معاذ من مدينة سقبا في الغوطة الشرقية، ذاك المشهد الذي عاشه خلال هروبه من قبوٍ لقبو، ويقول لموقع الحل "بدأ النظام يسيطر على مدينة تلو الأخرى، يوماً بعد يوم، وبدأت الأخبار تنتشر أن قوات النظام تمركزت على أطراف مدينة سقبا، ولم يكن أمامنا حلٌ سوى الهروب إلى قبو آخر في بلدة عين ترما، وأكثر ما آلمني منظر الجثث المتروكة في الطرقات، فلم يعد لدينا وقتٌ لدفنها، والجميع يقولون لي: الحيُّ أبقى من الميت، فلو بقينا وقتاً أطول، سيعتقلنا النظام، أو يقتلنا على الفور". أصرَّ أبو عماد من مدينة حمورية في الغوطة الشرقية، على الصمود في منزله، متحملاً كل أصوات القصف لسبب واحد لم يكن يخبره لأحد حينها، لكنه أفشى سره قائلاً "توفيت زوجتي قبل عامين، وكانت تعشق الاهتمام بحديقة المنزل، وزرعنا معاً أشجار الليمون والرمان فيها، وبعد وفاتها، شعرت أن هذه الأشجار أمانة في قلبي، ولم أستطع مفارقتها، لكن صاروخاً عنقودياً جبرني على ذلك، بعد أن سقط في الحديقة، واحترق منزلي بالكامل"، لافتاً إلى أن "صورة الأشجار وهي تحترق لاتفارق خياله أبداً، لأنها الذكرى الوحيدة التي بقيت من زوجته، ومن المؤلم، أن تتحول أجمل الذكريات لأقساها وجعاً في القلب.. وفق قوله. "اللون الأحمر عادةً ما يُرمز إلى الحب، لكن عندما تكون طبيباً من الغوطة، فلن يذكرك هذا اللون إلا بلون الدماء، وآهات الجرحى" تتلعثم الكلمات مع الطبيب أبو عمر، الذي عالج المئات خلال الحملة العسكرية الأخيرة للنظام على الغوطة الشرقية، ويقول لموقع الحل "الصورة الحمراء ما زالت تسيطر على عقلي، الجسد الأحمر، الوجه الأحمر، اليد الحمراء، صور الأطفال المندهشين من دمائهم، المصدومين مما حلَّ بهم، صورُ الجرحى مبتوري الأعضاء، وعجزهم أمام قدرهم، صور الجثث والأشلاء، كل الصور حمراء في ذاكرتي، وأحتاج وقتاً طويلاً لنسيانها، أو بالمعنى الأصح، لتناسيها". شعورٌ بالضياع، شعرت به ندى عندما فارقت أهلها، الذين اختاروا تسوية وضعهم مع النظام، لتكمل طريقها مع زوجها، وتصف لحظات الوداع، لموقع الحل "صورة الوداع لا تفارقني، أشعر أنهم معي في كل لحظة، على الرغم من أنني لن أراهم لسنوات، فهم اختاروا البقاء في الغوطة، وأنا خرجت إلى الشمال السوري، دعوات أمي وأبي تحيط بي وترعياني ". تمسك سارة هاتفها المحمول، وتشاهد صور زوجها وطفلها، اللذان سقطا ضحية غارة جوية من الطيران الحربي، لتبقى أسيرة ذكرياتها معهما، وتصف حجم مأساتها لموقع الحل "كنا نختبئ في القبو مع أكثر من خمس عائلات، اخترت زاويةً لي ولزوجي الذي كان يحمل طفلي، ويمدني بالقوة كي أستسلم للقدر وأرضى به، لأن قدرنا بيد الله وحده، وليس بيد النظام، وكأنه يعطيني جرعةً من الصبر لأستوعب ما ينتظرني.. دقائق معدودة بين حديثنا، وقصف الطيران للبناء الذي كنا نختبئُ في قبوه، الجدران كلها اهتزت والسقف بدأ ينهار علينا، الأطفال يتطايرون من الضغط، والغبار الأبيض يسيطر على المكان، لم أعد أرى طفلي وزوجي، كل ذلك حدث خلال ثوانٍ، واستيقظت بعده لأجد نفسي في المشفى." تكمل ندى "سألت كل من حولي، أين طفلي وزوجي، أين هم أخبروني؟، والجميع ينظرون لي ويبكون، ويطلبون مني أن أكون قوية، فالموت حقٌ على الجميع، وعلمت حينها أن روحي فارقت جسدي.. أشك أنني ما زلت على قيد الحياة". ورد مارديني المصدر: الحل السوري

