Quantcast
Channel: حكايات من سوريا –سوريتي
Viewing all 773 articles
Browse latest View live

أسماء تتدخل لإنقاذ بشار؟

$
0
0

يبدو أن أزمة المحروقات والكهرباء التي تفاقمت مؤخراً في سوريا، ودفعت بالعديد من موالي النظام إلى انتقاده علناً، دفعت أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، إلى التحرك لتخفيف الضغط الشعبي، عبر القوة الناعمة.

وامتلأت الصفحات الموالية للنظام في الأيام القليلة الماضية، بصور ومقاطع فيديو لـ”سيدة الياسمين”، وهو اللقب الذي يطلقه الموالون على أسماء، وهي تمارس حياتها أو تزور العائلات الفقيرة في دمشق وريف دمشق، وغيرها من تفاصيل الدعاية المعتادة لعائلة الأسد.

وتداولت صفحات موالية مقطع فيديو لأسماء في المستشفى العسكري بدمشق، وهي تلتقط صور السيلفي مع الممرضات “بعد تلقيها جلسة للعلاج الكيماوي” عطفاً على إصابتها بمرض سرطان الثدي. لكن المقطع الحافل بالابتسامات ركز على “الطاقة الإيجابية” وحاول من جديد استغلال مرض أسماء، لبث رسائل سياسية حول الصمود والصبر في وجه المشاكل اليومية، بما في ذلك أزمة الغاز والكهرباء.

وتكررت عبارة “سيدة الياسمين أمدّينا بالقوة” في التعليقات على الفيديو، وكذلك على الصور التي انتشرت لأسماء في اليوم نفسه وهي تزور جريحاً من جنود النظام في بلدة المراح بمنطقة القلمون في ريف دمشق، بشكل يماثل زيارات الرئيس السوري بشار الأسد، لمناطق موالية في الساحل السوري على سبيل المثال، والتي تكررت فيها عبارة “سمعنا منكم” في إشارة لأن الأسد وعائلته يهتمون شخصياً بمشاكل المواطنين، قبل نشر مقاطع أخرى لأسماء في مناطق مثل برزة البلد.

المختلف أن المنطقة السنية التي زارتها أسماء، تقع في جبال القلمون الشهيرة بالبرودة ونقص المحروقات في هذه الفترة من الشتاء، وبالتالي خلق الوهم بوجود اهتمام رسمي بمعاناة المواطنين المهمشين في مثل هذه المناطق، كرد غير مباشر على الانتقادات التي اجتاحت مواقع التواصل في مناطق النظام مؤخراً، وشارك فيها فنانون وإعلاميون موالون مثل شكران مرتجى وأيمن زيدان وشادي حلوة ورضا الباشا.

وفيما غاب بشار الأسد عن أي ظهور أو تعليق في هذا السياق، ما زال بعض الموالين يؤمنون بأنه سيتدخل في اللحظة الأخيرة لإنقاذ البلاد من “ثورة الغاز”، فيما يقول معلقون معارضون أن أزمة الغاز بكاملها بما في ذلك الاحتجاجات التي تناشد الأسد شخصياً لحل المشكلة، هي جزء من محاولة رسمية لتعويم الأسد وتلميع صورته التي اهتزت في السنوات الماضية، ضمن البيئة الموالية.

والحال أن أسماء الأسد لعبت دوراً محورياً في تكريس دعاية القوة الناعمة هذه من مطلع الألفية، وهو أسلوب مغاير للدعاية الأسدية القديمة، وكان لها دور في إعادة رسم صورة النظام على المستوى المحلي عبر الأعمال الخيرية والإطلالات “العفوية” بين العامة، إضافة لممارستها الدور نفسه على صعيد السياسة الخارجية، وبالتحديد عندما نجحت في فك العزلة عن زوجها بشار خلال جنازة بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني العام 2005، عندما رفض زعماء العالم الحديث معه وحتى الوقوف معه بسبب اتهام الأسد حينها باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، لتتدخل أسماء حينها للحديث مع ملكة إسبانية ومع شيري بلير، زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

الدعاية الناعمة، امتدت أيضاً لتشمل أبناء الأسد، حيث تداولت صفحات موالية صورة لزين الأسد، مع أحد جرحى الجيش السوري في مدينة اللاذقية، بموازاة تداول “قصة” عن حافظ، الأبن الأكبر للأسد، وهو يساند أحد ضباط الجيش السوري في تشغيل سيارته عبر دفع السيارة “كأي شاب عادي”!

هذا الانتشار لعائلة الأسد يتزامن مع طرح الصفحات الموالية والإعلام الرسمي للنموذج الجيد من الموالاة، بعكس الأصوات “المغرضة” التي تنتقد الأسد شخصياً في أزمة الغاز الحالية، وتداولت الصفحات الموالية في هذا الإطار، “قصة” رجل مسن (90 عاماً) في إحدى قرى حمص المهمشة، والذي لا يعرف شيئاً عن السوشيال ميديا لكنه يواظب على إرسال رسائل بالبريد إلى القصر الجمهوري من أجل التعبير عن ولائه للأسد وتقديم اقتراحات حول الأوضاع في البلاد، ما اعتبرته صفحات موالية “نموذجاً في الوطنية”.


مراكز التجميل في سورية تسعر بالدولار…شد الوجه والرقبة بـ250 دولاراً!

$
0
0
حددت بعض مراكز التجميل «الهاي» أسعارها وبالدولار أحياناً، إذ تصل تكلفة «البوتوكس» حول العين ١٥٠ دولاراً للسنتيمتر الواحد، وجلسة «الهايفو» لشد الوجه والرقبة 250 دولاراً، بينما تصل تكلفة تجهيز العروس من مكياج وشعر إلى 90 ألف ليرة سورية، و«تاتو الحواجب» 60 ألف ليرة ، فيما تصل جلسة تقشير الوجه الواحدة إلى 50 ألف ليرة، أما تغيير لون الشعر 35 ألفاً والميش بـ30 ألفاً، الحمام المغربي بـ28 ألفاً، وكذلك «جل الأظافر»، وعن مكياج الوجه الكامل وصل إلى سعر 25 ألفاً، وتبدأ تكلفة موديل الشعر من 5 آلاف فأكثر، أما السيشوار فكان أقل التكاليف إذ بلغ ألفي ليرة، ووصل أجر تجهيز العروس وسطياً إلى 125 ألف ليرة. من جانبه أكد رئيس دائرة الرقابة في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك محمد باغ أن عدد الضبوط التي نظمها التموين في صالونات الحلاقة النسائية قليل جداً نتيجة عدم التقدم بأي شكوى من المتضررات عن صالون ما. وأشارت مديرة المجالس والمكاتب التنفيذية سهى عليا إلى عدم وجود شكاوى عن أسعار الخدمات التجميلية في صالونات ومراكز التجميل، لافتة إلى أن المشكلة كبيرة ولا يمكن ضبطها، نظراً إلى أن كل مركز يضع تسعيرته وفقاً للمنطقة، وبالنهاية الزبونة هي التي تختار المركز المناسب لها. وأشار عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق مازن الدباس إلى أن المحافظة وجهت الجمعية الحرفية للحلاقين منذ أكثر من أسبوعين بإعداد جدول يتضمن الأسعار المناسبة للجمعية من جهة وللمحافظة والتموين من جهة أخرى، مطالباً رئيس جمعية الحرفيين بتعديل ورفع الأسعار بنسبة معقولة وبالتدريج ليصل إلى حقه. كما أكد مدير مديرية حماية المستهلك حسام النصر اللـه أن الوزارة تقوم بجولات لفحص المواد التجميلية قبل أن تصل إلى الصالونات، نافياً ورود أي شكوى عن تلك المواد. الوطن

وصف دقيق لحال أغلب سكان دمشق بعين مواطنة سورية ترصد أدق التفاصيل

$
0
0
زواريب للعشاق، ضمات وضحكات وعتب ووعيد، ثلاث نساء يتسوقن البيتزا..الاولى تحصي الآيات على عدادتها والثانية تشتم كل المارين والثالثة تدندن أغنية بعدك على بالي.. رجل عنيد..بيده عكاز وحافي القدمين ويريد من كل شخص مئة ليرة..ولا ينسحب قبل أخذها.. سائق الباص يستمع لمروان خوري ويتفاعل معه، حالة نادرة ..رجل يدندن وزوجته تربت على حقيبتها ربتة مدوزنة ..وصبايا يذكرونه برغبتهم بالنزول عند الأزبكية..وهو يهز برأسه بالإيجاب.. محل لبيع الملابس يضع لافتة مكتوب عليها ( ساعة الغفلة..بلشت الرخصة بنص حقو)..ومحل يبيع كل ثلاث قطع ملابس داخلية للأطفال بألف..ولا من يشتري..في الأيدي أكياس خبز وخضار..ثلاث عربات لبيع المكياج الرديء والرخيص..الاولى في الحلبوني والثانية عند القصر العدلي والثالثة عند الجامع الأموي..القاسم المشترك بينها شريط التسجيل وصوت الرجل نفسه ينادي على نفس البضاعة وبمائتي ليرة لكل غرض، اللكنة الغريبة ذاتها حين تتردد على لسانه عبارة (وائي شمسي ب٢٠٠).. لوحات بمصابيح خلفية..وبسطات ممتدة..أحد الباعة يقول (حاج بردنا) ويرد آخر قائلا :(طقطقت ركبنا من الوقفة).. بائعو القهوة يعلنون عن عودة الهدية مع كل نصف كيلو قهوة..يبدو الكساد في أوجه..وبائع الشاورما يقول :(غلي الدولار وما غلينا).. تبدو المدينة مجرد بسطة ممتدة تبيع الخردة والبضائع الرديئة .. حتى امام المحال تمتد البسطات لتستفرد بالبيع وهي أصلا لأصحاب المحال أو مؤجرة من قبلهم.. في كل زاوية طفل متسول وطفلة تبيع الجوارب رغما عن المارة ..تضع زوجا منها في يدك وتقول لك :(يللي بيطلع من خاطرك)... في الحريقة تبدو البسطات وكأنها مساحات للعرض..وايدي النسوة تغوص في كل شيئ..تسأل عن لون آخر ومقاس أكبر وعن حمالات صدر اكثر راحة وابراز للمفاتن في الوقت عينه.. توجه الصبايا عبارات الاعجاب للمانيكانات الرجال..أضحك فترد صبية قائلة :(من قلة الشباب صرنا نلطش المانيكان).. اشتباك بالأيدي من أجل سيكارة رمي عقبها في وجه شاب آخر..وبسبب سرقة طاقية صوف أو بسبب تبليل بضاعة أحد المحال بماء الشطف.. رغبة وافرة بالشراء والأسئلة اكثر من النقود المخبأة ببرود في حقائب وجيوب شبه فارغة..وصلاح الدين وحيدا تلفه الوحشة والصقيع.وأضواء القلعة باهتة وهامدة.. في طريق العودة ..ظلام دامس..والبسطات تحولت لقواعد خشبية مغطاة ومجنزرة لا حياة فيها. في طريق العودة أصوات شخير الرجال النائمين في الحافلات ورنين جوالات الأبناء تجيب على أسئلة الأمهات:(وين صرتوا).. والمدينة لا تسأل عن أحد ولا تتصل..صمت مريب وتوسل لبحبوحة في كل شيئ..من المال وحتى الضحكات...

عنصر في ميلشيات النظام اقعدته الحرب فتحول الى بائع يانصيب بلا رخصة

$
0
0
يعمل "نوفل ياسين كحيلة" على كرسي للـ /مقعدين/، بائع يانصيب متجول في شوارع اللاذقية على الساحل السوري، لكسب قوت عيشه اعتمادا على نفسه، ويحمل "كحيلة" معه علم النظام، مرتديا الزي العسكري لجيشه، رافضا التخلي عن العلم الذي من اجله حسب قوله (رحل الكثيرون من الشباب)، كذلك يرفض خلع الزي العسكري الذي يجده شرفا له. ونقلت وسائل اعلام موالية قصة "كحيلة" الذي كان التحق بميليشيات رديفة لجيش النظام في 2014 واثناء عمله في ريف حلب تعرض بعد 10 اشهر لاصابة جراء انفجار لغم بسيارته، فاخضع لعمليات جراحية وزرع صفائح، فنجا من الموت، الا انه بات مقعدا عاجزا عن المشي. حيث منح النظام راتب تقاعدي لعنصره السابق مقداره 15 الف ليرة سورية / 25 دولار شهريا، مع توظيف ابنه في الجامعة، ويقول "كحيلة" انه لا يريد الاستسلام، لهذا قرر بيع اوراق اليانصيب, ولكن المعتمدين لا يعطونه الارواق دائما كونه لا يملك رخصة بيع اليانصيب، ويتمنى لو انه يحصل على رخصة، كذلك على كرسي كهربائي، الا انه يجد هذه الحاجات الحياتية لا تساوي شيء امام الوطن، مشيرا الى سعادته الغامرة حين يسمع ان جيش النظام حقق نصرا، ليشعر وكانه ما زال "يقاتل" مع رفاقه، معتبرا كلامه ليس شعارات بل قناعة.

