Quantcast
Channel: حكايات من سوريا –سوريتي
Viewing all 773 articles
Browse latest View live

رغم تطمينات ”التسوية ” !!! قيود أمنية ومضايقات تحاصر أهالي الغوطة

$
0
0
على الرغم من تصدّر الغوطة الشرقية ساحة مشاريع إعادة الإعمار في سوريا وريف دمشق، تتعرض المنطقة للمضايقات الأمنية سواء بشكل منظم أو فردي، يقوم بها عناصر تابعون للأفرع الأمنية أو لقوات الأسد. مكاتب الحوالات أول الأهداف الأمنية بدأت قوات الأسد باكورة حملاتها في مدينة كفربطنا على مراكز الحوالات المالية، واعتقلت جميع العاملين فيها بشكل جماعي، للتحقيق بمصدر الحوالات ومعلومات المستفيدين منها. وقالت مصادر متقاطعة من الغوطة الشرقية لعنب بلدي إن عناصر الأفرع الأمنية يُخضعون مكاتب الحوالات وصرافة العملة في المنطقة لرقابة “شديدة”، ما يضمن لهم معرفة المعلومات الشخصية الخاصة بمرسلي الحوالات ومستقبليها والبلدات التي أرسلت منها. وأشارت المصادر إلى أنه صار بالإمكان إرسال حوالات مالية إلى المنطقة ولكن الأمن العسكري يحيل صاحب الحوالة للتحقيق في حال تجاوزت مبلغ 400 دولار أمريكي (175 ألف ليرة سورية بحسب سعر الصرف) للحوالات الداخلية، كما يحال مستقبلو الحوالات الخارجية للتحقيق في أي مبلغ كان. . مضايقات لأصحاب المشاريع الصغيرة “اضطررت لإغلاق محلي التجاري بعد تسلط عناصر حاجز لقوات الأسد عليه”، هذا ما قاله محمد (32 عامًا) من مدينة كفربطنا لعنب بلدي، مشيرًا إلى أن محله التجاري “أصبح سبيلًا” للعناصر، بالإضافة للابتزاز اليومي له، ما أجبره على إغلاقه وخسارة الكثير من المال في نقل موقعه. وأشار محمد إلى أنه ليس الوحيد الذي تعرض لمثل هذه المضايقات، فمحلات جيرانه باتت أيضًا عرضةً لأنواع التسلط من العناصر، ما يجبرهم على تقديم الوجبات والسجائر والعصير لهم، إما مجاملة أو بالإجبار أحيانًا. ويتحايل عناصر الحاجز بالتفتيش تارة وبالتحقق تارة أخرى، ليأخذوا نصيبهم من المواد الموجودة لدى أصحاب المحلات، وفق ما ذكر محمد. تفتيش مستمر واحتجاز للعاملين في المجتمع المدني يتعرض العاملون الذين بقوا في الغوطة الشرقية وقبلوا بشروط التسوية للكثير من التدقيق على أغراضهم الشخصية وأجهزتهم الإلكترونية الخاصة، وفق ما ذكر الناشط السابق سامر، الذي اختار اسمًا وهميًا لأسباب أمنية. وقال سامر، الذي كان يعمل في مجال الإغاثة، لعنب بلدي، إن قوات الأسد داهمت بيته بشكل مفاجئ قبل أن يطلبوا هاتفه الخاص وجهاز الكمبيوتر المحمول. واعتقلت القوات سامر لمدة أربعة أيام وفتشت الجهاز بعد أن أعادت الملفات المحذوفة قبل أن تعيد الجهاز له وتطلق سراحه. وأشار مصدر لعنب بلدي، رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، إلى أن معظم العاملين في المنظمات الإغاثية ومؤسسات المجتمع المدني إضافةً للأطباء يخضعون للإقامة الجبرية، وخاصةً الذين خرجوا عبر المعابر “الآمنة” التي افتتحتها قوات الأسد برعاية روسية. ووفق المصدر، فإن عشرات الشباب ممن كانوا محتجزين في مراكز الإيواء تم تحويلهم إلى فرع المخابرات الجوية في حرستا وفرع الخطيب في دمشق للتحقيق، وأفرج عن بعضهم وبقي آخرون محتجزين. ويبقى مصير المحتجزين مجهولًا دون معرفة أسباب الاحتجاز، رغم التطمينات الكبيرة التي كانت قوات الأسد تعد بها للحفاظ على من خرجوا من المعابر بعدم اعتقالهم أو ملاحقتهم أمنيًا. enabbaladinet

هكذا قتل النظام “سمية”في “صيدنايا”وأحرق ابنها وشرّده : تحقيق حسان كنجو

$
0
0
يعد ملف المعتقلين لدى النظام السوري من أكثر الملفات جدلاً وبات العقدة الأصعب في مسيرة المفاوضات بين دول الملف السوري وبخاصة تركيا وروسيا اللتان تولتا مسار أستانة رغم عدم وجود أي تقدم في هذا الموضوع سوى بضع قوائم لمعتقلين قضوا تحت التعذيب. وكان مطلب المعتقلين الأول وربما الوحيد في الآونة الأخيرة للسوريين المعارضين للنظام بعد أن استعاد الأخير بدعم من حلفائه الروس والإيرانيين معظم المناطق السورية من درعا جنوباً وحتى حماة شمالاً مع حصر كل من يعارضه في إدلب وريفها ضمن قطاع مربوط بتركيا من الجهة الشمالية والغربية. ولم يعدالحديث عن قصص المعتقلين وآلامهم وقصص قتلهم والتنكيل بهم في أقبية النظام السوري غريباً، ففي كل مرة كانت القصص الواردة متشابهة في غالبية المشاهد اعتقال وتعذيب، انتهاك وفقدان لأدنى مقومات الحياة ثم قتل أو إفراج. "فاطمة أم رضوان" سيدة في الأربعينيات من عمرها، أجبرتها الحرب على النزوح من منزلها الكائن بريف مدينة حماة للانتقال والعيش في منزل مهترئ على أطراف بلدة "أطمة" بريف إدلب، وقد روت "أم رضوان" ، قصة أختها التي تلقت نبأ مقتلها قبل نحو شهرين في سجن "صيدنايا" أحد أسوأ سجون النظام وأكثرها وحشية بحق المعتقلين وصاحب محرقة الجثث التي رصدتها الأقمار الصناعية الأمريكية. وقالت أم رضوان: "قبل أشهر تلقينا نبأ استشهاد شقيقتي سمية تحت التعذيب في أقبية النظام، نعم لقد كان الخبر صادماً وكان نهاية الأمل لدينا، للأسف لن تعود سمية أبداً بعد أن جاءنا نبأ استشهادها تحت التعذيب في معتقل صيدنايا". وروت "أم رضوان" قصة الاعتقال قائلة: "مطلع العام 2016 وبالتحديد في الثامن من شهر شباط/فبراير، ذهبت أختي من أجل استخراج أوراق رسمية ووثائق ثبوتية من حماة بهدف اللحاق بزوجها إلى ألمانيا عن طريق لم الشمل، وأثناء إجراء معاملة لاستصدار بيان عائلي تم اعتقالها وابنها لكون زوجها كان مقاتلاً في الجيش الحر بين عامي 2012 - 2014، وبعد السؤال عنها تبين أن الاعتقال تم عبر دورية تابعة لفرع أمن المعلومات. ولم تفلح جميع الوساطات في الإفراج عنها رغم أن المبالغ المالية التي تم دفعها بلغت 10 ملايين ليرة سورية خمسة عنها وخمسة عن ابنها البالغ من العمر 12 عام. وأضافت: "ثم تلقينا بعد فترة سبعة أشهر تحويلها إلى سجن صيدنايا بالعاصمة دمشق رغم أننا حاولنا التواسط لدى ضباط برتب عالية في محاولة لإخراجها أو لإخراج ابنها على أدنى تقدير ثم انقطعت أخبارها لحين قبل أسبوع عندما أبلغتنا إحدى المعتقلات المفرج عنهن حديثاً أنها استشهدت منذ آذار/مارس الماضي"، مشيرة إلى أن وفاتها كانت بعد تعرضها للتعذيب الشديد هي وابنها. تستطرد: "أخبرتنا سعاد التي كانت مع سمية في ذات الزنزانة أن سمية استشهدت منذ عام ونصف تقريباً وأن ابنها محمد تم نقله لأحد دور الأيتام في مدينة حماة، وقد كانت سمية على الدوام توصي المعتقلات اللاتي معها بأن تذهب إحداهن لأهلها في حال خرجت من السجن وتخبرهم بحالها. واستمرت الحال لحين يوم السادس والعشرين من آذار/مارس 2017، عندما تم إخراج سمية بعد طلبها لولدها باستمرار إلى ممر الزنزانات الكريدور وبعد دقائق بدأ صراخ الأم والطفل، ودعاء سمية عليهم فيما بدا صوت الضرب والتعذيب واضحاً قبل أن يعود السجانون ويرمون بسمية في الزنزانة والدماء تسيل منها". وتابعت أم رضوان: "وبعد النظر إليها تبين أنها تلقت العديد من الطعنات النافذة في مختلف أنحاء جسدها كانت الدماء تغطي ثوبها الرقيق الزهري الذي فقد لونه وتحول إلى اللون الأبيض، وحاولت المعتقلات إسعافها بشتى الوسائل التي لا يكفي منها لسد نزيف إصبع، كانت سمية تصرخ حرقوه بالسجاير، حرقولي ابني الله لا يوفقهن وينتقم منهم، وبعد ساعات فارقت سمية الحياة وعاد السجانون مجدداً وأخذوا جثتها بعيداً، فيما غاب صوتها وصوت ابنها وغاب الأمل الذي كان في عينيها بانتظار لقاء أهلها وولدها خارج السجن". ولفتت إلى أن هناك المئات من أمثال سمية في سجون النظام يتعرضن لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي إضافة لعمليات الاغتصاب وانتهاك الأعراض في الوقت الذي لم تفاوض فيه الفصائل سوى على بضع مئات مقابل آلاف من أهالي الفوعة وكفريا وفق تعبيرها. الجدير بالذكر أن قصة سمية مشابهة لقصة السيدة السورية المنحدرة من مدينة داريا بريف دمشق "رشا شربجي"، التي اعتقلها النظام السوري مع أطفالها عام 2014 ووضعت توأم بنات في السجن وخرجت في شباط 2017 بموجب صفقة تبادل للأسرى. أنطاكيا- حسان كنجو

عناصر ميليشيا الأسد يتذمرون..”الطعام غير صالح للاستهلاك البشري”!

$
0
0
اشتكى عناصر من الجيش السوري عن تقصير في الحقوق المفترض تقديمها لهم من قبل الجهات المعنية، من الطعام ومياه الشرب، والمواصلات والعديد من القضايا الأخرى. وأرسل أحد العناصر صورة للسويداء 24، قال أنها عبارة عن وجبة طعام ليوم كامل، تم تقديمها له ولأربعة عناصر أخرين من زملائه اليوم الثلاثاء 24/7/2018، لافتاً إلى أن الطعام الذي يصلهم غير صالح للاستهلاك البشري في معظم الأحيان. نقص الطعام ليست مشكلة العناصر الوحيدة فبين المياه الملوثة وغياب وسائل النقل هنالك العديد من الشكاوى التي تتحفظ السويداء 24 على ذكرها وتحديد مكانها، نظراً لخطورة موقع النقطة العسكرية، فضلاً عن ابتزاز بعض الباعة لهم أثناء توجههم لقرى في ريف المحافظة لشراء احتياجاتهم. السويداء 24 تواصلت مع عدد من الجهات المعنية خلال هذا الشهر والشهر الفائت، وزودتهم بالشكاوى المقدمة من قبل عناصر الجيش والموثقة بعشرات الصور، إلا أن هذه الجهات اكتفت بتقديم الوعود.

شهادة وفاة 2 : ”لم نكن ندري أنك على قيد الحياة”

$
0
0
يقول معتقل سابق أن السجين يشتاق ويفكر كثيراً في ثلاثة أمور: المرأة والشمس والحرية، وربما من أسوأ ما يمكن أن يحدث لسجين أمضى أكثر من 15 سنة في زنزانته أن يخرج ويجد أن زوجته، التي فكّر فيها كثيراً وحلم باللحظة التي سيلتقي بها، قد طلّقته وتزوجت. . حدث ذلك عندما تمّ اعتقال جار من حارتنا، خلال سنوات الثمانينات، وغاب في أهوال السجون وغاب، وكأنه لن يعود أبداااا. ممنوع السؤال عنه، وممنوع معرفة مكانه أو مصيره. لديه صبيان، بعمر 7 و5 سنوات، معروفان في الحارة عندما يمرّان من أمام الجيران أو يلعبان مع الآخرين بأنّ "أبوهم أخدوه"، "هدول يلي أبوهم أخدوه، وين؟ ما حدا بيعرف" أصبحت تلك العبارات تعرّف الطفلين وتختزل حاضرهما. . مع مرور السنوات، وزيادة مسؤولية الأولاد على عاتق أهل الزوج، وجهل مصير هذا الأخير، ومنع السؤال عنه، وترجيح إعدامه، تم طلاق الزوجة، وتزوجت من أخ زوجها المعتقل/المتوفي/الذي تم إعدامه كما الآخرين. أكملا حياتهما وأنجبت المزيد ... إلى أن تفاجئت العائلة يوماً، وبعد أكثر من 15 سنة غياب، بمن يطرق الباب!!! إنّه الزوج القديم وقد وَلِدَ من جديد، ومن دون إشارات مسبقة...سوى أن باصاً أوصله في الصباح الباكر إلى ساحة الشيخ ضاهر، وتركه هناك. هو طلب بخجل من سائق دراجة نارية: هل تعرّف عيلة معروف؟ نعم أطلع خلفي، وأوصله للحارة التي تسكنها تلك العائلة. على أول الحارة شاهد السائق شخصاً، فقال للخجول: هذا من عائلة معروف....فكان، وبالصدفة، هذا الشخص هو أخ المعتقل المولود من جديد. . في الحارة، تهامس الناس حول ما جرى وماذا سيجري بعد معرفة أن الزوجة طلّقت الزوج وتزوجت من أخيه. لكن الأمور جرت وبكل هدوء، إذ تقبّل الزوج سلسلة مصائبه، وأنّه في دولة تعتقل مواطنيها من دون محاكمتهم، وتمنع عن أهلهم الزيارة والسؤال عنهم، لا بل أحياناً كانت تهدد بالاعتقال كلّ من يسأل عن معتقل. فضلاً عن انكساره المستمر منذ سنوات، وحتى بعد خروجه نحو حرية مُقيدة، إذ يخرج، مثل الكثير من المعتقلين، من السجن وصوته منخفض دائماً، مطأطئ الرأس، لا يرفع بصره، وعليه أن يزور فرع الأمن مرة في كل شهر... كانت زيارة الفرع بعد الخروج من السجن لوحدها عقوبة.