المجرم بشار يأمر من خلال التعفيش الى تدمير المنازل وجعلها غير صالحة للسكن لمنع عودة اهاليها اليها

$
0
0
أظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي قيام عناصر ميليشيا أسد الطائفية بسرقة ممتلكات المدنيين في بلدة الحراك بريف درعا عقب إعلان الأخيرة سيطرتها عليها قبل عدة أيام. وبيّن المقطع (الذي تم تصويره من قبل أحد الأشخاص هو يتجول بسيارته في شوارع البلدة)، مرور سيارة عسكرية محملة بالمسروقات. كما أظهر الفيديو سيارات مدنية تقوم عناصر ميليشيات الأسد الطائفية بتحميلها ببعض الممتلكات من المحلات التجارية. وتشهد محافظة درعا، منذ أكثر من 13 يوما، تصعيدا من قبل ميليشيات الأسد الطائفية وروسيا وإيران، حيث تعرضت أحياء مدينة درعا والمدن والقرى التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة لقصف مكثف بالتزامن مع هجوم عسكري، ما أدى إلى مقتل وجرح أعداد كبيرة من المدنيين. يشار إلى أن جميع المناطق التي سيطرت عليها ميليشيات الأسد الطائفية خضعت لعملية "تعفيش" وتم بيع المسروقات في تجمعات أطلق عليها "سوق التعفيش" أو "سوق السنة" كما يسمى في حمص. Facebook التعفيش مقصود وممنهج والا فما يسرقونه من لحف وبطانيات وكذلك سرقه البلاط واسلاك الكهرباء ومعناه ما الكم رجعه على بيوتكم ما لم نستطع تدميره بطائراتنا سندمره بايدينا صوره تثبت ذلك

محمود.. طفل شرّدته “الدولة السورية”وستخفيه من مواقع التواصل

$
0
0
طفل متشرد، مشرفون أشرار في ملجأ للأيتام، خوف ورعب وبحث عن الأمان وسط الحرب. ما يبدو هنا جملاً تلخص رواية لتشارلز ديكنز، ليس إلا جزءاً من مقطع فيديو متداول لطفل سوري - فلسطيني، قتل أهله في مخيم اليرموك وتشرد في شوارع العاصمة دمشق بعد ضربه من قبل المشرفين على مراكز الإيواء الرسمية. ليكسر الصورة "المثالية" التي يحاول النظام السوري ترويجها للحياة في سوريا بعد الحرب. صوّر المقطع من طرف أشخاص سوريين يحاولون، حسب قولهم، مساعدة الطفل بنشر قصته وانتشر على نطاق واسع. وحسب المعلومات المتداولة اسم الطفل هو محمود يوسف أحمد من مخيم اليرموك ووالده متوفى وليس له معين، وبات ينام كل يوم في منطقة جسر الرئيس في مدينة دمشق ويتواجد يومياً في منطقة البرامكة وسط العاصمة دمشق. لكن الطفل نفسه لا يبدو مصدقاً بأن هناك عدالة وحباً أو عطفاً تبقى، فيغالب دموعه من دون أن يبكي، وكأنه أيقن أن الدموع لن تفيده بعدما بكى طوال سنوات من الحصار والقصف، ويتحدث بقهر العالم كله ولا ينظر للكاميرا التي تتربص به، بل يتحدث محدقاً بالفراغ بنظرات جوفاء يحركها الخوف واليأس. ولا يمكن تخيّل ما عاناه الطفل المسكين طوال سنوات عمره القصيرة على هامش الحياة، حيث حاصره الموت والعنف ولاقاه الرفض من الكون برمّته، حتى بات على هذه الدرجة من الانكسار. تظهر الصورة القاسية بوضوح الانهيار الاجتماعي في سوريا التي مزقتها الحرب، فإلى جانب الأطفال المشردين الذين يتسولون في الشوارع والذين تتكرر صورهم بكثافة منذ العام الماضي، ازدادت نسبة الطلاق حسبما تشير تقارير ذات صلة بسبب الحرب التي فرقت العائلات. كما تغيرت ديموغرافية المجتمع مع تهجير ملايين المواطنين السنة تحديداً من البلاد، وعدم رغبة النظام