القمامة مقصد أطفال النازحين بإدلب لإعالة أسرهم

$
0
0
وسط أكوام من النفايات قرب مخيم للنازحين في شمال غربي سوريا، يقلّب الفتى سبع الجاسم النفايات بقضيب حديدي بحثا عن مواد بلاستيكية يمكنه بيعها من أجل المساهمة في تأمين قوت عائلته التي تعيش ظروفاً صعبة. يقول الجاسم (15 عاما) وهو يرتدي ثياباً متسخة، إنه يجمع كيسين من البلاستيك يوميا ويبيعهما ليتمكن من شراء الخبز لعائلته المؤلفة من تسعة أطفال مع والديهم. ويقصد هذا الفتى مكبّ القمامة الواقع قرب قرية كفر لوسين في محافظة إدلب مع شقيقيْه وشقيقته، مما يخولهم يوميا جني ألف ليرة سورية (نحو دولارين). كما تقصد نساء وأطفال المكبّ ذاته بحثا عن خردة أو مواد بلاستيكية لبيعها، في حين تبحث أغنام بين النفايات عما يسد جوعها. ويوضح الجاسم ذو الجسم النحيل "نشتري الخبز والبطاطا والخضار والبندورة"، قبل أن يتابع ببراءة "ليس لدينا مال لشراء اللحم". بعدما ينتهي من مهمته اليومية، يبيع الفتى ما يجمعه لجاره مرهف حجازي الذي ينقل الأكياس إلى بلدة الأتارب المجاورة حيث تجري عملية إعادة تدويرها. ويقول حجازي (25 عاما) النازح بدوره من محافظة حمص -وهو أب لرضيع في شهره السابع- إن "سعر النحاس هو الأغلى، لكن البلاستيك والنايلون هما ما يمكن للأطفال إيجاده، خصوصاً أنه الأوفر في المنطقة". ويضيف الرجل الذي يشتري يوميا ما يجمعه عشرة أشخاص -غالبيتهم من الأطفال- "تنبعث من القمامة الروائح الكريهة والأمراض.. لولا الحاجة لما اضطر أحد للعمل فيها". ومع وصول حافلة جديدة محملة بالقمامة، يسارع الأطفال والنساء في الموقع إلى البحث بين الأكياس، غير آبهين بسحابة الغبار المنبعثة جراء إفراغ الحمولة. وتحتوي هذه الأكياس على بقايا طعام وحفاظات متسخة وعلبا معدنية وعبوات مواد تنظيف وغيرها. ويرتدي أغلب الأطفال أحذية بلاستيكية، ويضع موفورو الحظ منهم قفازات، بينما يستخدم معظمهم قضيبا معدنيا ملتوي الرأس لمساعدتهم في عملية البحث. بأي ذنب نزحت؟ (الأناضول) الفقر وترزح الشريحة الأكبر من سكان سوريا تحت خطر الفقر، في ظل النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ عام 2011، وتسبب خلال ثماني سنوات في مقتل أكثر من 360 ألف شخص ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان. محافظة إدلب الواقعة بشكل شبه كامل تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، تضم وحدها قرابة ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم من النازحين من مناطق أخرى. ويعتاش غالبيتهم على مساعدات غذائية تقدمها الأمم المتحدة ومنظمات محلية، بالكاد تكفي لسد رمقهم. ومن بين هؤلاء النازحين عائلة الجاسم التي فرت من المعارك في محافظة حماة المجاورة، لتستقر داخل خيمة مصنوعة من الأغطية البلاستيكية المثبتة بحبال وحجارة، في مخيم عشوائي قرب كفر لوسين تجمعت في أنحائه مستنقعات المياه بفعل تساقط الأمطار. وداخل الخيمة، يفترش أفراد العائلة الأرض المغطاة بسجاد وفرش حول مدفأة على الحطب. وفي ناحية منها، يستلقي الابن البكر مرتديا قميصا صيفيا، وفوقه غطاء شتوي أحمر اللون لا يخفي رجله المثبتة بسيخ حديدي جراء قصف جوي نجا منه. وبعبارات يطغى عليها الألم والحسرة، يقول رب الأسرة جاسم الجاسم (53 عاما) الذي كان يعمل مزارعا، "عندما يذهب أولادي إلى مكب القمامة أجد نفسي صغيرا ومقهورا جدا"، لكنه لا يجد خيارا آخر بعدما بات عاجزا عن العمل جراء عملية في القلب خضع لها مؤخرا وأثرت على حركته. ويؤكد الرجل ذو اللحية البيضاء وعلى رأسه كوفية حمراء وبيضاء، أنه لا يتمنى لأولاده أن "يذهبوا إلى المكب لأن القمامة أوساخ وأمراض وروائح كريهة"، ويتمنى لهم "مستقبلا جميلا وأن يتعلموا"، لكنه يوضح في الوقت ذاته "إذا لم يعملوا سنجوع". ونتيجة الارتفاع الهائل في الأسعار وخسارة السكان لمصادر دخلهم، تعاني سوريا من "انعدام الأمن الغذائي"، وفق ما أعلنه برنامج الغذاء العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث يعجز 6.5 ملايين شخص على تأمين حاجاتهم الغذائية، وفق البرنامج.

السرطان وحش يفتك بمصابيه في الشمال السوري

$
0
0

سيلا الوافي-إدلب

انتشر في الآونة الأخيرة مرض السرطان بالمناطق المحررة في سوريا بشكل ملحوظ، وتزايدت الحالات المرضية بهذا المرض الخطير بين الذين دخلوا عبر معبر باب الهوى إلى تركيا من أجل العلاج.

وأظهرت إحصائية لإدارة معبر باب الهوى أن 1889 شخصا تمكنوا من دخول تركيا سنة 2018 لتلقي العلاج، 284 منهم مصابون بسرطان الثدي و189 بسرطان الدماغ و108 بسرطان الرئة، والآخرون مصابون بأنواع أخرى من مرض السرطان.

ويؤكد الطبيب أيهم أرمنازي للجزيرة نت أن الارتفاع في نسب الإصابة بالسرطان بالمناطق المحررة كان متوقعا بسبب انتشار مخلفات الأسلحة والدمار من مواد سامة ومؤكسدة، وانعدام النظافة، والتلوث البيئي الذي شكل حاضنة للجراثيم والفيروسات التي تعد المسبب الرئيسي لبعض أنواع السرطانات.

كما أن غياب المواد الغذائية الصحية وافتقار الناس للحياة السليمة، كل ذلك أدى لزيادة ملحوظة بالسرطان، فالتلوث في الماء والهواء بسبب الانبعاثات الناجمة عن محركات السيارات والمولدات الكهربائية التي لا يخلو تقريبا منها بيت بالمناطق المحررة، واستخدام الأهالي للملابس والإطارات والأوراق كطرق للتدفئة في الشتاء، من الأسباب الأخرى لخطر الإصابة بالسرطان.

افتقار ويقول الطبيب إن المناطق المحررة لم يكن بها أي مركز مختص بالأورام السرطانية، لذلك كان الناس يلجؤون للمشافي التي لا تمتلك المعدات اللازمة للكشف المبكر عن هذا المرض، وكان البعض منهم يتوجه لتركيا للعلاج حين يعلمون بمرضهم ولكن قد يكون الوقت قد تأخر.

وأضاف "لكننا الآن وضمن الإمكانيات المتواضعة افتتحنا مركز علاج السرطان بالشمال السوري، ومع أنه جاء في وقت متأخر فإنه ساهم بدور كبير في تحسين ظروف المصابين بالأورام السرطانية الذين ظلموا كثيراً في الآونة الأخيرة لعدم توافر المراكز الصحية المتخصصة بتقديم الخدمات العلاجية اللازمة والكشف المبكر عن نوعية المرض ومدى خطورته".

وقال إن في المركز ما يقارب من ثلاثمئة حالة نشرف على علاجها، مؤكدا أن الإمكانيات بسيطة جداً "ولا نستطيع استيعاب الأعداد الكبيرة الموجودة وخاصة أن المركز مؤهل لعلاج نوعين فقط من السرطان وهما سرطان الثدي والليمفوما" وما تبقى يتم تقديم استشارات مجانية لتقييم حالتهم أو تشخيصها للكشف عن المرض بمراحله الأولى وتحويلهم إلى تركيا أو مناطق النظام.

ألم وأمل "فوجئت بإصابتي بسرطان الثدي، ولا بد أن ما شهدناه من قصف وتعرضنا لدخان الصواريخ كان السبب في إصابتي" هكذا بدأت منى الحلبي قصتها، وهي إحدى النازحات من مدينة حمص إلى ريف إدلب وتبلغ من العمر أربعين عاما.

تروي للجزيرة نت قصتها "بعد أن هُجرت من بيتي وذهبت للعيش أنا وأبنائي في ريف إدلب بدأت قواي الجسمية بالتراجع وظهرت علي علامات التعب والإنهاك، ولاحظت وجود كتلة في الثدي تكبر بشكل سريع وخلال مدة قصيرة".

وأضافت "ساورني الشك بأنها قد تكون كتلة سرطانية بسبب ظهورها فجأة ونموها بشكل متسارع فتوجهت لإجراء بعض التحاليل والفحوصات ليتبين لي أنها كتلة خبيثة ويجب الإسراع باستئصالها للتمكن من تحليلها واكتشاف مدى خطورتها".

ونظراً لعدم توافر الأجهزة المتخصصة للكشف عن الأورام الخبيثة تم تحويل الكتلة إلى محافظة دمشق لمعرفة نوعها إن كانت خبيثة أم لا، ليصل الرد بعد فترة وجيزة من الزمن بأنها غير سليمة ولا بد من خضوع منى لعمل جراحي ثان لاستئصال الثدي.

وتقول منى "افتتاح المركز الأول لعلاج مرضى السرطان وليمفوما الدم بالمناطق المحررة بارقة أمل لي ولأمثالي من المصابين بالسرطان، وبذلك خضعت لعملية جراحية ثانية وتم استئصال الثدي وبدأت بتلقي العلاج".

وقالت إن حالتها ليست الوحيدة، فهناك العديد من الأقارب والأصدقاء الذين أصيبوا بمثل مرضها نتيجة التعرض لمخلفات القصف وأدخنتها الكيميائية السامة التي "أثرت سلبا على نفسيتنا وأجسادنا وفقا لما قاله الطبيب المشرف على حالتي".

وبعيون مليئة بالحزن والقهر تقول منى: صحيح السرطان يقتل وجرعاته صعبة لكنها بالنسبة لي هي راحة ودفء وهرب من الحياة وضغوطاتها الصعبة.