تعرفو على محي الدين المنفوش الملقب ب ”بيل غايتس الغوطة ” : كبرت ثروته بسبب الحصار وعلى حساب جوع العالم

$
0
0
لمع اسم تاجر في الغوطة الشرقية بسبب احتكاره لهذه التجارة: محي الدين المنفوش، صاحب معمل للألبان والأجبان في بلدة مسرابا، الذي ذكره الباحث آرون لوند في آذار/مارس في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" جاء فيه ان "الجيش السوري سلّم في العام 2014 رجل الأعمال من مسرابا محي الدين منفوش الاحتكار غير الرسمي للتجارة مع المعقل المحاصر". وأضاف الباحث في مركز "سنتشوري فاونديشن" الاميركي والذي كتب تقارير عدة عن الغوطة، أن المنفوش، و"عبر عمله مع قياديي الفصائل والنظام في آن برز كشخصية محورية في اقتصاد المنطقة السياسي". ويقول رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام ياسر دلوان لفرانس برس "سمح النظام بادخال السلع عبر المنفوش، كان هو التاجر المعتمد من جانبه. لم يكن لدينا خيار سوى التعامل معه". وكان المنفوش، بموجب عقد مع قوات النظام، يدفع لها "أتاوات" تبلغ ألفي ليرة سورية مقابل كل كيلوغرام من المواد الغذائية مثلا. كما تحصل الفصائل على "أتاوات" مماثلة وإن بقيمة أقلّ. ويوضح تاجر من الغوطة تعامل مع المنفوش أن الأخير "كان يشارك الجهتين، أي النظام والفصائل، ويحتكر تجارة بعض السلع" خصوصاً الغذائية منها. ويقول أبو هيثم (55 عاماً)، وهو مقاتل سابق من الغوطة الشرقية، "إنه بيل غايتس الغوطة"، في إشارة إلى ثرائه، مضيفاً "كبرت ثروته بسبب الحصار وعلى حساب جوع العالم". المصدر : وكاله الصحافة الفرنسية AFP من هو محي الدين المنفوش؟ مليونير الحرب الجديد في سوريا   هذه ترجمة بتصرف لتقرير في مجلة ذا إكونوميست نشر عن تجار الحرب في قطاع الألبان والأجبان في سوريا. حين تندلع الحرب، لا تختبئ، أخرج مدخراتك واستثمرها وكن أنت الكاسب على ظهور الجميع. لقد كان هذا ما فعله بالضبط محي الدين المنفوش، الذي وصفته صحيفة الإيكونوميست مؤخراً بأنه قد بنى مملكة من المال عن طريق تجارة الأجبان. هذا الرجل كان يمتلك 25 بقرة قبل الثورة في سوريا، أما الآن فلديه على حد تعبير الصحيفة "ميليشيا" من الأبقار يبلغ عددها 1000 بقرة، ويدير شركة للأجبان صارت منتجاتها توزع في كل مكان في العاصمة دمشق. فالحرب قد تكون فرصة ثمينة، خاصة لأولئك الذين يمتلكون علاقات جيدة وشهية للمخاطر، كما هي حال محي الدين المنفوش، والذي ارتبطت ثروته مباشرة بالانتفاع من أساليب النظام الوحشية في فرض الحصار على المناطق الثائرة، حيث اعتمد على هذا الأسلوب كثيراً نظراً لتناقص أعداد الجنود في الجيش النظامي وضعفهم. أما للتجار الانتهازيين، فكان الحصار سبيلاً مفتوحاً لجني المال الوفير. كانت البقرة الحلوب لمحي الدين المنفوش هي حصار الغوطة الشرقية، وهي منطقة واسعة سيطر عليها الثوار، وفرضت قوات النظام حصاراً عليها في منتصف العام 2013. تعرف الغوطة الشرقية بأنها مصدر العاصمة السورية من اللحوم والحليب ومنتجاته ومشتقاته قبل أن تبدأ الحرب. ومع اشتداد الحصار على المنطقة، خسر أصحاب الأبقار من أهل الريف القدرة على توصيل ما لديهم من بضائع وحليب إلى العاصمة، ومع ارتفاع العرض عليه بسبب عدم القدرة على تصريفه تهاوت أسعار الحليب في الحضيض. استغل محي الدين المنفوش هذا الظرف، حيث استعان ببعض معارفه لعقد صفقة مع النظام، حيث بدأ بجلب الحليب بأسعار منخفضة جداً من الغوطة الشرقية ليبيعه في دمشق التابعة للنظام، بضعف السعر. وكان النظام بطبيعة الحال يأخذ حصته من هذه الصفقة. وبعدها بدأ المنفوش بالتوسع في أعماله، فاشترى عدداً كبيراً من الأبقار وآليات تصنيع الأجبان من المزارعين والمؤسسات التي تضررت أعمالهم بسبب الحصار. وهكذا صارت الشاحنات التي تأتيه من الغوطة الشرقية محملة بالحليب والأجبان تعود إليها محملة بالقمح والشعير اللازم لتغذية قطيع أبقاره وتشغيل المخابز التي اشتراها هناك أيضاً. وباعتباره الرجل الوحيد الذي يسمح له بجلب البضائع من الغوطة المحاصرة وإدخال المواد إليها، كان بوسع المنفوش التحكم بالأسعار كما يشاء هو ونظامه. فقد شهدت الأسعار ارتفاعاً كبيرًا في شتاء عام 2013 حين شدد النظام حصاره على الغوطة الشرقية وتسبب بمقتل 1400 شخص بهجمات بغاز السارين، حيث حدد المنفوش سعر كيلو السكر بحوالي 19 دولاراً (بينما يبلغ سعره دولاراً واحداً في دمشق). ويقدر عدد السوريين الذين كانوا محاصرين في الغوطة الشرقية بحوالي 390.000 شخص، وبما أن محي الدين المنفوش قد كان الوحيد الذي يحق له نقل الغذاء والدواء والمحروقات وغيرها من الاحتياجات الأساسية إليها، فإنه قد ضمن تحقيق أرباح هائلة، لصالحه ولصالح أصدقائه في النظام السوري. وقد حاول الثوار حفر أنفاق خارج المنطقة في محاولة لإدخال بعض الموارد في محاولة للضغط لتخفيض الأسعار، ولكنها مع ذلك بقيت أعلى من أسعارها في دمشق بمرات عديدة. أما المعبر الوحيد الذي تمر منه شاحنات محي الدين المنفوش فصار يعرف باسم "معبر المليون"، وذلك لأن البعض من السكان يشيرون بأن هذا المعبر يولّد في الساعة 5.000 دولار من الرشاوى التي تدفع للجنود الذين يقفون عليه ويحرسونه. أما المساعدات الأجنبية فأتت لتزيد من أرباح المنفوش، إذ كانت المنظمات مضطرة للاعتماد عليه لينقل إليها العملة الصعبة في الغوطة الشرقية، وهذا ما ضاعف أرباح "ملك الجبن"، والذي انتفع من الفروق في أسعار صرف العملة داخل الغوطة وخارجها. وبالإضافة إلى انتفاع النظام من الصفقات التي يعقدها محي الدين المنفوش، فإنه كذلك يستفيد من أنشطته التجارية في ضمان نوع من الهدوء النسبي في الغوطة الشرقية. أما عن كيفية تحقيق ذلك، فيقول يوسف صادقي، وهو محلل سياسي سوري درس الجوانب الاقتصادية في الحصار على الغوطة: "لقد كان الناس ينظرون إليه وكأنه روبن هود، فقد كان الشخص الوحيد الذي يجلب الطعام للمنطقة، كما أن المنطقة لم تتعرض للقصف بوتيرة كبيرة مثل المناطق الأخرى. الناس يحبونه، ويطالبون الثوار بعدم القيام بأية أعمال تؤثر على هذا الوضع". لكن لا أحد يدري إن كان محي الدين المنفوش وأمثاله من تجار الحرب سيتمكنون من الحفاظ على ما جنوه من ثروة ونفوذ، فالأمر يعتمد بشكل من الأشكال على ما سيؤول إليه الصراع الدائر في سوريا. لكن أحد الأشخاص الذين يعرفون المنفوش يقول "إنه يسبح مع أسماك قرش، ولا يعرف متى سينقض عليه النظام، ولكن هذا حاصل لا محالة، وسيبصقون عليه حين لا يعود له نفع". أما آخرون فيرون عكس ذلك، وأن ملايين تجار الحروب ستقيهم شر الأيام، أو قد ينتفعون أكثر حين تبدأ أعمال إعادة الإعمار في البلاد بعد انتهاء الحرب، وهكذا قد يكون أولئك الذين حققوا الثراء في أشد أوقات المحن التي مرت بها بلادهم هم الأشخاص الذين ستدفع لهم الأموال أيضًا لإعادة بنائها.

مجسمات محلية تزيح تماثيل الأسد في مناطق شرق الفرات

$
0
0
اعتاد السوريون منذ تولى حزب البعث السلطة في سوريا في سبعينات القرن الماضي، على مشاهدة صور وتماثيل الرئيس السابق حافظ الأسد؛ والحالي بشار الأسد، معلقة على واجهة المؤسسات وجدران الدوائر الحكومية والأبنية العامة. وانتشرت تلك التماثيل والمجسمات على مداخل المدن والبلدات وتوسطت الساحات العامة، لتصل ذروتها في تسعينات وبداية الألفية الجديدة بوضعها في كل صف ومدرسة وبناء تربوي، غير أن تواريخ الانتفاضات في منطقة تجمع أكراد سوريا التي تُعرف اليوم بـ«شرق الفرات»، تشهد على تحطيم تماثيل وتمزيق صور كانت الأولى من نوعها في سوريا لتحل محلها مجسمات محلية خالصة. يروي أهالي مدينة عامودا (أقصى شمال سوريا)، أن أول تمثال لحافظ الأسد كُسر مع تمزيق صوره كان يوم 12 مارس (آذار) 2004، على أثر أحداث دامية وقعت بعد مباراة كرة قدم بين مشجعي فريق الفتوة (دير الزور) والجهاد (القامشلي) على ملعب الأخير، آنذاك تدخلت الأجهزة الأمنية والشرطة واستخدمت العنف المفرط ضد مشجعي الجهاد بعد مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلان. وفي اليوم التالي وصلت شرارة الاحتجاجات إلى عامودا الواقعة على بعد 20 كيلومتراً غربي مدينة القامشلي، وخرجت مظاهرة حاشدة رداً على تلك الأحداث، وقام المحتجون بكسر تمثال حافظ الأسد الكائن عند المدخل الشرقي للمدينة، ومزّقوا صوره المعلقة على الأبنية الحكومية، واستمرت حركة الاحتجاجات عدة أيام راح ضحيتها 36 مدنياً. الحدث كان الأول في تاريخ سوريا، وقال عبد الرحيم (32 سنة) الذي شارك في تلك الاحتجاجات لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام لم يقف متفرجاً، بل «شن حملة اعتقالات طالت الكثير من الشباب، وتعرض هؤلاء للتعذيب والإهانة في أقبية المخابرات، بتهمة كانت كسر التمثال». وفي اليوم الثالث، وصلت الاحتجاجات إلى مدينة رأس العين وتسمى بالكردية (سري كانيه)، (تقع على بعد 86 كيلومتراً غرب القامشلي)، وتوجه المتظاهرون الغاضبون إلى تمثال حافظ الأسد الواقع في المدخل الجنوبي للمدينة وقاموا بتكسيره. ونقل عبدو (41 سنة) أحد الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب آنذاك، أن مسؤولي النظام اشترطوا على الأهالي إعادة ترميم التمثال وإصلاحه مقابل الإفراج عن أبنائهم، ويروي لـ«الشرق الأوسط» كيف تعرض للتعذيب الوحشي وتم تحويله إلى العاصمة دمشق، «تعرضنا لأشكال لم نسمع بها من التعذيب، الكرسي الألماني والتشبيح والدولاب». بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية أواسط مارس 2011، شارك الأكراد في حركة الاحتجاجات المناهضة لنظام الحكم، إلا أن حدثاً مؤلماً غيّر مسار الوقائع، ففي السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2011، إذ اغتيل المعارض الكردي مشعل تمو رئيس تيار المستقبل الكردي بأيدٍ مجهولة، على أثر الحادثة، خرجت مظاهرات كانت الأكبر في المدن ذات الغالبية الكردية شمال شرقي سوريا. يومذاك؛ شيّع الأكراد فقيدهم بمظاهرة حاشدة خرجت من مدينة القامشلي وتوجهوا مشياً على الأقدام، إلى مسقط رأس التمو في قرية جنازية التابعة لبلدة الدرباسية مروراً بمدينة عامودا، ويضيف عبد الرحيم: «يومها توجه المشيعون إلى حيث تمثال حافظ الأسد شرق المدينة وكسروه مرة ثانية». بعدها، غيّر نشطاء عامودا اسم الساحة من دوار الرئيس إلى (ميدان الشهداء)، وقامت بلدية عامودا التابعة للإدارة الذاتية الكردية، ببناء تمثال على شكل امرأة تحمل شعلة في يدها اليمنى، وكُتب في اليد اليسرى، وسميت الساحة باسم ميدان (المرأة الحرة). ولا يزال النظام السوري يحتفظ بمربعين أمنيين في مدينتي الحسكة والقامشلي. ففي الحسكة يبدأ المربع من شارع القامشلي غرباً ويشمل ساحة الرئيس، ولا يزال تمثال حافظ الأسد يطل على الأبنية الحكومية والقصر العدلي وسرايا المحافظة التي تنتهي عند الحارة العسكرية شرقاً. أما في القامشلي، فيتوسط تمثال حافظ الأسد دوار السبع بحرات، وتقع على جانبيه مقرات الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وينتشر رجال الشرطة وعناصر المخابرات بكثافة حول التمثال مدججين بالأسلحة. وبعد سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية على معظم مدينة الحسكة، رسمت علمها بنقش وألوان العلم الكردي محل صورة الرئيس الحالي بشار الأسد، في المدخل الغربي لمدينة الحسكة. كما بني تمثال على شكل حرف K في إشارة إلى الحرف الأول من اسم كردستان، محل مجسم حديدي لرأس حافظ الأسد كان موضوعاً في المدخل الجنوبي لمدينة الدرباسية (45 كيلومتراً غرب القامشلي)، كما بنيت منحوتة كرة أرضية محل تمثال حافظ الأسد في مدينة إس العين. أُزيلت صور وتماثيل الأسد من جميع المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)، شرق نهر الفرات وفي مدينتي الطبقة ومنبج. ففي مدينة الرقة شمال سوريا والتي حررتها (قوات سوريا الديمقراطية) من قبضة تنظيم داعش في أكتوبر 2017. يروي مصطفى (59 سنة) المتحدر من الرقة ويعمل رجل إطفاء، إنه شاهد بأم عينه كيف سقط وكسر تمثال حافظ الأسد الكائن في ساحة المحافظة وسط المدينة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لن أنسى ذلك اليوم ما حييت، ففي 4 مارس 2013، كنت يومها مناوباً في الإطفائية، عندما احتشد متظاهرون من أهالي الرقة وهتفوا بأن المدينة تحررت. وقتها هجم الجميع على التمثال وأسقطوه أرضاً». المصدر: الشرق الأوسط

“طلّ الملوحي أميرة السجن”، “راما العيد ابنة الجميع”…نساء “العنبر رقم 4”في سجن عدرا ووجع التفاصيل