في عودتهم، وترهيبهم في البروباغندا الرسمية، سواء بالاعتقال أو التجنيد، كحالة الأطفال في الداخل السوري تماماً، فضلاَ عن فرض قوانين تبيح استملاك ممتلكات المعارضين واللاجئين (القانون 10). وأشارت تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" في وقت سابق من العام الجاري، إلى أن أطفال سوريا الذين نشأوا خلال الحرب يعانون من الإصابات الجسدية ومن سوء التغذية فضلاً عن الصدمات النفسية. ولا يبدو هناك أي بارقة أمل لتحسن أحوالهم"، خصوصاً أن العام الماضي كان الأسوأ على الإطلاق من ناحية مقتل الأطفال في البلاد، بنسبة تزيد عن 50 في المئة عن العام 2016، فضلاً ارتفاع عدد الأطفال المجندين ثلاثة أضعاف عن العام 2015. كما يواجه أولئك الأطفال تهديدات بانتهاكات متزايدة بما في ذلك العمل القسري والزواج الإجباري وندرة الغذاء والحد الأدنى من الوصول إلى الصحة أو التعليم. والحال أن الحرب تركت أثرها على الطفل المسكين في الفيديو، مثلما تركت أثارها على ملايين السوريين الآخرين. المشهد المؤلم كحالة فردية يمكن تعميمه وتذكر العديد من الحالات المشابهة، في الداخل السوري وفي مخيمات اللجوء مثلاً، وإن كان الملايين شوهوا وباتوا يعيشون صدمات نفسية وأحزاناً بعدما فقدوا أشخاصاً أعزاء مثلاً، يستمد الفيديو أهميته وقوته من كشف الزيف الذي يروج له النظام عن "سوريا الأسد" بعد الحرب كمدينة فاضلة لا شرور فيها إلا من طرف "الإرهابيين" و"المعارضين" و"دول المؤامرة"، ويظهرها بلا رتوش "ديموقراطية" يحاول النظام الإيحاء عبرها القول أن "المعارضة الإرهابية" هي المسؤولة فقط عن ترهيب المدنيين في بيئات النظام الموالية، ضمن حرب المصطلحات الثقافية التي بات النظام بارعاً فيها مؤخراً. ويتزامن الفيديو مع عدد من المشاريع التي روج لها على المستوى الاقتصادي، فضلاً عن "مبادرات مدنية" تظهر البلاد وكأنها دولة أوروبية متحضرة، مثل "الحديقة التبادلية للكتب"، أو "سوق الأكل" المجاني وكرنفال "الشام بتجمعنا" وغيرها من فعاليات ليست ترفيهية أو مجانية بقدر ما تظهر النظام كمنتصر "متحضر" أمام العالم بدلاً من حقيقته كنظام شمولي مسؤول عن الكارثة الإنسانية في البلاد طوال السنوات الماضية. بالتالي، سيسعى النظام في الأيام القادمة بلا شك، لضخ معلومات تعاكس الفيديو الذي يشوه صورته، بالقول أن مؤسسات "الدولة السورية" المعنية باتت على علم بالطفل من أجل الاهتمام به، وستختفي صورته بالتالي من مواقع التواصل بسرعة مثلما انتشرت، وسيصبح رقماً يعاني من الإهمال في مراكز الإيواء مع التأكد من أنه لن يهرب مجدداً من القسوة التي سيعامل بها. لأن وجود مثل هذه القصص في الإعلام ينسف استراتيجية أطلقها النظام مع حليفه الروسي العام الماضي، لإعادة صياغة النقاش الإنساني الدولي حول سوريا، ونقله بعيداً عن التركيز على رفع دعاوى قضائية بخصوص جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتجويع مئات الآلاف من المدنيين في المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة، وقتله الآلاف وتسببه بأزمة لجوء هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية. ويجب القول أن نظام الأسد لا يركز على تعافي المجتمع بقدر ما يريد مكافأة الموالين من عناصر المليشيات