المصدر: الجزيرة نت

الناشط بسام حداد يروي بالتفصيل ما حدث لوالده في المشفى الجامعي بحلب مما أدى لوفاته عن عمر لا يتجاوز ال 53 عاما

$
0
0
Bassam Haddad
مع كل تفصيل كان العقل الباطني يعيش ذكريات مأساوية في سوريا الأسد..
خصوصا عندما سقط والدي خلف مكتبه نتيجة نزيف دماغي حاد أصابه نتيجة الكبت و الضغط القهر الصامت عندما شاهد اخي في اليوم الفائت يتعرض للضرب الوحشي في سجن حلب المركزي مما تسبب في تشوه معالم وجهه.. لا لشي، فقط لأنه سأل الشرطي ليش ما عم تعطي الهويه لأبوي الو نص ساعة واقف " بعد انتهاء الزيارة الخاصه" كانت الصدمه قاسيه حد انفجار الدماغ بعد أقل من 24 ساعه.. المأساة الحقيقه بدأت عندما تم إسعافه إلى المشفى الجامعي في حلب.. صدق أو لا تصدق اربعين دقيقه لا يوجد حماله في قسم الإسعاف تنقله للطابق العلوي.. مما اضطر اخي الكبير و صديقه الرائد في شرطة حلب و بعد توبيخ مدير المشفى نقله إلى مشفى آخر .. مشفى الشهباء الخاص الذي كان ينتشر فيه الذباب كما ينتشر حول مزبلة مليئه بقشر البطيخ في ايام الصيف الحارة .. اسبوع من المعاناة و المعامله الفوقيه الحقيرة و النهب الحقيقي بدون اي رادع إنساني أو أخلاقي أو مهني .. عدا عن التشخيص الخاطىء لحالته إذ شخصت حالته بأنها جلطه دماغيه أدت إلى شلل نصفي، و تم إعطائه مميعات للدم.. بينما هو كان يعاني من نزيف دماغي حاد .. و في المشفى الخاص كل يوم يمر عليه جميع الأخصائيين لدقائق و كل أخصائي يرمي الأدوية التي وصفها سلفه.. و يكتب وصفة جديده، مع ثمن الكشفية الخاصه طبعا. في النهاية بلغ السيل الذبى.. و بعد صدام مع إدارة المشفى المافيوية المجرمة بسبب قصور العنايه و النظافة و عدم ملاحظة اي تحسن على حالته. نقلنا والدي لمشفى خاص آخر.. مشفى محوك خلف شارع بارون.. نفس التشخيص.. المعامله افضل نسبيا.. المشفى أصغر و أهدأ.. الأسعار مرتفعه أكثر. لكن هنا حدثت المذبحه.. نتيجة الاصابه كان لا يستطيع الوقوف أو المشي طبعا و كان يقال لنا بأنه تعرض للشلل النصفي بسبب الجلطات الدماغية. و كان لا بد من وضع قسطرة للتبول. في اليوم الرابع.. بدا تحسن واضح على حالته.. فالشلل لم يكن حقيقي و بدأ يحرك رجليه و بدا و كأنه بدأ يتعافى.. فقرر الدكتور محوك ان المريض يمكنه الذهاب للحمام بالمساعدة. طلب من الممرضه ان تنزع القسطرة البوليه بعد الظهر و غادر المشفى. جاءت الممرضه و بدأت تسحب القسطرة.. هي تسحب و هو يتألم.. تسحب بقوة فيصدر انين قوي. ارتبكت الممرضه و بدأت تبحث عن سبب لماذا لا تنسحب هذه القسطرة.. كانت عاملة التنظيف في الغرفة بذات الوقت، فقالت لها اسحبي بقوة. هاتي اساعدك.. لانهن لا يعرفن ان هناك بالون مليء بالماء يمنع القسطرة من الانزلاق خارجا.. يجب سحب الماء منها اولا. تم سحب القسطرة بقوة، و معها تمزقت المثانه و المجرى البولي و قتل الرجل من الألم الذي لا يمكن تخيله.. هذه الحادث لوحدها كانت كفيله بقتله حتى لو كان مثل الجمل لا يعاني من شيء.. ساعتين من النزيف الحاد حتى وصل الجراح اسعافيا وأجرى له عملية استغرقت ساعتين لإيقاف النزيف و إصلاح ما يمكن إصلاحه. تبين ان الممرضه ليست ممرضه حقيقيه و لا تملك اية شهادة تمريض أو خبرة.. و تعمل هناك كونها إحدى قريبات صاحب المشفى. و الجمله الشهيرة التي ما زالت محفورة في ذهني قول الدكتور محوك تعقيبا على الشكوى و الغضب من قبلنا .. " شو صار.. إذا الصانع خرب السيارة و أجا المعلم صلحها " طبيب يقارن الانسان و حياته بالسياره و انا أجزم الف مرة ان دولاب السيارة اهم من ملايين السوريين عند هذا الطبيب و أمثاله. في اليوم الخامس و حتى لا تسجل حالة وفاة في سجل المشفى طلب منا أخذه ليموت في بيته حيث لم يعد بإمكانهم تقديم اي شيء له. و هكذا حدث.. في الليلة قبل الأخيرة تدهورت حالته كثيرا. جلب اخي الأكبر طبيب عام و جاء منتصف الليل.. أول مرة أرى طبيب يفحص والدي بهذه الدقه. فتجربة الفترة الماضية اعطتني الانطباع بأن الأطباء عندنا سحره. إذ يكفي ان يمرر السماعه بسرعة البرق على صدر أو ظهر المريض حتى يعرف حالته.. بينما هذا الطبيب كان ياخذ وقته و يستمع إلى النبض و التنفس .. بعد أن أنهى المعاينه.. قال : الوالد ما عنده جلطة دماغية و لا شللل.. الوالد مصاب بنزيف دماغي. للأسف كل الأدوية التي أعطيت له كانت تسرع عملية النزيف و تدفع حالته للتدهور اكتر. كان ممكن علاجه بسهوله من البداية لو تم التشخيصي الصحيح لحالته، لكن تأخر الوقت كتير و لن يعيش أكثر من أربع و عشرين ساعه. توفي شابا في منتصف ليلة اليوم التالي عن عمر لم يتجاوز ال 53 عاما. و انا ذهبت لخدمة الوطن في جيش ابو شحاطة ثلاث سنوات و نصف.
نقلا عن الفيسبوك

متطوعات الخوذ البيضاء.. بلسم شفاء لجراح سوريا

$
0
0
ما الذي دفع الشابة السورية ريم حكواتي للتطوع بمنظمة الخوذ البيضاء؟، سيرة متطوعة ساهمت بإنقاذ عشرات النساء المصابات جراء القصف والحوادث الطبيعية، وكرست جهودها لمنع تكرار تجربة مرت بها.

يمان خطيب–إدلب

"لن يحصل هذا مرة أخرى.. أقسم لك يا هبة". بصوت متعب يلفه الحزن ودموع انسكبت على وجنتيها، ختمت ريم حكواتي حديثاً مطوّلاً وهي تجلس القرفصاء عند لحد شقيقتها الصغرى.

ريم كانت تزور مقبرة شهداء زملكا بغوطة دمشق الشرقية للمرة الأخيرة، قبيل ساعات قليلة من انطلاق قافلة المهجّرين إلى إدلب (شمال سوريا).

كانت واقعة مقتل شقيقتها بغارة جوية للنظام السوري في مايو/أيار 2017 سببا كافيا دفع الشابة ريم حكواتي للتطوع لدى مؤسسة الدفاع المدني السوري، أو ما عُرفت لاحقا باسم "منظمة الخوذ البيضاء"، فور وصولها مدينة أريحا (جنوبي إدلب).

تقول ريم حكواتي (24 عاما) للجزيرة نت "وقفت عاجزة تماما عن الحركة حين رأيت أختي تحتضر وهي مضرجة بدمائها إلى جانب عشرات الجثث والأشلاء المتناثرة في سوق مدينة زملكا، في مشهد لا تراه إلا في أفلام التراجيديا".

وتضيف "عقب انقشاع غبار الصاروخ الارتجاجي، لم أمتلك في تلك اللحظة الجرأة على مسّ شخص ينزف بغزارة، هذا فضلا عن انعدام خبرتي في كيفية التصرف في مثل هذه المواقف".

وتكمل "ثوان قليلة، تلاشى أنين شقيقتي وفاضت روحها دون أن أتمكن من مساعدتها، لكن جرحى كثرا نجوا من تلك المذبحة بعد إسعافهم من قبل فرق الإنقاذ، الذين عملوا بمنتهى الشجاعة والتفاني والسرعة، غير مبالين بخطر القصف المزدوج الذي اعتدناه".

إنقاذ المصابات بناء على رغبتها، عُينت ريم حكواتي في قسم الإسعاف والإنقاذ بمركز أريحا النسائي التابع للدفاع المدني، بعد أن هُجرت من ريف دمشق في أبريل/نيسان 2018، حيث خضعت لدورات تدريبية مكثفة استمرت أسابيع، اكتسبت خلالها خبرات في الأعمال الميدانية والتوعوية.

وأسهمت منذ انضمامها في إنقاذ أرواح عشرات النساء المصابات، جراء القصف أو الحوادث الطبيعية، إضافة إلى عملها ضمن فريق ينظم دوريا حملات توعية تتعلق بطرق التعامل مع الذخائر غير المنفجرة.

وشاركت مع زميلاتها في حملات داخل المنازل وفي مخيمات النازحين تُعنى بحماية الأطفال والتحذير من خطورة تجنيدهم واستغلالهم في الحرب، أو إجبارهم على العمل في مهن قاسية، حتى ولو كان الطفل المعيل الوحيد لعائلته.

كما سجلت ريم حضورها في حملات أخرى للتحذير من عواقب انقطاع الأطفال عن مقاعد الدراسة.

خدمات المتطوعات 220 هو عدد المتطوعات وفقا لآخر إحصائية صادرة عن مؤسسة الدفاع المدني، يتوزعن على 31 مركزا نسائيا في محافظة إدلب وأرياف حلب وحماة واللاذقية، بحسب ريم.

وأسهمت المتطوعات في توفير خدمات طبية وتوعوية لأكثر من 32 ألف سيدة خلال العام الماضي فقط.

وترى أم مروان مسؤولة تنسيق المراكز النسائية في الدفاع المدني السوري أن الخدمات التي تقدمها المراكز النسائية للأهالي، وللنساء خاصة، أسهمت في فترة وجيزة في قبول تواجد المتطوعات من كافة شرائح المجتمع على عكس المتوقع، خاصة أن المتطوعات يعملن في بيئة محافظة تطغى عليها الصبغة الدينية التي ترفض فكرة مشاركة الإناث في عمل الذكور.

وأوضحت أم مروان أن افتتاح منظمة الخوذ البيضاء مراكز نسائية على هذا النطاق الواسع أثّر إيجابا في تمكين المرأة السورية، وإبراز دورها الحقيقي بعد مرور عقود من القمع والتهميش.

ولفتت إلى أن الإدارة في مؤسسة الدفاع المدني تستقبل شهريا عشرات الطلبات من الفتيات الراغبات في التطوع من جميع المناطق السورية.

تفعيل دور المرأة من جانبه، عبّر فؤاد راجح -أحد سكان مدينة إدلب- عن إعجابه بفكرة تفعيل دور المرأة ابتداء بالجانب الإنساني، ودعا لتقديم شتّى أنواع الدعم في سبيل استمرار دورها الذي بات ضرورة وحاجة ملحة.

وأشار راجح إلى أن تواجد العنصر النسائي في مؤسسة الدفاع المدني ذلل عقبات كثيرة، وأسهم في رفع درجة الوعي لدى النساء والأطفال في فترات الحرب والسلم.

وشاطرت تسنيم دندش الرأي حول أهمية دور العنصر النسائي في منظمة الخوذ البيضاء، فسابقا كان المتطوعون الذكور لا يلقون الاستجابة اللازمة أثناء عمليات الإسعاف أو في حملات التوعية.

ويعود ذلك -بحسب تسنيم- إلى تحفظ تبديه جلّ العائلات، الأمر الذي لم يعد حاضرا منذ افتتاح المراكز النسائية.

جائزة نساء العام جدير بالذكر أن المتطوعات في منظمة الخوذ البيضاء نلن جائزة نساء العام في أكتوبر/تشرين الأول 2017 خلال حفل أقيم بالعاصمة البريطانية لندن، وذلك تقديرا لعملهن وتكريما لتضحياتهن.

المصدر: الجزيرة نت

رحلة حاوية من ألمانيا إلى دمشق!