$
0
0
"طلّ الملوحي تشعر أنها أميرة. لا بدّ أنها فقدت عقلها في الداخل. عندما يحين موعد دخول الحرس من أجل إحصائنا، تصرّ على الظهور بشكل جيّد وعلى رشّ العطر، بحيث عندما يحين دورها خلال عملية العدّ تكون بأبهى حلّة. حين تنظر إليها لا بدّ أن تشعر بالشفقة". "راما العيد تريد من كل امرأة في السجن أن تكون أمها. شابة يافعة وجميلة جداً بعينين واسعتين. أسميناها شوكولاطة. كانت بطلة الجمهورية في الريشة الطائرة (Badminton). راما من درعا، وحين اعتُقلت كانت لا تزال مراهقة، لكنها اتُهمت بالعمل ضدّ النظام. عندما بلغت الـ18، حُكمت بالسجن لستة سنوات وثماني أشهر". "... تشبك مريم يديها في حضنها، ترفعهما أحياناً للدعاء وأحياناً أخرى للكفر بوضعها. تعيد السؤال نفسه مراراً وتكراراً: لماذا أنا هنا. فقدتُ عقلي وهي تكرّر عليّ ذاك السؤال كل أربع دقائق. لقد اعتدت أن أهتم بها، أن أغسل شعرها وأطعمها. ولكنها لا تكف عن طرح السؤال نفسه، ما جعلني أفقد عقلي. صرخت بها طالبة منها الكفّ عن طرحه، ثم دخلتُ في نوبة بكاء نادمة على ذلك". هي قصص لـ"نساء العنبر رقم 4" التي وثقتها عزة أبو ربيع بالصور والكلمات. عزة أمضت أشهراً طويلة مع ثلاثين امرأة وفتاة في ذلك العنبر، حيث كانت معتقلة بدورها بعدما أوقع بها أحد أصدقائها في سبتمبر 2015. لقد دعاها الصديق إلى أحد المقاهي لشرب القهوة، وهناك كان الأمن بانتظارها. قبل الوصول إلى سجن النساء في عدرا، أمضت عزة حوالي 70 يوماً في مركز احتجاز برفقة 15 سيدة أخرى. كان القمل يملأ رؤوس هؤلاء والعث يعشش في بطانياتهن. كان بإمكانهن زيارة المرحاض المليء بالفضلات والصراصير لبضع دقائق كل يوم. هناك وجدت الرسامة الآتية من طبقة متوسطة، والتي كانت قد باعت قبل اعتقالها ثلاثة من أعمالها للمتحف البريطاني، بين مجموعة من النساء بالكاد يعرفن القراءة والكتابة وقد جرى اعتقالهن بشكل عشوائي. تروي عزة لصحيفة "نيويورك تايمز" تجربتها في مركز الاحتجاز. تقول إن المرة الوحيدة التي سُمح لها فيها بالرسم كانت بعدما عرف المحقق أنها فنانة، فأعطاها قلماً وورقة وقال لها "ارسمي الكراهية". "لقد أعطاني قلم رصاص وورقة وأجبرني على الرسم". كانت معصوبة العينين حتى أنها لم تتمكن من رؤية من كان يستجوبها، ولكن سُمح لها ببعض الرؤية كي ترسم. رسمت عزة رجلاً له نظرة شيطانية وهو يعصر طيراً بين يديه. قال لها المحقق "هذا نحن أليس كذلك؟ نحن نفعل ذلك". ردت الفنانة خائفة "لا لا، هذا ليس أنتم، إنه شخص آخر"، لكنه عاد ليقول "لا لا، هذا ما نفعله نحن، نعرف ذلك ونحن سعيدون به، أما هذا - وهو يشير إلى الطير المعصور- فهذا أنتم". وبعدما انتقلت إلى سجن النساء في عدرا رسمت من تشاركت وإياهن العنبر، جعلتهن يرين أنفسهن في مكان لا وجود للمرآة فيه. كانت صوتهن إلى الخارج، وحين خرجت من السجن عام 2016، علّقت وجوههن وصورهن على جدار منزلها في بيروت (حيث لجأت لأنها لا تزال مطلوبة في سوريا)، وأكملت في رواية حكاياتهن. أرادت أن تحافظ على ذكراهن، وأن تذكّر نفسها بأنها في الخارج وهنّ في الداخل. "نساء العنبر رقم 4"... الوجع يكمن في التفاصيل بحسب روايتها للصحيفة الأمريكية، تحسنّت ظروف عزة قليلاً حين تمّ نقلها إلى سجن النساء في عدرا. هناك استطاعت إقناع الحارس بأن يعطيها ورقة وأقلام رصاص لترسم. "لم تكن توجد مرايا داخل السجن، لذا فإن الرسومات التي صنعتها للنساء جعلتهن يرين كيف يبدون. هن أكثر جمالا من الطريقة التي أرسم بها. في السجن لا يوجد شيء لفعله، تنشغل هؤلاء بتجميل وجوههن وشعورهن. تطلب بعض الفتيات من أهلهن شراء مستحضرات التجميل. بعضهن صغيرات جداً. يرقصن في الليل ويتنافسن بشأن من ترقص بشكل أفضل. أحيانا يبكين أثناء الرقص". هذا ما ترويه عزة، مستذكرة ليلة رأس السنة من ذاك العام. "لقد سمح لنا الحراس بأن يكون لنا حفلة. لليلة واحدة فقط. رسمت على وجوه الفتيات، واحدة كانت قطة وأخرى فراشة. ثم كتبنا رسالة للحراس تقول "سيدات العنبر رقم 4 يهنئوكن في العام الجديد"، تروي عزة مضيفة "عندما رأى الحراس أننا أطلقنا على أنفسنا اسم (سيدات) جنّ جنونهم وقالوا لنا (أنتن إرهابيات وليس سيدات)". طلّ الملوحي روت عزة قصة طلّ الملوحي التي جرى اعتقالها عام 2009، وكانت مدوّنة في التاسعة عشر من عمرها. أُلصقت بها أبشع التهم وصولاً إلى التخطيط لاغتيال مسؤولين أمنيين كبار في ذلك الوقت، ولا تزال أخبارها تطلّ وتغيب بين الفترة والأخرى. كما روت قصة راما العيد التي كانت بطلة الجمهورية، ومريم التي تبلغ من العمر 65 عاماً وهي والدة لست أولاد وقد أمضت شهوراً عدة في سجن سري في حلب. أطلق القاضي لاحقاً سراحها من سجن في دمشق، بعدما تبيّن أنها فقدت عقلها، لكن وبسبب التنسيق الأمني الضعيف بين الأجهزة، تمّ اعتقالها مجدداً وهي في طريق عودتها إلى المنزل. (الشهادات مذكورة في مطلع النص). راما العيد نساء أخريات شاركن عزة العنبر ويشاركنها اليوم حائط غرفتها. في وقت تتزاحم فيه الأخبار عن السجون والتعذيب فيها، عن المختفين والمغيّبين، عن المقتولين تحت التعذيب… كيف يمكن لتفاصيل صغيرة أن تحمل كل هذا الكمّ من الوجع؟ كيف يمكن لخبر حرص طلّ الملوحي مثلاً أن تتعطّر أثناء إحصاء السجينات أن يزرع غصة في الحلق بحجم سنوات الضياع والحلم "المعصور كحمامة"؟ إنه السجن ويومياته التي نقلتها عزة بصور تحاكي صور رسامها المفضّل الإسباني فرانشسكو غويا. هذه الصورة لهيام (65 عاماً) وهي تدخن سيجارتها وتشرب المتة على فراش السجن، تمضي عامين ونصف هنا فقط لأنها تأتي من منطقة معارضة. شرود هيام ووضعية جسدها تحكي الكثير عن الظلم حين يدخل مرحلة العبث القاتل. وهذه نايفة. فقط نايفة. وهذه رئيفة (22 عاماً)، كانت تمضي حكمها بأربع سنوات في السجن. فتاة محبوبة جداً. تنام وهي تحضن لعبتها المصنوعة على شكل دب. وهناك هيام ثانية لم تكن تعرف القراءة والكتابة، لكنها سألت عزة أن تعلمها الرسم. "تحب هيام الأرانب، علمتها أن ترسمها. ثم بدأت ترسم منزلها والأزهار حولها"، تقول عزة. وتضيف "عندما غادرت السجن، أرسلت لي هيام رسالة - شخص ما كتبها لها - لتخبرني قائلة "لست بحاجة إلى تعلم القراءة والكتابة. لقد علمتني كيفية الرسم، والرسم هو أفضل تعبير بالنسبة لي. يمكنني رسم منزل الآن ويمكنني أن أرسم أحلامي". تروي عزة قصة هيام شارحة "كانت هيام سعيدة، ولا تجعل الشخص يشعر بالسوء داخل السجن. في سن الخامسة والستين، كانت أمّ لخمسة أولاد ومسجونة بتهمة "جهاد النكاح" دون دليل... عندما تسألها إحداهن (لماذا أنت في السجن؟)، كانت تقفز وتقول بحماسة بادية (إنه "جهاد النكاح!"). قضت عامين ونصف في السجن. لم يكن أحد يستطيع أن يزورها، كما كانت من ريف حمص وكان من الصعب على أي من أفراد عائلتها الوصول إليها لأنه كان من الممكن اعتقالهم عند نقاط التفتيش على الطريق ". زينة وكان هناك زينة، الفتاة التي رسمتها عزة - بالألوان - وهي خارج جدران السجن. تقول "تم القبض علينا في سبتمبر وكانت ملابس الصيف عليها. بحلول فصل الشتاء، كان البرد شديداً، وكانوا قد صادروا أموالنا ورفضوا إعطاءنا أية ملابس. أحضروا لنا بطانيات مليئة بالعث، وكانت زينة تعاني من الربو فلم تعد تستطيع التنفس". تشرح عزة "هذه الصورة تجسّد زينة حين قرعت الباب وطلبت من الحارس التنفس لمدة دقيقة، جلست هناك لتأخذ نفساً عميقاً وغرقت في دموعها. لا أستطيع أن أنسى هذا المشهد". دخلت عزة في متاهة من العذاب بعد خروجها، وغرقت في إحساسها بالذنب لأنها حرة بينما تركت خلفها رفيقاتها في العنبر. نصحها طبيبها النفسي بأن تفرّغ حزنها وغضبها بالرسم، وهكذا تفعل. "لا بدّ أن نستمر في رواية قصص السجن… وفنّي أكرسّه لأجل ذلك". المصدر: رصيف 22

محمود عادل بادنجكي : سـأحـرّرُ والـدي الـشـهـيـد الذكرى 31 لاستشهاد والدي 8/8/1980

$
0
0
سـأحـرّرُ والـدي الـشـهـيـد مـحـمـّد عـادل بـادنـجـكـي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقالة كتبتها في 08 أغسطس، 2011 وبقيتُ بعدها لمدّة ثلاثة عشر شهراً بين فكّيّ النظام المجرم.. ولحُسن الحظّ أنني بقيتُ إلى هذه الأيّام أسردُ لكم.. قصّة أولى إرهاصات ثورتنا قبل واحد وثلاثين عاماً. كنتٌ قد سردتُ في غير مكان هنا.. عن بعض ملابسات استشهاد والدي.. وكيف اخترتُ يوم استشهاده ليكون ذكرى ليوم الأب.. اشتغلتُ عليها منذ العام 1996 وحتى اندلاع الثورة السورية. لكنّ المسكوت عنه طوال هذه السنوات الطِوال.. هو حقيقة استشهاده!! فقد تربّى أولادي.. وأولاد أشقـّائي على فكرة جبانة أن ّ جدّهم قد قضى بحادثً.. ثمّ يكتشف الأطفال بحسّ البراءة والفطرة أنّنا كنّا نكذب عليهم.. لنصارحهم بعدما أصبحوا أكبر سنـّاً بالسرّ الكبير (همساً) – وبعد توصيات شديدة- كيف استشهد جدّهم!! أمّا لماذا استشهد فقد تركنا الجواب لمرحلة عمريّة لاحقة.. حتى يستطيعوا استيعاب السبب.. بعد معايشة للواقع. ودون ذكر للتفاصيل الكثيرة.. فإنّ والدي تكـلـّم أثناء حوادث حلب عام 1980بصراحة وجرأة وواقعية عن الأسباب التي أدّت إلى وقوع الأحداث من امتهان لكرامة الإنسان، والقيود على الحريّات... وربّما تكـلـّم بأقلّ مـمّا طُرح في اللقاء التشاوريّ للحوار الذي عُقِد في مجمّع صحارى قبل أسابيع.. لكنّ الزمن كان مختلفاً، و معايير حريّة التعبير كانت أكثر قسوة.. ممّا ضايق (شبـّيحة) تلك الأيـّام، فقاموا بتصفيته بطلقة في رأسه.. بعدما أخذوه من بيننا بحجّة الإجراءات الأمنيّة ورموا جثمانه الطاهر في أرض خلاء!! أوّل قيد أحرّر به والدي هو تحرير قصـّته من أدراج العتمة بنور الشمس.. و إزالة غبار الخوف، بنصاعة الحقيقة.. ولأعيد لقصّته التي ربّما نسيها البعض، أو مات بعضٌ من جيل يعرفها. وحتـّى أستعيد رجولتي أمام أولادي بأنّهم جديرون بحمل اسم والدهم وجدّهم.. وأنّهم يجب أن يكبروا على هذه الأرض كراماً مرفوعي الرأس، لا يخشون في الحقّ إلا الله سبحانه. القيد الثاني الذي أريد تحريره منه، هو أن يطمئنّ حيث هو بأنّه – الرجل الحُرّ- قد خـلـّف رجالاً أحراراً من صُلبه، يستطيعون بأضعف الإيمان رواية حادثته دون تلفّتٍ إلى الوراء.. وهنا يجب أن أذكر أنّ والدتي حفظها الله، التي كان لها أثرٌ كبير في ثنيي عن المطالبة قبلاً بكشف الحقيقة، و أعطيها كلّ العذر في ذلك، فهي لا تريد أن تفقد عزيزاً آخر بعد زوجها الذي احتسبته عند الله. القيد الثالث الذي أعتبره متحرّراً منه قبل استشهاده، وهو تمسّكه بالمعايير الوطنيّة الخالصة. فقد ربـّانا الوالد منذ نعومة أظفارنا على إخلاصنا لقوميّتنا، و وطنيـّتنا. وأذكر ذات مرّة عندما كنت في الصفّ السادس، أنّني وضعتُ أمامه الخريطة، وقلت له أين هي إسرائيل؟؟ فأجابني ليس هناك شيء اسمه إسرائيل!! وكان يعدنا بالحجّ إلى القدس عند تحريرها. ومن مواقفه الشجاعة، أنّه وقف أمام مظاهرة كبيرة في منطقتنا قبل استشهاده بفترة وجيزة، كان يريد فيها البعض إحراق كشك لتوزيع الخبز.. فوقف في وجه هيجانهم، وأخرج الشعلة من داخل الكشك، ووبّخهم. القيد الرابع هو تسامحه الدينيّ والطائفيّ، فقد كان له أصدقاء من جميع الملل والطوائف، يعاملهم معاملة الإخوة فعلاً، ولم نكن في يوم من الأيّام ننظر بأيّ تمييز لأيّ من (أعمامنا) من أطياف المجتمع السوريّ الرائع. القيد الأخير الذي أحرّر نفسي وأشقـّائي منه، وهو ما نشأنا عليه من تسامح، يمكـّننا حتى من مسامحة قاتليه، فلم يكن الثأر يوماً من عاداته، ولا حتى استثناءاته، وهو ما يمكنّني اليوم من المناداة بالسلميّة كخيار وحيد مهما كانت الظروف، لأنّه من غير الممكن أن تجمع بين صفاتك الحضاريّة.. والعقليّة الثأريّة، ولأنّ الأسلوب الثأريّ يهدّم.. ولا يبني، يفرّق.. ولا يجمع. وكم أرسلتُ من نصائح لمسؤولين بالمبادرة إلى القيام بمسؤولياتهم وحلّ العقد التي بدأت المطالب الشعبية المحقّة بها قبل أن تتطوّر تلك المطالب إلى ما يقطع الطريق على أيّ حلّ. لقد فكـّكتُ هذه القيود عنك أيّها البطل، والتي كان جزءاً منها يثقل كاهلي ويضعني في مقام الجبناء، ففتحتُ الشبابيك أمامه، وجزءاً آخر أمارسه بالفطرة التي ربيّتنا عليها من الوطنيّة ومشاعر العزّة وقيم الوحدة والحريّة والعدالة والكرامة، و جزءاُ ثالثاً منها كالرغبة في الثأر، يلمّح به البعض، كنتيجة طبيعيّة لاستشهادك الصاعق، وأنتَ في ريعان شبابك فراجعت شريط تربيتك وشروطها لأتوصّل إلى النتيجة التي أعتقد جازماً أنّـها ما يرضيك حيث أنت في مقامك الذي نرجو الله أن يكون بصحبة الشهداء والصالحين. مَـن أعـرفـهـم مـن قـيـاديـي الـبـعـث.. الـذيـن أعـطَـوْا الأوامـر الـمـبـاشـرة بـتـصـفـيـة والـدي الـشـهـيـد الـشـاب مـحـمـّد عـادل بـادنـجـكـي وغـيـره 28 شـهـيـداً فـي 8/8/1980 هـم: - مـحـمـّد زهـيـر مـشـارقـة: الأمـيـن الـقـطـري الـمـسـاعـد لـحـزب الـبـعـث. - رشـيـد أخـتـريـنـي: أمـيـن فـرع حـزب الـبـعـث بـحـلـب. - فـاتـح حـمـوي: أمـيـن شـعـبـة الـعـُمـّال الـثـالـثـة بـحـلـب. الآن لـم يـبـقَ مـنـهـم عـلـى قـيـد الـحـيـاة سـوى رشـيـد أخـتـريـنـي. وبـالـطـبـع تـمّ تـدرّجـهـم بـالـقـيـادة.. حـتـّى وصـل أوّلـهـم إلـى مـنـصـب نـائـب رئـيـس جـمـهـوريـّة.. وثـانـيـهـم إلـى مـنـصـب نـائـب رئـيـس مـجـلـس الـوزراء.. وكـانـت جـائـزة تـرضـيـة الـثـالـث كـرسـي فـي مـجـلـس الـشـعـب.. وهـو مـَن كـان صـديـق الـحـارة فـي طـفـولـة والـدي. وتـلاحـظـون مـعـي أنـّهـم لـيـسـوا مـن الـسـنـّة فـقـط.. بـل مـن أهـالـي حـلـب أيـضـاً.. بـاعـوا دمـاء أهـل بـلـدهـم بـكـرسـيّ حـقـيـر. كـانـت تـحـكـمـنـا عـصـابـة بـكـلّ مـا تـحـمـل الـعـبـارة مـن مـعـنـى! فـي قـصـّة يـوم الأب: فـي ذكـرى اسـتـشـهـاد والـدي عـام 1996.. وأثـنـاء اسـتـعـراض لأرشـيـف صـور والـدي مـع الـعـائـلـة.. وقـعـت عـيـنـي عـلـى مـا يـشـبـه رسـالـة مـن الـعـالـم الآخـر.. مـُظـهـّرة عـلـى صـورة مـلـتـقـطـة مـع والـدي فـي حـديـقـة الـسـبـيـل فـي حـلـب.. فـي الـعـام 1964.. وكـان عـمـر والـدي 22 عـامـاً.. وعـمـري ثـلاث سـنـوات.. ومـن يـومـهـا خـطـرت لـي فـكـرة (يـوم الأب) عـرفـانـاً بـالـجـمـيـل.. لـشـابٍ كـان تـفـكـيـره أكـبـر مـن عـمـره.. تـرك لـي رسـالـة أصـبـحـت نـامـوسـاً يـرقـب أعـمـالـي وخـطـواتـي.. كـي لا أخـيـّب ظـنـّي بـه. وهـذا نـصّ الـرسـالـة: " فلذة كبدي محمود في يومٍ من أيّام الربيع الحلوة.. دفعتني رغبة عاطفيّة لمرافقتك أنتَ وحدك دون كلّ الناس.. بعد أن خاب أملي من كلّ الرفاق.. وأكثر الأصدقاء.. ولم أجد سواك صديق أصحبه في ذلك اليوم المُشرق الذي كان بالضبط يوم الأربعاء 26/شباط 1964 أي يوم كان عمرك ثلاث سنوات وعشرون يوماً بالضبط. لقد أتعبتني كثيراً حتى استطاع المصوّر أن يلتقط لك هذه الصورة.. وكنتَ تشدّني إليك وأنت تحاول أن تبتعد عنه.. وأنت تنظر إليه نظرات كلها خوف واشمئزاز من تلك الآلة التي في يده. وبعد أن التقط لك بدأت تعربد وتمسح الصورة وجهك بيديك وتقول لقد مسحتها.. وكنت تعني أنك مسحت الصورة من على وجهك. هذه الكلمات أخطّها إليك لتقرأها طيلة حياتك.. وتذكر والدك الذي أعطاك كلّ قلبه وحبّه.. قلا تخيّب ظنّي بك.. وأثبت له أنّه أحسن الاختيار بانتقائك صديقه الوحيد في هذه الحياة القاسية. واسلم لوالدك عادل حلب في 29/شباط/1964 محمود عادل بادنجكي 8/8/2011 الذكرى 31 لاستشهاد والدي 8/8/1980