وإرضاء حلفائه الخارجيين ومعاقبة معارضيه. فمراكز الإيواء تحولت فوراً إلى مراكز كبيرة للاعتقال والتجنيد الإجباري يتبارى فيها مقربون من النظام على إذلال المستضعفين فيها، بدليل الصور المسربة لتلك المراكز بعد سيطرة النظام على الغوطة الشرقية قبل أشهر. ومن المتوقع أن تزداد الأزمة الاجتماعية في الداخل السوري في السنوات القادمة حسبما تشير تقارير غربية. وفيما أقر برلمان النظام، الشهر الماضي، قانون رعاية مجهولي النسب، بإعطائهم الجنسية السورية وتربيتهم كمواطنين "مسلمين"، يظهر التفاعل مع الفيديو الجديد أن الاعتراضات الكبيرة من طرف البيئة الموالية للنظام على القانون، لم تكن مجرد كلمات تتردد بغضب على مواقع التواصل، فمازال الموالون المتضررون من الحرب والراديكاليون منهم، ينظرون إلى أولئك الأطفال كمشاريع إرهابيين أو نتيجة لـ "جهاد النكاح"، أو متحصلين على فوائد اقتصادية مزعومة (الرعاية الاجتماعية) لم تتحصل عليها عائلات جنود النظام أنفسهم. وفق ذلك، تصبح القسوة الممارسة من طرف موظفي النظام من غير العسكريين أو الموالين ضد المدنيين الآتين من مناطق المعارضة سابقاً، بما في ذلك الأطفال في مراكز الإيواء، مبررة وطبيعية بوصفها قصاصاً "عادلاً"، كحالة الطفل في الفيديو، الذي تعطي كلماته إحساساً بأنه يدرك أنه يتعرض لذلك العقاب، بلا اقتراف ذنب سوى ولادته في الطرف الخاطئ من المعركة، جغرافياً. وهذا الإحساس بالظلم قد يتطور جمعياً نحو اضطرابات لا يمكن التملص منها، وقد يكون ظلماً مختلفاً عن المظالم الأخرى التي راكمها النظام طوال عقود حكمه للبلاد، والمتعلقة بجوانب سياسية واقتصادية، حركت الثورة السورية السلمية العام 2011. https://www.facebook.com/Mokheam.9/videos/1616274195165077/ وليد بركسية كاتب سوري almodon

نموذج عن معاناة مئات آلاف السوريين بسبب الاصابات او التعذيب : في الغوطة حفلة تعذيب بالبنادق حولت خمسيني إلى مشلول

$
0
0
إلى جانب عكازيه المعدنيين يجلس الخمسيني "أبو وسام"–اسم مستعار- أمام باب منزله مغالباً آلام إصابته منذ خمس سنوات بعد تعرضه لكسر في الظهر أدى إلى شلل نصفي من الوركين إلى القدمين جرّاء تعرّضه للضرب على يد قوات النظام في منزله بالغوطة الغربية. وينتظر اللاجئ الذي يعيش مع والدته السبعينية في منطقة نائية خارج مدينة عمان يداً حانية تمتد إليه لإجراء عمل جراحي ينقذه مما هو فيه. وروى المصاب الذي ينحدر من إحدى بلدات الغوطة الغربية أن عدداً من عناصر النظام اقتحموا منزله بداية العام 2013 ورموه أرضاً وانهالوا عليه، كل بأخمص بندقيته، متهمين إياه بأنه يعمل مع "الإرهابيين"، حسب وصفهم. وتعرض لحفلة تعذيب بالسياط والعصي على كافة أنحاء جسده إلى أن أُغمي عليه، وبعد إسعافه إلى أحد المشافي الميدانية تبيّن وجود كسر في الظهر وأذية في النخاع الشوكي ووضع الأطباء هناك أسياخاً في ظهره بشكل بدائي تسببت في الضغط على نخاعه الشوكي وخلّفت له تبعات صحية لا يزال يعاني منها إلى الآن. وظل محدثنا، كما يقول، لأشهر يغالب أوجاعه في ظل عدم وجود مسكنات أو علاج في الغوطة الغربية المحاصرة آنذاك، إلى أن أتيح له دخول الأردن في الشهر السادس من عام 2013 عبر الشبك الحدودي وبقي المصاب الغوطاني لأكثر من سنة دون اهتمام