$
0
0
اتخذت عملية استيراد المعدات الصناعية وقطع التبديل إلى سوريا، بعيد اندلاع الثورة السورية والحرب من بعدها، شكلاً جديداً، مع فرض العقوبات على النظام، وإغلاق مقرات بعض الوكالات الأجنبية، وتقطّع أوصال البلاد نتيجة اختلاف مناطق السيطرة العسكرية. قبل الثورة، كانت المصادر الرئيسية لتجارة قطع تبديل الآلات الصناعية هي الوكالات الأوروبية الموجودة في سوريا، وبضائعها أكثر جودة من مثيلاتها الصينية زهيدة السعر. إلا أن غلاء أسعار البضائع الأوروبية الجديدة، قبيل الحرب، كان يدفع أصحاب المصانع الضخمة إلى شراء قطع مُستعملة، تأتي من أوروبا بحاويات كبيرة "كونتينرات" تصل موانئ اللاذقية وطرطوس. فالقوانين الأوروبية تحدد زمن تشغيل قصير لقطع التبديل قبل استبدالها، بينما تُستخدم القطع ذاتها لسنوات طويلة في سوريا. لذا فإن تجارة قطع التبديل الأوروبية المستعملة شهدت ازدهاراً في الأسواق السورية، منذ ما قبل الثورة. ويُعاد تجديد تلك القطع المستعملة؛ وتنظيفها وصقلها وتشحيمها، في ورشات مختصة، قبل بيعها في السوق السورية. إلا أن توقف استيراد كونتينرات قطع التبديل المستعملة، من أوروبا، واستهلاك المخزون الموجود في السوق، وارتفاع الأسعار أضعافاً في دمشق في دول الجوار، فتح خطوط تهريب من أوروبا إلى دمشق عبر الأراضي التركية ومناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا. شبكة من كبار تُجار السوق، اخذت على عاتقها توريد تلك البضائع إلى تُجار الجملة في دمشق، ومنها إلى محلات البيع بالمفرق. وتنتشر هذه الشبكة بين أوروبا وتركيا، ومناطق المعارضة، ويعمل فيها رجال أعمال من دمشق. وتأتي الكونتينرات من أوروبا، غالباً من ألمانيا، أكثر الدول تطوراً في مجال الصناعات الميكانيكية، إلى الأراضي التركية عبر الحدود البلغارية، أو عن طريق البحر. وطريق البحر غير مُحبذ من التُجار، خوفاً من تآكل القطع الحديدية بفعل الرطوبة العالية، وطول الرحلة. دخول البضائع من أوروبا إلى تركيا، يتم بشكل قانوني من دون مشاكل. ويتم نقل البضائع بعد دخولها تركيا، باتجاه معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا. وتدخل بعدها عبر تُجار سوريين إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري، ومنها إلى دمشق عبر معبر مورك في ريف حماة الشمالي. المشاكل تبدأ منذ دخول البضائع إلى الشمال المُحرر وصولاً إلى دمشق، بسبب الحواجز والترفيق. عشرات الأطنان من قطع التبديل الأوروبية المستعملة، تُفرغ ويعاد تعبئتها في شاحنات، لأكثر من خمس مرات، حتى تصل إلى دمشق. وتفرض الأطراف المسيطرة على الطريق بين معبر باب الهوى ودمشق، ضرائب مقابل مرور تلك البضائع؛ بدءاً من "هيئة تحرير الشام" وصولاً لمليشيات النظام. ترفيق البضائع يُمكن أن تتشاركه أكثر من جهة، تتقاسم الطريق في ما بينها. يقول أحد تُجار منطقة حوش بلاس الصناعية في محيط دمشق، لـ"المدن": "نطلب القطع التي نحتاجها بأوزان لا تقل عن طن واحد لكل نوع، من التُجار المسؤولين عن إدخال البضائع، ولا علاقة لنا بما سيحصل على الطريق، نحن نتسلم بضائعنا عند أبواب متاجرنا، أما المبالغ التي تُدفع في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة، ومبالغ الترفيق من ادلب إلى هنا، فهي تُضاف بشكل مقطوع على قيمة البضاعة". ويمتنع التُجار عن استقدام بضائع تركية عوضاً عن الأوروبية، وتوفير أجرة الشحن من أوروبا إلى المعابر بين سوريا وتركيا. ويؤكد التاجر، لـ"المدن": "زمن استهلاك قطع التبديل في تركيا لا يختلف كثيراً عن سوريا، ونظراً لضخامة البلد يتم تصريف البضائع المُستعملة محلياً". ويشير التاجر إلى وجود اتفاق غير مُعلن، مع الأطراف السورية التي تسمح باستيراد هذا النوع من البضائع، بوجوب عدم الاقتراب من قطع التبديل المُصنّعة في تركيا، جديدة أو مُستعملة، لتجنب المشاكل مع الجمارك السورية ومكتبها السري. ولا يخلو الأمر من دخول بعض الأصناف التُركية، التي تُطلب بشكل مُستعجل، وتصل بعد يومين في حال وجودها في الشمال السوري. سائق سيارة شحن على خط ادلب–دمشق، قال لـ"المدن"، إن السيارات التي تحمل قطع تبديل تُحاسب بطريقة مختلفة عن تلك المُحملة بالأغذية والألبسة، نظراً لاعتقاد الأطراف التابعة للنظام والمعارضة، أن ثمنها مئات الآلاف من الدولارات وستُباع بمبالغ كبيرة أيضاً. وأشار التاجر إلى أن القافلة المؤلفة من ثلاث إلى أربع سيارات، تُكلف بحدود ثلاثة ملايين ليرة، على الأقل، لتصل دمشق من الحدود السورية–التركية. المكتب السري الجمركي، والجهات المسؤولة عن منع التهريب، تغض البصر عن تلك التجارات، نظراً لكون قطع التبديل الأوروبية المستعملة غير مُضرة بـ"الصناعة الوطنية". لا بل هي مطلوبة ولا يمكن الاستغناء عنها، ويتم استخدامها في الدراجات الهوائية وصولاً إلى الآلات الصناعية الكبيرة. كما أن المكتب السري راضٍ عن شبكة التُجار المُخولة باستيراد قطع التبديل. بالطبع لا يخلو الأمر من ضربات كبيرة يتلقاها التجار، عندما يشعر القائمون على المكتب السري، ودوريات الجمارك بالحاجة إلى المال لتوسيع ثروتهم. ولذلك، يتم استهداف المحال التجارية التي تبع قطع التبديل، ومطالبتها ببيانات جمركية وفواتير رسمية، وهذا شيء مستحيل. كما أن الاتهامات بترويج واستخدام العملة الصعبة، جاهزة. ويمكن أن تنتهي عملية الابتزاز بدفع التاجر لمبالغ تتراوح بين مليون و10 ملايين ليرة. يقول التاجر لـ"المدن": "بالرغم من التكاليف الكبيرة للنقل من أوروبا إلى سوريا، والضرائب والرشاوى، تبقى البضائع الأوروبية أفضل من حيث السعر من مثيلاتها الكورية والإيرانية والصينية، فضلاً عن جودتها". رائد الصالحاني al modon

مشاهدات طالب جامعة واحاديث تنضح بالطائفية البغيضة في سرفيس سوري

$
0
0
اليوم راجع من الجامعة عالبيت بالميكرو ففي عسكري قاعد بالمقعد يلي وراي اجا العسكري عم يحاسب وناولني 100 ليرة وعم ينتظر ليرجعلو الشوفير ال 50 ليرة الشوفير المشحر ما معو فراطة لأنو لهلق ما انحلت معضلة ال 50 العظيمة قلو شو يا حبيب آبدك ترجعلنا الباقي قلو الشوفير ما معي فراطة طول بالك هلق برجعلك قلو بالله هنتو الشوفيرية كذابين ليكا الدولة متطبعلكين خمسينات جديدديييي (بيني وبينك علي الحلال رغم انو اغلب تنقلاتي بالسرافيس لهلق ما لمحتا لهل 50 فيس تو فيس !!...( وجه لوجه  ) قام هيك الشوفير ورجعلو ال 100 ليرة كلا قصر عي ووجع راس قام قلو العسكري لا عيني هنا ما عم اشحد مناك وخود هي ال100 وبدك ترجعلي ال 50 بالزور قلو الشوفير لك اخي والله مسامحك ومو شحادة بعتبرك اخي طلع معي ما باخد منك قلو لاااا هنا مني اخوك نحن مندافع عنكين ونحمي الوطن بدالكين مو تتعتبرونا اخواتكين نحن اسياد الشعب ولولانا هلق ما كنتو عايشين وخود بقا على سئالة وغلاظة وتوزيع بطولات وبلش يحكي عن امجادو وبطولاتو بكل فخر وانا كل مالي عم غبا وغبا وغبا بعدين الا شوي رح انفجر بوشو وقلو لك انت واحد مجرم ومقرف وسرسري والدم عم يقطر من انيابك تضرب انت ومعلمينك واسيادك وخراي عليك وعلي فهمك انك شغلة مهمة شقفة عسكري ابو شحاطة نتن بس غبيتا ( كتمت شعوري  )  ونزلت بنص الطريق بس لأضبط حالي واتوازن من جديد قبل ما يفلت لساني هيك تفاصيل حياتنا هيك صفيانة البلد لا جديد يذكر     نقلا عن الفيسبوك

حدث في وسط شارع الحمراء بدمشق : انتو بدكن يانا نشحد فشرتم أصلا انا ما بعرف ولا يمكن لي ان أشحد

$
0
0
بنص شارع الحمرا..سيدة عم تبيع نزالات..مساكات للسخن يعني..مبينة انو بعمرها ما باعت..بتعيط يابنات..ولكن...انتوا يا بنات تعالوا اشتروا مني..بس بمية وخمسين..وبتمسك النسوان وبتقلن اشتروا مني ولو وحدة...مابدي أشحد..جنبا كيس نايلون أسود معبى..ومعا خمسينات مشان ترجع للناس يعني بيع عالأصول مو شحادة وتسميع.. المهم قربت منا واشتريت وقلتلها انشالله تعبك بآخرو يا ست...قالتلي آخر التعب موت..وأنا ميتة بالحياة..وصرخت في وقالتلي مو أنتوا ما بدكن يانا نشحد!! اصلا انا لا بعرف ولابرضى أشحد...بس تعبت...وعم بترجى بالناس تشتري..النزالة أرخص من العلكة والله... قلتلها طيب اصرخي بوجه الرجال..قوليلن يشتروا كمان..زورتني وقالتلي مو شغلتن! ومع هادا طلبت من زلمة يشتري منها..قلها واذا ماعجبت مرتي بتزتها بوجهي..قالتلو هي مية وخمسين ليرة اذا خايف من مرتك زتها بالزبالة قبل ما تفوت عالبيت وخليني نفق.... زاد معها ٣ إجت ست اشترتن..حاولت تعطيها خمسمية وماتاخود النزالات..طبعا مارضيت.. المهم نفقت الكيس..هون بس قعدت عمقعد حديد وقالتلي الحمدلله خلصت وهلق اذا شربت مي بتنزل بزوري وبرتوي..وطالعت قنينة بلاستيك ملفوفة بكيس نايلون أسود وشربتها كلها دفعة وحدة..وراحت...وضل صريخها تعوا يابنات اشتروا مني معبي السما..... يا ويل ويلنا....وآخر التعب موت...وحكمة التعبانين موت حي ويتنقل.