عمليات بدون تخدير في المشفى الوطني باللاذقية

$
0
0
اللاذقية – سلمى الخال عندما راجعت المريضة ندى المشفى الوطني في اللاذقية لإجراء تنظير قولون شرجي، لم تتوقع أن تشعر بهذا الألم المبرح الذي شعرت به أثناء تنفيذ الطبيب لمراحل العملية، وتؤكد المريضة أنها بقيت تصرخ لأكثر من نصف ساعة، لدرجة أنها طلبت من الطبيب إيقاف التنظير وعدم استكمال إجرءاته لشدة ألمها ، وبعد ان خرجت من غرفة التنظير وهي تتلوى من ألمها صدمت به وهو يصارحها بأنه لم يستخدم إبرة التخدير اللازمة للعملية لعدم توفر المادة في هذا القسم. العملية التي استخدم بها الطبيب المختص أنبوب تنظير وصل طوله لأكثر من ستة أمتار بحسب قول الممرضة المرافقة له، حصل بها خطأ جسيم عندما واصل الطبيب تمرير أنبوب التنظير لأكثر من المساحة المعتادة ما تسبب بآلام مبرحة خاصة وأنه يجري هذه العملية دون تخدير ما جعل الألم مضاعفا، ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي ينفذ بها الأطباء مثل هذه العمليات دون تخدير، والتي يغمى على المرضى فيها من شدة ألمهم، لكن الحجة دائما موجودة وهي عدم توفر مواد التخدير. وصرحت إدارة المشفى أكثر من مرة أنها تخصص المخدر الموجود للعمليات الجراحية، وتعتمد على صبر المريض وقدرة تحمله لإتمام عمليات التنظير. المصدر: الحل السوري

«مستشفى الأمل» في مدينة حلب بعدما استهدفته غارة جوية روسية يجمع أطباء وأطفالاً فرّقتهم الحرب

$
0
0
تسحب ملكة حربلية برفق طفلاً رضيعاً من حاضنة داخل مستشفى في شمال سوريا، وتحمله بين يديها التي تخفي القفازات المعقمة ندوب إحداهما، قبل أن تبدأ إطعامه من زجاجة مملوءة بالحليب، وذلك بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. قبل نحو عامين، اضطرت هذه الممرضة الشابة (31 عاماً)، مع زملائها، إلى إخلاء مستشفى مخصص للأطفال في مدينة حلب بعدما استهدفته غارة جوية. وتجد نفسها حالياً مجدداً مع الطاقم الطبي ذاته تعمل داخل مستشفى جديد في بلدة الغندورة، في ريف حلب الشمالي الشرقي، الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة. تقول ملكة لوكالة الصحافة الفرنسية، مرتدية ثوبها الطبي الأبيض، في مستشفى الأمل: «أفكر بالأطفال أولاً قبل نفسي، لأنهم أمانة برقبتنا؛ إنهم أرواح صغيرة لا ذنب لها في الحرب». وفي نهاية 2016، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر ملكة وهي تهرول مع إحدى زميلاتها داخل غرفة وضعت فيها حواضن، محاولين إنقاذ أطفال رضع بعدما استهدفت غارة جوية المستشفى، حيث كانت تعمل. وتبدو منهارة في الفيديو قبل أن تعمد زميلتها إلى تهدئتها. وكان هذا المستشفى الأخير المخصص للأطفال في أحياء سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، التي تعرضت لهجوم عنيف استمر أشهراً شنته قوات النظام بدعم روسي، وانتهى بسيطرتها على الأحياء الشرقية من المدينة نهاية عام 2016، بعد إجلاء عشرات الآلاف من سكانها، من مدنيين ومقاتلين. وبعد خروجها من مدينة حلب باتجاه منطقة أعزاز شمالاً، ظنت ملكة أن معاناتها قد انتهت، قبل أن تجد نفسها بعد 8 أشهر ضحية تفجير سيارة مفخخة، لتنتقل إلى غرفة العناية الفائقة في أحد مشافي تركيا المجاورة. ورغم الآلام التي شعرت بها، والعمليات الكثيرة التي خضعت لها، تحتفظ هذه الشابة بابتسامة لا تفارق وجهها، فيما تهتمّ بالأطفال أو تحادث زملاءها. وتقول بفخر: «رفاقي في المستشفى أعطوني الأمل كي أعيش، كانت إصابتي خطيرة... وأموري سيئة». وخارج المستشفى، تظلل أشجار الصنوبر المدخل، حيث يقف الدكتور حاتم مرحباً بزملائه القادمين، قبل أن يعود إلى الداخل لفحص فتاة تتلوى على أحد الأسرة بسبب وجع في البطن. وفي رواق المستشفى، عُلقت صورة كبيرة للدكتور محمد وسيم معاز، طبيب الأطفال الذي قتل جراء غارة جوية على حلب في أبريل (نيسان) 2016. وإزاء الغارات الكثيفة، وبعد خروج مشفاهم في حلب عن الخدمة، وضع الدكتور حاتم وزملاؤه خطة تمكنهم من البقاء سوياً دون التخلي عن عملهم في معالجة الأطفال. ويقول الطبيب (32 عاماً)، الذي بات المدير التنفيذي لمستشفى الأمل، مفضلاً عدم الكشف عن كنيته: «كانت فكرتنا أننا أينما نذهب، نريد أن ننشئ مستشفى للأطفال». وبعد نحو شهر، تمكنت «منظمة الأطباء المستقلين» السورية، ومقرها تركيا، بالتعاون مع منظمة «كان دو» البريطانية، من تأمين التمويل اللازم عبر حملة جمع تبرعات على مستوى العالم لإنشاء مستشفى جديد، على أن يتيح لها هذا المبلغ العمل لعام واحد على الأقل. ويقول حاتم: «لم نكن نتخيل أننا سنجد المبلغ كله في 3 أسابيع فقط». وجرى افتتاح مستشفى الأمل في أبريل عام 2017، في بلدة الغندورة، بعد تزويده بالمعدات اللازمة من بريطانيا، عبر تركيا، ليتحول إلى منشأة طبية مجهزة بالكامل، مع 9 حواضن للأطفال، وعيادة لسوء التغذية، ومختبر، وغرفة طوارئ. ويوضح حاتم: «لم يكن هناك في المنطقة أي نقطة طبية حين أسسنا هذا المستشفى الذي منح الأمل لسكان وأطفال هذه المنطقة». وفي البداية، كان يجري تحويل النساء إلى مستشفيات أخرى، لكن مع مرور الوقت جرى إنشاء قسم خاص بالتوليد والطب النسائي. ويقول حاتم: «بشكل عام، الفريق هو ذاته الذي كان يعمل في (مستشفى) حلب، لكن بسبب حجم العمل الأكبر هنا، والإقبال الأكثر علينا، اضطررنا إلى زيادة عدد الطاقم» الذي بات يفوق الـ30. ويستقبل المستشفى خلال شهر ما بين 8500 و9500 حالة قادمين من المنطقة ومحيطها. ويضيف حاتم: «مستشفى الأمل عبارة فعلاً عن نقطة أمل، جعل الطاقم الذي كان موجوداً في حلب يشعر أنه لا يزال هناك إنسانية في العالم»، جراء التبرعات الكبيرة التي سمحت بإنشائه. لكن بعد أكثر من عام على تأسيسه، بدأ التمويل بالتراجع مع فشل حملة تبرعات جديدة في تأمين المبلغ اللازم، لكن حلاً آخر يلوح بالأفق، حيث يأمل الطاقم الطبي بتوقيع عقد مع منظمة الأمم المتحّدة للطفولة (اليونيسيف)، يتيح استمرار عمل المستشفى لـ6 أشهر جديدة على الأقل، وفق حاتم. ويقول المدير الإداري للمستشفى، رياض نجار (31 عاماً): «هناك غصة تلاحقك لأنك غادرت مدينتك، لكننا هنا أيضاً لدينا فرصة لأن نخدم الناس». ولا يقتصر عمل المستشفى على معالجة أطفال المنطقة، بل يستفيد منه أيضاً كثير من النازحين السوريين القادمين من مناطق عدة في البلاد، بدءاً من مدينة حلب، وصولاً إلى محافظة حمص (وسط) والرقة شمالاً. ويضيف نجار، جالساً خلف مكتبه، وإلى جانبه شاشة لكاميرات المراقبة عند مدخل المستشفى: «إنه أمر مميز جداً أن تعود لتقدم الخدمات الطبية، وتعين هؤلاء في حياة النزوح التي يعيشونها». المصدر: الشرق الأوسط