لعدم توفر جهة تتكفل علاجه إلى أن تم تحويله إلى مشفى "عاقلة" في عمان حيث تم فك الأسياخ بصعوبة لوجود 8 براغي في الأسياخ المركبة وبدأ بعدها –كما يقول- بالمشي بواسطة العكازات. وبحسب تقرير طبي اطلعت عليه "زمان الوصل" يعاني المصاب من انزلاقات غضروفية أسفل العمود الفقري وتآكل في الفقرات والمفاصل بين الفقرات ومفاصل الورك، وأجرى أكثر من عملية جراحية ولا يزال يعاني من آلام حادة تؤثر على حركيته وهو بحاجة -حسب التقرير- إلى العلاج بالقسطرات الموضعية والأشعة التداخلية لعلاج هذه المشاكل تكلفتها من دخول المشفى إلى الخروج 1500 دينار أردني، وتُجرى العملية -حسب محدثنا- بواسطة الأوكسجين المضغوط- أو كما تُسمى القسطرة العصبية لعدة جلسات بين 4 الى 12 جلسة ونسبة الشفاء فيها 70%. ويعتمد العلاج بالأكسجين المضغوط على استنشاق أكسجين نقي بنسبة 100% تحت ضغط أعلى من الضغط الجوي، حيث تتم إذابة كمية كبيرة من الأوكسجين في البلازما ويتم انتقال الأوكسجين تحت ضغط عال، وبحسب الأطباء يُعتبر الأوكسجين تحت الضغط قاتلاً للبكتيريا. يعيش أبو وسام في بلدة "أبو نصير" التابعة لمحافظة البلقاء (جنوب الأردن) مع والدته المريضة بالضغط والسكري 75 سنة وعائلة شقيقه وأبنائه لا يستطيع العمل أو حتى المشي لمسافة قصيرة مكتفياً براتب "بصمة العين" الذي تقدمه المفوضية شهرياً. ورغم مرور خمس سنوات على إصابته لا يزال المصاب القادم من الغوطة الغربية يعاني آلاماً لا تطاق ولا يركن للراحة إلا بعد تناول مسكّن يبلغ ثمن العلبة منه 80 دينارا لا تكاد تكفي لأسبوع، ولا يستطيع دونه أن يمشي أو يتحرك أو ينام –حسب قوله- علماً أن هذا الدواء وهو أشبه بالمخدر لا يُعطى إلا بوصفة طبية نظامية جديدة كل مرة ومن طبيب حصراً. ويتخوف المصاب الخمسيني من أن يسبب هذا الدواء الذي أدمن على تناوله أضراراً أو أذية عصبية، ولذلك يتوق لإجراء العمل الجراحي يغنيه عن الدواء ويريحه من الأوجاع والآلام المبرحة التي أنهكت جسده، ليتمكن من استعادة حياته الطبيعية والتخلص من حالة العجز التي يشعر بها. فارس الرفاعي -زمان الوصل

دوما مدينة محتلة: الشكوى للروس والسجل العقاري مسلوب

$
0
0
تبدو دوما اليوم، في ريف دمشق، مدينة محتلة بكل معنى الكلمة. محتلة بعلاقة قوات النظام مع أهلها، وبتقصد إبقاء الدمار على حاله بعد شهرين من سيطرة قوات بشار الأسد بدعم روسي ــ إيران عليها. كذلك تبدو كأنها محتلة بفعل التهديد الدائم بتهجير من تبقى من أهلها عبر مصادرة النظام السجلات العقارية ونقلها إلى دمشق. ولا تزال دوما إلى اليوم محتفظة بمظهرها المنكوب بفعل القصف والحصار والدمار الشامل الذي تعرّضت له لأكثر من سبع سنوات، وهو ما لم ينته إلا بعدما هجّر النظام عشرات الآلاف ممن نجوا من آلة القتل التابعة له، بسبب رفضهم الاستسلام للنظام ولمليشياته والعودة للعيش تحت سطوته والقتال في صفوف جيشه. دوما اليوم محاصرة بالحواجز العسكرية والسواتر الترابية، إذ اقتضت التسوية بقبول من تبقى من أهلها، ببنود الاتفاق الذي رعاه الروس، تحت اسم "مصالحة"، وقد أجبر كل من بقي في المدينة على الإقرار بأنه "اكتشف أن هناك مؤامرة ضد الدولة وضد الدين، متعهداً عدم العودة لحمل السلاح". إلا أن كل تلك الاعترافات لم تسقط عنهم كل