نظام الأسد يُسرب مئات ملايين الدولارات لشركة خلوي مملوكة لمخلوف

$
0
0
نشرت شركة سيريتل السورية للهاتف الخلوي، التي يملكها رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، في موقع سوق دمشق للأوراق المالية النتائج الأولية للسنة المالية 2018، وقد ورد في نتائج الإفصاح أن الشركة سددت للخزينة العامة للدولة 41.19 مليار ليرة سورية (ما يعادل 95.8 مليون دولار وفق السعر الرسمي) من إيراداتها الإجمالية البالغة 184.14 مليار ليرة (428.2 مليون دولار). ويعادل ما سددته الشركة لخزينة الدولة نحو 22.36% من إجمالي الإيرادات، تمثل حصة الحكومة السورية من تلك الإيرادات، مضافًا إليها قيمة الترابط مع الشركة السورية للاتصالات والأجور والمساهمات السنوية للهيئة المنظمة لقطاع الاتصالات. لكن حصة الدولة بحسب شروط عقد إنشاء الشركة الذي أبرم عام 2001، هي 60% من إجمالي الإيرادات للعام 2018. وقد دخل العقد حيز التنفيذ في 14 فبراير/شباط 2001 لمدة 15 عاما تنتهي في فبراير/شباط 2016، في صفقة سادها فساد كبير. ونص العقد على منح شركة سيريتل حق تأسيس شركة تشغيل خلوي (شبكة هاتف محمول) وفق مبدأ BOT (التشييد والتشغيل ونقل الملكية) لمدة 15 سنة تعود ملكية الشركة في نهايتها للدولة السورية ممثلة بمؤسسة الاتصالات العامة. ووفق العقد تكون حصة الخزينة العامة 30% من إجمالي إيرادات سيريتل خلال السنوات الثلاث الأولى، وأن ترتفع إلى 40% خلال السنوات الثلاث التالية، ثم 50% خلال السنوات التسع المتبقية من مدة العقد وهي 15 سنة، على أن تعاد الشركة إلى الدولة بكاملها بعد انتهاء تلك السنوات. وفي حال تمديد العقد بإرادة الدولة، سترتفع حصة الدولة من إجمالي الإيرادات إلى 60%، ما يقتضي أن تصل إلى 103.1 مليارات ليرة من أصل 184.14 مليار ليرة، أي أن عدم تنفيذ بنود العقد يشير إلى ضياع نحو 61.9 مليار ليرة (144 مليون دولار) على خزينة الدولة خلال 2018 فقط. وتشير البيانات إلى مخالفة العقد للمصلحة الوطنية، حيث يجري التفريط بحق الخزينة العامة لصالح رجل أعمال قريب من بشار الأسد. وتظهر عمليات تشغيل الهاتف الخلوي عمليات فساد منذ بداية تأسيسها، فالأمر ذاته ينطبق على شركة MTN وهي الشركة الثانية التي تقدم خدمات الهاتف النقال في سورية، وتتبع مجموعة متعددة الجنسيات تأسست في جنوب أفريقيا. فمؤسسة الاتصالات السورية لم تكن هي من أسس شركة للخلوي، رغم أنها شركات مربحة جداً أو كما يصفها السوريون "مزراب ذهب" كما هو معروف على نطاق واسع، بل جرى ترك الأمر للقطاع الخاص بحجج واهية. كما لم يتم اتباع طريقة منح امتياز، مما كان سيدر على الدولة ملياري دولار على الأقل تدفع فور منح الامتياز، بواقع مليار دولار من كل شركة، يدفعها المشغل الخاص لنيل الامتياز، ثم يدفع حصة من إيراداته للدولة. وجرى تطبيق نظام BOT، وهو نظام لا يرتب على المشغل الخاص دفع أي مبالغ فورية للدولة، وإنما حصة من الإيرادات المتحققة، وبذلك فقد يكفي أن يستثمر كل مشغل خاص بضع عشرات من ملايين الدولارات فقط بدلاً من أكثر من مليار دولار، ثم يعطي الدولة حصة من الإيرادات الفعلية، لكن عدم تنفيذ بنود العقود المبرمة ضيع على الخزينة العامة مبالغ كبيرة لصالح عمليات فساد. وبعد تصميم طريقة الاستثمار وفق شروط تناسب المستثمر على حساب الخزينة العامة، جرى تفصيل الإعلان عن مشغلين للهاتف الخلوي في سورية، وتم إبعاد الشركات المنافسة جميعها بشكل مخالف لأبسط قواعد المزايدات الحكومية، وتم إرساء العقدين على عرضين أحدهما لرامي مخلوف وهي شركة سيريتل، وأخرى لنجيب ميقاتي المستثمر اللبناني صديق النظام، ومخلوف شريك غير معلن فيها وهي شركة MTN. وعلى مدى كافة السنوات السابقة منذ 2001 كان مخلوف، هو من يتحكم بكافة القرارات التي تتعلق بقطاع الخلوي في سورية ويفرض الأسعار والشروط على هواه. وكان عضو مجلس الشعب رياض سيف قد أصدر دراسة عام 2001، بين فيها كل عناصر الفساد والأموال التي ضاعت على الدولة. وقد دفع ثمن ذلك اعتقاله الأول في سبتمبر/أيلول من ذلك العام لمدة خمس سنوات مع رفاقه التسعة الآخرين، ثم اعتقل ثانية في 2007 لمدة سنتين ونصف، وتم دفعه نحو الإفلاس بدعاوى ضريبية ملفقة. نص عقد الخلوي الفاسد على حق الدولة في إدخال مشغل ثالث بدءا من السنة السابعة، أي في 14 فبراير/شباط 2008، وهذا يعني أن جزءا من المشتركين في شركتي رامي مخلوف سيذهبون إلى المشغل الثالث الجديد، كما أن المشغل الجديد سيزيد من منافستهم ويضطرهم لتخفيض أسعار خدماتهما التي كانت مرتفعة. ولكن لم يتم إدخال المشغل الثالث، ولم يتجرأ أحد في مؤسسة الاتصالات الرسمية أو وزارة الاتصالات أو رئاسة الوزارة على طرح هذه الفقرة التي جاءت في العقد. ولاستكمال حلقة الفساد، أصدر نظام بشار الأسد بتاريخ 1 يونيو/حزيران 2010 القانون رقم 18 والذي نص على إنشاء شركة مساهمة تسمى الشركة السورية للاتصالات، تحل محل المؤسسة العامة للاتصالات وتخضع لقانون التجارة بدلاً من قانون المؤسسات العامة، فكانت الشركة الوحيدة في سورية التي جرى تحويلها إلى شركة مساهمة وأخضعت لقانون الشركات. والسبب وراء هذه الخطوة كان التمهيد لبيع حصة كبيرة منها لرامي مخلوف استعدادا لمواجهة إعادة شركتي الخلوي للدولة الذي يستحق في فبراير/شباط 2016. ولكن مع اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011، تملص نظام الأسد من هذا الشرط، واستغل مناخ الصراع لمزيد من نهب المال العام. وقال الدكتور رياض حجاب، رئيس الوزراء المنشق، في مقابلة مع قناة الجزيرة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2014: "تحدث معي بشار الأسد، وأنا رئيس حكومة عام 2012، وقال لي، نحن بحاجة إلى مال، وعقود سيريتل و(أم تي إن) ستنتهي في عام 2017، وبالتالي، خلينا (دعنا) نقلب عقود الاستثمار إلى عقود إيجار، ونأخذ منها أموالا، تقدر بنحو 500 مليون دولار". وأضاف حجاب: "سألت وزير الاتصالات، وقال لي: هذا مناسب ونحن بحاجة له، وسألت وزير المالية، فقلت له اعمل لي دراسة، غاب يومين وجاب (أحضر) دراسة، وقال: هذا غير مقبول، هذا نهب لخزينة الدولة وللمواطن السوري. لا بد من تحصيل 5 مليارات دولار وليس نصف مليار دولار". وتابع أن "القيمة ستدفع بالليرة السورية، وهذا يسبّبَ خسائر فادحة لخزانة الدولة، بشار الأسد رأى أن هذه فرصة بدلًا من أن تعود الشركات للدولة بعد انتهاء العقود وكان يُذكّرني دائمًا بهذا الموضوع. يومها الدماء تسيل في الشارع بينما بشار يُفكّر بإنجاز صفقة فاسدة، هذا مثال بسيط. أنا خرجت من سورية، ولم أقم بتنفيذ الأمر، بينما وائل الحلقي رئيس الوزراء التالي، هو من نفذ الموضوع". ويقدر الخبراء ان إيرادات سيريتل حتى 2010 أي قبل الأزمة قدرت بحوالي 300 مليار ليرة سورية أي 6 مليارات دولار، وأن أرباحها تقدر بنحو 3 مليارات دولار خلال هذه السنوات. المصدر: العربي الجديد - دمشق ــ العربي الجديد

اساتذة بجامعة دمشق يبتزون الطالبات جنسيا

$
0
0
قررت طالبة في قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق، توقيف دراستها بعد مضايقات متكررة لها من قبل استاذ القسم ( علي ب )، الذي كان يتحرش بالطالبة علانية في قاعة المحاضرات، والذي اوقف عن التدريس في 2016 بعد ثبوت تحرشه بفتاة اخرى في تسجيل / واتس اب/، الا انه عاد الى التدريس بعد 5 اشهر. ونقل موقع (نبض العاصمة) شهادات عشرات الطالبات- تم التحفظ على اسمائهن- لاسباب اجتماعية، اوضحن كيفية تعرضهن لابتزاز جنسي من جانب اساتذتهن. تقول احداهن ان استاذ قسم المحاسبة في كلية الاقتصاد، (شفيق ع )، يتعمد ترسيب الطالبات اللواتي يعجب بهن، لاجبارهن على مراجعته، حيث يعرض على الطالبة ترفيعها في مادته، مقابل ان تمضي معه ليلة في شقة مفروشة، زيادة على ذلك يطلب من الفتاة التي ترضخ له، ان تقنع زميلاتها بنفس العرض. ويجري كل ذلك تحت سمع وبصر ادارة الجامعة التي لا تحرك ساكنا، حيث فسدت الجامعات السورية مثل باق مؤسسات الدولة، تحت سلطة نظام الفساد، المشغولة بملاحقة المعارضين. كما ان النظام يحرص على زرع كليات الجامعة، بكادر تدريسي موال له، مرتبطا باستخباراته وضباطه، فلا تكون لادارة الجامعة سلطة عليه، ويعتبر رئيس قسم التصميم في كلية الهندسة المعمارية، عين استخبارات النظام، والذي يمارس التشبيح على الطلاب عالـ "مكشوف"، بان يعرض على الطالبة النجاح مقابل امضاء ليلة معه بفندق، اما الطالب حتى ينجح عليه دفع الاموال للاستاذ المهندس. اما استاذ كلية الاعلام، (عمار ا . ل ) المسؤول عن مواد عدة بالسنة الـ 2 والـ 4، هو ايضا يبتز طالباته جنسيا، وطلابه ماليا، بشأن مشاريع التخرج، غير مبال بالشكاوى المقدمة ضده الى ادارة الجامعة، وذكرت طالبات ان (ابو لبادة) حريص على منع الطالبات احضار هواتفهن النقالة الى مكتبه او مكان المواعدة خشية استغفاله وتسجيل مقاطع تكون دليلا على فساده. وهناك بين الطالبات من يرضخن لطلب الاساتذة الفاسدين، ومنهن من يمتنعن عن ذلك، حتى ان بعضهن قررن توقيف دراستهن- تغيير فرعهن- الانتقال الى جامعة اخرى، الا ان الابتزاز والتحرش الجنسي يكون فقط من نصيب طالبات العائلات الفقيرة (غير مدعومة)، اما بنات (الذوات) من العائلات المشهورة، الغنية، المتنفذة، فلا يملك الاستاذ الشجاعة للمساس بهن. هذا ويصعب على الفتيات اللواتي تعرضن للابتزاز تقديم شكاوى ضد اساتذتهم الفاسدين، خوفا من الفضيحة، عدم توفر دليل مادي، والخوف من عدم تصديق دعاوى طالبات تقام ضد اساتذة جامعيين.  

المحروقات تضغط على سوق الأغذية.. الباذنجان بألف ليرة لأول مرة!

$
0
0
دمشق خلال أسبوع واحد فقط، قفز سعر كيلو الباذنجان في أسواق دمشق بنسبة 100%، فبعد أن كان سعره 500 ليرة سورية، ارتفع اليوم إلى 1000 ليرة بحجة "ارتفاع أسعار المحروقات". ويشتكي المزارعون والتجار فقدان مادة المازوت (وهي المادة الرئيسة لسيارات نقل الخضار بين المناطق والمدن)، واضطرارهم لشراء المازوت الحر من السوق السوداء، وقد وصل سعر البيدون إلى 7000 ليرة (السعر الرسمي لبيدون المازوت 3600 ليرة) فيقومون بإعادة تسعير البضاعة ليغطّوا نفقات النقل الإضافية. ويكرّر الفلاحون شكواهم من الحواجز التي تأخذ "ضرائب وجمارك" بشكل غير رسمي، من خلال الرشوات لتسهيل مرور الحمولة، وإلا سيقوم عناصر الحاجز بإنزالها على الأرض وتفتيشها بشكل دقيق، ما يؤدي لتلفها وكسادها. وتشكو البلاد حالياً من أزمة محروقات حادة، شملت المازوت والغاز بشكل رئيسي، ورفعت سعر ليتر المازوت إلى 400 ليرة وجرّة الغاز إلى 8000 ليرة في السوق السوداء. وتتذرّع السلطات السورية بحجج الحصار الاقتصادي المفروض ما أدى لانقطاع وصول القوافل والسفن التي كانت تغذي سوريا بالمحروقات. ويتندّر المواطنون الغاضبون على مواقع التواصل الاجتماعي "كيف لروسيا، ثاني أكبر مصدر للغاز في العالم، أن توصل الصواريخ والطائرات والقذائف إلى سوريا، ولا تتمكن من إيصال بعض جرّات الغاز". وكتب آخر "إيران دولة مصدرة للنقط، وتزوّد الجيش السوري بمئات الصواريخ.. هلّا زوّدتنا بقليل من المازوت؟" من جانب آخر، علّق أحد الأكراد على منشور صفحة رئاسة الحكومة وكتب "أعطونا بعض حقوقنا، وأفرجوا عن معتقلينا، وسنزوّدكم بالنفط والغاز" في إشارة إلى أمكانية توريد المحروقات من شمال شرق سوريا، والذي يسيطر الأكراد على حقوله. وضاق الناس ذرعاً بالتصريحات الرسمية التي تتحدث عن "المؤامرة والأرهاب" بعد سوء الخدمات وارتفاع الأسعار التي تشهدها المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر. وعلّق أحد أعضاء مجلس الشعب بقوله "لن تحل المشكلة حتى يتنتهي الشتاء ويتراجع الضغط على طلب الغاز والمازوت". المصدر: الحل السوري