صعود مثير.. كيف بنى رجل الأعمال سامر فوز إمبراطوريته على ركام الحرب السورية؟

$
0
0
وسط اقتصاد بلد دمرته الحرب، بنى رجل الأعمال سامر فوز إمبراطورياته على ركام الحرب التي حطمت سوريا. فقد استفاد من "اقتصاد الحرب" عبر شبكة علاقات مُتشعبة بين مختلف أطراف الصراع، لتتوسع ثروته الضخمة، لا سيما عندما خلت الساحة أمامه مع هجرة كبار رجال الأعمال للبلاد مع احتدام الصراع. الدمار الاقتصادي للحرب، الذي قدره البنك الدولي بنحو 226 مليار دولار حتى عام 2016، أدى إلى خلق مناخ معادٍ لرجال الأعمال عدا أولئك الذين بقوا في داخل البلاد، ممن تربطهم علاقات قوية مع النظام، صحيفة "وول ستريت جورنال"، التقت "فوز"، وتتبعت قصة صعوده اللافت إلى صفوف النخبة من دون أن تشمله عقوبات غربية، رغم أن علاقاته بالحكومة السورية ما زالت تحمل علامات استفهام. "فوز".. شريان حياة نظام الأسد ووسيلته لـ"تطبيع" علاقته مع الغرب في بلد هرب العديد من رجال الأعمال فيه مع احتدام القتال، بقي سامر فوز. تعامل مع العديد من الأطراف في الصراع في سوريا، يوزع القمح على الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش، وأيضًا لمناطق الأكراد. نجح "فوز" في إدارة اقتصاد الحرب في سوريا ببراعة من أجل تحقيق الثراء دون  أن يواجه عقوبات. ونتيجة لذلك، أصبح أهم قناة لنظام الأسد في إبرام الصفقات التجارية. ويخطط "فوز" لبناء ناطحات سحاب في العاصمة دمشق بعدما استعاد النظام ضواحيها من قوى المعارضة المُسلحة. وفي وقت سابق من هذا العام، أصبح المساهم الأكبر، إلى جانب الحكومة، في فندق "فورسيزونز" الفاخر في العاصمة، حيث يقيم المسؤولون الأجانب أثناء محاولتهم تقديم المساعدات الإنسانية، أو الإبقاء على وجود دبلوماسي لهم. وفي غضون ذلك، تصادم "فوز"، 45 عامًا، مع السلطات في تركيا، كما دفعت علاقاته مع النظام بعض الدبلوماسيين في المنطقة إلى التساؤل عن سبب تمكنه من البقاء بعيدًا عن العقوبات الغربية. وبالنسبة لخططه المستقبلية، يأمل "فوز" أن يصبح مصنعه للحديد والصلب في حمص حجر الزاوية في إعادة الإعمار في سوريا، حتى قبل حدوث تسوية سياسية. ويسعى إلى جذب مستثمرين أجانب ومانحين كانوا يتجنبون سوريا بشكل عام ما دام بشار الأسد في السلطة. وفي الوقت الذي تُمنع فيه الكيانات الاقتصادية الأمريكية من القيام باستثمارات جديدة في سوريا، يُسمح للشركات الأوروبية بممارسة أعمال تجارية مع سوريين ليسوا أعضاءً في الحكومة أو القوات المسلحة أو عائلة الأسد، أو غيرهم ممن لم تشملهم العقوبات. وفي العام الماضي، رعت شركة "أمان جروب"، وهي شركة مملوكة لـ"فوز"، معرضًا تجاريًا دوليًا في دمشق. "كلما قلَ ظهورك، قلت الأخطاء التي ترتكبها" وبينما كان يحتسي الشاي في منتصف الليل في أحد مطاعم بيروت، حيث يراقب الوضع حراسه الشخصيون، قال "فوز"، الذي قلما يجري مقابلات، إنه كان مدفوعًا بمراعاة المصالح الوطنية، وليس فقط مصالحه الخاصة. وقال لـ"وول ستريت جورنال" إنه يسعى إلى إعادة اللاجئين إلى سوريا من خلال خلق الآلاف من فرص العمل. "بمجرد أن تكسب ما يكفي من المال، ستبدأ التفكير في ما يمكنك القيام به لبلدك"، قالها "فوز"، موضحًا" "إذا لم أفكر في إعادة بناء بلدي، فمن سيفعل ذلك؟" وعلى الرغم من أنه ليس من الممكن تقدير القيمة الصافية لثروة "فوز"، وعدم إفصاحه عن ذلك، لكن السوريين يقولون إنه أصبح أحد أغنى رجال الأعمال في البلاد، لا سيما مع تعدد القطاعات التي يعمل بها، فبالإضافة إلى الحديد والصلب والفنادق والإسكان، هناك أيضًا صناعة الأدوية، وتكرير السكر، وتجميع السيارات، وتعبئة المياه وتعدين الذهب. إنها إمبراطورية أنشأها بعد عودته من الدراسة في الخارج عبر شركة عائلته التي أسسها والده. فعلى سبيل المثال يعمل في مصنعه للصلب أكثر من 1000 سوري، وحوالى 100 هندي ومجموعة من الخبراء الروس. جهاد يازجي، المحلل الذي تبع مشوار "فوز" عن كثب كمحرر في "Syria Report"، وهو موقع إخباري اقتصادي مقره بيروت، قال إن الرجل معروف بأن إمبراطوريته التجارية تقدم شريان "حياة مالية" لنظام الأسد. ويقول يازجي: "إذا بدأت الحكومات والشركات الغربية التعامل مع فوز، فإنها ستتخذ خطوات متقدمة نحو التطبيع مع النظام". ومن جانبه، قال فوز إنه بحاجة للعمل مع البيروقراطية "الحكومية" إلى حد ما ليمكنه مواصلة أعماله التجارية في سوريا، لكنه نفى قربه من بشار الأسد خلافًا لرجال الأعمال الآخرين في البلاد، بينما لم ترد الحكومة على أسئلة "وول ستريت جورنال" بشأن الرجل. "كلما قل ظهورك (العام)، قلت الأخطاء التي ترتكبها"، يقول رجل الأعمال القصير القامة ذو العينين الزرقاوين والشعر المائل للخلف. من هو سامر فوز؟ ولد سامر فوز في العام 1973 في مدينة اللاذقية الساحلية المطلة على البحر المتوسط، وهو ابن لصيدلاني. وقد نشأ خلال الفترة التي قامت فيها أسرة الأسد الحاكمة بإدخال سياسات لتحفيز الاقتصاد، مما أدى إلى ظهور نخبة جديدة من رجال الأعمال في المدن. وفي العام 1988 أسس والده، زهير، شركة تدعى Foz للتجارة، والتي كبرت أعمالها لتصبح "مجموعة أمان". درس سامر فوز في الجامعة الأمريكية في باريس في أوائل التسعينيات. ويقول إنه حاز أيضًا دورات تعليمية في جامعتي بوسطن وسان دييجو. ورغم أن فرنسا أعطته "أفضل سنوات حياتي"، قال إن الولايات المتحدة هي التي أثارت طموحاته "في الولايات المتحدة، يمكنك أن تنمو بسرعة. أما في فرنسا، فلا يمكنك ذلك". وعند عودته إلى سوريا، قام سامر بتوسيع أعمال العائلة من خلال استيراد الآلات الزراعية والأسمنت. لكن مع ضعف العلاقات، لم تنمُ كثيرًا "كنا رجال أعمال من الدرجة الثانية والثالثة". "عملت 4 سنوات دون منافسة على الإطلاق" إلى أن تغير ذلك مع اندلاع الصراع السياسي في سوريا عام 2011 وتحوله في مرحلة لاحقة إلى نزاع مُسلح. أدت المعارك إلى معاناة الأعمال التجارية وتركت فضاءًا فوضويًا، بينما فضل رجال الأعمال الذين بقوا الحفاظ على علاقات جيدة مع النظام والمجموعات المسلحة أيضًا. في النصف الأول من العام 2012، تم اختطاف أكثر من 500 رجل أعمال من قبل مقاتلين بالمعارضة للحصول على فدية، بحسب فارس الشهابي، رئيس الاتحاد السوري للصناعة. ومع فرار رجال الأعمال من سوريا، غادر أصحاب صناعة الصابون التي تعود إلى قرون مضت في حلب، وعائلات "الشيكولاتة الأسطورية" وآلاف من شركات النسيج التي أنتجت بضائع، مثل الملابس الثمينة والحرير الغالي الثمن. في المقابل، أتاح رحيل العديد من كبار رجال الأعمال الفرصة لـ"فوز" من خلال تعامله مع مختلف أطراف الصراع السوري. "عملت أربع سنوات دون منافسة على الإطلاق"، يعلق الرجل. توسع فوز جاء في وقت فرضت الحكومات الغربية عقوبات على بعض رجال الأعمال الذين بقوا في سوريا، ما منع الشركات والمواطنين من التعامل معهم وتجميد أصولهم في الخارج. وكان من بينهم أحد أبرز رجال الأعمال السوريين، رامي مخلوف، قطب الاتصالات السلكية واللاسلكية وابن عم الأسد، الذي قال الاتحاد الأوروبي إنه "يمول النظام". وتمت معاقبة رجال أعمال آخرين لتسهيل بيع مبيعات النفط لـ داعش أو تمويلهم الميليشيات الموالية للحكومة. ومع تنامي أعمال فوز، اقترحت عدة سفارات أوروبية في بيروت في اجتماعات بين السفراء فرض عقوبات عليه بسبب قربه من النظام، وفقاً لدبلوماسيين غربيين. بينما قال الرجل إنه تم إعفاؤه من العقوبات بشكل صحيح لأنه يستثمر في صناعات لا علاقة لها بالشؤون العسكرية للنظام، وإنه عندما كان يوزع سلعًا غذائية كان ذلك بمثابة مساعدة إنسانية "إذا عُوقبت، يجب أن تُفرض عقوبات على الأمم المتحدة". اشترى القمح من داعش وخزنه في تركيا ثم باعه في سوريا على أنه "روسي" ذات مرة، اشترى فوز القمح القديم المليء بالحشرات من تنظيم داعش، وخزنه في تركيا، وغيّر اسم الشحنة إلى "قمح روسي"، وقام ببيعه إلى مناطق في شمال سوريا، وفقا لشخص في اللاذقية على إطلاع بأعمال "فوز". في المقابل، نفى رجل الأعمال ذلك، مُعتبرًا أنها "قصة خاطئة أعدها منافسون للإضرار بسمعته... هذه كراهية خالصة بين رجال الأعمال". وقبل 5 سنوات، نقل زوجته وأطفاله إلى تركيا لحمايتهم من القتال الدائر في سوريا. وهناك حصل على الجنسية التركية بسبب استثماراته هناك. وفي أواخر 2013، ظهرت جثة رجل أعمال مصري - أوكراني (رمزي متى) فشل في تسليم شحنة قمح بقيمة 14 مليون دولار إلى فوز في تركيا. وحينها اعتقلته السلطات التركية للاشتباه به. وتم الإفراج عن فوز في مايو 2014، وقال إنه تمت تبرئته بعد الجلسة الثانية من المحاكمة. في حين قال مسؤول تركي كبير إنه دفع كفالة قيمتها 500 مليون دولار. وقال المسؤول إنه بعد 6 أشهر من إطلاق سراح "فوز"، حكمت عليه محكمة في اسطنبول بالسجن 4 أعوام وشهرين بتهمة التلاعب بالأدلة، في حين يقول الرجل إنه يسافر بانتظام إلى تركيا للعمل، مُشيرًا إلى إنه نقل عائلته إلى دبي. . شراكة واضحة مع النظام السوري يسعى رجل الأعمال السوري سامر فوز لجذب استثمارات أجنبية لإعادة بناء أحياء، مثل هذه الموجودة في حمص. هدمت الأعمال القتالية أحياءً كاملة في ثالث أكبر مدينة في سورية، لكن مصنع حديد "فوز" يُذيب حاليًا نحو فدان من المعادن الخردة لإعادة بناء المنازل المهدمة. "فوز" يعتبر أنه صعد إلى صفوف النخبة التجارية السورية بعد شرائه نادي "Orient" الراقي في دمشق، وأغلبية حصص فندق "فور سيزونز" بالعاصمة، الذي تم شراؤه من الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال. وفي العام الماضي، دخل "فوز" في شراكة أكثر وضوحًا مع النظام، بمشاركته في مشروع عقاري ضخم للحكومة في نطاق دمشق، حيث حصل على حق بناء ثلاثة أبراج سكنية و5 وحدات أصغر، وصفها دبلوماسيون أجانب بأنها قد صودرت من أشخاص عارضوا النظام في بداية الانتفاضة. وقال مسؤولون غربيون معنيون بالشؤون السورية إن أصحاب المنازل السابقين كانوا يحصلون على رواتبهم، لكنهم لا يملكون سوى وحدات صغيرة في الأبراج التي سيتم بناؤها. ودافع "فوز" عن مشاركته في عملية التطوير - المسماة رسميًا بمدينة "ماروتا"، لكن غالبًا شاع أن يطلق عليها "مشروع 66" حسب ما ورد في مرسوم رئاسي. المصدر: رصيف 22

حيّ غويران: من فصول مأساة المعتقلين-المفقودين

$
0
0
بدأت الأنباء المُفجعة ترد إلى حي غويران في مدينة الحسكة منذ نهاية شهر تموز الماضي، إذ وصلت إلى دائرة الأحوال المدنية (النفوس) قائمةٌ كبيرةٌ تضمّ أسماء معتقلين ومفقودين قضوا في سجون النظام، وكان على الأهالي المفجوعين بفقدان أبنائهم في سجون النظام أن يعيشوا محنة الاضطرار للذهاب إلى السجل المدني واستخراج «قيد نفوس» لابنهم، فإن تمّ منحهم هذه الوثيقة فهذا يعني أن ابنهم ليس في قوائم الموت القادمة إلى الحسكة؛ أما في حال ورود اسمه في القوائم فإن ما سيتلقّونه هو شهادة وفاة، ليُطلب منهم تثبيتها عبر المحكمة. وحسب الشهادات التي استلمها ذوو المعتقلين، فإن أسباب الوفاة المذكورة هي من نوع صدمة سكّري، أو ذبحة صدرية، أو نوبة ربو حادّة، وفي بعض الأحيان تنفيذ أحكام إعدام بعد محاكمات ميدانية. في كلّ الحالات، وعلى غرار مناطق أخرى من سوريا، لا معلومات موثّقة عن مكان الوفاة وموعدها، ولا يتم تسليم الجثامين. انتشرت بيوت العزاء في الحي، الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية حالياً، دون أي صخب، وخلال عشرة أيام وصلت أسماءٌ لخمسين شهيداً في منطقة لا تتجاوز شارعين في الحيّ. حيّ غويران هو أحد الأحياء الكبيرة في مدينة الحسكة، شهد منذ بداية الثورة حراكاً مدنياً وتظاهرات، وعُرِفَ ملجأً للنشطاء والمنشقين الهاربين من النظام. استمرَّ الحراك فيه بشكل منتظم وحاشد حتى مداهمة الحي من جانبيه الشرقي والغربي، حين شنّ النظام حملات اعتقال ضخمة طالت أبناءه داخل وخارج الحي. المداهمة الأولى طالت 350 من أبناء الحي بقي مصير معظمهم مجهولاً، وتبعتها عدة حملات أخرى على فترات حتى عام 2012، عندما بدأ العمل المسلح ضمن الحي ضد قوات النظام. لاحقاً، شهد الحيّ سيناريو مشابهاً لما حصل لاحقاً في باقي المدن السورية، إذ أُجبِرَ مقاتلو الجيش الحرّ على الخروج منه بعد حملة عسكرية قامت بها قوات الأسد في آب 2014، تخللها قصف مدفعي وغارات جوية أسفرت عن مقتل العديد من أبنائه، وتمّت الهجمة بمساعدة من وحدات حماية الشعب، التي كانت قد سيطرت على أحياء في الحسكة، وذلك بذريعة أن المقاتلين هم جزء من تنظيم داعش. وبعد مفاوضات تمّت آنذاك بوساطة الائتلاف السوري المعارض وفصائل الجيش الحرّ المتواجدة في الحيّ، أُجبر المقاتلون على الخروج منه باتجاه الجنوب نحو المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش، بعد رفض وحدات حماية الشعب وقوات الأسد نزوحهم باتجاه الأجزاء الخارجة عن سيطرة النظام في المناطق الأخرى من الخارطة السورية، ليُقتل كثير منهم، ومن بينهم منشقّون عن قوات النظام، على يد داعش بتهم «الردة» والانضمام «للصحوات». تزامناً مع تلك الحملة، تمّ اعتقال عدد من أبناء الحي النازحين إلى أحياء أخرى في الحسكة، منهم من تم اعتقالهم على يد قوات الدفاع الوطني حيث يسيطر النظام، ومنهم من اعتُقل على يد وحدات حماية الشعب، وتم وضعهم في نقاط تجميع وتسلّمتهم قوات النظام منها. لم يكن أمام المئات من أبناء الحي سوى التواصل مع النشطاء، والمناشدة بأن يتم الضغط على وحدات حماية الشعب (العماد الأساسي لقسد حالياً) لتقوم بإغلاق ما سُمّي «طريق الموت»، الطريق الذي يربط مدينة الحسكة بالقامشلي، والذي يستخدمه النظام لنقل المعتقلين والحصول على الدعم العسكري من فوج طرطب المتواجد بالقرب من القامشلي، إضافة لمطار القامشلي، الذي يعتبر الشريان الأساسي لقوات النظام في المنطقة. يخضع هذا الطريق، بفروعه كلها، لسيطرة وحدات حماية الشعب منذ بداية العام 2012، وتمرّ عبره جميع القوافل والمركبات المتجهة شمالاً من مدينة الحسكة، إضافة للمركبات التي نقلت آلاف المعتقلين. عندما يتمّ اعتقال أحد في مدينة الحسكة أو ريفها من قبل قوات النظام، يتمّ نقله لاحقاً في قوافل النظام التي تعبر الطريق، متجاوزة حواجز وحدات الحماية، وأبرزها حاجز القرميد وحاجز مفرق عامودا، إلى أن تصل إلى فرع الأمن العسكري في القامشلي. وبعد ذلك، في الغالب، سيتم نقل المعتقل في طائرة إليوشن، التي تقلع عادةً ثلاث مرات شهرياً من مدينة القامشلي إلى دمشق، ليتم احتجاز المعتقل في أحد أفرع أمن النظام أو سجونه. يروي (رامي – اسم مستعار) للجمهورية، وهو أحد أبناء الحي، ما حصل لأخويه بعد أن تلقى مؤخراً نبأ استشهاد أحدهما: «اعتُقل أخي في 22 آب 2014 تزامناً مع الحملة العسكرية على الحي أثناء نزوحه إلى حي النشوة جنوب المدينة، وتم ترحيله في اليوم نفسه إلى مقر الأمن العسكري في مدينة القامشلي، ومن ثم تلقينا مؤخراً نبأ وفاته من دائرة الشؤون المدنية، وقد تم تسليمنا ورقة مختلفة عن القوائم الأخرى، تتضمن أنه أقرّ بالتهم الموجهة إليه وتم إعدامه في سجن صيدنايا في أول أيام عيد الفطر من سنة 2018». أما المعتقل (قصي – اسم مستعار)، فقد تلقت أسرته نبأ مقتله تحت التعذيب، واضطُر والده، تحت ضغط النظام، أن يوقع على استلام شهادة وفاة تقول إنه توفيّ نتيجة ذبحة صدرية. ويروي أحد أقاربه للجمهورية أنه كان يبلغ من العمر 19 عاماً، وتمّ اعتقاله من قبل فرع الأمن العسكري، ثم أُفرج عنه بعد أشهر ليعود إلى منزله لمدة أربع ساعات فقط، ثم تعتقله بعدها دورية دفاع وطني كانت قد داهمت الحيّ، ويُنقل لاحقاً إلى القامشلي ومن ثم إلى سجن صيدنايا قرب دمشق. حال هؤلاء مشابهٌ لحال 750 معتقلاً -حسب ما علِم الأهالي من تسريبات السجلّ المدني- وصلت أسماؤهم في الآونة الأخيرة إلى حي غويران، ويتم الإعلان عن دفعاتٍ منها بشكل يومي. ويتوجّه لوم نشطاء وأهالي ضحايا بشكل كبير إلى وحدات حماية الشعب، إذ سمحت بمرور قوافل المعتقلين عبر أراضٍ تسيطر عليها، ولم تعرقل عمل هذه الآلية القاتِلة، ويجد الأهلي أنفسهم وحيدين أمام هذا الواقع، في ظلّ غياب أطرافٍ سياسية وحقوقية تتبنّى قضيتهم وتضغط باتجاه وقف هذه الانتهاكات. https://www.aljumhuriya.net