التهم التي كان يسوقها عنهم من الإرهاب إلى التكفير، إذ لا يزال يمنع سكانها من الحركة بشكل حر، باستثناء عدد من طلاب الجامعات والمدرسات اللاتي سمح لهن بالخروج والدخول، أما من تبقى فممنوع عليهم الخروج، ومن يُستثنى من ذلك هو القادر على الحصول على الوساطة ودفع رشوة للحاجز تبلغ نحو 10 آلاف ليرة (19 دولاراً) للشخص الواحد. أما بعد تجاوز الحاجز الرئيسي، ببضع عشرات الأمتار، فتبدأ بمشاهدة حطام المدينة لأن أكوام التراب لا تزال تغلق العديد من الطرقات الفرعية، وركام الأبنية لا يزال في الشوارع، وتكاد لا ترى مبنى لم تترك الحرب عليه أثراً عميقاً. ومنها ما تحوّل إلى تلة من الركام، ومنها ما دمّر جزئياً فتجد أسقفاً تتكئ على بعضها البعض، وأبنية بلا جدران وأخرى لفها سواد دخان نار سبق أن التهمها، تجاورها أكوام قمامة يبدو أنها تتكدس منذ أسابيع. ولا يكاد يخلو شارع من شوارع دوما من حاجز للنظام، لا يفصل بينها سوى عشرات الأمتار، إذ قُسّمت إلى قطاعات كل منها تسيطر عليه مليشيا من المليشيات الموالية أو جهة أمنية أو عسكرية. تقول بيان، وهي شابة لا تزال صامدة في دوما، ، إن "الحواجز تعمل على مضايقة الأهالي واستفزازهم، إضافة إلى أنه ما زالت هناك حوادث سلب مصاغ نساء، وسلب الشباب دراجاتهم النارية. كما أنهم يسحبون السيارات من الشوارع إن كانت متضررة أو أن مالكيها خارج دوما، ويدخلون منازل الناشطين والمقاتلين يفتشونها ويسرقون أثاثها، بذريعة مصادرتها لأنها كانت ملكا لمن يصفونهم بالإرهابيين". ولفتت بيان إلى أن "الأهالي ما زالوا يعانون من عدم وجود قدرة شرائية لدى من تبقى في المدينة، إذ لا عمل داخل المدينة، في وقت لا تزال فيه الأسعار أعلى مما هي عليه في دمشق، ولا يزال الاعتماد الكامل على شراء الماء والاشتراك بمولدات الكهرباء بما يسمى الأمبيرات". وتحدثت عن أن "هناك حالات اعتقال تقع داخل المدينة، كرئيس الحسبة أبو محمد راتب ناجي، الذي تم اقتياده إلى فرع أمن الخطيب التابع لأمن الدولة، حيث تعرض للضرب المبرح ثم تم إعادته، وخليل عيبور كذلك اعتقل ليوم ثم أُعيد، لكن هناك شخصا مثلا، من عائلة بويضاني اعتُقل منذ دخول النظام ولم يطلق سراحه حتى اليوم، ولا أسباب واضحة للاعتقال". من جهته، قال أبو محمد، من دوما إن "عملية التسوية مستمرة، بدأت بالمدرسات والطلاب الجامعيين، والآن تتم تسوية أوضاع الشباب، لا أدري متى ستنتهي هذه العملية. وضعنا سيئ للغاية ونريد أن نستعيد حقنا في الحركة والعمل". ولفت إلى أن "الأهالي ما زالوا يلجأون للشرطة العسكرية الروسية، عند حدوث أي تجاوز أو اعتداء من قبل عناصر النظام، وقد قام الروس عقب دخولهم إلى المدينة بجمع أعضاء المجلس المحلي الذين بقوا في المدينة، وأطلقوا عليهم هيئة حكم محلي". وعن التعليم والصحة، قال "عادت المدارس للعمل بالرغم من أنها بحاجة إلى ترميم، ومن يتولون التدريس هم في الغالب مدرسات بعقود وكالة وبعض المدرسات اللواتي كن في ملاك التربية، إلا أن النظام لم يصرف لهن رواتبهم. أما من ناحية الأوضاع الصحية، فهناك نقطة طبية واحدة بما يعرف حالياً مستشفى دمشق التخصصي، إضافة إلى عيادة متنقلة تدخل بشكل يومي إلى المدينة، إلا أن النظام لم يسمح بعد بدخول الأدوية، في حين يقوم الهلال الأحمر وتحت إشرافه بنقل الحالات المحتاجة إلى عمل جراحي مستعجل إلى أحد مستشفيات دمشق". وبيّن أن "الأهالي ما زالوا يعيشون حالة من الصدمة، جرّاء ما حدث في دوما وفرض سيطرة النظام عليها، في ظل عدم وضوح مستقبلهم. وأكثر ما يؤرق العائلات هو مستقبل أبنائهم، إذ بعد انقضاء مدة الأشهر الستة، هل سيعتقلهم النظام ليزج بهم في المعارض التي تخوضها قواته؟ كما تجد عائلات مرتاحة للوضع الحالي، وتعتبر أن الإنجاز الأهم هو توقف القتال ودخول المساعدات الإنسانية". أما إياد، فيؤرقه غياب الخدمات، قائلاً "النظام يتقصد أن يحرم من تبقى في دوما من حقهم بالخدمات، وأعتقد أن هذا مقصود فهم يريدون أن يعاقبوا الأهالي بشكل جماعي لأقصى حد ممكن. فقد تحولت القمامة لتلال مرتفعة، واليوم نحن بفصل الصيف، وتحولت هذه الأكوام إلى مصدر للذباب والبعوض والأمراض". من جانبه، قال أحمد من دوما ، إن "من أكبر المخاطر التي تهدد أهالي دوما، هي تلك الخاصة بالملكيات، فعندما دخل النظام للمدينة سحب منها السجل العقاري والسجل المدني، وكان المجلس المحلي خلال السنوات الماضية قد بنى لهما بناء محصنا تحت الأرض، وأخذها إلى دمشق ولم يعدها. واليوم لا يوجد في المدينة عملية بيع أو شراء، حتى إن الأهالي يخشون أن يقر النظام العقود والمعاملات التي تمت خلال السنوات الماضية، في ظل سيطرة الفصائل المعارضة والتي تم إنشاء سجلات خاصة بها". ولفت إلى أن "الناس يعيشون تحت الأمر الواقع، ولا يملكون ترف الاختيار، وإلى اليوم عناصر النظام قاموا بتفتيش المنازل مرتين، حيث فتشوا الأهالي وسجلوا أسماءهم ثم رحلوا في كلتا المرتين، وهناك اتهامات تطاولهم بارتكاب جرائم تصفية بحق مدنيين بهدف سلبهم ممتلكاتهم". ريان محمد

600 شهادة وفاة تصل “نفوس الحسكة”لمعتقلين قتلو تحت التعذيب أو لسوء التغذية والعناية الصحية أو البرد القارص بسجون المجرم بشار

$
0
0
أرسل مسؤولو النظام في دمشق مؤخرا قرارا إلى محافظة الحسكة يقضي بالشروع في إجراءات تثبيت وفاة مئات الأشخاص كانوا معتقلين في سجون النظام. وقال قريب أحد الضحايا لـ"زمان الوصل" إن دائرة السجل المدني (النفوس) في مدينة الحسكة تسلّمت يوم أمس قراراً للمباشرة بإجراءات تثبيت وفاة أكثر من 600 شخص قضوا تحت التعذيب بسجون النظام، مشيراً أن قريبه اعتقل منذ سنوات على خلفية مشاركته بالاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد. وأضاف الرجل أن النظام أبلغ الأهالي بوفاة أبنائهم وأورد أسبابا مختلفة للوفاة، لافتا إلى أن هذا القرار شكل صدمة كبيرة في المحافظة لأنه يعتبر قرارا بنصب 600 خيمة مأتم لأشخاص كان أهلهم يأملون أن يعودوا إليهم أحياء. منذ بداية تموز يوليو الجاري، أرسل النظام قوائم تضم أسماء مئات الضحايا إلى دوائر السجل المدني في كل محافظة من محافظات البلاد، في محاولة لكشف مصير بعض المغيبين والمعتقلين على طريقته. ويعتبر ملف المعتقلين أبرز الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات ضمن مساري "جنيف" و"سوتشي" مع نظام الأسد، الذي يماطل في تطبيق قرارات جنيف والقرارات الدوليّة منها القرار "2254" ويرفض السماح بلجان تحقيق بمصير عشرات آلاف المعتقلين في سجونه. المصدر: زمان الوصل
Viewing all 773 articles
Browse latest View live