محمد وفاء الدين المؤقت.. من شاعر مستضاف على منصات السلطة إلى مهمل منها

$
0
0
تداول ناشطون موالون للنظام السوري في مواقع التواصل الاجتماعي لصورة قالوا إنها للشاعر والكاتب "محمد وفاء الدين المؤقت" أحد أبرز الشعراء في مدينة حلب خلال العقدين الماضيين، والمعروف باستضافته مراراً وأمسياته الشعرية الكثيرة على "منصات السلطة والبعث"، والتي كان من آخرها "احتفال حرفيي حلب بذكر أداء بشار أسد للقسم الجمهوري" عام 2010. وتحت عنوان "يموت قبل الموت ليغرق الشهباء بالعار" كتب الصحفي "الحسين محمد النايف" عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تدوينة قال فيها إن "الأستاذ الشاعر محمد وفاء الدين المؤقت كان أنيقاً في ملبسه وحديثه وبأسلوبه في التعليم، مدرساً بارعاً يعطينا من قلبه قبل عقله"، وتابع: "بعد سنوات بدأت بحضور أمسيات أدبية في المراكز الثقافية والنوادي الأدبية وكان الأستاذ المؤقت هو واحد من نجومها". ومن ذكرياته مع الشاعر "المؤقت" كتب النايف: "في صالة معاوية كان له حضور خاص في المناسبات الوطنية ومن عظمتة وجمال إلقائه كان المنبر يتواضع من تحت هامته الكريمة"، وفي تعليقه على الصورة جاء في تدوينته ما يلي: "اليوم وبعد مرور أربعة عقود صدمتني صورة التقطتها عدسة المؤرخ عامر رشيد مبيض وكلمة جاء فيها: محمد وفاء الدين المؤقت المربي الكبير والشاعر الذي أعطى دائما للوطن الحيز اﻷكبر من أشعاره الوطنية . التقيته اليوم بحلب مصادفة وعرفني وناداني باسمي وطلب مني تصويره ويهديكم السلام . وقال لي عندي مشكلة مرورية ياعامر أوصلني لبيتي". وحدد النايف في تدوينته ثلاثة أسئلة رئيسية هي: "لماذا كل هذا التقصير مع أعلامنا ومبدعينا !؟  لماذا أهمل فرع حزب البعث العربي الاشتراكي هذا الشاعر الكبير وهو الذي كان يصدح بحنجرته بأجمل قصائد التمجيد للأمة العربية ولسورية وللبعث؟ أين المجتمع المدني والجمعيات الثقافية منه ومن أمثاله من الرواد". وأضاف النايف: "على جميع الجهات التربوية والأدبية والفكرية تدارك الموقف ومد يد الرعاية للأستاذ الكبير محمد وفاء الدين المؤقت وليكن لنا في خاتمة العار لعلامة حلب خير الدين الأسدي الذي ظلمه أبناء مدينته حتى في ضياع قبره"، داعياً إلى حل "إسعافي سريع يحفظ كرامة هذا المربي والشاعر الكبير" حسب وصفه.     حكاية ثانية   في محل ألبان وأجبان كبير تعرفين مكانو؟ تفضلي انت عبابو! قال عندكن شغل للبنيّات يدحبرون لبنة ناشفة؟ مزبوط بس خلصنا مبارح! بعد عشر أيام اتصلي فينا ، بيكون صار عنا شغل... من هين لعشر ايام نكون متنا من الجوع... عندك رقم موبايل نتصل فيكِ ؟ ماحدا هون..مشيت عالساكت ولاسمعت سؤال محاسبة المحل ،وطج فاتت ببلور الباب..

اللاذقية: وكأنها سوق الحرامية!

$
0
0
تواصل دوريات "مكتب المعلومات المالي" المعروف باسم "المكتب السري" التابع لإدارة الجمارك، اقتحام أسواق مدينة اللاذقية. ويتبع عناصر "المكتب السري" سلوكاً مماثلاً لقوات "مكافحة الإرهاب"، فيداهمون المتاجر برفقة مسلحين من قوات "حفظ النظام"، بحجة حصولهم على أذونات قضائية تتيح لهم ذلك، ومنعاً لمقاومة التجار. انتشار عناصر "المكتب السري" في المدينة، دفع التجار لإغلاق محالهم. عناصر "المكتب" لم يترددوا باقتحام المحال المغلقة، بكسر أقفالها، وفتحها ومصادرة البضائع، برفقة مخاتير الأحياء. وقد تم استهداف متاجر بعينها، بقسوة شديدة. وصودرت "مخالفات" بعشرات ملايين الليرات من محال في الأميركان وسوق التجار، بغياب أصحابها، بعد خلع الأقفال. الأسواق المنتشرة في المناطق العلوية، قاومت عناصر "المكتب السري" بالسلاح، وأمام الجميع، وتوالى طردهم من كل المناطق العلوية الواقعة على أطراف المدينة. وفي قلب المدينة، قاوم بعض التجار في المناطق السُنية دخول العناصر، ما جعل الأسبوع الماضي، مشتعلاً في اللاذقية. في حين تم الانتقام من التجار المعارضين، باقتحام محالهم ليلاً، وإجراء "الضبوط الاقتصادية"، برعاية قوات "حفظ النظام" التي لم تتوانَ عن استخدام العصي لتفريق المقاومين، وإطلاق النار في الهواء أيضاً. استخدام قوات "حفظ النظام" وعناصر الأمن المسلحين، بات طريقة لحل كل مشكلات "الدولة" العالقة. ويلوّح النظام لسكان المدينة، بأن لا شيء يُمكن حله من دون العنف. وكأن السكان سيشعلون حرباً أو ثورة، فيتم الاحتراز دوماً بالقوة العنيفة، لمنع أي تمرد، حتى ولو كان على طابور غاز ممتد لأكثر من 12 كيلومتر، كما حدث أكثر من مرة في اللاذقية. وتبدو أزمة الغاز أمنية، إذ بات يرافق كل توزيع للغاز، أكثر من مئة عنصر مسلح، في محلة المختار، أو المؤسسات الحكومية. ندرة الغاز أوصلت سعر الاسطوانة في اللاذقية إلى 12 ألف ليرة، أو الانتظار في طابور بلا نهاية. وقد ينتظر الشخص 10 ساعات من دون الحصول على جرة. وكادت منطقة الدعتور أن تشهد نزاعاً مسلحاً، لولا تدخل القوى الأمنية المسلحة، بعد خلاف على الأحقية بالحصول على جرة غاز. وبعيداً عن سعر الجرة الخيالي في الأسواق السوداء، فقد حرص النظام عبر إدارته الرسمية والأمنية على تأمين الغاز لطبقات معينة من الموظفين والأمنيين. وغالبا ما تمكن البعض من الحصول على جرة غاز، من فروع الأمن التي تختزن كميات لا بأس بها من المادة النادرة. النظام بات يدعم كيانات الدولة الإدارية وقادته الأمنيين، بما يجعلهم أقل تأثراً بأزمات الآخرين. ارتفاع صرف الدولار، توازى مع ارتفاع سعر كل البضائع. وأصحاب المتاجر يشكون القلة، لدفعهم أتاوة شبه أسبوعية لقوى التموين والجمارك، حتى قبل وصول "المكتب السري". الجمارك التي سمح لها النظام منذ بداية العام، بتفتيش المتاجر بشكل عشوائي وكيفي. والتفتيش يتم بإستباحة موظفي الجمارك للمحال التجارية والمستودعات، عبر بطاقتهم الخضراء، ما رفع سعر رشوتهم. كما تعمل مديرية التموين وموظفوها، بشكل عقابي مع التجار. سنوات الإهمال التي واجه بها التجار موظفي التموين، حان وقت دفع ثمنها. الهجمات اليومية على المتاجر جعلت أسواق اللاذقية أشبه بسوق الحرامية. فجأة مع وصول أول دورية تموين، أو جمارك إلى الشارع، تُغلق المتاجر ويهرب الباعة إلى بيوتهم. وتجري محاولات متواصلة لعقد اتفاقات بين مجموعات من التجار في شارعٍ ما، وقادة الدوريات، لحماية محالهم مقابل مبالغ مقطوعة. وهذا يشمل كبار التجار فقط. أحد التُجار أكد لـ"المدن"، إنهم حاولوا مواجهة الجمارك و"المكتب السري" والتموين، بالسؤال الأساسي: "لماذا لا توقفون نقاط التهريب؟"، فأجاب أحد أبرز الموظفين، بكل هدوء: "هي مو شغلتنا، وسنحوّلك للسياسية (الأمن السياسي) إذا بتحكي هيك بعد مرة". وبعدما أفرغ النظام الأسواق من الباعة، سرعان ما أفرع المدينة من الناس. وما خفف فعلياً من أقاويل واحتجاجات الناس من أزمة الغاز و"المكتب السري" والتموين، لم يكن إلا مواجهة أكبر موجة لطلب الاحتياط في اللاذقية. فمنذ أسابيع، تنتشر القوات الأمنية علناً، في الشوارع الرئيسية، ترافقها حافلات نقل ضخمة، تسد بها الطرق. مدينة اللاذقية تحولت إلى مدينة أشباح. في بعض الأحياء الكبرى، كالرمل الفلسطيني، تمت محاصرتها بالحواجز، فلم يخرج الأهالي منها، ما جعل قوات النظام تقتحمها. المنطقة ذات أغلبية سنية، ودفعت ثمناً هائلاً خلال الثورة. النظام الآن يحاصرها ويقتحمها لسوق أبنائها للخدمة العسكرية عنوة. اللاذقية اليوم مشغولة بتهريب الشبان من الخدمة العسكرية. سوق الذهب انتعش مع بيع الأهالي مدخراتهم من حلي الذهب، المتروكة لـ"غدر الزمان"، لتأمين تكاليف تهريب أبنائهم. عائلة نافذة أسست مليشيات تُهرّب المطلوبين للعسكرية إلى لبنان مقابل مليون ونصف مليون ليرة، وإلى تركيا بمليونين ونصف مليون. هذه المليشيات، بدأت وبشكل استثنائي، قبول رهن المنازل، بدل النقد. النظام أعاد أيام الحرب إلى كل بيت في المدينة. المناطق ذات الأغلبية العلوية شهدت حالة متناقضة، ما بين تسليم الشبان أنفسهم طوعاً للخدمة، وبين الاقتحامات في بعض الأرياف القريبة من المدينة لجلب المتخلفين. حافلات النقل الداخلي لسوق المتخلفين عن الخدمة، لم تظهر في مناطق العلويين. النظام يعرف الحساسية التي قد تظهر في مناطق العلويين، جراء الحالة المذلة التي تشكلها قوات الأمن أثناء ملاحقة المطلوبين للعسكرية. ويجاهر بعض العلويين، بأنهم لم يعودوا يقاومون طلبات التجنيد بعدما توقفت الحرب، إذ لم يعد الجيش رديفاً لموت الأبناء. مصطلح "الأزمة خلصت" بات دارجاً. إلا أن إدلب على أبواب اللاذقية، والشعور بانتهاء الحرب، قد لا يكون أكثر من خداع للذات. المدينة في أشد حالاتها سوءاً. حالة لم تشهدها خلال أقسى سنين الحرب. السير في الشوارع مرعب، واحتلال القوى الأمنية بحافلاتها للسوق، دفع الجميع للبقاء في البيوت. al modon

طوابير الغاز تتسبب بموت رجل ستيني بأزمة قلبية في مدينة جبلة

$
0
0
أدت أزمة الغاز الخانقة في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية إلى وفاة رجل ستيني بعد وقوفه لساعات على طابور الغاز. وتحدثت مواقع محلية من بينها “سناك سوري” اليوم، الاثنين 25 شباط، أن رجلًا في العقد السادس من العمر، توفي في أثناء انتظاره للحصول على جرة الغاز في مدينة جبلة، على خلفية التدافع والازدحام وارتفاع الضغط لديه. وأوضح الموقع المحلي أن الرجل (69 عامًا) وقف في طابور الغاز في حي العمارة بجبلة من الساعة الواحدة ظهرًا، وحتى الساعة الخامسة، ليسقط أرضًا نتيجة الازدحام ومعاناته من أمراض عدة أهمها الضغط، ما أدى إلى وفاته على الفور. وتعيش المدن السورية أزمة خانقة فيما يخص المحروقات بشكل عام، والغاز على وجه الخصوص، وتجسدت تلك الحالة بالطوابير الطويلة أمام منافذ البيع الرسمية من أجل الحصول على الجرة، ولم تفلح تحركات حكومة النظام السوري لاحتواء الأزمة الأكثر تأثيرًا في عموم سوريا. وحمّل الموقع السلطات مسؤولية الأزمة المستمرة لغياب مادة الغاز عن منازل المدنيين، والفشل بحلها رغم الوعود المتكررة بحلها وانتهائها قريبًا، مع وجود طوابير الغاز في عموم المناطق السورية. وكان التلفزيون السوري قبل أيام، انتقد ما وصفه بـ “طوابير الازدحام” الناجمة عن أزمات اقتصادية في تركيا، ما أثار سخطًا لدى مواقع سورية عدة، والتي وصفت الطوابير في سوريا بـ “الأطول”، في خطوة تهكمية على الإعلام الرسمي. وكانت حكومة النظام السوري وعدت منذ كانون الثاني الماضي، بانفراج أزمة الغاز وتوفرها في الأسواق خلال أيام، وذلك عقب وصول ناقلتين تحملان 4400 طن من الغاز السائل إلى ميناء بانياس في الساحل السوري. وشهدت المحافظات السورية أزمة محروقات، وخاصة مادة الغاز منذ أواخر تشرين الثاني الماضي، ومازالت مستمرة حتى اليوم، بالوقت الذي تستمر فيه الوعود بتأمين المادة وتوفيرها في الأسواق بسعرها الأصلي الذي يبلغ 2650 ليرة سورية للأسطوانة. وبلغ سعر أسطوانة الغاز في محافظة حلب بالسوق السوداء نحو 17 ألف ليرة سورية، بينما وصل سعرها في مناطق متفرقة في ريف دمشق إلى 11 ألف ليرة سورية، ووسط دمشق إلى ستة آلاف ليرة سورية بحسب مصادر محلية لعنب بلدي.