شبّان من ريف حمص والغوطة الشرقية يجتمعون بأهاليهم بعد غياب لسنوات

$
0
0
سنوات من الحصار فرّقت بينهم، ليجتمع شتاتهم، ولو مؤقتا، بعد تهجير أهلهم وذويهم نحو الشمال السوري؛ شبان من ريف حمص والغوطة الشرقية يجتمعون بذويهم بعد سنوات من ذهابهم للعمل في تركيا، ومد يد العون لهم. ابن الغوطة الشرقية يوسف حسين (31 عاما) يصف لحظات عبوره إلى سورية ورؤية والده ووالدته قائلاً "أشعر بأنني كنت مبعدا عنهم لعشرين أو ثلاثين عاما، أمي لم تتمالك نفسها من البكاء، ووالدي دب الشيب في رأسه، أما أخي فقد كبر وتغيرت ملامحه وأصبح لديه طفل يحمل اسمي، سنوات فرقتنا عن بعض لنجتمع بمدينة ليست مدينتنا هي مدينة الباب بريف حلب، ولعلّ تلك اللحظات هي الأكثر سعادة في حياتي". ويضيف حسين "في كل مرة أتواصل فيها مع أمي كانت توصيني بأن أعتني بصحتي، وتدعو لي وتبكي في بعض الأحيان، وتردد: إلى متى سيبقى لقاؤنا عبر هذه الشاشة فقط؟"، منذ خمسة أعوام لم أقبل يد والدي أو جبين أمي أو أرى أخي ولم أحضر زفافه، كنا نمضي صباح كل عيد بالبكاء، ودعاء الله أن يجمعنا، ونواسي أنفسنا بأن الأيام القادمة ستكون أفضل". ويردف حسين "صحيح أنها فترة قصيرة سأمضيها معهم، وسأضطر بعدها للعودة إلى عملي في تركيا، لكنها جميلة بكل معنى الكلمة، وأول مرة منذ سنوات أتحدث مع والدي وجها لوجه وأشرب معه الشاي ويخبرني كيف مضت عليهم سنين الحصار وكيف مرت عليهم المجازر. وأحدث أخي عن عملي في تركيا والساعات الطويلة فيه، وكيف أعود متأخرا لإعداد طعامي". أما بالنسبة إلى ابن مدينة حمص، سالم عبد الله (33 عاما)، فإن لقاءه بأهله كان مفاجأة بحد ذاتها، وقضى أياما يترقبه ويفكر كيف سيكون الطريق من معبر باب السلامة، ثم إلى مدينة جرابلس حيث يقيم أهله حاليا. ويقول: "أمضيت أسبوعا كاملا أتجول بين المحال التجارية في مرسين، أبحث عن هدية لأمي وأخرى لأبي وأختار أجمل الملابس لأولاد أختي الصغار الذين كبروا وتعلموا اللفظ بعد أربع سنوات مضت على فراقهم". . ويقول "في الليلة التي سبقت ذهابي باتجاه معبر باب السلامة لرؤيتهم، لم أستطع النوم مطلقا، وبعد قرابة سبع ساعات التقيت بهم، وهنا لم يستطع أحد منا تمالك نفسه، احتضنت أبي وأمي، وسلمت على أختي وقبلت أطفالها، وبالفعل لحظات لا يمكن نسيانها، أرجو ألا أعيش مأساة وتجربة الفراق مرة ثانية في حياتي، إنها تجربة قاسية ومحزنة بكل معنى الكلمة يتشاركها الكثير من السوريين الذين أبعدهم النظام السوري عن ذويهم". في المقابل، يعرب سعيد عمار (24 عاما) عن حزنه بسبب ظروف منعته من الدخول لزيارة أهله وأخوته المهجرين من ريف حمص الشمالي الذين استقروا في إحدى البلدات قرب الحدود السورية التركية في ريف إدلب، ويوضح: "بعد الحصار الذي فرضه النظام على الريف الشمالي عام 2013 سلكنا أنا وأخي إحدى طرق الموت كوننا مطلوبين للنظام في منتصف عام 2014، ودفعنا حينها مبلغ خمسين ألف ليرة سورية عن كل واحد منا، ثم عبرنا إلى تركيا حيث أقمنا بمدينة الريحانية لمدة ثلاثة أشهر، لم يكن هناك عمل جيد من الممكن لنا أن نكسب قوتنا منه، لنقرر بعدها الذهاب إلى إسطنبول، ومع هذا القرار بدأت الأفكار تراودني هل من الممكن لي رؤية والدي ووالدتي وشقيقاتي؟ وجدت عملا جيدا في مدينة إسطنبول لكنه شاق، إذ أخرج من المنزل عند السابعة صباحا لأعود قرابة التاسعة والربع مساءً، وفي بعض الأيام لا أجد متسعا لإجراء مكالمة فيديو على تطبيق واتساب لرؤية أمي وأبي، وتمتد الفترة لأسبوع بسبب ظروفي وظروفهم الصعبة في ذلك الوقت". ويكمل الشاب العشريني حديثه قائلا: "بعد اتفاق التهجير الذي حصل في ريف حمص الشمالي تملكني شعور بالحزن مع الفرح في وقت ذاته، فهي الفرصة الوحيدة التي قد تسمح لي برؤية أهلي بعد وصولهم إلى الشمال، لأن عودتي إلى المنطقة قبل الحصار تحتاج إلى ثروة بالنسبة لي، وفعلا قررت الذهاب بزيارة لهم ضمن زيارة عيد الأضحى، لكن هنا كانت المشكلة، ليس هناك زيارة أقل من شهرين، ورفض صاحب العمل في تركيا أن أغيب كل هذه المدة". ويضيف "كان الأمر الأسوأ أنني علمت بالأمر بعد وصولي إلى مدينة الريحانية قرب معبر باب الهوى مع سورية، وكنت قد رتبت أموري للدخول، لكن الظروف شاءت ألا أستطيع لقاءهم هذه المرة، وفي المرة المقبلة سأذهب ولو كلفني هذا عملي".

وزير العدل يوضح قضية “الاعتداء على أطفال” في طرطوس وإلقاء القبض مجددا على المشتبه به

$
0
0
ألقت الشرطة القبض على المتهم بالاعتداء على طفل في طرطوس، بأمر من وزير العدل السوري بعد ساعات على إخلاء سبيله. وأعلن وزير العدل، هشام الشعار، مساء أمس السبت 18 من آب، أنه وصل إلى عدلية طرطوس للتحقق من فيديو تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن والد أحد الأطفال الذين تعرضوا لاعتداء جنسي، وإطلاق سراح المعتدي بعد 17 يومًا فقط. وانتشر أمس عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشخص يقول إنه والد طفل معتدى عليه، ويتهم القاضي بتلقي رشوة لإخلاء سبيل المدعى عليه. وأوضح الشعار، في حديث لوسائل الإعلام، أنه اضطلع بنفسه على ملف القضية، وأن المتهم مدعى عليه بجرم الاعتداء الجنسي على طفل واحد، وليس 14 كما ذكر الفيديو، بالإضافة لعدم وجود ادعاء شخصي في القضية، وأن القاضي عندما أخلى سبيل المتهم بالاعتداء استخدم سلطته التقديرية. وأضاف الشعار أنه ستتم دراسة الملف، بعد أن نصب والد الطفل المعتدى عليه من نفسه مدعيًا شخصيًا بحق المعتدي، وذلك انطلاقًا من ولايته على ولده القاصر، ولذلك سيتم إلقاء القبض على المدعى عليه ودراسة الملف من جديد. وبخصوص ما تم تداوله عن قيام المدعى عليه باغتصاب 14 طفلاً في إحدى قرى ريف طرطوس، أشار الشعار إلى أنه لا يوجد ادعاءات بخصوص حالات أخرى في الملف بحق المدعى عليه، وقال إن “هذا لا ينفي أنه ارتكب هذا الفعل بحق هؤلاء الأطفال ولا يثبته، ربما وقع وربما لا”. وأشار إلى أن نتائج الفحص الطبي للطفل المبلغ عن وقوع الاعتداء عليه جاءت سلبية، أيأنه لا توجد عليه آثار أي اعتداء جنسي، منوهًا إلى أن عدم وجود آثار اعتداء لا تنفي وقوعه، بحسب نص قانون العقوبات السوري. وميز قانون العقوبات السوري بين أنواع للاعتداء بحسب درجتها والتي من أشدها الاغتصاب، ثم يأتي التحرش، والفعل المنافي للحشمة، والتعرض للآداب العامة. وهذه الجرائم (ما عدا الاغتصاب) جنح، أي لا تزيد عقوبتها عن السجن لمدة ثلاث سنوات. بينما تصل عقوبة الاغتصاب إلى الأشغال الشاقة مدة 15 سنة، وإذا كان المعتدى عليه قاصرًا قد تصل إلى 21 سنة.

نحو 500 ألف ليرة تحتاجها الأسرة السورية خلال شهر آب فقط

$
0
0
تحتاج الأسرة السورية المكونة من 5 أفراد إلى نحو 234 ألف ليرة سورية خلال آب الجاري، وذلك للنفقات الإضافية التي دخلت على خط الأولويات ممثلةً بمصروفات المدارس وعيد الأضحى ومونة الشتاء، لترتفع تكاليف المعيشة الإجمالية إلى 511 ألف ليرة في شهر واحد. وفي مسح لبعض التكاليف التي فرضت نفسها على ميزانية السوريين في آب وحده، إضافة إلى أسعار السلع الأساسية التي تحتاجها الأسرة بشكل دائم، والتي تصل شهرياً إلى نحو 277 ألف ليرة لكل أسرة من 5 أشخاص بحسب إحصائيات غير رسمية. تكاليف العيد في المجموع الكلي لتكاليف عيد الأضحى، فإن العائلة المكونة من 5 أفراد ولديها 3 أبناء ستضطر لإنفاق حوالي 61 – 115 ألف ليرة بين ملابس وحلويات. وبالنسبة إلى الملابس، فإن متوسط تكلفتها للعائلة التي لديها 3 أولاد ستكون بين 18,500 – 28,500 ليرة لكل ابن، أي بمجموع 55,500 – 85,500 ليرة، علماً أن الكلفة تتبدل وفقاً للمحال التجارية ونوعية الملابس. وتبدأ تكلفة الأحذية من 7,500 ليرة وصولاً إلى 10 آلاف ليرة، متقاربةً مع سعر البنطال والذي يتراوح هو الآخر بين 7,500 – 9,500 ليرة، وإذا أراد الأهل شراء كنزة ولادية بسيطة فسيكون مجال تكلفتها متراوحاً بين 3,500 ليرة وصولاً إلى 9 آلاف ليرة. الحلويات أما ضيافة العيد هذا العام فتكلف وسطياً بين 6 – 30 ألف ليرة، لعائلة من 5 أشخاص، حيث ستحتاج تقديرياً إلى 3 رول (كيلو) بوظة بكلفة ألفي ليرة للكيلو الواحد إذا أردات تقديمها بدلاً من الحلوى، فيما سيلزمها 2 كيلو معمول إذا كان معداً في المنزل بكلفة 10,100 ليرة للعجوة والفستق، وبحال كان جاهزاً فسيلزمها 3 علب حلو كحد أدنى بكلفة 30 ألف ليرة للعربي و12 ألفاً للنواشف. وبالنسبة لكيلو الحلويات العربية فقد انخفض سعره هذا العيد إلى 10 آلاف ليرة، بعدما كان 12 ألفاً قبل عيد الفطر الماضي، أما كيلو الحلو (النواشف) فبلغ 4 آلاف ليرة، أي أن 3 علب حلو عربي ستكلف 30 ألف ليرة، والنواشف 12 ألف ليرة. وتلجأ بعض الأسر بدمشق إلى إعداد الحلويات ضمن المنزل، حيث إن تكلفتها ستكون 3,300 لكيلو المعمول بعجوة، لتزيد حتى 6,800 ليرة لكيلو المعمول بالفستق أو الجوز، وبالنسبة للعائلة المكونة من 5 أشخاص فسيكفيها 2 كيلو معمول (عجوة وفستق). وتبلغ كلفة كيلو السمنة الحيواني 3,600 – 4,000 ليرة، أما النباتي فيبدأ من ألف ليرة، وكيلو الفستق الحلبي 9,000 ليرة، والعجمي 8,000 ليرة، وكيلو الطحين والسكر 300 ليرة لكل منهما، وكيلو العجوة 1,000 ليرة، والجوز يبدأ من 5 آلاف ليرة. وبحال أرادت الأسر تقديم البوظة بدلاً من حلو ومعمول العيد، فإن كيلو البوظة العربية بالفتسق يصل إلى ألفي ليرة، ومع القشطة يصبح سعر الرول (الكيلو) 4 آلاف ليرة. مونة الشتاء يعد هذا الشهر موسم البامية والملوخية والمكدوس، فالعائلة المكونة من 5 أشخاص، على سبيل المثال، ستحتاج وسطياً إلى إنفاق نحو 46 ألف ليرة على المونة فقط، مع العلم أن كميات المونة المستهلكة تختلف من أسرة لأخرى. وتحتاج العائلة المذكورة تقديرياً 10 كيلو ملوخية بسعر 5 آلاف ليرة كون الكيلو يتراوح بين 400 – 500 ليرة، 5 كيلو بامية بـ5 آلاف ليرة أيضاً، على اعتبار أن سعر كيلو البامية النوعية الجيدة ألف ليرة. وستحتاج العائلة نفسها إلى 40 كيلو مكدوس، أي 40 كيلو باذنجان بـ10,000 ليرة (سعر الكيلو 250 ليرة)، و8 كيلو فليفلة حمراء بـ1,600 ليرة (200 ليرة للكيلو)، و2,800 ليرة للزيت 4 ليترات (650 – 700 ليرة لليتر)، و20,000 للجوز 4 كيلو (بكلفة 5 آلاف للكيلو الأوكراني و6 آلاف للبلدي)، و600 ليرة للملح 6 كيلو (100 ليرة)، و950 ليرة لكيلو الثوم البلدي، بمجموع يقارب 36 ألف ل.س. موسم المدارس في جولة صغيرة على المكتبات ومحال الملابس المدرسية، تبيّن أن تكاليف تجهيزات المدرسة هذا العام بين بدلات وصداري وحقائب ودفاتر ستصل بمجموعها إلى 73 ألف ليرة بحال كان لدى العائلة 3 أولاد من فئات عمرية مختلفة ابتدائي وإعدادي وثانوي. وتختلف لوازم المدرسة حسب الفئة العمرية، حيث إن الطفل من الصف الثالث وما دون سيحتاج دفاتر وأقلام وتجليد ومقلمة بما مجموعه 3 آلاف ليرة كأقل تقدير، لتزداد التكلفة كلما انتقل الطفل إلى مرحلة أعلى، أي أنه من الصف الرابع ولغاية السابع سيحتاج الطالب 5 آلاف ليرة لتأمين احتياجاته المذكورة، فيما تبلغ الكلفة في المرحلة الإعدادية 7 آلاف ليرة، وفي الثانوية نحو 9 آلاف ليرة. ويتراوح سعر البدلات المدرسية بحسب النوعية والموديل، إلا أن معظم المحلات المعتمدة للزي المدرسي الرسمي سجلت أسعاراً متقاربة، حيث يبلغ سعر البدلة كاملة هذا العام نحو 9,500 دون قميص، فيما يصل سعر القميص لوحده إلى 4,000 ليرة، والبنطال بشكل منفرد عن البدلة نحو 5,500 ليرة. وبالنسبة للصداري، فسجلت هذا العام 2,500 – 3,000 ليرة، فيما يتفاوت سعر الحقائب المدرسية بداية من 4 آلاف ليرة (النوعية المقبولة) وصولاً إلى 10,000 ليرة. ويحتاج الطلاب إلى جواكيت قطنية لون كحلي أو أسود لارتدائها ضمن المدرسة شتاءً، وأسعارها هذا العام لم تقل عن 6 آلاف ليرة، لتزيد التكلفة في الجواكيت (المطرية) مسجلةً 8,500 ليرة للعمر الصغير، و9,000 ليرة للمطري (الرجالي)، مع العلم أنها لم تدخل في الرقم المذكور كونها اختيارية. وتقارب تكاليف المعيشة نحو 277 ألف ليرة شهرياً، مرتفعة عما كانت عليه قبل الربع الثاني من العام الجاري، نتيجة ارتفاع أسعار الغذاء بالدرجة الأولى، وفقاً لتقارير غير رسمية، وهذا الرقم يشمل حاجات أساسية فقط هي الغذاء والمسكن والصحة، بالوقت الذي تتراوح فيه الرواتب وسطياً بين 35 – 70 ألف ليرة للقطاعين العام والخاص. الاقتصادي