الفقر يلاحق السوريين من مناطق النظام إلى إدلب ولاجئي لبنان والأردن

$
0
0
تجمع الدراسات والإحصائيات المتعلقة بالوضع المعاشي للسوريين على أن سنوات الحرب فرضت واقعاً معاشياً جديداً على السكان سواء كانوا داخل سوريا أو هجّروا قسرياً أو نزحوا إلى دول الجوار. ولا يزال أكثر من 11.7 مليون سوري بحاحة إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى بحسب (تقرير الأمم المتحدة للاحتياجات الإنسانية في سوريا لعام 2019)، إذ بلغت نسبة السوريين ممن يعيشون تحت خط الفقر أكثر من 80% وفق تقرير أممي صدر في مطلع آذار الحالي، مقارنة بـ 69% عام 2018. وتعتبر مسألة الحصول على مؤشر واضح لتحديد مستوى الفقر للسوريين أمراً صعباً، نظراً لوجود أكثر من 6.5 مليون لاجئ ومهجر خارج سوريا متوزعين على دول الجوار بشكل خاص، إضافة لعدم وجود استقرار سكاني داخل المناطق السورية، وتتالي حركات وموجات النزوح التي تسبق أي عمل عسكري، في ظل انعدام الأمن الغذائي وانخفاض مستوى الأجور داخل سوريا، وقلة فرص العمل وتراجع المساعدات للاجئين في دول الجوار. رواتب الموظفين لا تكفي ربع احتياجاتهم في شباط الماضي، أصدر المكتب المركزي للإحصاء في مناطق سيطرة النظام دراسة كشفت أن "متوسط الإنفاق التقديري للأسر السورية في 2018 بلغ 325 ألف ليرة (650 دولار) لتلبية احتياجاتها الأساسية، في حين كان معدل الأجور الفعلية لا يتجاوز 40 ألف ليرة (80 دولار) للموظف الحكومي، و100 ألف ليرة (200 دولار) للقطاع الخاص في أحسن أحواله". وأضافت الدراسة أن "الحرب أدت إلى تغير الكثير من الأنماط الاستهلاكية لدى السوريين، فلم تعد احتياجاتهم اليومية تقتصر على الغذاء فقط، بل أضيف إليها الإيجارات بفعل تضرر مناطق بأكملها جراء الحرب، وزيادة رسوم النقل والضرائب والتعليم بشكل غير متكافئ مع الأجور المعطاة، إذ زادت الأسعار بنسبة 792% في عام 2018 عما هو الحال في عام 2010، في مقابل زيادة في الأجور لا تتعدى الـ 50% على مدار السنوات الماضية". وقال الصحفي المهتم بالشأن الاقتصادي (أيمن محمد) لموقع الحل إن "حكومة النظام ساهمت في زيادة الآثار الاقتصادية على المواطنين، حيث اتّبعت سياسة تقشفية وبدا ذلك جلياً في أرقام الموازنة العامة لهذا العام، عندما خفضت فرص العمل بالقطاع الحكومي مقارنة بالسنوات السابقة". وأوضح محمد أن "تخفيض الدعم ساهم في دخول فئات سكانية إضافية لخط الفقر، حيث تراجع الدعم في موازنة 2019 بمقدار 100 مليار ليرة مقارنة بالعام السابق، يضاف إليها الأزمات المتتالية في المحروقات والخبز، والتي فتحت المجال أمام السوق السوداء وبيع المواد بأسعار مضاعفة على حساب راتب الموظف الذي بقي على حاله، حيث سجلت سوريا أعلى نسبة تضخم في العالم". إدلب والانفجار السكاني&8230; نحو 4 ملايين نسمة جذبت محافظة إدلب مئات الآلاف من النازحين والمهجرين خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، بعد حملات التهجير القسري التي اتبعها النظام في مختلف المناطق السورية، إذ بلغ عدد سكان محافظة إدلب وريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وفقاً لمركز (عمران للدراسات) نحو 3.8 مليون نسمة، يمثل السكان الأصليون فيها نسبة 58%. فيما بلغ عدد النازحين أكثر من مليون و600 ألفاً، كذلك يشكل عدد النازحين القاطنين في مخيمات النزوح ما نسبته 20% من العدد الكلي لسكان المحافظة. وأكد الناشط (ليث المحمودي) من إدلب أن "ارتفاع الكثافة السكانية في محافظة إدلب وأرياف حلب وحماه زاد من تردي الوضع الاقتصادي والمعاشي للمواطنين، إضافة إلى انخفاض فرص العمل بشكل كبير". وأضاف أن "حتى أسعار المواد الغذائية والتموينية أصبحت مقاربة لمناطق سيطرة النظام، ناهيك عن انهيار البنية التحتية في الصحة والتعليم، وتوقف عمل العديد من المنظمات الإنسانية الدولية، بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على المدينة". وفيما يخص المخيمات المنتشرة على الحدود، أشار المحمودي لموقع الحل إلى أن "غالبية المخيمات تفتقد لمقومات العيش، حيث تتضاعف مأساتهم عن سكان المدن والأرياف، ويعدّون الأشد فقراً، خصوصاً وأن النسبة الأكبر منهم من النساء والأطفال وكبار السن، ويعيشون في مخيمات عشوائية، وليس لهم مصدر دخل ثابت سوى ما تقدمه الجمعيات والمنظمات الإنسانية من معونات آخذة في التناقص خلال الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ". 70% من اللاجئين في لبنان تحت خط الفقر لم يكن وضع اللاجئين السوريين في لبنان، الذين تقدر أعدادهم بمليون لاجئ أفضل حالاً، إذ كشفت أرقام (الأمم المتحدة) في دراسة لها قبل نحو شهرين أنه "ما تزال 69% من عائلات اللاجئين السوريين تعيش تحت خط الفقر، فيما يعيش أكثر من 51% دون الحد الأدنى للإنفاق البالغ 2.90 دولار يومياً، ناهيك عن انتماء نحو 80% من الأطفال ذوي الإعاقة لعائلات تعيش تحت خط الفقر". وأشارت الدراسة، إلى أن "نسبة اللاجئين السوريين ممن تترتب عليهم ديون وصلت لـ 88%، وزاد متوسط الديون لكل عائلة بشكل ثابت من 800 دولار عام 2016، إلى أكثر من 1000 دولار عام 2018&8243;، ولفتت الدراسة إلى أن "اللاجئين السوريين في لبنان بالكاد يتمكنون من الصمود والبقاء على قيد الحياة". وفي الأردن، التي تضم بحسب آخر إحصائية لمفوضية اللاجئين نحو 673 ألف لاجئ منهم 18% يقطنون في مخيمات اللجوء، يعيش 85% من الأطفال السوريين تحت خط الفقر، وتعاني الأسر اللاجئة هناك من صعوبة متزايدة في تلبية احتياجاتها الأساسية. وقالت منظمة (اليونسيف) العام الماضي إن "4 من أصل 10 عائلات سورية في الأردن تعانى من انعدام الأمن الغذائي، كما أن 26% من تلك العائلات عرضة لذلك"، وأوضحت أن "45% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 0 إلى 5 سنوات، لا يحصلون على الخدمات الصحية المناسبة، في حين بلغت نسبة الأطفال المحرومون من الاحتياجات الأساسية كالتعليم والمياه والصرف الصحي 94%"، وفقاً لبيانات المنظمة. وأشارت المنظمة إلى أن "هناك أمثلة ذكرها الآباء وصلت إلى حد حرمان أنفسهم من وجبات الطعام لتوفيرها لأبنائهم، وقد اضطرت بعض الأسر السورية وعلى نحو متزايد للاتجاه إلى إرسال أطفالها إلى العمل وتزويج بناتها القاصرات لتوفير سبل المعيشة". إعداد: حسام صالح المصدر: الحل السوري

عن شبان وصبايا آل الأسد وشاليش

$
0
0
في شارعي الأميركان والزراعة، في مدينة اللاذقية، حيث تنتشر المقاهي والبارات وتزدحم ليلاً بروادها، يجتمع أيضاً شبان العائلات العلوية المتنفذة، لاستكمال صراعاتهم النهارية. منذ فترة وجيزة، شهد شارع الأميركان، صراعاً بالسلاح المتوسط بين شبان أغلقوا الشارع بسياراتهم والعشرات من مرافقيهم. المعركة بالرصاص الحي اندلعت وسط الشارع بين يافعين من آل الأسد وآل الشعبو، وجهوا أسلحتهم إلى السماء والسيارات. مسلحو "كتائب البعث" المتحصنين أمام مقر الحزب، أكملوا شرب المتة، ولم يتدخلوا. وما أن انتهت المعركة، حتى وصلت دورية أمنية واحدة، وسرعان ما انسحبت. الشاب الأسدي، كان قد أغلق الشارع الرئيسي في وقت الذروة، لمدة ساعة كاملة، ومنع أصحاب السيارات العالقة من الاحتجاج، بتهديد من سلاحه الآلي. ويشهد شارع الأميركان، المسيحي الطابع، حالة نزوح بطيئة لسكانه. مجموعات قريبة من السلطة، سيطرت تدريجياً على متاجر الشارع ومطاعمه، وفرضت نوعاً جديداً من الزبائن. منذ مطلع العام، أطلق أبناء شاليش النار أكثر من عشرين مرة في شارع الأميركان، لتصفية حسابات متنوعة. هذا عدا عن الاعتداءات المتكاثرة على الفتيات، والتحرش اللفظي والجسدي. إذ يحرص الجيل الجديد من أبناء العائلات الحاكمة، على إهانة النساء حتى ولو كنّ برفقة أزواجهن. ودفع ذلك الكنيسة الأرثوذكسية للطلب من رعاياها الاحتشام، للتخلص من حالات التحرش، التي لا يمكن مواجهتها. سليمان هلال، قبل عامين، اقتحم مطعماً وضرب فتاة وأبوها، واختطفها لمدة ساعتين قبل إطلاق سراحها. شاب من آل ديب، أطلق النار داخل مطعم "الفيو" على أحد أبناء بيت الشعبو من أجل فتاة يُجالسها. ابن شاليش، قام بإغلاق شارع الأميركان من أجل عيد ميلاد حبيبته. اعتراض صاحب متجر على ذلك، جعله يتلقى طلقة في ساقه، ومنعه حتى من التوجه للمستشفى. ابن آل شاليش، هو ذاته من أطلق النار بالخطأ، على ابن آل الأسد، فوضع في سجن الأحداث لمدة شهرين. آل شاليش عادوا واقتحموا السجن لإخراج ابنهم، لتبدأ حلقة مطاردة جديدة في اللاذقية بين شبان آل الأسد وشاليش. لا مشكلة في كل ذلك، فقد تحدث في أحسن العائلات. لكن أن تصبح الشوارع المكتظة، في ساعات الذروة، هي الساحات المفضلة لتصفية الحسابات، وسط تغيّيب قسري لكل مؤسسات الدولة، فهذا هو المدهش في الأمر. يقول البعض في هذه المدينة المجنونة، إن هوس الشهرة والاستعراض يسكن الجميع هذه الأيام. وفي شارع الزراعة، حيث الأغلبية علوية، الصراع أشد وطأة وقسوة، ولا يمر يوم من دون سحب يافعي العائلات المتنفذة للسلاح بوجه بعضهم. السكان العاديون باتوا يتفرجون على تلك الصراعات اليومية، بعدما صار التشبيح جزءً من يومياتهم. ابن الأسد، أطلق النار على واجهة مطعم، بعدما طلب من رواده الانبطاح أرضاً. أبناء شاليش، يُعلمون الناس بوصولهم لشارع الزراعة بإطلاق النار. صبايا العائلة الحاكمة وأقاربهن، يقدن سيارات بلا لوحات تعريفية. صبايا العائلات المتنفذة يحبون التشبيح بدورهنّ، وإن بدرجة أقل عنفاً. دخولهن المتاجر والتبضع دون الدفع بات اختصاصاً. ويشمل ذلك الذهب والمجوهرات وأجهزة الهاتف. صاحب متجر في الزراعة، طالب فتاة من آل شاليش، لم تبلغ السادسة عشر من العمر بعد، بثمن هاتف خليوي، فتعرض محله للتكسير، وتعرض هو للضرب والتهشيم على يد أخيها وابن عمها. ومع ذلك، فقد رفض صاحب المحل تقديم شكوى قانونية. ورغم انتمائه لعائلة أقل شأناً، فقد حاول ابن آل نجيب، إطلاق النار على جمهور فريق تشرين، وسط الملعب. الجمهور هدده بالانتقام، أمام مسؤولي النظام، في الملعب. واللاذقية تنتظر اليوم صراعاً بين آل نجيب، ومشجعي نادي تشرين الرياضي. فحجم العنف اللفظي في هذه المدينة، قلما ينتهي سلمياً، إذا لا بد للسلاح من الظهور في أي لحظة. السيارات مظللة النوافذ، التي تصدح منها اللطميات الشيعية، قد لا تكون لشبان عقائديين معجبين بـ"حزب الله"، بل على الأغلب ليافعي العائلات المتنفذة المسلحين. ممارسات بهدف التسلط، والتشبيح، وابتزاز الناس وأصحاب المحال والأرزاق. هنا لا يمكن التمييز بين شبيحة العائلات النافذة الشباب، وبين الأجهزة الأمنية؛ فهذه منطقة رمادية، محفوظة للمتنمرين. الصراع المسلح الأهلي، وارد في كل لحظة تعيشها اللاذقية. السكان العاديون يحاولون التمرد على هذا الشكل من التراتبية الاجتماعية الجديدة، من دون جدوى. ويحاول البعض التماهي مع حالة التسلط هذه، بالتطوع بأي جهاز أمني أو مليشياوي. ومع ذلك، فقد تمكّن شبان العائلات المتنفذة، من جعل عنفهم المعروض علناً في المدينة كما في أفلام الأكشن، حلماً يراود الكثيرين.

سوري في لبنان: الطريق من درعا إلى بيروت / قتيبة الحاج علي

$
0
0
ستة أشهر، ربما أكثر قليلًا. في الواقع توقفت عن عدّ الأيام التي مضت على سقوط درعا بيد ميليشيات النظام منذ زمن. هي "سقطت" بمعنى الكلمة. لم أجد مصطلحاً آخر لتوصيف الكابوس الذي عشناه منتصف العام الماضي، حين تلاشى كل شيء من تاريخ الثورة وحاضرها في درعا، ودُمرت كل الأحلام التي كنا نأمل بتحقيقها في المستقبل. فجأة، أصبحنا أمام خيارين، كان أحلاهما أشد مرارة من الآخر، إما أن تصعد إلى الحافلات المتوجهة إلى شمال سوريا، وتصبح رقمًا جديدًا في قوائم المهجرّين، أو أن تبقى تحت سلطة النظام الذي حاربته لسنوات. مجاورة الموت كنت أقلب شريط الذكريات بشكل عشوائي. كيف سأضحي بكل شيء، وكيف سأرمي مدينتي ومنزلي وأهلي خلف ظهري، وأغادر. أغادر، هكذا ببساطة، وأنا مدرّك تمامًا أنني لن أعود إلى هذه الأرض، التي تشبثتُ بترابتها حتى آخر رمق، أبدًا. أم هو الخيار الآخر، أن أقف أمام النظام طالبًا منه "العفو". يريدون أن أقف أمام المجرم، الذي قتل خالي وابنيّ عمي والعشرات من أهلي وأصدقائي، وأن أطلب منه "التسوية"، من أجل أن أعود خاضعاً لسلطانه. مُنحنا بضع ساعات من أجل التفكير والاختيار. كانت الأفكار تزدحم في رأسي بلا معنى. أنا أقرب إلى أفواج المغادرين إلى المجهول في إدلب، منه إلى المخاطرين بالبقاء في المجهول نفسه في درعا. لا أملك أدنى ثقة بالنظام. ولم تكن فكرة الاعتقال تغادر مخيلتي، وأنا الذي عايشته مرتين من قبل. كدت أن أحسم أمري، بل إنني بدأت التجهيز فعلًا للمغادرة، حتى قاطعني أبي، الذي اقترب من السبعين من عمره، حاسمًا قراره: "سأبقى وأمك لنُدفن هنا". من عبثية الموقف، كان الموت، الذي اعتدناه مرافقنا اليومي منذ سنوات، الفكرة الوحيدة التي لم تأتِ على رأسي بين كل تلك الأفكار. شعرت حينها أن أبي، الذي عهدته يتقن اختيار عباراته جيدًا، يطلب مني البقاء. لا لشيء إلا من أجل أن أدفنه عندما يموت. كنت آخر من تبقى من إخوتي، الذين هاجروا إلى خارج سوريا منذ سنوات عديدة. الآن، أدركت أن درعا ليست وحدها من سقطت، نحن سقطنا. وباتت أقصى أحلامنا أن نجد من أهلنا من يدفننا بعد الموت. خطيئة الإعلامي إذًا هو خيار البقاء، المغامرة بكل شيء، من أجل أن نَدفن ونُدفن في أرضنا فقط. ودّعت من اختار الخروج، وبدأت أجهز نفسي لحياة جديدة، يجب أن أعتاد فيها رؤية جند الأسد وصوره وأعلامه في كل مكان، وفي كل تفاصيل الحياة اليومية. كانت حياة تشبه كلّ شيء إلا الحياة. كل ما يحيط بك يتغير بسرعة، حتى أولئك الذين ظننت للحظة أنهم جزء من الثورة، هم يبحثون عن مكان "آمن" في جيش النظام، الذي حاربوه لسنوات. كانت الفكرة الوحيدة التي سيطرت عليّ في تلك الفترة، أنني أريد الاستمرار في العمل الذي آمنت به. لكن من دون أن أعرض نفسي قبل أي أحد للخطر. فأن تكون إعلاميًا داخل مناطق النظام، وبين ظهراني عناصره، فأنت "تقامر" بنفسك وأهلك أجمعين. للحظة، يكاد العمل الإعلامي أن يسرقك من نفسك. الحصول على معلومة تدفعك نحو الأخرى. الشغف في ضرب النظام بالتسريبات من داخله، كان يستهويني لفترة، حتى غاب عنّي المكان والزمان، خطأ واحد كان كافيًا لإفساد كل شيء. ارتكبت هذا الخطأ، وبدأتْ من بعدها الملاحقة الأمنية. لم يفصل بيني وبين الاعتقال الثالث إلا بضع دقائق، عندما غادرت المنزل ليداهمونه بعدها، بحثًا عني وعن هاتفي وحاسوبي الشخصي. كنت قد توجهت إلى درعا البلد متخفيًا، هناك حيث لا تستطيع يد النظام أن تطالك. بورصة التهريب بدأت البحث عن طريق للنجاة. كانت عمليات التهريب إلى شمال سوريا تتم على نحو شبه يومي. ضباط النظام مستعدون لنقل "أبو بكر البغدادي" نفسه من مكان إلى آخر، مقابل الحصول على المال. كنت أراقب الخارجين إلى إدلب واطمئن إلى وصولهم. الطريق بين السالك حينًا والمقطوع أحيانًا، مخيف ومتعب جدًا، أنت عرضة لأن تكون "بازارًا" على أحد الحواجز، إن طمع بك أحدهم ودفع للمهرب أكثر مما دفعت أنت. تزايدت عمليات الاعتقال بحق "الهاربين"، بدأ الطريق إلى إدلب يتحول إلى كابوس، أصبح مجتمع "المُهَرِّبُين" أقرب للبورصة وسوق التنافس و"المكاسرة".. في الأسعار والأرواح. وكنت مستعداً لدفع ثمن هذه الرحلة بكل مخاطرها. فالبقاء في درعا سيعرض عائلتي قبل أن يعرضني شخصيًا للخطر. إلى أن رمى أحدهم على أذني بكلمة "لبنان". الطرق إلى هناك ميسرة، بل إن "سوق التهريب إلى لبنان" لا يشهد ذات التنافس الذي يشهده "سوق إدلب". فكل الطرق تجتمع عند "حزب الله" الذي يُشرف عليها جميعها. في البداية لم ترق لي الفكرة على الإطلاق، أنا لم "أهرب" من ملاحقة النظام في درعا لأذهب إلى أحضان وكيله في لبنان. خطاب المسؤولين اللبنانيين "رافض للاجئين". الحصول على إقامة قانونية وفرصة للعمل في لبنان تكاد تكون مستحيلة، حتى السفر إلى خارج لبنان لن يكون بهذه السهولة. لائحة الأسعار دفعتني قلّة الحيلة، وربما فضولي كإعلامي، إلى الاستفسار عن تلك الطرق التي يتحدثون عنها. قام أحد الأصدقاء، ممن أثق بهم، بإيصالي بشخص ليتولى اطلاعي على لائحة الأسعار والامتيازات، كنت أشبه بمن يبحث عن تذكرة للطيران، ويفاضل بين الأسعار والتواريخ والخدمات، التي سيحصل عليها على متن الطائرة. الأسعار من القلمون الغربي تختلف عن وادي خالد، وتختلف عن الديماس وعن غيرها. يمكنك استخدام السيارة في كامل المسافة أو في بعض منها، أو عليك المشي لساعات. لكل طريق سعره و"رفاهيته" التي تختلف عن الآخر، تهريب الطفل بنصف مبلغ تهريب البالغ، شعرت للحظة أنه سيمنحني "كوبون" للتخفيضات، قبل أن تنتهي هذه المكالمة، التي لم ترق لي أبدًا، بالسؤال: "هل تريد أن نقلّك من درعا أم دمشق؟ إذا أردت أن نقلّك من درعا عليك دفع مبلغ إضافي"، سألته ساخرًا: "وهل تقدمون خدماتكم في درعا أيضًا؟"، ليجيب بثقة: "من جميع أنحاء سوريا". انهيت الاتصال، وعدت مباشرة إلى صديقي، الذي أوصلني بهذا الشخص. كنت أود التأكد أنني لست أمام مجنون أو عميل بالغ الغباء، يكشف أسراره بهذه البساطة. لكن صديقي أكّد ليّ بأن ما سمعته كان حقيقيًا، ولست أول الخارجين، وبالتأكيد لن أكون الأخير. بداية الرحلة قررت عدم التفكير بالأمر، ليس رفضه، بل الموافقة من دون أي تفكير، لأنني كنت متأكدًا أن التفكير بالتفاصيل، سيُدخلني في دوامة من الشك، ستدفعني إلى الرفض حتمًا. كانت الطرق إلى إدلب تُغلق الواحد تلو الآخر. البقاء في درعا لفترة أطول سيغري النظام بالتعرض لأهلي أكثر. أبلغت المهرب بالموافقة، واشترطت عليه أن تبدأ عملية التهريب من درعا، طلب مبلغًا ضخمًا. كان تقريبًا كل ما أملك من مدخرات. وافقت من دون تردد. إن تعرضت للاعتقال ربما كنت سأدفع أضعافه لأرى الشمس من جديد. أجريت بعض الاتصالات بعدد من الأصدقاء، الذين أعرفهم في لبنان. لم أكن أفصح عن نيتي الذهاب إلى هناك، كنت أبرر أسئلتي الكثيرة بـ"حشريتي المعتادة". وصلت إلى نتيجة أن بيروت هي المكان الأفضل للإقامة مؤقتًا، لأسباب عديدة، اكتشفت لاحقًا أنها أكثر تعقيدًا مما ظننت. أودعت المبلغ لدى أحد الوسطاء الذين تم تحديدهم. أتت السيارة إلى نقطة قريبة من درعا البلد، في الوقت المتفق عليه. بدأت رحلتي من درعا إلى بيروت.(يتبع..) al modon
Viewing all 773 articles
Browse latest View live