تطبيق سري على الهاتف أنقذ مئات الأرواح بسوريا

$
0
0
أجبرت قسوة الحرب في سوريا والغارات التي لا ترحم كل من له مهارة ما على تقديمها للتقليل من الضحايا، خاصة وسط المدنيين. وظهرت إبداعات عديدة لم تتحدث عنها وسائل الإعلام كثيرا. فقد كان السوريون المدنيون يستخدمون أجهزة "ووكي توكي" للتحذير من الطائرات المغيرة، كما طوّرت فرق الإنقاذ المزيد من الأساليب لتحرير المصابين وغير المصابين من تحت الركام. وفي المستشفيات طوّر الأطباء حلولا لمشكلة انقطاعات التيار الكهربائي وانعدام الأدوية. وفي 2016 توصل فريق من مطوّري البرامج بالحاسوب إلى وسيلة للربط بين كل هذه الجهود، وكانت النتيجة تصميم "نظام هلا" الذي اشتهر وسط كثير من السوريين باسم النظام الحارس. مبادرة مبدعة "نظام هلا" بإمكانه كسب دقائق حاسمة للسكان للعثور على مكان آمن عندما تكون الطائرات المغيرة في طريقها إليهم. يقول صاحب المبادرة لتصميم "نظام هلا" الأميركي ديفد ليفين إنهم استهدفوا إعاقة الحرب حتى ولو بطرق صغيرة "كانت فكرة مجنونة، لكننا رأينا أنه ليس من الأخلاق ألا نخضعها للتجربة". وأنشأ ليفين العملية مع دبلوماسي أميركي سابق اسمه جون جيغر، ومساعد من المنطقة، ومشفِّر حاسوب سوري طلب عدم ذكر اسمه، وموّلت المشروع حكومات غربية ومانحون وأصدقاء وإحدى الأسر. شبكة من الراصدين في البداية كان الفريق الفني بحاجة لشبكة بشرية من الراصدين للطائرات المغيرة ممن يعيشون قرب القواعد الجوية الروسية والسورية وآخرين في قلب المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. ونجح في الحصول عليها تدريجيا من المعلمين والمهندسين وحتى المزارعين. ويقوم هؤلاء الراصدون المتطوعون المزودون بتطبيق بسيط على الهاتف الذكي بمراقبة السماء لفترة دوام تستغرق ثماني ساعات لكل واحد ونشر معلومات عن مكان الطائرات ووجهتها، ونوعها إذا كان ذلك ممكنا. وتقوم مجسات حساسة مركبة بأعالي الأشجار وسطوح المباني العالية بتدقيق هذه المعلومات عن بعد ببيانات صوتية تكميلية تجمعها وتستخدمها لتحديد السرعة وموديل الطائرة المغيرة. كيف يعمل التطبيق؟ وبعد ثوان يقارن نظام هلا المعلومات الجديدة مع تلك المخزنة في أوقات سابقة وبحساب احتمالات الهدف الذي ستضربه الطائرة والوقت المتوقع. ومن ثم تُبث هذه التوقعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تشتعل التحذيرات على الشبكة. وعندما تقترب الطائرة، تدوي صافرات الإنذار في الشوارع ويهب الآباء لأخذ أطفالهم إلى الأقبية. وفي المستشفيات تتلألأ أضواء محددة لتنبيه الأطباء بالاستعداد لموجة من المصابين. وتشير تحليلات أولية إلى أن هذه التقنية قد أنقذت مئات الأرواح من القتل والآلاف من الإصابات. فعندما كانت الطائرات الروسية تدك الغوطة الشرقية هذا العام، كان السكان ينظمون حياتهم وفقا لتحذيرات هلا. ويقول أحد السكان السابقين إن هذا النظام كان أملهم الوحيد الذي تبقى لهم. هاتف يعمل بعد مقتل صاحبه في الرابع من أبريل/نيسان العام الماضي التقط الراصد محمود الحسنا إشارة راديو بين طيار ومركز قيادة على جهازه الـ"ووكي توكي" وبثها على شبكة هلا لتحدث تأثيرا صادما لدى المتصلين بالشبكة. وظل الحسنا يلاحق قائد السرب لأشهر وعلم تماما أن هذه الطائرات تنفذ نوعا واحدا من المهمات. وقُتل الحسنا في مايو/أيار الماضي ببلدته كفرنبل بمحافظة إدلب، لكن تطبيقه ظل يعمل ويرسل التحذيرات لأعضاء الشبكة مثلما كان يعمل قبل مقتله. في اليوم التالي لمقتل الحسنا، وجدت زوجته ابنهما ذي السبع سنوات على مقعد والده. لقد كان يراقب والده لسنوات أثناء استخدامه الـ"ووكي توكي" وكذلك "نظام هلا". لذلك كلما بدأت طائرة تظهر على الأفق، كان الطفل يعرف ما يجب عليه عمله بأن يعثر على التطبيق على هاتف والده وينشر التحذير.  

لاجئون سوريون فروا من الحرب إلى تركيا…وحلمهم أوروبا

$
0
0
لم تثنِ المبادرة الروسية الأخيرة بإعادة مليون و700 لاجئ سوري إلى بلدهم، الشاب سلطان (27 سنة) بالعدول عن فكرة السفر إلى الغرب. ومع تصاعد وتيرة الأزمة في سوريا وطول أمدها، يفضل معظم السوريين الذين يعيشون قسراً بين قارتي آسيا وأوروبا في المدينة التركية إسطنبول الواقعة على البوسفور، السفر إلى أوروبا هرباً من شبح الحرب الدائرة في بلادهم. منذ وصوله إلى مدينة إسطنبول التركية قبل 5 سنوات، يعمل ليل نهار ليدّخر مبلغاً من المال يكفيه لتغطية نفقات السفر عبر طرق التهريب إلى وجهته، وهو واحد من آلاف السوريين الذين ينتظرون أن تحين لهم الفرصة للعبور إلى اليونان المجاورة، ومنها يتابعون الرحلة إلى أوروبا، والأخيرة شددت أخيراً من إجراءات استقبال اللاجئين وتسببت القضية بأزمات داخلية في عددٍ من دولها. ينحدر سلطان من مدينة منبج الواقعة على بعد 81 كيلومتراً شمال شرقي مدينة حلب، كان طالباً جامعياً في سنته الثالثة يدرس كلية العلوم قسم الأحياء عندما غادر مسقط رأسه نهاية 2013، بعد توسع سيطرة عناصر تنظيم «داعش» في شمال سوريا آنذاك. وفي بداية حديثه لـ«الشرق الأوسط» نقل سلطان أنه لا ينوي العودة إلى سوريا وعازم على السفر، وقال: «بلدي مزقته نيران الحرب، بات مقسماً بين جهات عسكرية محلية وإقليمية ودولية، أصبحت ساحة مفتوحة لتصفية الصراعات». وتحولت مدينة منبج إلى محطة تجاذب بين دول إقليمية ودولية، حيث أعلنت تركيا مراراً نيتها بشن عملية عسكرية في منبج ضد (وحدات حماية الشعب) الكردية، والأخيرة أعلنت أنها سحبت آخر مستشاريها منتصف يوليو (تموز) الماضي، لكن أنقرة تتهمها بصلتها بـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور لديها. يعمل سلطان بمجال الخياطة في معمل تكستايل بمدينة إسطنبول التركية، ما يدر عليه مبلغاً مقبولاً للعيش في مدينة مرتفعة الأسعار، كما لا ينوي البقاء في تركيا «لأنها محطة مؤقتة لا أكثر، وسأنتقل إلى مكان أشعر فيه بالاستقرار وأكمل دراستي التي حُرمت منها». وعن وجهته في السفر أشار إلى أنها ستكون أما إلى ألمانيا أو السويد، مضيفاً: «أبحث عن وطن آخر لأن بلدي سوريا لن تكون حضناً لكل أبنائها». وعلى غرار سلطان، فرَّ كثير من هؤلاء اللاجئين من الصراع الدائر في سوريا منذ 7 سنوات، الذي أودى بقرابة نصف مليون شخص، كما أدى إلى تشريد نحو 11 مليون شخص داخل البلاد وخارجها. ولجأ نحو 5.6 مليون سوري للخارج بحسب تقديرات مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قصد معظمهم دول الجوار لبنان والأردن والعراق وتركيا. وباتت تركيا الوجهة الأولى للاجئين السوريين، حيث كشفت دائرة الهجرة في وزارة الداخلية التركية، بآخر إحصائية لها إنّ عدد اللاجئين السوريين على الأراضي التركية بلغ حتى بداية يونيو (حزيران) الماضي 3.5 مليون لاجئ، وتعد مدينة إسطنبول من أكبر التجمعات السكانية، حيث يسكن فيها نحو 537 ألفاً و829 لاجئاً. ذكريات مثقلة تروي ياسمينا (31 سنة) كيف اعتقلت بمدينة اللاذقية صيف 2013 على خلفية أنشطتها المناهضة لنظام الحكم في سوريا. وقتذاك بقيت 9 أشهر في السجن بتهم عدة، من بينها «نشر مقاطع فيديو تسيء للدولة» و«إيصال مساعدات لأهالي المسلحين في بابا عمرو بمدينة حمص». نقلت لـ«الشرق الأوسط» أنها تعرضت لانتهاكات جنسية عدة، مضيفة: «أجبرني السجان على خلع كامل ملابسي، وأثناء التحقيق كان يهددني المحقق أنه سيعتدي علي جنسيّاً»، وتسبب اعتقالها بوفاة أحد إخوتها إثر جلطة بعد سماعه النبأ، الأمر الذي دفعها للخروج من سوريا ولجأت إلى تركيا ربيع 2014. وتعيش ياسمينا في منطقة (مجيدي كوي) بإسطنبول، لكنها لا تشعر بالاستقرار بسبب أزمة تركيا الداخلية على حد قولها، وقدمت ملفها إلى سفارتي بريطانيا والدنمارك، على أمل أن تقبل لاجئة في إحدى الدولتين، وأضافت: «حتى لو رُفِض طلبي، فسأطرق أبواب جميع السفارات، لأنني لن أسافر بالتهريب أبداً، صار معي (فوبيا) من المناظر والمشاهد التي تابعتها وسمعتُ عنها». أما ملهم (25 سنة) المتحدر من العاصمة السورية دمشق، فلم يخفِ رغبته بالعودة إلى وطنه، لكنه يخشى أن يُجبر على القتال إلى جانب الجيش النظامي أو فصيل عسكري آخر، وقال: «السلاح دمر البلد وهجر البشر، كل ما أفكر بالرجعة بخاف كثير من شبح الحرب». ويعمل ملهم في معرض لبيع الحجابات والعباءات التركية يقع في منطقة سلطان غازي، ويسكن مع عائلته في مكان عمله ذاته، وأخبر والديه نيته السفر سرّاً عبر طرق التهريب إلى أوروبا، لكنه ينتظر إيجاد مهرب وطريق مضمون على حد تعبيره، ويزيد: «سأذهب لأبدأ حياة جديدة. في تركيا شغل وتعب وما في مستقبل، وبسوريا حرب وفوضى». وفيما تنتظر سناء (28 سنة) المتحدرة من حلب شمال سوريا وتعيش في مدينة إسطنبول برفقة أسرتها منذ خروجها من سوريا سنة 2013، بعد أن قسمت المعارك مدينتها، جواباً من مكتب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لتحدد للعائلة الدولة التي قبلت ملف لجوئهم، قالت: «عندي أخ صغير مُقعَد يعاني من إعاقة دائمة، طلبتنا المفوضية بداية العام الحالي، وأخبرونا أن ملفنا أرسل إلى عدد من الدول الأوروبية وبانتظار الموافقة». لكن والدتها لا ترغب في السفر إلى ألمانيا أو إحدى الدول الأوروبية، لأنها «تفضل كندا أو أستراليا، أو أي دولة يكون فيها عمل وشغل» كي لا يبقوا بصفة لاجئين. المصدر: الشرق الأوسط

العبارات النهرية في ديرالزور.. الموت غرقاً أو رعباً

$
0
0
فرضت ظروف الحرب التي شهدتها عموم محافظة ديرالزور خلال السنوات القليلة الماضية العديد من المآسي والمشاكل التي أثقلت كاهل قاطنيها وضاعفت همومهم، ولاسيما بعد تقطع أوصال المنطقة داخلياً بخروج كافة جسورها البرية والنهرية عن الخدمة بقصف التحالف الدولي والطيران الحربي الروسي. حيث تعد تلك الجسور الركيزة الأساسية للتنقل في منطقة يقسمها نهر الفرات إلى جزئين منطقة الجزيرة ومنطقة الشامية، الأمر الذي خلق وسيلة نقل جديدة تعد مساوئها أكثر من إيجابياتها وهي (العبارات المائية)، والتي تكون عبارة عن مجموعة من القوارب الصغيرة، التي تستخدم فيها المجاديف اليدوية، بالإضافة إلى الزوارق الآلية السريعة، والطوافات الضخمة التي تستطيع نقل السيارات أيضاً، وقد أصبحت هذه العبارات الوسيلة الأكثر رواجاً في المنطقة، لنقل الأشخاص والمواد الغذائية بعد انهيار كافة جسورها. وبالرغم من خطورتها وقلة عوامل الأمان فيها، إلا أن المدنيين لجؤوا لاستخدامها مجبرين، بسبب عدم وجود جسور تربط المناطق فيما بينها، فقد وقعت عدة حوادث ومخاطر وصلت إلى الموت أحياناً، فيما يعتبر الأهالي أن العبارات هذه ليست حلاً. تقول غالية محمد (من أهالي مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي) لموقع الحل، إن "الأهالي المتواجدين في المدينة يستخدمون العبارة للوصول إلى الطرف المقابل من النهر حيث أماكن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) للتبضع كون النظام يسمح لهم بذلك، فأسعار المواد الغذائية في مناطق قسد أرخص كثيراً من الأسعار في مناطق سيطرة النظام، إلا أن حالة العبارة سيئة للغاية حيث تفتقر إلى كافة وسائل الأمان، إضافة الي تعطلها أكثر من مرة إحداها كانت بوسط النهر". وأضافت أن "غالبية العبارات تقوم بنقل المدنيين والسيارات معاً في نفس الوقت مما لا يجعل للأهالي مكاناً للانتظار اثناء الوصول ولا يوجد رصيف انتظار ملائم سواء لرسو العبارات او لانتظار الأهالي" وفق قولها. وقال سالم الخلف (من سكان بلدة حوايج ذياب غربي مدينة ديرالزور) لموقع الحل، إن "أهالي القرى يتعرضون لمخاطر جسيمة اثناء التنقل بالعبارات النهرية، فوجود فجوة كبيرة(مسافة) بين الشاطيء والعبارة أثناء صعود الأهالي إليها، يعرضهم في غالب الأحيان للغرق، كما حصل مع عائلة نازحة من مدينة ديرالزور في معبر الصالحية في أواخر مايو الماضي، حيث فقدوا طفلهم البالغ من العمر 10أعوام نتيجة زلقه في حفرة كبيرة داخل المياه بالقرب من العبارة. وأضاف أن "الأهالي في غالب الأحيان يتنظرون أوقاتا طويلة (تتجاوز 5 ساعات) على الشاطىء وتكون العبارة معطلة وفي انتظار الفني لصيانتها حتي يتمكنون من اللحاق بعملهم أو العودة إلى منازلهم" مشيراً إلى "عدم وجود سور يحمي المدنيين بالعبارة أثناء نقلهم، حيث يستعينون بسلك صغير يمسكون به خشية السقوط بالمياه." وأكد الخلف أن "هناك عدد كبير من حالات الغرق نتيجة السقوط من على العبارات أو أثناء محاولة الصعود، لعدم التزام القائمين عليها بالحمولة المطلوبة مما أدى إلى غرق إحدى العبارات بالنهر في مطلع الشهر الفائت، ما تسبب بغرق امرأة وطفل بالقرب من معبر الجنينة". ويقول حامد العلي من (من بلدة سعلو) إن "أغلب سكان البلدة يستخدمون المراكب الشراعية الصغيرة للتنقل من البلدة الي الطرف المقابل من النهر مضيفا أنها الوسيلة الأسرع والأرخص للتنقل". وأشار العلي إلى أن "هذه العبارت تسببت في غرق كثير من الشباب والأطفال والنساء وحتي كبار السن بعد سقوطهم من عليها لعدم توفر أية سبل للأمان فيها ولكن ما باليد حيلة فهي الوسلية الوحيدة للتنقل في المنطقة ونحن مجبرين عليها لتبقى هي طرق التواصل الوحيدة، لأهل دير الزور على جانبي نهر الفرات، وللتواصل مع خارج المحافظة خاصة الحسكة، بالرغم من المخاطر الكثيرة المرافقة لها"، يختتم. حمزة فراتي - ديرالزور المصدر: الحل السوري

ذكريات مرعبة من يوم المذبحة الكبرى.. مقاتل مصاب يروي بعض ما شهدته داريا صيف 2012

$
0
0
كانت "ساعة الدم" تشير إلى الواحدة والنصف ظهيرة الخامس والعشرين من آب 2012، عندما بدأت أصوات بكاء الأطفال والنساء تتعالى في أزقة داريا وأحيائها مترافقة مع أصوات إطلاق الرصاص الكثيف في أنحاء المدينة، وحينها كان مجموعة من المقاومين المصابين في "دار للجرحى" يترقبون مصيرهم، فلم يعد بإمكانهم الدفاع عن أنفسهم أو عمن حولهم، ومن بينهم الشاب "كمال شحادة" الذي أصيب أثناء التصدي لقوات النظام وهي تحاول اقتحام أطراف المدينة، وأدت إصابة الشاب العشريني إلى تلف في أمعائه وتهتك في العظم الحرقفي. وروى شحادة لـ"زمان الوصل" كيف بدأ جيش النظام وشبيحته يحشدون لاقتحام "داريا" بعد فراغهم من اقتحام "معضمية الشام" المجاورة، وكيف استمرت محاولاتهم طوال شهر تقريبا حتى تمكنوا أخيرا من دخول المدينة، بعد حملة همجية بالصواريخ والبراميل المتفجرة وآلاف القذائف، انطلقت من معظم الثكنات المحيطة بالمدينة، وأسفرت عن وقوع مئات الجرحى والضحايا، فضلا عن اعتقال مئات المدنيين وهم يحاولون الفرار من المدينة للنجاة بأنفسهم، ووقتها تواردت أنباء عن تنفيذ النظام "إعدامات ميدانية" بحق العشرات من هؤلاء الفارين. في غرفة ضيقة لا تضم أبسط شروط الحياة كان المصاب "كمال شحادة" يعيش مع عدد من رفاقه الجرحى، ومنهم شاب من حمص أصيب في معركة السبينة ( جنوب دمشق) بشظايا قذيفة أفقدته عينيه، وشاب فلسطيني نازح من الحجر الأسود أصيب في معارك القدم، وثالث كان جسده مليئاً بالشظايا، فيما تعرض الرابع قد تعرض آخر لبتر في يده اليمنى. "شحادة" الذي تعافى بعد سنوات من إصابته ويعيش اليوم في ريف إدلب، أكد أن أعداد المصابين بجراح خطرة من نزلاء دار الجرحى كانت حينها كبيرة؛ ما استدعى توزيعهم على عدة بيوت أو مراكز، تجنباً لوقوع خسائر كبيرة في حال استهداف النظام للدار. وهنا تذكر محدثنا كيف إن إحدى مجموعات الجرحى كانت في ملجأ، وكيف تم اكتشاف هؤلاء من قبل قوات النظام، وجرى إعدامهم بشكل جماعي مع الطاقم الطبي. واستعاد "شحادة" مشاهد إعدام قوات النظام للجرحى، وهي مشاهد مروعة حصلت قُبيل المجزرة الكبرى، ففيما كان بعض الأهالي يحاولون إسعاف أولادهم الجرحى تم إعدام الجميع (الجرحى ومن يسعفونهم وذويهم) على الحواجز، ومنهم شخص من آل حبيب كان يحاول إسعاف ابنه بسيارته وعند وصوله إلى أول حاجز أعطاه ضابط الحاجز ورقة مطوية طالبا منه عدم فتحها، ثم أمره بالسير، وكان مضمون الورقة الإيعاز لضابط الحاجز القادم بقتل الأب وابنه، وهو ما وقع بالفعل. أثناء وجود الشبان المصابين داخل "دار الجرحى" وسط حالة من الخوف والترقب، سمعوا طرقات على الباب وعندما فتحوه فوجئوا بشاب يلهث ويخبرهم أن قوات النظام دخلت إلى الحي الذي تقع فيه الدار، طالبا منهم الخروج والنجاة بأنفسهم وحماية الأهالي من انتقام قوات النظام. وتابع محدثنا: خرجنا أنا ورفاقي من المكان مكابرين على جراحنا وآلامنا، وكان أهالي المنطقة قد اجتمعوا في ساحة أمام "الثانوية الشرعية" في داريا، وعرضوا على الجرحى عدة خيارات، فإما أن يلجؤوا إلى مبنى غير مكتمل الإكساء أمام المدرسة، أو يختبئوا داخل المصعد الكهربائي المعطل أو داخل الحمامات، ولكن الرأي استقر على أن يبقى الجرحى بين الأهالي داخل الملجأ، وحينها استعان الأهالي المحاصرون بحيلة تمويهية فألبسوا المقاومين المصابين ثيابا نسائية من نقاب ومانطو وقفازات، فلم تعد ثيابهم الملطخة بدم الجراح ظاهرة، وزيادة في التمويه أعطت النسوة مصاغهن للمصابين، حتى أن إحداهن أعطتني ابنها الرضيع لأحمله بين يدي، فيما ناولتني سيدة ستينية بطاقتها الشخصية لإبرازها عند التفتيش. كان الجو داخل الملجأ مشحونا بالتوتر والهلع وانتظار الموت في كل لحظة، في حال اكتشاف قوات النظام للمقاومين الجرحى بالذات، لكن الأمور مضت بسلام، وخرج شبيحة النظام من الملجأ بعد ساعة من التفتيش دون أن يلفت نظرهم شيء. لكن نجاة "شحادة" ورفاقه مع معظم الأهالي المحصورين في بناء "الثانوية الشرعية" كان استثناء، ففي ذلك اليوم شهدت داريا أكبر مجزرة ارتكبها النظام بحق أهلها وسكانها، فعلى سبيل المثال اقتحم شبيحة النظام وعساكره جامع "أبو سليمان الداراني" وأعداموا أكثر من 110 أشخاص كانوا فيها، وارتكبوا مجزرة مشابهة في "جامع الرحمن"، ونفذوا إعدامات متفرقة داخل الأبنية السكنية، كان من ضحاياها 9 أشخاص من أقارب "شحادة". وذهبت تقديرات ناشطين إلى أن النظام قتل في مجزرة "داريا" الكبرى نحو 1250 شخصا، بينهم 115 طفلا وأكثر من 75 امرأة خلال أيام، فضلا عن مئات الجرحى والمفقودين. وأكد "شحادة" أن قوات النظام لم تكتف بقتل الناس بالرصاص، بل عمدت إلى ذبح بعضهم بالسكاكين أو حرقهم، وفق لشهادات ناجين قالوا إن الشبيحة كانوا يعمدون إلى تجميع الإطارات الضخمة في هذا المكان أو ذاك ثم يضعون من اعتقلوه وكبلوه داخلها قبل يرشوا الوقود فوق الإطار ويشعلون النار به ويدحرجونه ليزيد اشتعاله. وختم "شحادة" موضحا أنه بقي في المدينة المنكوبة بالمذبحة حتى بداية الشهر الثاني من عام 2013، قبل أن يخرج منها بسبب تدهور وضعه الصحي، ليتوجه من بلدة إلى أخرى حتى وصل إدلب، حيث أجرى 4 عمليات جراحية، وما إن تماثل للشفاء تقريبا حتى أصيب بانفجار لغم؛ أدى إلى بتر قدمه اليمنى. فارس الرفاعي - زمان الوصل

مذبحة دف الشوك ( قرابة الـ100 حالة اسعاف ) !! “لم تكن خلافاً على فتاة”: خلاف بين عشيرتين من الطائفة العلوية عنوان المرحلة الجديدة بسوريا

$
0
0
تناقلت وسائل الاعلام الموالية للنظام السوري خبراً مفاده نشوب صراع في دف الشوك بدمشق بين شابين بسبب فتاة، لينتهى بتبادل رمي القنابل الحربية الهجومية! ما خلّف كماً كبيراً من الإصابات جلّهم من الأطفال ضمن مكان مخصص لفرحهم، ولاذ الجناة بالفرار. ونقلت صفحة دمشق الآن (التي تديرها المخابرات السورية) أن الطاقم الطبي لمشفى المجتهد بقي مستنفراً إثر الحادثة لمدة ٦ ساعات، وتم إجراء 23 عملية خطرة ضمن تلك الإصابات. الصفحة ذاتها أرجعت سبب الخلاف بين "رماة القنابل اليدوية" إلى خلافات شخصية بسبب فتاة. ولأن الحدث تثار حوله الشكوك، قام مراسل موقع الحل بتعقب أسباب هذا الخلاف الذي أدى لاندلاع "حرب" في دف الشوك، بحسب ما وصف الأهالي هناك هول ما شاهدوه. استبعاد طبيب لانتمائه العشائري بالتوجه نحو مشفى المجتهد أكد لنا هناك الطبيب الجراح عماد الخالد (اسم وهمي) أن المشفى "استقبل قرابة الـ100 حالة اسعاف من دف الشوك، وكانت غالبية الطواقم الطبية تقضي إجازة عيد الأضحى ما استدعى طلب كوادر التنسيق مع مديرية صحة دمشق لإرسال كوادر من باقي المشافي، كما تم إجراء قرابة 25 عملية جراحية، وتم بتر أعضاء بعض الجرحى نتيجة الاصابة البليغة والنزف الحاد، البعض منهم لا يزال إلى اليوم في المشفى يتلقى العلاج والرعاية والآخرون تم تخريجهم". ويضيف الطبيب أن ما لفت انتباهه أنه تم استبعاد زميل له من علاج الجرحى، حيث الطبيب المستبعد من قرية بيت ياشوط التابعة لمحافظة اللاذقية. هذا الاستبعاد من قبل العناصر الأمنية الذين أتوا برفقة الجرحى، دفع الطبيب للعودة إلى سجل المرضى ليلاحظ بأن جميع الجرحى هم من قرى حمام القراحلة وقرفيص وحميميم وبستان الباشا وأيضا من بيت ياشوط، رغم ذلك بقي الموضوع غامضاً على الطبيب الذي أدلى لنا بهذه المعلومات دون معرفة خفايا القصة. الخلاف العشائري يطل برأسه في دف الشوك ملاحظات الطبيب المقيم دفعتنا للتوجه نحو مسرح الحادثة للاقتراب أكثر والغوص في خفايا هذه الحادثة، وتمكنا من الوصول إلى شهود عيان. عبد الكريم (شرطي مرور قدم من محافظة الحسكة، ويقيم في دف الشوك منذ 2009)، أكد أن الحادثة "لم تنشب بسبب فتاة كما روجت لها ولكن الخلاف أعمق من ذلك حيث يعود إلى خلاف بين عشيرتين من الطائفة العلوية بسبب أن كل منها يدعي بأن طائفته قدمت شهداء أكثر لقمع الثورة". وبحسب الروايات التي يتم تناقلها في دف الشوك ونقلها لنا عبد الكريم فالخلاف "نشب بين افراد من عشيرة الياشوطية، وبين عشيرة الخياطية، ولكل عائلة نفوذها وضباطها". الأسد مهدد بخسارة دعم وولاء طائفته الخلاف العشائري بين العلويين هو ليس الأول من نوعه، فقد وقعت قبل العديد من الخلافات لكن الكثير منها تم نسبه إلى أسباب مختلفة وروج له بطريقة تخفي وراءها الحقيقة كما حدث في دف الشوك. فمثلا مع اندلاع الثورة السورية، حدث اقتتال في القرداحة بين أقرباء للأسد ورجال من كبرى عائلات المدينة إثر اعتقال المعارض عبد العزيز الخير، وتم اعتقال عدد من أقاربه، ولم يتم تسليط الضوء على تلك الحادثة لأن أحداثاً أكبر منها كانت تشهدها باقي الأراضي السورية. يتنبأ الناشط حسن مقداد باقتتال داخلي سيندلع بين أبناء "الطائفة الكريمة" بحسب وصفه، حيث أن كل الأخبار الداخلية تنم عن "حالة كره يعيشها أقطاب تلك الطائفة نتيجة الخسائر الكبيرة التي كبدهم بها نظام الأسد بعد أن زج بشبابهم في قمع ثورة شعبية ليبقى في الحكم". ويعود الناشط مقداد ليذكرنا بالخلاف الذي نشب بين محمد الأسد، وصخر عثمان، والذي انتهى بقتل محمد الأسد، حيث أن عائلة عثمان "ينتمي لها سفير النظام في رومانيا وليد عثمان وهو والد زوجة رامي مخلوف". وكشف تحقيق صحفي أن كليهما يمتلكان أراضي على البحر الأسود في رومانيا يستخدمها حلف الناتو لإجراء تدريبات، تم استملاكها بطريقة غير شرعية" الصراع القبلي واستغلال المخاوف ويختم مقداد كلامه بالتأكيد على أن "شبح الصراع العلوي العلوي يلوح بالأفق، وما يزيد حنق الكثير من العشائر العلوية الفقيرة أن بعض أبناء العشائر الأخرى استفادوا من صعود عائلة الأسد، ولكن الفقر دفع الآلاف منهم للتطوع في الأفرع الأمنية، ليزج بهم في الصفوف الأولى للقتال والنتيجة خسارة آلاف الشباب ومزيد من النعوش تتوجه يومياً من كافة الأنحاء السورية نحو قرى الجبل، أما المفقودين ومجهولي المصير فتلك مأساة أخرى ستبقى تقض مضجع النظام من مؤيديه قبل معارضته طالما بقي متشبثا في الحكم"، على حد قوله. بسام الحسين – دمشق المصدر: الحل السوري
Viewing all 773 articles
Browse latest View live